المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رواد الفكر والتجديد .... السودان وإفريقيا .......


وليد قاسم
01-15-2011, 08:58 PM
رواد الفكر والتجديد– السودان وإفريقيا جنوب الصحراء في المئتي سنة الأخيرة ....... دكتور حسن مكي محمد احمد

دراسة مقارنة بين عثمان دان فودي في صكتو والشيخ أحمد التجاني والميرغني الكبير وأحمد الطيب البشير في ديار الفونج

منقول ....

وليد قاسم
01-15-2011, 08:59 PM
فى الرسالة كلام قيم وتحليل دقيق عن دخول الختم واقامته فى السودان

وليد قاسم
01-15-2011, 09:08 PM
السودانيون والميرغني الكبير:
يختلف السودان وإريتريا التي مر عليها الميرغني الكبير في عام 1813م – أي قبل أكثر من مئتى عام عن أحوال أوضاع سودان اليوم- صحيح أنّ الصلة بين ضفتي البحر الأحمر لم تنقطع أصلاً، وأن حكام سواكن وعيذاب موانئ السودان القديم، كانوا من أشراف مكة في تحالف أو تعاون مع قيادات البجة في المنطقة. وصحيح أن الهجرات الغربية من جهينة وربيعة عمّرت بوادي السودان وربوعه، كما أن طريق الحج ظل يصل ما بين إفريقيا الأطلسي وإفريقيا البحر الأحمر ويربط تجارة إفريقيا بالحجاز ويرفد ثقافة الأطلسي بثقافة البحر الأحمر، ومثل طريق الحج الذي يخترق إفريقيا ويجمع بين قبائل غرب إفريقيا وقبائل السودان رواقاً للصهر والدمج وتفاعل التجارة والثقافة واللغات والعادات والتقاليد.
ولكن كذلك، فإن أوضاع السودان كانت في منتهى التفكك والتحلل نسبة لتحلل النظام السياسي الذي مثلته دولة الفونج من مركزها في سنار وأصبح السودان خاضعاً لمشيئة رؤساء القبائل وبعض البيوت الدينية وقادة العسكر وما تبقى من الأمراء . وكان الفقر والتخلف والبؤس والجهل والتعري القاسم المشترك بين جمهور السودانيين. وكان السودانيون ، إلا من رحم ربك، تتطلع أوضاعهم إلى المخّلص، الذي يجمعهم ويوحد كلمتهم ويربطهم روحياً بمعاني التدين وينتشلهم مادياً من البؤس والجوع والعري ويحيطهم بالأمن والسلام في هذا الظرف، وصل السيد/ محمد عثمان- المولود في عام 1793م بالطائف والمتوفى في 2 مايو 1852م والمدفون بمكة إلى الحبشة ونواحي إريتريا والسودان في ثلاث رحلات ، ابتداءً من عام 1813م حتى عام 1821م أي أنه قضى تسع سنوات سائحاً في ربوع السودان متفرغاً للدعوة– ولم يتجاوز عمره العشرين عاماً، وهل كان يستطيع تحمل لأواء السودان غير شاب صغير معد روحياً ومعنوياً ومادياً للمركب الصعب– تهامس الناس بوصول شريف من أشراف مكة ، جاب شرق السودان ووسطه وتدافع الناس حوله التماساً للبركة وانتماءً لناصر الدين وطلباً للانتماء– وذاع صيت الشريف القادم من مكة والتف حوله الناس وأصبح نجماً تداعى إليه الشباب مما سبب له المشاكل والخصومات في سنار مع رجال الدين والطرق ، الذين انزعجوا لانفضاض الناس من حولهم والتفافهم حول الشريف والشاب صاحب الحسب الذي نزل ديار الفونج.

وليد قاسم
01-15-2011, 09:09 PM
وحينما وصل الشريف إلى كردفان ، جذب إليه القلوب وفي بارا في قلب كردفان، أبت أسرة سودانية كريمة إلا أن تصهره لبنتها، المرموز لها ببنت الجلاب، وقد نسج العقل السوداني حول هذه المصاهرة أسطورة، إنها بنت صالحة، عمّت شهرتها الآفاق، وأن الشيخ عثمان دان فودي صاحب الوقت ومجدد أمر الدين في غرب إفريقيا، كان ينوي طلب يدها ولكن سبقها إليه الشاب الشريف الميرغني في نحو عام 1814م ونحن نستبعد ذلك، لأن عثمان دان فودي كان حينها قد مات أو في فراش الموت، كما أنه بعيد وإن سمع عن السودان فمن المؤكد أنه لم يعرف بارا. وفي كردفان تعرض الميرغني لمضايقات من حاكمها المقدوم مسلم وربما أخذته الغيرة من انعطاف قلوب الناس إليه أو خوفه من شعبيته أو تحريض العلماء المنافسين له وذات الشيء حدث له في سنار من الوزير ود الأرباب وعدد من علمائها، سببوا له المضايقات وعملوا على معاكسته ولكن مع ذلك نجح في كسب قلوب العباد.
وأثمر زواجه في بارا، ابنه الحسن الميرغني الذي جدد الطريق وساق الناس في طريق أبيه الختم.
كما أن العائلة بحسبها ونسبها ومظهرها وحسن سمعتها، مثلت كذلك فكرة الحضارة والتمدن واستهوت الشباب وأصحاب التطلعات الذين يريدون النموذج الذي يقلد ويتبع، حتى إن ابن الميرغني، عرف وسط عراة السودان بالحسن أب جلابية، بمعنى أنه تميز بكسوة وهندام غير معهودين ولافتين للنظر، فالتجديد كان على مستوى الفكرة والهيئة، وحتى الأكل لأن الختمية كذلك أدخلوا الأطعمة الحجازية من قمح وأرز ولوازمهما.

وليد قاسم
01-15-2011, 09:10 PM
ومما يبدو من الرسائل المتبادلة بين الميرغني وابن ادريس ، أن الثاني كان يريد ألا تطول مهمة الأول في السودان وكان يريده كساعد أيمن له في الحجاز ولكن الميرغني استغرقته هموم السودان ومشاكله وأهواله وصعابه. وازدادت خبراته بالدعوة وقضاياها ومطالبها بعد أن أخذ في التنزيل على الواقع والتأطير على ما في ذهنه من تنظير.
وتكشف ثقافة الميرغني، عن ثقافة عميقة شعراً ونثراً مكنته من بسط السيرة النبوية شعراً في مولده، كما برز له كتاب " تاج التفاسير لكلام الملك الكبير" (21) على نمط تفسير الجلالين المشهور للحلي والسيوطي.
ويمكن القول، بأن تاريخ الطائفة مشوب بالسياسة، مرتبط بالحكم ووسائطه، والسلطة وعدتها (22)، فالميرغني الكبير كان معروفاً لدى حكام الحجاز ومصر واليمن والسودان وكان مهاباً من قبلهم، بعضهم نظر إليه بحذر وبعضهم عاداه والبعض الآخر سعى لكسبه. والعائلة كانت معروفة على مستوى العالم الإسلامي في مكة والطائف وآسيا الوسطي ومصر وتكلم عنها المؤرخ الإمام الجبرتي في تاريخه وكذلك فأن مؤلفات عبد الله الميرغني الجد معروفة مثل "أزاهير الرياحين" التي كثيراً ما أشار إليه الميرغني في تفسيره.
وكان الميرغني من رجال الدعوة العابرين للحواجز الجغرافية والسياسية ولذلك انتشرت ذريته ما بين الحجاز ومصر والسودان وإريتريا وأصبح لها وضع ونفوذ وسط الحكام والأسر والقيادات الدينية وأورثت الطريقة للذهنية السودانية، ديناً وعلماً وأحدثت إصلاحاً أخلاقياً واجتماعياً. درس الميرغني أصول معظم الطرق الصوفية، التي اشتهرت في زمانه وهي النقشبندية في آسيا الوسطى وقادرية العراق والشاذلية القادمة من المغرب والجنيدية الحجازية والمرغنية طريقة جده عبدالله المحجوب.
السودانيون والميرغني الكبير:
سعى الميرغني ثم ابنه الحسن للتواصل والمصاهرة والتعارف مع العوائل الكبيرة كآل سوار الدهب، والإنقرياب وآل كباشي والبادراب والإسماعيلاب والمريوماب والخوجلاب وقيادات الطرق كالقادرية والمكاشفية والعركيين والشيخ حسن ود حسونة والجعلي في شمال السودان الخ..

وليد قاسم
01-15-2011, 09:11 PM
وبلغ عدد خلفائه في السودان ألف خليفة، فيمرحلة من المراحل، يقومون بالإرشاد والدعوة وتصريف أمور الطريق. وقد أكثر اللهذريته، حتى أنه دفن من أولاده سبعين نفساً بين ذكور وإناث ،فقد كان كثير الزواجوالتسري ولكن قام على أمر خلافته ست من أبنائه منهم محمد سر الختم الذي كانت إقامتهووفاته بمكه وله مؤلفات عديدة واشتهر ابنه محمد الميرغني بمصر وله تكايا في القاهرةوالإسكندرية والسويس وبورسعيد، وثاني أبنائه عبد الله المحجوب كان بمكه وثالثهمالسيد عثمان تاج السر بسواكن، ورابعهم محمد الحسن في السودان وتوفي بكسلا، وأنجبمحمد عثمان القريب والذي عاش فقط 39عاماً وصادم المهدية في السودان وتوفي بمصر. وقدسعى مهدي السودان لكسب المراغنة وكتب لمعظم أعيان العائلة ولكن كما هو معروف هاجرالسيد محمد عثمان الغريب إلى مصر وتوفي في 17 يناير 1886، بعد وفاة المهدي بستةأشهر. ومن أولاده كذلك السيد هاشم وشقيقته ما بين مصوع وطوكر في شرق السودان.
معتركيز الميرغني الكبير على النخبة والأسر المعروفة، إلا أن معظم أتباعه من العامةالذين لا دراية لهم بحقيقة العلوم والمتواصلين معه بالحب والطاعة، لذا فقد ألف لهمكتباً تتماشى ومقدراتهم العقلية، تقرب لهم مفهومه ومنطوقه، وكتبت بالعبارات الجزلة،حمالة الأوجه والمعاني، فيكتفي العامي بتصريح العبارات ويقتني العالم دقيقالإشارات

وليد قاسم
01-15-2011, 09:11 PM
اختلفت الميرغنية (الختمية) عن المهدية في رفضها للعنف والتماسهاالإصلاح بالإرشاد والدعوة السلمية المترفقة كما رافقتها حركة علمية، ونجحت في كسبمناطق المحاكمة الحضارية في وسط السودان وكذلك نجحت في مناطق الهامش والتخلف في شرقالسودان وارتريا، بينما اعتمدت المهدية (1880/1898) على التعبئه والاستنفار والجهاد، ولم تصب نجاحاً في مناطق المحاكمة الحضارية ولذلك اتجهت إلى الهامش وكسبتبالعصبية ونجحت في فرض برنامجها الإصلاحي ، حيث إنها حركة جهاد وتعبئة ونفير ضدالسلطان الظالم، وسعت لكسر شوكة الدولة الفاسدة الظالمة، ولكن رفضت ركائز علماءالدولة الفكرة المحورية القائمة على مهدي آخر الزمان الذي يملأ الأرض عدلاً بعد أنملئت جوراً وظلماً، ومع نجاح لاهوت التحرير في المهدية إلا أن لاهوت التعمير وإقامةالدولة النموذجية لم يثمر، نسبة للحروب الداخلية والخارجية والصراعات ولكن مع ذلكدخلت المهدية في التاريخ السوداني وأصبحت جزءاً من مكونات الأمة السودانية وعقلهاوأصبحت شريكاً في إداره مشروع السودان إلى يومنا هذا.

وليد قاسم
01-15-2011, 09:26 PM
ربما لا نتفق مع كل ما جاء فيها ... الا ان الشهادة من اكاديمى منصف لها قيمتها

كان هذا الجزء ما يخص الامام الختم و من اراد الرسالة بطولها وفيها كلام عن السيد احمد بن ادريس ومدرسته والشيخ احمد الطيب

ولولا خشية ان تملوها لنقلتها هنا اذ انها اكثر من 6000 كلمة

اضغط هنا
http://nile.elaphblog.com/posts.aspx?U=2630&A=25829

محمد جمرة
01-16-2011, 04:47 PM
المهندس
كيف حالك؟
د. حسن مكي قلما يتحرر في كتاباته من عصبية الإسلاميين التي أفسدوا بها البلاد!! وإم كنت غير مقتنع ابداً بالتوصيف الذي يقدم به في جهزة الإعلام بالمفكر
وما عارف إيه القرن الأفريقي! إلا أني وجدت نفسي هاضما لكلامه هنا برغم أن أفنديته قد حرمته من أن يقبل بعض السائل فيعمد إلى التفسير الخاطئ ولكنه على كل حال بحسب تقديري لم يخرج عن النص ولكنه لا يستحق أن تنعم عليه بالإنصاف!!
هو أكاديمي نعم ولكنه ليس منصفا البتة
لك الشكر أخي وليد
وننتظر غوصاتك