علي الشريف احمد
07-27-2011, 09:33 PM
حتى لا تتحير التخلى والتحلى ثم التجلى
الدكتور أسامة الأزهري : التخلي أشد مراحل ...التزكية
لتزكية النفس ثلاث خطوات:
"التخلي"، و"التحلي"، و"التجلي".
أما "التخلي" و"التحلي" فهما من فعل العبد.
وهما عبارة عن مجاهدات.
ورياضات نفسية باطنية.
وتعب، ومنازعة.
وترويض، وتهذيب من الإنسان لنفسه.
ثم تطعيمها بالمعاني العلوية الشريفة الراقية.
والمواظبة على إروائها بالذكر والشكر، وصدق التوجه والسير إلى الله.
وأما التجلي فهو نتيجة.
وهو من فعل الله تعالى، حينما يرى من عبده صدق المجاهدة.
فيقابل الله تعالى ذلك بفتح أبواب التوفيق.
ومد أسباب المعونة.
واصطفاء ذلك الباطن لمناجاته وشرف معرفته.
فهو شأن إلهي، وتصرُّف رباني، يفعله الله تعالى بتلك النفوس التي قامت بالتخلي والتحلي.
بحيث يفيض الله على تلك النفس أنوار معرفته.
وينظر إليها نظر الرحمة واللطف.
ويجعل الله تعالى تلك النفس كرياض الجنان.
اتساعاً، وطهراً، وإقبالاً على الله.
وتزكية، وسمواً، ورقياً، وعرفاناً، نوراً، وبصيرة.
***
أما "التخلي" فإنه أشق تلك المراحل.
وأصعبها، وأشدها.
وأكثرها ثقلاً على النفس.
لأنه مخالفة، وجراحة، واستئصال للتشوهات النفسية.
وتنقية من الشوائب التي صارت النفس تألفها وتعتادها وتعيش بها سنوات طويلة.
ألا تتذكر السنوات الأولى من تربية الطفل.
ألا تتذكر الصبر الشديد، وكظم الغيظ.
حتى يتم ترويض الطفل على منظومة الآداب التي لا بد منها.
وحتى يخرج من طور الجهل والاندفاع واختراق عادات البشر الراقية الآدمية.
وحتى يفهم بالتدريج أنك عندما تمنعه مما يرغب فيه ويتعلق به..
فإنك إنما تحميه من نفسه.
وأنك أشد شفقة عليه من نفسه.
لأنه يتعلق بما قد يسبب له الموت والاحتراق والهلاك.
وأنت تمنعه من ذلك بكل ما تملك.
فيخيل إليه أنك تمنعه مما يحب.
فتأمّل وتذكّر مقدار ما يقع في تلك السنوات من مخالفة لرغباته، وأخذه ببعض الشدة.
مع ما يقع منه من بكاء وممانعة ومنازعة.
فكذلك النفس في مراحل التخلي.
***
و"التخلي" أيضا يتحقق بأن تغوص بداخل النفس.
إلى أعمق أعماقها البعيدة.
حتى تصل إلى قاعها.
وحتى تقف عند تلك الآلات.
التي تصنع المعاني التي تُسَيِّرُ النفس.
فهناك في أعماق نفسك تكمن تلك المصانع، التي تنتج الشحناء، والبغضاء.
والعلل، والوهن، والتراخي، والأهواء.
والتشبث، والتطفل، والنهم إلى ملاحقة أخبار الناس، وأحداث الحياة اليومية الضيقة.
وتنتج العيوب الخطيرة التي تنحرف بالنفس انحرافًا بعيداً.
في غاية الخفاء والغموض، بحيث لا تشعر النفس بوجوده لشدة خفائه.
مما ينتج الظلم، والمكر، والخداع، والتحايل، والحرص الشديد الزائد، والطمع، والشَّرَه.
إلى آخر تلك المعاني الظلمانية.
التي تملأ الباطن بالكدر.
وتوقظ أسوأ ما في النفس من عادات وأخلاق وردود أفعال.
فلا بد من أن تغوص في تلك الأعماق، لتُجري جراحة دقيقة.
تستأصل بها من داخل النفس تلك التشوهات، وذلك الاعوجاج الذي تراكم وتجمّد.
ولتنظف باطنك من تلك النجاسات المعنوية الرديئة.
ولتكسر تلك الأحجار المشوّهة، التي تراكمت على الباطن فأظلم وتكدّر.
***
الدكتور أسامة الأزهري : التخلي أشد مراحل ...التزكية
لتزكية النفس ثلاث خطوات:
"التخلي"، و"التحلي"، و"التجلي".
أما "التخلي" و"التحلي" فهما من فعل العبد.
وهما عبارة عن مجاهدات.
ورياضات نفسية باطنية.
وتعب، ومنازعة.
وترويض، وتهذيب من الإنسان لنفسه.
ثم تطعيمها بالمعاني العلوية الشريفة الراقية.
والمواظبة على إروائها بالذكر والشكر، وصدق التوجه والسير إلى الله.
وأما التجلي فهو نتيجة.
وهو من فعل الله تعالى، حينما يرى من عبده صدق المجاهدة.
فيقابل الله تعالى ذلك بفتح أبواب التوفيق.
ومد أسباب المعونة.
واصطفاء ذلك الباطن لمناجاته وشرف معرفته.
فهو شأن إلهي، وتصرُّف رباني، يفعله الله تعالى بتلك النفوس التي قامت بالتخلي والتحلي.
بحيث يفيض الله على تلك النفس أنوار معرفته.
وينظر إليها نظر الرحمة واللطف.
ويجعل الله تعالى تلك النفس كرياض الجنان.
اتساعاً، وطهراً، وإقبالاً على الله.
وتزكية، وسمواً، ورقياً، وعرفاناً، نوراً، وبصيرة.
***
أما "التخلي" فإنه أشق تلك المراحل.
وأصعبها، وأشدها.
وأكثرها ثقلاً على النفس.
لأنه مخالفة، وجراحة، واستئصال للتشوهات النفسية.
وتنقية من الشوائب التي صارت النفس تألفها وتعتادها وتعيش بها سنوات طويلة.
ألا تتذكر السنوات الأولى من تربية الطفل.
ألا تتذكر الصبر الشديد، وكظم الغيظ.
حتى يتم ترويض الطفل على منظومة الآداب التي لا بد منها.
وحتى يخرج من طور الجهل والاندفاع واختراق عادات البشر الراقية الآدمية.
وحتى يفهم بالتدريج أنك عندما تمنعه مما يرغب فيه ويتعلق به..
فإنك إنما تحميه من نفسه.
وأنك أشد شفقة عليه من نفسه.
لأنه يتعلق بما قد يسبب له الموت والاحتراق والهلاك.
وأنت تمنعه من ذلك بكل ما تملك.
فيخيل إليه أنك تمنعه مما يحب.
فتأمّل وتذكّر مقدار ما يقع في تلك السنوات من مخالفة لرغباته، وأخذه ببعض الشدة.
مع ما يقع منه من بكاء وممانعة ومنازعة.
فكذلك النفس في مراحل التخلي.
***
و"التخلي" أيضا يتحقق بأن تغوص بداخل النفس.
إلى أعمق أعماقها البعيدة.
حتى تصل إلى قاعها.
وحتى تقف عند تلك الآلات.
التي تصنع المعاني التي تُسَيِّرُ النفس.
فهناك في أعماق نفسك تكمن تلك المصانع، التي تنتج الشحناء، والبغضاء.
والعلل، والوهن، والتراخي، والأهواء.
والتشبث، والتطفل، والنهم إلى ملاحقة أخبار الناس، وأحداث الحياة اليومية الضيقة.
وتنتج العيوب الخطيرة التي تنحرف بالنفس انحرافًا بعيداً.
في غاية الخفاء والغموض، بحيث لا تشعر النفس بوجوده لشدة خفائه.
مما ينتج الظلم، والمكر، والخداع، والتحايل، والحرص الشديد الزائد، والطمع، والشَّرَه.
إلى آخر تلك المعاني الظلمانية.
التي تملأ الباطن بالكدر.
وتوقظ أسوأ ما في النفس من عادات وأخلاق وردود أفعال.
فلا بد من أن تغوص في تلك الأعماق، لتُجري جراحة دقيقة.
تستأصل بها من داخل النفس تلك التشوهات، وذلك الاعوجاج الذي تراكم وتجمّد.
ولتنظف باطنك من تلك النجاسات المعنوية الرديئة.
ولتكسر تلك الأحجار المشوّهة، التي تراكمت على الباطن فأظلم وتكدّر.
***