القبول يا رب - شباب الطريقة الختمية بدائرة ود ابراهيم بأم بدة

مجموعة مدائح ختمية.. شباب الطريقة الختمية بمسجد السيد علي الميرغني ببحري


غير مسجل أهلاً ومرحباً بكم

العودة   مُنتديات الختمية > الأقسام العامة > النّور البرّاق

النّور البرّاق خاص بمدح النبي المصداق وثقافة الختمية

إهداءات ^^^ ترحيب ^^^ تهاني ^^^ تعازي ^^^ تعليقات ^^^ إعلانات

تاج التفاسير لكلام الملك الكبير

النّور البرّاق

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-17-2012, 02:04 PM   #1
عثمان بشاره


الصورة الرمزية عثمان بشاره



عثمان بشاره is on a distinguished road

افتراضي رد: تاج التفاسير لكلام الملك الكبير


أنا : عثمان بشاره




(إن الله غفور) لمن فعل ذلك لعذره المذكور (رحيم) به حيث وسع له في ذلك(إن الذين يكتمون) ويخفون ويحرفون(ما أنزل الله من الكتاب) وهو ما في التوراة من نعته صلى الله عليه و سلم (ويشترون به) بأن يستبدلوا(ثمنا قليلا) من حقير الدنيا وخسيسها (أولئك) الفاعلون ذلك (ما يأكلون في بطونهم) الخبيثة (إلا النار) لأن عاقبتهم إليها (ولا يكلمهم الله) بل يحرمون لذة مناجاته ويبوءون بغضبه وكبير نقماته (ويوم القيامة) يوم العرض على جنابه العزيز (و لايزكيهم) يطهرهم من دون معاصيهم (ولهم) بما قدموا (عذاب أليم) شديد لا ينفك(أولئك الذين اشتروا) بفساد عقولهم (الضلالة) طريق الخسران (بالهدى) سبيل النجاة لدى الله(و العذاب) استبدلوه (بالمغفرة) لدى الله (فما أصبرهم) ما أشد صبرهم (على النار) التي هي دار غضب الجبار (ذلك) المذكور (بأن الله نزل الكتاب) القرآن (بالحق) الذي لا شك فيه (وإن الذين اختلفوا في الكتاب) وقالوا شعر و قالوا كهانة (لفي شقاق) خلاف عن الحق (بعيد) وبئس هم (ليس البر) الذي يقربكم إلي الله وقرئ البر بالرفع(أن تولوا) في صلاتكم (وجوهكم قبل المشرق) أي جهة المشرق



























(والمغرب) ونزلت الآية في اليهود و النصارى حين زعموا أن ذلك عند الله هو البر(ولكن البر) عمل البر النافع لدى الله وقرئ البار وقرئ بالتخفيف ورفع البر (من آمن بالله) ولم يشرك في عبادته أحدا(و اليوم الآخر) آمن بيوم الحساب ووقوعه وما فيه من الجزاء(والملائكة) أنهم عباد الله معصومون خزنة أسراره(والكتاب) أي و الكتب أنها كلام الله المودع فيه أحكامه(والنبيين) أنهم صادقون فيما جاءوا به عن الله(وآتى المال) أي وأعطاه(على حبه) أي مع محبته له في حال صحته وفي البخاري و مسلم وغيرهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أفضل الصدقة أن تتصدق وأنت صحيح شحيح تأمل العيش وتخشى الفقر ولا تمهل حتى إذا بلغت الحلقوم قلت لفلان كذا و لفلان كذا ألا وقد كان لفلان أو على حب الله بأن آثر الآخرة على الدنيا وأنفق ماله رغبة فيها بل أعطى المال لله فإن من أنفق ماله في محبة الله لا لطلب الآخرة بل لطلب وجهه الكريم هو العبد الحقيقي (ذو القربى) أي أعطاه أهل القرابة الحسية أو أهل القرابة المعنوية وهم أهل الله(واليتامى) الذين مات آباؤهم (و المساكين) الضعفاء أو من سكن قلبهم إلي الله (وابن السبيل) المسافر أو من توجه إلي الله بالصدق وترك علائق الكون (والسائلين) الطالبين فإن الطالب له حق وفي الحديث قال صلى الله عليه وسلم للسائل حق وإن جاء على فرس (وفي الرقاب) أي وأعطى المال لفك الرقاب كالمكاتب و الأسير (وأقام الصلاة) بأركانها مع الحضور (وآتى الزكاة) المفروضة عليه عن طيب نفس (والموفون بعهدهم) لله (إذا عاهدوا) فلا ينقضونه مع الناس أو مع ربهم (و الصابرين) بلا كثرة قلق (في البأساء) شدة الفقر إذا حلت بهم ( والضراء) حال المرض





















(وحين البأس) حين يحمى القتال (أولئك) المنعتون (الذين صدقوا) في معاملتهم مع مولاهم (وأولئك هم المتقون) المختشون الله المتحققون بخوفه وفي الحديث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من عمل بهذه الآية فقد استكمل الإيمان (ياأيها الذين آمنوا) بالله و رسوله ( كتب) فرض (عليكم القصاص) باعتبار المماثلة وقرئ كتب بالبناء للفاعل و القصاص بالنصب (في القتلى) فالحكم أن القتل (الحر) المسلم (بالحر) المسلم وفي الحديث قال صلى الله عليه وسلم لا يقتل مسلم بكافر (والعبد) يقتل (بالعبد) وفي مسند أحمد عنه صلى الله عليه و سلم لا يقتل حر بعبد (والأنثى) تقتل (بالأنثى) ويقتل الذكر بها كما وضحت السنة (فمن عفى له) أي عفا القاتلون له ( من أخيه) أي من دم المقتول (شئ) بأن عفا بعض الأولياء فيسقط القود حينئذ (فاتباع) على العافي للقاتل (بالمعروف) فيطالبه بالدية بلا تشديد عليه (وأداء) على القاتل (إليه) إلي الوارث العافي للدية (بإحسان) بلا تسويف ومطل (ذلك) الحكم المذكور من الله (تخفيف) وتهوين (من ربكم) عليكم (ورحمة) بكم فإنه وسع عليكم يا أمة محمد ما حجره على غيركم فإنه قد أوجب جل شأنه على النصارى الدية وعلى اليهود القصاص (فمن اعتدى) فقتل القاتل المعفو عنه (بعد ذلك) العفو الواقع (فله عذاب أليم) في الدار الآخرة ويقتل في الدنيا أيضا لما ورد أنه صلى الله9 عليه وسلم قال لا أعافي أحدا قتل بعد أخذ الدية (ولكم) معشر عباد الله المؤمنين (في القصاص) وقتل القاتل بالمقتول (حياة) لأنه إذا علم أنه يقتل ترك القتل أو من رأى القصاص لا يتجرأ على القتل فاعلموا ما أراد بذلك الله (يا أولي الألباب) العقلاء أهل الفطانة و العقول السليمة (لعلكم تتقون) تجتنبون القتل






















(كتب عليكم) فرض عليكم (إذا حضر أحدكم الموت) بأن بانت أسبابه وظهرت علاماته عليه (إن ترك خيرا) مالا (الوصية) يوصى بها (للوالدين و الأقربين) وكان هذا في بدء الإسلام ونسخ بآية المواريث وقوله صلى الله عليه وسلم لا وصية لوارث (بالمعروف) و العدل فلا يعطي الغني أكثر من الفقير و لا يتجاوز الثلث (حقا) ذلك (على المتقين) المختشين الله سبحانه (فمن بدله) أي غير الإيصاء من وصى و شاهد (بعد ما سمعه) بنفسه أو وصل إليه بتحقيق (فإنما إثمه) إثم تغييره (على الذين يبدلونه) لا على الميت (إن الله سميع) لما يقوله الموصون (عليم) بما يفعل كل وصى فيجازيهم عليه (فمن خاف) توقع و علم (من موص) وقرئ مثقلا (جنفا) ميلا إلي الخطأ في أمر الوصية (أو إثما) كأن يتعمد الزيادة على الثلث أو تفضيل الغنى ( فأصلح بينهم) أي بين الموصى لهم على الطريق الشرعي (فلا إثم عليه) فيما فعل ( إن الله غفور) للمسيئين (رحيم) بالمحسنين (يا أيها الذين آمنوا كتب) فرض (عليكم الصيام) صيام رمضان (كما كتب) مطلق صوم أيام (على الذين من قبلكم) من الأنبياء وأممهم (لعلكم تتقون) ما يبعد عن الله فإن الصوم يكسر الشهوة التي هي أول داع إلي المعاصي وفي الحديث قال صلى الله عليه وسلم عليكم بالباءة فمن لم يستطيع فعليه بالصوم فإنه له وجاء

























(أياما معدودات) موقتات هي مدة شهر رمضان القائل فيها صلى الله عليه وسلم صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته فإن غم عليكم فأكملوا العدة ثلاثين (فمن كان منكم) معشر عباد الله المؤمنين (مريضا) فيها (أو على سفر) كذلك مسافرا سفر قصر (فعدة) إذا أفطر تلزمه (من أيام أخر) على عدد ما أفطر (وعلى الذين يطيقونه) أي الصوم (فدية) أي يفتدى عنها وذلك (طعام مسكين) من غالب قوت البلد ونسخت بقوله تعالى ((فمن شهد منكم الشهر فليصمه)) وقدرها مد عن كل يوم (فمن تطوع خيرا) زاد للمساكين في الفدية (فهو) التطوع (خير له) عند الله وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله (وأن تصوموا) معشر المؤمنين (خير لكم) في آخرتكم (‘ن كنتم تعلمون) ما في الصوم من الثواب (شهر رمضان) هو الواجب صومه على هذه الأمة (الذي أنزل فيه) من اللوح المحفوظ في ليلة القدر إلي بيت العزة في سماء الدنيا (القرآن) ثم أنزل نجوما إلي النبي صلى الله عليه و سلم في مدة البعثة (هدى) من الضلال (للناس) أجمعين (وبينات) آيات و اضحات الدلالة (من الهدى) المهتدى به إلي الصواب مما أحله الله وحرمه (و الفرقان) المفرق بين الحق و الباطل (فمن شهد) حضر (منكم) عباد الله المؤمنين (الشهر) المذكور (فليصمه) و لايفرط في يوم منه بغير عذر (ومن كان مربضا) مرضا مبيحا له الإفطار (أو على سفر) مسافرا مدة قصر (فعدة) يلزمه صيامها محل تلك الأيام (من أيام أخر) من باقي السنة (يريد الله بكم) حيث أباح لكم الفطر مع المرض و السفر (اليسر) وعدم المشقة (و لا يريد بكم العسر) المشقة بالتكاليف
























(ولتكملوا) وقرئ بالتشديد (العدة) عدة أيام صومكم (و لتكبروا الله) يوم الفطر (على ما هداكم) على هدايته لكم للصوم (و لعلكم تشكرون) الله على ما وفقكم له من صومكم الموجب لكم أكبر الجزاء لديه وفي الصحيحين قال صلى الله عليه وسلم كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فهو لي وأنا أجازي به والصيام جنة ولإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث و لايصخب وإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني امرؤ صائم و الذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عد الله من ريح المسك و للصائم فرحتان إذا أفطر فرح بفطره وإذا لقى ربه فرح بصومه وكيف لا يشكر شئ أوجب المعاملة مع الحق حتى تولى جزاءه بنفسه ولعل المقصود بجزائه تجلية بنفسه للصائم ولما سأل جماعة المصطفى صلى الله عليه وسلم أقريب ربنا فنناجيه أم بعيد فنناديه نزل (وإذا سألك عبادي) طالبين مني مقاصدهم (عني) إذا دعوني أقريب أم بعيد قل لهم قال لكم ربكم(فإني قريب) أقرب إليهم من حبل الوريد (أجيب دعوة الداع) لجنابي(إذا دعان) وطلب مني (فليستجيبوا لي) ما دعوتهم إليه من اللإيمان و الطاعة وليطيبوا مطعمهم ومشربهم فإن إجابة دعائم لي مقرونة بذلك وفي الحديث قال صلى الله عليه وسلم لسعد بن أبي وقاص يا سعد إن الله لا يستجيب دعاء عبد لم يطب مطعمه ذكر الحديث بطوله الجد سيدي عبدالله المرغني في حاشيته على كتابه المعجم و عند مسلم في آخر حديث له مرفوعا ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه لإلي السماء يا رب يارب و مطعمه حرام و ملبسه حرام ومشربه حرام وغذي بالحرام فأنى يستجاب لذلك (وليؤمنوا بي) يدوموا على الإيمان بي و العمل بما يزيدهم إيمانا (لعلهم يرشدون) وإلي سبيل الخير يهتدون وقرئ بكسر الشين و فتحها (أحل لكم) أيها الصائمون (ليلة الصيام) أي الليلة التي تصبحون صائمين نهارها (الرفث إلي نسائكم) الإفضاء إليهن بالجماع (هن) أي نساؤكم (لباس لكم) فراش



















(وأنتم لباس لهن)أي لحاف وهو كناية عن التعانق (علم الله) منكم (أنكم) لغلبة نفوسكم (كنتم تختانون) تخونون وتظلمون (أنفسكم) وذلك حين حجر عليكم فعل ذلك من أول الليل (فتاب عليكم) ما فعلتموه (وعفا عنكم) فيما أسأتموه(فالآن) وسع لكم في ذلك فقال لكم (باشروهن) أي جامعوهن(وابتغوا) اطلبوا(ما كتب الله لكم) الترخيص فيه من الجماع و طلب الولد (وكلوا) من طيبات ما أحل الله لكم (واشربوا) كذلك طول الليل (حتى يتبين) و يظهر (لكم الخيط الأبيض) وهو مبادي الفجر (من الخيط الأسود) وهو الليل (من الفجر) المعبر عنه بالخيط الأبيض فقد وسعنا لكم وأبحنا لكم ما كنا حجرناه عليكم من أول الليل إلي الفجر (ثم أتموا) من وقتكم ذلك (الصيام) عن كل مفطر (إلي الليل) وفي البخاري و مسلم عنه صلى الله عليه و سلم قال إذا أقبل الليل من ههنا و أدبر النهار من ههنا وغربت الشمس فقد أفطر الصائم (و لا تباشروهن) الضمير للنساء (وأنتم) أيها المؤمنون (عاكفون) مقيمون (في المساجد) بنية الاعتكاف فإنه يفسد (تلك) أحكام الله التي ذكرها (حدود الله) حدها لعباده (فلا تقربوها) فإنه من قرب من الشئ يخشى أن يدخل فيه و في الخبر عنه صلى الله عليه وسلم أن لكل ملك حمى و حمى الله محارمه فمن رتع حول الحمى يوشك أن يقع فيه (كذلك) مثل ما بين الله لكم هذه الأحكام (يبين الله آياته) التي يفرق بها بين الحق و الباطل (للناس) الطالبين النجاة منه
























(لعلهم يتقون) يجتنبون ما يوجب غضبه وعقابه (ولا تأكلوا) إن أردتم النجاة عند الله (أموالكم بينكم) بأن يأكل بعضكم مال بعض (بالباطل) بغير وجه حلال من سرقة و غصب ونهب وغير ذلك (و تدلوا بها) تعرضوا بها (إلي الحكام) كالرشوة (لتأكلوا) بتحاكمكم (فريقا) طائفة (من أموال الناس) تعديا على الله (بالإثم) أي بما يحصل لكم الإثم (وأنتم تعلمون) أنكم غير محقين فيصيبكم مقت الله وغضبه (يسألونك) بعض من الصحابة (عن الأهلة) ما بالها تبدو دقيقة كالخيط ثم تزيد حتىتستوى ثم لا تزال تنقص حتى ترجع كما بدأت (قل) لهم أيها النبي الكريم (هي) الأهلة (مواقيت للناس) معالم للناس يعلمون بها أوقات أمورهم و معالم لعبادتهم كأوقات صيامهم وإفطارهم (و الحج) كذلك يعلم وقته بها قلو بقيت على حالة واحدة لم يعرف ذلك(وليس البر) الذي تتقربون به إلي الله (بأن تأتوا البيوت) حين تقدموا محرمين وقرئ بكسر الباء (من ظهورها) لأنهم كانوا ينقبون نقبا في ظهر البيت فيخرجون به ويظنون أن ذلك البر (ولكن البر) المقرب إلي الله (من اتقى) الله واخشى حتى لم ير سواه (وأتوا البيوت) حالة إحرامكم (من أبوابها) كما كنتم تأتونها في غير وقت الأحرام(واتقوا الله) واخشوه وامتثلوا ما أمركم به (لعلكم) بما يقرب لديه(تفلحون) تظفرون (وقاتلوا) لله ونزلت هذه الآيةر حين صد النبي صلى الله عليه وسلم عن البيت ووقع الصلح بينه وبين الكفار على أنه يرجع للحرم العام المقبل ويخلون له مكة ثلاثة أيام وذلك عام الحديبية وتجهز بعمرة القضاء وخافوا أن لا تفى قريش ويقاتلوهم في الحرم للمنع من دخوله وكره المسلون قتالهم في الشهر الحرام والحرم مع الإحرام (في سبيل الله) طلبا لإعلاء كلمته






















(الذين يقاتلونكم) من الكفار أعداء الله(و لاتعتدوا) بابتداء القتال عليهم(إن الله لا يحب المعتدين) المتجاوزين الحد وهو منسوخ بقوله(واقتلواهم)الكفار(حيث ثقفتموهم) وجدتموهم(وأخرجوهم) أعداء الله(من حيث أخرجوكم) أي من مكة(و الفتنة) أي شركهم بالله (أشد) وأكبر لهم(من القتل) في حرمة مع الإحرام(ولا تقاتلوهم)ابتداء(عند المسجد الحرام) في الحرم(حتى يقلتلوكم) يفاتحوكم(فيه) الضمير للمسجد الحرام(فإن قاتلوكم) في الحرم(فاقتلوهم) ولا تبالوا بهم فإنهم بدءوا بهتك الحرمة(كذلك) قتلهم وإخراجهم (جزاء الكافرين) على كفرهم وتعديهم سابقا (فإن انتهوا) عن قتالكم وكفرهم وآمنوا(فإن الله غفور) لمن انتهى عن معاصيه(رحيم) لمن آمن به (وقاتلوهم) بعزم وجد في الله (حتى لا تكون) منهم (فتنة) شرك في دين الله (ويكون الدين) و العبادة (لله) خالصة ليس للأصنام فيها نصيب (فإن انتهوا) عن كفرهم (فلا عدوان) بالقتل و النهب (إلا على الظالمين) الذين لم ينتهوا عن الكفر(الشهر الحرام) الذي حرم الله فيه القتال (بالشهر الحرام) أي كما قاتلوكم في شهر حرام فقاتلوهم في مثله (و الحرمات قصاص) إذا انتهكت حرمة يقتص بمثلها (فمن اعتدى) تعدى بقتال في شهر حرام أو حرم أو إحرام


























(عليكم) معشر المؤمنين(فاعتدوا) تعدوا وتسلطوا(عليه)على المعتدي(بمثل ما اعتدى عليكم) فيما هو مرخص لكم(واتقوا الله) في الانتصار و لاتتعدوا إلي ما لم يبح لكم (واعلموا أن الله) جل شأنهلا (مع المتقين) فينصرهم على من عاداهم بعون الملك المبين (وأنفقوا) من أموالكم الطيبة (في سبيل الله) من الجهاد وغيره (و لاتلقوا بأيديكم) أي بأنفسكم (إلي التهلكة) إما بتضييع وجه معايشكم أو بكف عن جهاد (وأحسنوا) في إنفاق أموالكم (إن الله يحب المحسنين) للإصلاح علائقهم الدينية و الدنيوية (وأتموا الحج) وقرئ وأقيموا الحج (و العمرة لله) طالبين بهما وجهه الكريم موفين حقوقهما (فإن أحصرتم) عن إتمامهما ومنعتم بعد الدخول فيهما (فما استيسر) أي فما تيسر عليكم (من الهدي) و هو إما بدنة أو بقرة أو شاة (و لا تحلقوا) وأنتم محرمون (رءوسكم) و لاتحللوها (حتى يبلغ الهدي) الذي لزمكم (محله) الذي يحل فيه ذبحه وهو محل إحصاره لذبحه صلى الله عليه و سلم عام الحديبية بها مع أنها من الحل (فمن كان) في حين إحرامه (منكم مريضا) مرضا يحوجه إلي حلق رأسه (أو به أذى) كقمل وجرح و صداع (من رأسه) فإن حلقه وهو محرم (ففدية) تلزمه (من صيام) وقدرها ثلاثة أيام ( غاو صدقة) يطعمها مساكين (أو نسك) يذبح و يقسم للفقراء وفي الخبر قال صلى الله عليه و سلم لكعب بن عجرة لعلك آذاك هوامك فقال نعم له احلق وصم ثلاثة أيام أو تصدق بفرق على ستة مساكين أو انسك شاة و الفرق اثنا عشر مدا (فإذا أمنتم) من عدوكم
























(فمن تمتع) أي استمتع منكم (بالعمرة) بسبب خلاصة منها بممنوعات إحرامه (إلي الحج) إلي الاحرام به وذلك بأن يكون أحرم بالعمرة في أشهر الحج (فما استيسر) أي فعليه ما تيسر (من الهدي) وهو شاة و ذبحها بعد ال‘حرام به (فمن لم يجد) ثمن هدي(فصيام ثلاثة أيام) يلزمه (في الحج) أي في زمن إحرامه به (وسبعة إذا رجعتم) إلي أهلكم فصوموهن وقرئ سبعة بالنصب (تلك) الأيام المصومة(عشرة)ثلاثة قبل الوقوف وسبعة بعد الرجوع إلي الوطن(كاملة لا ينقص منها يوم واحد(ذلك) الحكم المتقدم من الصيام وجوب الهدى على من تمتع (لمن لم يكن) من الحجاج (أهله حاضري المسجد الحرام) بأن يكون على مسافة القصر (واتقوا الله) في ملازمة ما يأمركم به واجتناب ما ينهاكم عنه (واعلموا أن الله) عند تعدي حدوده (شديد العقاب) وبطشه شديد (الحج) زمنه (أشهر معلومات) وهي شوال و ذو القعدة وعشر ذي الحجة الأول (فمن فرض) أوجب على نفسه (فيهن) الضمير للأشهر (الحج) بأن أحرم (فلا رفث) بعد ذلك (و لا فسوق) أيضا (و لا جدال في الحج) وفي الحديث قال صلى الله عليه وسلم الرفث الإعراب و التعريض للنساء بتالجماع و الفسوق المعاصي كلها و الجدال جدال الرجل صاحبه (وما تفعلوا من خير) كم صلاة أو صوم أو حج أو غير ذلك (يعلمه الله) فيجازيكم به (وتزودوا) لآخرتكم (فإن خير الزاد) للمعاد (التقوى) تقوى الله جل شأنه وفي الخبر قال صلى الله عليه وسلم خير الزاد التقوى وخير ما ألقى في القلب اليقين رواه أبو الشيخ في العظمة (واتقون) بامتثال أوامري و اجتناب نواهي























(يا أولي الألباب) يا أهل العقول السليمة و الأفهام المستقيمة (ليس عليكم جناح) إثم (أن تبتغوا) تطلبوا (فضلا من ربكم) إذا ذهبتم إلي الحج بتجارة فإنهم كانوا يرون أن التجارة مع الحج تضيع أجر الحج(فإذا أفضتم) وتوجهتم (من عرفات) التي الوقوف بها معظم أركان الحج (فاذكروا الله) وينبغي أن يكون الذكر بالأذكار الوارة في السنة (عند المشعر الحرام) بموضع جمع وقد بات به النبي صلى الله عليه وسلم ووقف من طلوع الفجر إلي أن أسفر الصبح يدعو الله (واذكروه) ذكرا كثيرا(كما هداكم) لإقامة مناسكه و الطلب لمرضاته (وإن كنتم من قبله) أي من قبل هدايته (لمن الضالين) عن شرائع دينكم(ثم أفيضوا) من عرفة (من حيث أفاض الناس) وسبب نزول الآية أن قريشا كانوتا يقفون بمزدلفة وباقي الناس يقفون بعرفة وفعل قريش ذلك ترفعا على الناس فأمروا بأن يساووهم وقرئ الناس بكسر السين (واستغفروا الله) من ارتكابكم ما لا يليق وتغييركم لأحكامه (إن الله غفور) لمن تاب (رحيم) بمن أناب (فإذا قضيتم) أيها المؤمنون(مناسككم) فرغتم من عباداتكم الحجية (فاذكروا الله) وأكثروا من ذكره والثناء عليه(كذكركم آباءكم) وكان العرب إذا قضوا مناسكهم يقفون بمنى ويذكرون مفاخر آبائهم فأمرهم الله بذكره(أو أشد ذكرا)من ذكركم لآبائكم فإنه الإله المستحق أن يذكر(فمن الناس) بني آدم(من يقول) و يطلب بعبادته ويسأل (ربنا آتنا في الدنيا) أموالا وانتظام دنيا(وما له في الآخرة) لقصده بأعماله الدنيا
























(من خلاق) من نصيب (و منهم من يقول) يطلب بعبادته ويسأل (ربنا آتنا في الدنيا حسنة) من صحة وزوجة صالحة وقوة على عبادة (وفي الآخرة حسنة) جنة النعيم و النظر إلي وجه الله الكريم (وقنا عذاب النار) التي هي دار غضب الجبار (أولئك) المؤمنون الطالبون بأعمالهم وأقوالهم وسؤالهم صلاح دينهم ودنياهم (لهم نصيب) حظ وافر (مما كسبوا) جزاء لما عملوا (والله سريع الحساب) فيقضي حسابهم في اليوم الآخر في مقدار نصف يوم (واذكروا الله) المستحق أن يكثر من ذكره على حال وخصوصا بالذكر المشروع (في أيام معدودات) وهو التكبير دبر الصلوات في أيام التشريق و عند ذبح القرابين و رمي الجمار (فمن تعجل) في نفرة من منى (في يومين) في ثاني أيام التشريق بعد أن يرمي الجمار (فلا إثم عليه) في تعجيله (ومن تأخر) بات الليلة الثالثة ورمى الجمار (فلا إثم عليه) أيضا وهذا (لمن اتقى) الله وسلك السبيل الأعلى وفي الصحيحين وغيرهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الحج عرفة من جاء قبل طلوع الفجر من ليلة جمع فقد أدرك الحج وأيام منى ثلاثة فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا لإثم عليه (واتقوا الله) واسعوا في مراضيه (واعلموا أنكم إليه تحشرون) فيجازيكم على ما كنتم تعلمون (ومن الناس) نزلت هذه الآية في الأخنس بن شريق الثقفي كان حلو الكلام للنبي صلى الله عليه وسلم وهو منطو على النفاق و يقول و الله إني بك مؤمن ولك محب ولذا قال الله تعالى (من يعجبك قوله) المرونق















(في الحياة الدنيا) وهو منطو على خلاف ما ينجيه في الآخرة(ويشهد) يستشهد(الله على مافي قلبه) أنه موافق لما نطق به (و هو) أي و الحال أنه (ألد الخصام) أي شديد خصومته (وإذا تولى) أدبرلا عنك(سعى) سار(في الأرض) قاصدا(ليفسد فيها) الضمير للأرض(ويهلك الحرث) ويتلف الزرع(و النسل) ويهلك الأنعام وقد فعل هذا الخبيث حين رجع من عند النبي صلى الله عليه وسلم فأتلف زراعة المسلمين وعقر حمارا وهكذا فعل المنطوي على النفاق لا يبالي بما لله و لابحقوق المسلمين (والله لا يحب) لا يرضى (الفساد) فاجتنبوه (وإذا قيل له) لمن هذه صفته (اتق الله) اخشه وخف من تعديك لحرمة (أخذته العزة) الحمية و الأنفة (بالأثم) على ما هو مرتكبه من الإثم (فحسبه) كفايته (جهنم) دار غضب الجبار(ولبئس المهاد) ولبئس الفراش له هي و القرار (ومن الناس) وهو صهيب نزلت فيه حين آذاه المشركون بمكة فترك ماله لهم وهاجر إلي النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة ولذا قال الله تعالى (من يشري نفسه) أي يبذلها في طاعة مولاه (ابتغاء) و طلب (مرضاة الله) فيكون رضا الحق أكبر مناه (والله) الهادي إلي أقوم الرشد (رءوف بالعباد) مثل هذا المهدى إلي سبيل الرشاد (يا أيها الذين أمنوا) بالله ورسوله (ادخلوا في السلم) وقرئ بفتح هذا المهدى إلي سبيل الرشاد (يا أيها الذين أمنوا) بالله ورسوله (ادخلوا في السلم) وقرئ بفتح السين أي الإسلام (كافة) في جملة أحكامه وشرائعه (و لا تتبعوا خطوات) سبل















(الشيطان) بالتفرق (إنه) أي الشيطان (لكم عدو) لا شك في عداوته (مبين) ظاهرة عداوته (فإن زللتم) عن دخولكم في جملة شرائع الإسلام (من بعد ما جاءتكم) من عند الله (البينات) البراهين الساطعات لأنها حق (فاعلموا) إذا خالفتم (أن الله عزيز) لا يعجزه شئ عن الانتقام منكم (حكيم) في ترتيب ما حرمه وأحله (هل ينظرون) ما ينتظر المعرضون عما أمرناهم به (إلا أن يأتيهم الله) يوم العرض عليه (في ظلل) وقرئ ظلال (من الغمام) السحاب الأبيض (و الملائكة) تأتي أفواجا وقرئ بالجر (وقضى الأمر) بأن فرغ من هلاكهم وقرئ وقضاء الأمر (وإلي الله ترجع الأمور) فيجازي العباد وقرئ ترجع بالناء للفاعل (سل) أيها النبي الكريم (بني إسرائيل) مكيدة لهم وتبكيتا عليهم (كم آتيناهم) أعطيناهم (من آية بينة) كفلق البحر وإنجائهم من عدوهم وإنزال المن و السلوى عليهم وغيرها فكفروا بها وبدلوها (ومن يبدل نعمة الله) التي هي سبب هدايته (من بعد ما جاءته) من ربه (فإن الله شديد العقاب) لمن بدل نعمة وكفر بها وسلك غير طريق الصواب (زين) وقرئ بالفتح (للذين كفروا) بالله ورسوله (الحياة الدنيا) وترونقها فاشتغلوا بها وأعرضوا (ويسخرون) ويستهزئون (من الذين آمنوا) لفقرهم كصهيب وعمار ويؤتفعون عليهم بالمال















(و الذين اتقوا) خافوا الله واشتغلوا به فلم تغرهم زينة الدنيا وزخارفها (فوقهم) الضمير للذين كفروا (يوم القيامة) لأنهم في الجنان و هؤلاء الكفار تحتهم في النيران ( والله يرزق) رزقا حسنا طيبا (من يشاء) من عباده (بغير حساب) في الدنيا بملك أموال الخاسرين الساخرين بهم وفي الآخرة بأنواع النعيم التي لا تحسب (كان الناس) على عهد إبراهيم (أمة واحدة) متفقين على الكفر (فبعث الله النبيين) إبراهيم وغيره(مبشرين) من آمن بالجنان (ومنرين) محذرين ومخوفين من كفر بالنيان(وأنزل معهم) لهداية العباد وإقامة الحجة(الكتاب) أي الكتب(بالحق) أي ملتبسة بالحق مع كل نبي منهم كتاب يخصه بل أكثرهم لم يكن لهم كتب وإنما حكمهم بكتب من قبلهم (ليحكم) الله (بين الناس) المرسل إليهم الرسل (فيما اختلفوا فيه) من الحق(وما اختلف فيه) الضمير للحق (إلا الذين أوتوه) الضمير للكتاب (من بعد ما جاءتهم) من عند الله (البينات) الحجج الواضحات على انفراده بالألوهية وصدق رسله وما كان اختلافهم لإلا (بغيا) حسدا وظلما (بينهم) وحرصا على ديناهم ورياستهم فلذلك اختلف اليهود في أمره (فهدى الله الذين آمنوا) به وبرسوله(لما اختلفوا فيه) الكفار (من الحق) الذي أوضحه في كتبه (بإذنه) ب‘رادته و توفيقه لذلك (والله يهدي) من العباد (من يشاء) هدايته وعنايته (إلي صراط) طريق (مستقيم) على الحق (أم حسبتم) معشر المؤمنين ((أن تدخلوا الجنة) التي هي دار نعيم الحق (ولما) ولم















(يأتكم مثل)شبه امتحان (الذين خلوا من قبلكم) من الرسل وأممهم(مستهم) أصابتهم (البأساء) شدة الحاجة (و الضراء) الأمراض (وزلزلوا) أزعجوا بأنواع المصائب الشديدة فاصبروا كصبرهم إن أردتم الدرجات العلى (حتى يقول) وقرئ بالرفع (الرسول) الداعي إلي الله طلبا لنصر دين الله (و الذين آمنوا معه) استبطاء لذلك لشدة ما هم فيه(متى) يأتينا (نصر الله) الذي وعدنا به فأجابهم الحق فقال (ألا إن نصر الله) الذي وعدكم به (قريب) مجيؤه لكم فأبشروا واعلموا أن درجة الجنان بالص2بر على المكاره كما قال صلى الله عليه وسلم حفت الجنة بالمكاره وحفت النار بالشهوات (يسألونك) أيها النبي الكريم (ماذا) الذي (ينفقون) نزلت حين سأل عمرو بن الجموح النبي صلى الله عليه وسلم ما انفق من أموالنا وأين نضعها فقال الله لرسوله عليه الصلاة و السلام (قل) لهم مرشدا المحل ما يضعون أموالهم لتنفعهم لدينا (ما أنفقتم من خير) تطلبون به رضانا و التقرب إلينا (فللوالدين) أنفقوه (و الأقربين) وفي الترمذي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الصدقة على المسكين صدقة وهي على ذي الرحم اثنتان صدقة وصلة (و اليتامى) الذين لا آباء لهم(و المساكين) الفقراء (وابن السبيل) المسافر (وما تفعلوا) في المعاملة مع الله (من خير) تطلبون به وجه الله (فإن الله به عليم) فيجازيهم عليه بما لا يحسب كما في هذا الحديث أن اللقمة تقع في يدي الرحمن فيربيها حتى تكون مثل جبل أحد (كتب) فرض معشر المؤمنين (عليكم القتال) للكفار


















































(إن الله لذو فضل) لا حد له (على الناس) ومن فضله إحياء هؤلاء (ولكن أكثر الناس) لغفلتهم عن آلائه (لايشكرون) جزيل نعمائه (وقاتلوا) معشر المؤمنين (في سبيل الله) لإعلاء كلمته (واعلموا أن الله) جل شأنه (سميع) لمن يقاتل في سبيله (عليم) بحسن نيته يجازيه عليه (من ذا الذي) من العباد (يقرض الله) بالإنفاق في سبيله (قرضا حسنا) لا يطلب به إلا وجهه (فيضاعفه) وقرئ فيضعفه بالتشديد (له) للمقرض (أضعافا كثيرة) لا يحصرها إلا هو ( والله يقبض) يقتر الرزق على من يشاء (ويبسط) الرزق لمن يشاء وقرئ ويبصط بالصاد (و إليه ترجعون) فيجازيكم على ما تعملون (ألم تر) أيها النبي الكريم (إلي) خبر (الملإ) الجماعة (من بني إسرائيل) أمة موسى ( من بعد موسى) أي بعد موته (إذ قالوا لنبي لهم) وهو يوشع (ابعث لنا) أقم لنا (ملكا) أميرا (نقاتل) معه (في سبيل الله) وقرئ نقاتل بالرفع (قال) نبيهم لهم (هل عسيتم) قاربتم وقرئ بالكسر (إن كتب عليكم القتال) من ربكم (أن لا تقاتلوا) أي أتوقع منكم جنبكم عن القتال (وقالوا) الملأ (وما لنا أن لا نقاتل) أعداءنا (في سبيل الله وقد أخرجنا) وكان أخرجهم جالوت ومن معه من العمالقة (من ديارنا وأبنائنا) وكانوا سبوا أولادهم (فلما كتب عليهم) الضمير للملإ


























(القتال) في سبيل الله (تولوا) وجنبوا(إلا قليلا منهم) وهم و ثلاثة عشر عدد أهل بدر ( والله عليم بالظالمين) الذين ظلموا أنفسهم بالتأخر عن الجهاد بعد أن طلبوه(وقال لهم نبيهم) حين سألوه إرسال ملك يجاهدون معه (إن الله قد بعث لكم) للقتال (طالوت ملكا) فقاتلوا معه (قالوا) لعدم كمال نظرهم (أنى) كيف (يكون له) الضمير لطالوت (الملك علينا) أي بما يستحق التقديم علينا بالملك(ونحن أحق بالملك منه) لأنه ليس من سبط النبوة و لا الملك وكان راعي غنم وما علموا أن رعاية الغنم من أشرف الحرف وفيها يقول سيد المرسلين ما من نبي إلا و قد رعى الغنم حتى أنا كنت أرعاها على قراريط لأهل مكة (و لم يؤت سعة) كثيرة (من المال) يكون عونا له على إقامة الملك و (قال) لهم نبيهم (إن الله اصطاه) اختاره (عليكم) بالملك (وزاده) من خزائن فضله (بسط) سعة ووفورا (في العلم و الجسم) وكان أعلم بني إسرائيل يومئذ وأتمهم خلقا وأجملهم (والله يؤتي) يعطي (ملكه من يشاء) أي هو مالك الملك يمنح ملكه من يختار (والله واسع) يسع فضله مثل هذا وغيره (عليم) بمن يستحق ذلك (وقال لهم نبيهم) حين سألوه آية تدل على استحقاق طالوت للملك (إن آية) علامة (ملكه) أنه بأمر من الحق (أن يأتيكم التابوت) الصندوق الذي فيه صور الأنبياء (فيه سكينة) طمأنينة لكم (من ربكم) يسكن به قلوبكم ويثبتها
























(وبقية) فيه (مما ترك آل موسى) وهي رضاض الألواح وثيابه وعصاه ونعلاه (وآل هرون) عمامته(تحمله) الضمير للتابوت (الملائكة) فنزلت به وهم ينظرون إليه (إن في ذلك) إتيان التابوت(لآية لكم) على أنه حقيق بالملك(إن كنتم مؤمنين) فقد رأيتم ما يدل على أهليته للملك (فلما فصل) خرج عن بلده (طالوت بالجنود) لقتال العمالقة (قال) طالوت (إن الله مبتليكم) مختبركم (بنهر) وهو بين الأردن و فلسطين يظهر به عاصيكم من طائعكم (فمن شرب منه) من ماء ذلك النهر (فليس مني) من أشياعي (ومن لم يطعمه) أي لم يذقه (فإنه مني) وسيفوز بما أفوز به (إلا من اغترف) من ذلك النهر(غرفة) وقرئ بالفتح (بيده) ولم يزد عليها فذلك مني(فشربوا منه) حين قدموا عليه (إلا قليلا منهم) اكتفوا بالغرفة وقرئ قليل بالرفع (فلما جاوزه) الضمير للنهر (وهو والذين آمنوا معه) الذين اكتفوا بالغرفة (قالوا) الشاربون (لا طاقة) لا قدرة (لنا اليوم بجالوت) أي على قتال جالوت (وجنوده) فجبنوا ولم يجاوزوه(قال الذين يظنون) حققوا و أيقنوا(أنهم ملاقو الله) فيجازيهم على حسن أعمالهم (كم) كثير(من فئة) جماعة (قليلة غلبت) لما ثبتت (فئة كثيرة) أكثر منها (بإذن الله) وتيسيره (والله مع الصابرين) على الحق حين تتزلزل الأقدام (ولما برزوا) خرجوا (لجالوت وجنوده) أي لقتالهم واصطفوا
























(قالوا) المؤمنون(ربنا) أي ياربنا (أفرغ) من واسع فضلك (علينا صبرا) جميلا (وثبت أقدامنا) عند مصادمة العدو أي قو قلوبنا على قتالهم (وانصرنا) بتأييدك يا مولانا (على القوم الكافريين) الذين هم أعداؤنا وأعداؤك(فهزموهم) كسروهم (بإذن الله) وعونه و نصره(وقتل) نبي الله (داود) عدو الله (جالوت) وكان داود عليه السلام في عسكر طالوت (وآتاه الله) من محض فضله (الملك) أي ملك بني إسرائيل (والحكمة) النبوة بعد موت يوشع و طالوت ولم يجتمع الملك و النبوة لأحد قبله (وعلمه) من خزائن علمه (مما يشاء) كصنعة الدروع و كلام الطير و الدواب (ولولا دفع الله الناس) وقرئ دفاع الله(بعضهم ببعض) بنصر المسلمين على الكفار (لفسدت الأرض) وخربت واضمحل الإسلام ودرست بيوت الله (ولكن الله ذو فضل على العالمين) حيث دفع شر الكافرين بالمؤمنين (تلك آيات الله ) المذكورة آنفا (نتلوها) نقصها (عليك) أيها النبي الكريم (بالحق) المطابق للواقع ( وإنك لمن المرسلين) فالويل لمن كذبك والعز لمن آمن بك (تلك الرسل) جماعة الرسل كلها المعلومة لك أيها الرسول (فضلنا بعضهم ) ببعض المزيا (على بعض) على من سواه وهو محمد صلى الله عليه وسلم ( منهم من كلم الله ) وقرئ كالم الله بالنصب وهذا وجه تفضيل موسى ومنهم من فضل بالخلة كإبراهيم (ورفع بعضهم) أي بعض الرسل (درجات) وفي الترمذي عنه صلى الله عليه وسلم قال أنا أول الناس حروجا إذا بعثوا و أنا خطيبهم إذا وفدوا وأنا مبشرهم إذا أيسوا لواء الحمد يومئذ بيدي و أنا أكرم ولد آدم على ربي و لافخر























(وآتينا عيسى) السيد الحصور ((ابن مريم) الطاهرة الزكية (البينات) الآيات الواضحات(وأيدناه) قويناه(بروح القدس) جبريل الأمين فكان يسير معه حيث سار(ولو شاء الله) هدى بنى آدم كلهم (ما اقتتل الذين من بعدهم) الضمير للرسل أي ما اقتتل قومهم من بعدهم (من بعد ما جاءتهم البينات) المعجزات الظاهرات فأخذ بعضهم بتضليل بعض (ولكن اختلفوا) بحسب ما سبق في علم الله فيهم (فمنهم من آمن) بهداية الله له إلي الإيمان(ومنهم من كفر) وباء بالخسران(ولو شاء الله) هداية الكل( ما اقتتلوا) ولتوافقوا على الحق (ولكن الله يفعل) في عباده (مايريد) فيهدي من أراد هدايته ويضل من كتب إضلاله (يا أيها الذين آمنوا) الطالبون من الله النجاة (أنفقوا) لليوم الآخر (ومما رزقناكم) واخرجوه زكاة أموالكم (من قبل أن يأتي) عليكم (يوم لا بيع فيه) و لاقداء فيه لعبد (و لاخلة) أي و لا يغني خليل عن خليل ( ولا شفاعة) إلا بإذن الله لمن يستحقها وقرئ الثلاثة بالنصب (والكافرون) بالله و رسوله (هم الظالمون) أنفسهم بإدخالها النار(والله لا إله إلا هو) لا معبود بحق سواه (الحي) الذي يموت (القيوم) الدائم القائم بتدبير الخلق (لا تأخذه) جل شأنه (سنة) نعاس (و لانوم) الغشية الثقيلة (له ما في السموات وما في الأرض) يتصرف فيه كيف شاء (من ذا الذي) لا أحد (يشفع عنده) من العباد

























(إلا بإذنه) فإذا أذن له شفع (يعلم ما بين أيديهم) أي أمر الدنيا(وما خلفهم) أي أمر الآخرة (ولا يحيطون بشئ) لا يعلمون شيئا (من علمه) جل شأنه (إلا بما شاء) أن يعلمهم به منه ( وسع كرسيه السموات و الأرض) الفلك التاسع الذي دون العرش وفي الحلية قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الكرسي لؤلؤ و القلم لؤلؤ وطول القلم سبعمائة سنة و طول الكرسي حيث لا يعلمه العالمون (ولا يؤده) و لايثقله (حفظهما) الضمير للسموات و الأرض (وهو العلي) عن جميع خلقه بكبريائه وعظمته (العظيم) بجلال سبحات وجهه وللديلمي في الفردوس قال صلى الله عليه وسلم في أثناء الحديث وسيد الكلام القرآن وسيد القرآن البقرة وسيد البقرة آية الكرسي أما إن فيها خمس كلمات في كل كلمة خمسون بركة وفي النسائي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال من قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة مكتوبة لم يمنعه من دخول الجنة الا أن يموت وقال صلى الله عليه وسلم إن أعظم آية في القرآن آية الكرسي من قرأها بعث الله له ملكا يكتب من حسناته ويمحو من سيئاته إلي الغد من تلك الساعة (لا ‘كراه في الدين) على الدخول فيه نزلت فيمن كان له من الأنصار أولاد وأراد أن يكرههم على الإسلام (قد تبين الرشد) أنه هو الإيمان (من الغي) أنه هو الكفر (فمن يكفر بالطاغوت) بالأصنام (ويؤمن بالله) يوحده ويصدق رسله (فقد استمسك) تمسك (بالعروة الوثقى) الشديدة القوية التي (لا انفصام) لا انقطاع (لها) لقوتها (والله سميع) لمن تمسك بالإيمان(عليم) به فيجازيه على ذلك (والله ولي) ناصر ومتولي(الذين آمنوا) بعنايته





















(يخرجهم من الظلمات) ظلمات الشرك (إلي النور) نور الهدى (والذين كفروا) بالله (أولياؤهم) الذين في عونهم (الطاغوت) الشيطان (يخرجونهم) بغوايتهم (من النور) الإيمان (إلي الظلمات) الكفر (أولئك) المكتوب عليهم الشقاوة المعدون لها (أصحاب النار هم فيها خالدون) وعنها لا ينفكون ( ألم تر إلي) قصة (الذي حاج) جادل (إبراهيم في ربه) وهو النمروذ ( أن آتاه الله) أعطاه (الملك) ومع ذلك كفر بنعمة الله (إذ قال إبراهيم) للنمروذ حين قال له من ربك قال إبراهيم (ربي الذي يحي) يخلق الحياة في الأجسام ( ويميت) بإظهار الموت في الأجساد (قال) النمروذ (أنا أحي) أيضا (وأميت) ودعا برجلين فقتل أحدهما وأبقى الآخر وقال ها أنا أحي و أميت فلما أبصر إبراهيم قلة عقله وشدة سكرته وغفلته عن ربه (قال إبراهيم) له (ف‘ن الله يأتي بالشمس) أي يطلعها (من المشرق) فإن كنت صادقا في ادعئك الربوبية (فأت بها من المغرب) عكس ما يرى ( فبهت الذي كفر) تحير وصار مدهوشا وقرئ فبهت بالبناء للفاعل(والله لا يهدي) إلي طريق الاحتجاج (القوم الظالمين) الكافرين (أو كالذي) أي أو رأيت مثل الذي(مر على قرية) هي بيت المقدس وهو عزير راكب على حمار ومعه قدح عصير وسلة تين (وهي خاوية) خالية ساقطة (على عروشها ) على سقوفها وذلك لما خربها بختنصر (قال) عزير (أنى) كيف















(يحي هذه) القرية (الله بعد موتها) وذلك استعظاما لقدرة الحق جل شأنه(فأماته الله) وألبثه ميتا(مائة عام) لا روح فيه(ثم بعثه) أحياه بعد ذلك (قال) له (كم لبثت) أي أقمت هنا (قال لبثت) في موضعي هذا (يوما أو بعض يوم) إضراب لأنه رأى بقية الشمس فظن أنه بعض يوم ظانا ذلك لأنه قبض أول نهار حيننام و أحي عند الغروب (قال) الله له (بل لبثت مائة عام) في مكانك هذا (فانظر إلي طعامك) التين الذي في السلة (وشرابك) العصير الذي في القدح (لم يتسنه) لم يتغير وقرئ لم يتسن (وانظر إلي حمارك) سالما في مكانه فرآه ميتا وعظامه بيض تلوح وفعلنا معك هذا لتعلم قدرتنا على إحياء القرية إذا أردنا إحياءها ومن فيها (ولنجعلك آية للناس) حتى يصدقوا بالبعث (وانظر إلي العظام) عظام حمارك (كيف ننشزها) نحييها و قرئ ننشرها بالراء (ثم نكسوها لحما) فنظر إليها وقد تركبت وكسيت لحما ونفخت روحها فيها ونهق الحمار (فلما تبين له) الأمر بالمشاهدة (قال أعلم) مع مشاهدتي وقرئ أعلم على الأمر(أن الله على كل شئ قدير) لا يعجزه شئ (وإذ قال إبراهيم) خليل الله (رب أرني) عيانا (كيف تحي الموتى) تبعثهم (قال) الله له (أو لم تؤمن) بذلك (قال بلى) آمنت يارب (ولكن) سألتك ذلك (ليطمئن) ليسكن (قلبي) فأجمع مع الإيمان العيان(قال) له الحق(فخذ أربعة من الطير) طاوسا وديكا ونسرا وغرابا(فصرهن) ضمهن وقرئ بكسر الصاد وقرئ بضمها وكسرها مع تشديد الراء















(إليك) أيها الخليل (ثم اجعل على كل جبل) من الجبال القريبة منك ( منهن) الضمير للطيور المذكورة(جزءا ثم) إذا فعلت ذلك (ادعهن) فقل تعالين بإذن الله (يأتينك) يأتين إليك (سعيا) مسرعات ففعل ومسك الرؤوس عنده فتطايرت الأجزاء إلي بعضها حتى تكاملت ثم جاءت إلي رؤوسها وأتينه طيرانا ومشيا (واعلم أن الله) القادر على كل شئ (عزيز) لا يعجزه شئ(حكيم) في ترتيب مخلوقاته (مثل الذين) أي صفة إنفاق الذين (ينفقون أموالهم) الحلال الطيب (في سبيل الله) وطلب مراضيه (كمثل حبة) أي مثل نفقتهم كمثل حبة (أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة) منها (مائة حبة) فتلك مضاعفة الحسنات إلي سبعمائة وفي الترمذي نحو ذلك عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال من أنفق نفقة في سبيل الله كتبت له سبعمائة ضعف (والله يضاعف لمن يشاء) يزيد على العدد المذكور في النفقة وفي غيرها من الأعمال كما ورد في الحديث الذي أخرجه أبو داود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الصلاة و الصيام و الذكر تضاعف على النفقة في سبيل الله تعالى بسبعمائة ضعف (والله و اسع) لا يضيق فضله عن الزيادة (عليم) بنية كل أحد فيجازيه على قدر حسن نيته (الذين ينفقون أموالهم) الحلال (في سبيل الله) وطلب وجهه الكريم (ثم لا يتبعون ما أنفقوا) الشئ الذي أنفقوه (منا) على من يعطونه و المن كأن يقول له أعطيك كذا وفعلت لك كذا (و لا أذى) بأن يسيئه بقول أو فعل (لهم أجرهم) على إنفاقهم(عند ربهم) فيجازيهم من خزائنه الواسعة (و لا خوف عليهم) في الدنيا (ولا هم يحزنون) في الآخرة(قول معروف) جواب حسن للسائل














(ومغفرة) لإلحاحه في السؤال(خير من صدقة) تعطى له (يتبعها) من المعطي (أذى) للسائل بتعبير ومن (والله غني) عن صدقة عبد يتبعها أذى و منا (حليم) بعدم معاجلته بالعقوبة له (يا أيها الذين آمنوا) الطالبين أجر الصدقات (لا تبطلوا) لا تحبطوا(صدقاتكم) أي أجرها (بالمن و الأذى) فلا تجدونه غدا عند الله فإن مثل ذلك (كالذي ينفق ماله رئاء) لأجل رياء (الناس ولا يؤمن بالله) المرتجى ثوابه على الإنفاق بالإخلاص (واليوم الآخر) المعدود للجزاء على الإنفاق (فمثله) مثل المنفق المرائي (كمثل صفوان) حجر أملس (عليه تراب فأصابه) أصاب الصفوان (وابل) مطر كثير (فتركه صلدا) أملس نقيا لا شئ عليه من التراب(لا يقدرون) لا ينتفع المنفقون رياء (على شئ مما كسبوا) أي لا يجدون ثوابه يوم العرض على الله كما لا يوجد على الحجر الألمس بعد المطر الشديد شئ من التراب (والله لا يهدي) إلي الإنفاق الذي يوجب الثواب إليه في الآخرة(القوم الكافرين) لأنهم أعداء (ومثل) إنفاق(الذين ينفقون) على الفقراء (أموالهم) التي اكتسبوها من الحل(ابتغاء) طلب (مرضات الله) رضاه(وتثبيتا من أنفسهم) لعلمهم أنهم يجدون ثواب ذلك في الآخرة لا كما يبتلى به المنافقون من إنكار ذلك مثل المنفقين (كمثل جنة) بستان وحديقة(بربوة) موضع مرتفع(أصابها) الضمير للجنة(وابل) مطر شديد















(فآتت أكلها) ثمرها وقرئ بسكون الكاف (ضعفين) مثلى ما كانت تثمر (فإن لم يصبها وابل فطل) فطل مطر خفيف يصيبها وتنتج معه و المعنى أنها مع المطر القليل و الكثير تثمر فمثل ذلك نفقات من ينفق ماله ابتغاء مرضاة الله يزكو عند الله لا يضيع قل أو كثر (والله بما تعملون) من إخلاص ورياء(بصير) فيجازيكم عليه(أيود) يحب (أحدكم أن تكون له جنة) حديقة (من نخيل) شجر التمر (و أعناب) أيضا (تجري من تحتها) الضمير للجنة (الأنهار) بمائها العذب (له فيها) في الجنة (من كل الثمرات) المحتوية على المنافع الكثيرة(وأصابه) بعد ضعفه عن الكسب(الكبر) كبر السن محل الفاقة و الحاجة (وله ذرية) صغار(ضعفاء) لا يقدرون على الكسب(فأصابها إعصار) ريح شديدة (فيه) في الإعصار (نار فاحترقت) الجنة ففقدها أحوج ما كان إليها وصار هو و أولاده في غاية الحاجة متحيرين و المعنى أن مثل نفقة المرائي و المنان في خروجها من يديهما وعدم انتفاعهما بها في الآخرة حين شدة الحاجة إلي ذلك مثل صاحب الجنة (كذلك) مثل ما بين لكم المذكور (يبين الله لكم الآيات) الآيات التي بها تهتدون (لعلكم تتفكرون) وبالتفكر ترشدون (يا أيها الذين آمنوا) المؤمنون بما لله عليكم في الأموال (أنفقوا) أعطوه الزكاة (من طيبات) أحسن وحلال (ما كسبتم) من أموالكم (ومما أخرجنا لكم) أي من طيبات ما أخرجنا لكم















(من الأرض) من حبوب وثمار ومعادن (و لاتيمموا الخبيث) الردئ(منه) مما كسبتم ومما أخرجنا لكم(تنفقون) حين تجب عليكم الزكاة (و لستم بآخذيه) الضمير للخبيث (إلا أن تغمضوا فيه) وقرئ تغمضون بالتشديد أي تغضوا البصر (واعلموا أن الله غني) عن إنفاق مثل ذلك (حميد) يقبل ممن أنفق الطيب(الشيطان) لعداوته لكم (يعدكم) على إنفاقكم(الفقر) ويقول لأحدكم إن أنفقت كذا نفتقر وقرئ الفقر بضمتين وبفتحتين (ويأمركم بالفحشاء) ويغريكم على البخل (والله يعدكم) على الإنفاق لوجهه (مغفرة منه) لما ترتكبونه(وفضلا) وخيرا وقال صلى الله عليه وسلم إن للشيطان لمة بابن آدم و للملك لمة فأما لمة الشيطان فإيعاد بالشر و تكذيب بالحق وأما لمة الملك فإيعاد بالخير و تصديق بالحق فمن وجد ذلك فليعلم أنه من الله فليحمد الله ومن وجد الأخرى فليتعوذ بالله من الشيطان ثم قرأ ((الشيطان يعدكم الفقر)) (والله واسع) لمن أنفق ابتغاء مرضاته (عليم) بحسن نيته فيجازيه على ذلك (يؤتي الحكمة) العلم الألهي النافع(من يشاء) اصطفاءه وبابها في قوله صلى الله عليه وسلم الحكمة عشرة أجزاء تسعة منها في العزلة وواحد في الصمت (ومن يؤت الحكمة) الشريفة (فقد أوتى) أعطى (خيرا كثيرا) في الدارين وفي ابن عدي قال صلى الله عليه و سلم الحكمة تزيد الشريف شرفا وترفع العبد المملوك حتى تجلسه مجالس الملوك(وما يذكر) يتعظ بذلك















(إلا أولوا الألباب) أهل العقول السليمة(وما أنفقتم) في سبيل الله (من نفقة) سواء كانت زكاة أو صدقة(أو نذرتم) لله (من نذر) فوفيتموه (فإن الله يعلمه) فيثيبكم عليه(وما للظالمين) الذين يمنعون حقوق الله و لايتصدقون ( من أنصار) من مانع لهم من عذاب الله وفي الحلية لأبي نعيم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الصدقة على وجهها واصطناع المعروف وبر الوالدين وصلة الرحم تحول الشفاء سعادة وتزيد في العمر وتقى مصارع السوء وفي حديث آخر الصدقة تمنع ميتة السوء وفي خبر آخر الصدقة تمنع سبعين بابا من البلاء أهونها الجذام و البرص (إن تبدوا) تظهروا(الصدقات) التي تنفقونها في مرضاة الله (فنعما هي) نعم شيئا إظهارها (وإن تخفوها) تسروها(وتؤتوها) تعطوها(الفقراء) المحتاجين(فهو خير لكم) من إبدائها وعن ابن عباس رضي الله عنهما صدقة السر في التطوع تفضل علانيتها سبيعين ضعفا وصدقة الفريضة علانيتها أفضل من سرها بخمس وعشرين (ويكفر عنكم) ببركة ذلك(من سيئاتكم) وقرئ نكفر بالنون وقرئ بالتاء مرفوعا (والله بما تعملون خبير) لا يخفى عليه شئ(ليس عليك) أيها النبي الكريم أنت ومن تبعك (هداهم) نزلت حين منع إعطاء الصدقات للمشركين ليسلموا(ولكن الله يهدي) إلي الإيمان به (من يشاء) هدايته (وما تنفقوا) معشر المؤمنين (من خير) مال طيب بمعروف(فلأنفسكم) ثوابه















(وما تنفقون) في سبيل الله (إلا ابتغاء وجه الله) طلب رضاه وثوابه(زما تنفقوا) على المساكين(من خير) تبتغون به وجه الله(يوف) ثوابه(إليكم) في دنياكم وآخرتكم (وأنتم لا تظلمون) لا تنقصون من جزائه شيئا (للفقراء) أعطوا صدقاتكم(الذين أحصروا) أحصروا أنفسكم (في سبيل الله) لجهاد الكفار أو جهاد الأنفس الذي هو الأكبر لقوله صلى الله عليه وسلم حين قفل من بعض الغزوات رجعنا من الجهاد الأصغر إلي الجهاد الأكبر و أهلها أهل الصفة الذين انقطعوا معه ومن شاكلهم من المنقطعين لله وفي الله (لا يستطيعون) لاشتغالهم بمولاهم(ضربا) سفرا(في الأرض) للمعاش بتجارة أو غيرها(يحسبهم) وقرئ بفتح السين (الجاهل) بأحوالهم (أغنياء) لا يحتاجون لشئ (من التعفف) من أجل تعففهم عن السؤال (تعرفهم) أيها المنفق إذا كنت طالبا وجه الله (بسيماهم) من الضعف وأثر الجهد (لا يسألون) لا يطلبون ( الناس إالحاف) ألحاحا أي لا يسألون وإن وقع السؤال من أحد منهم على طريق الندور عن ضرورة لا يلح ( وما تنفقوا من خير) تطلبون به وجه الله (فإن الله به عليم) فيجازي عليه (الذين ينفقون أمولهم ) الحلال الطيبة (باليل و النهار) لا يتقيدون بوقت (سرا و علانية) لا يتقيدون بحال (فلهم أجرهم عند ربهم ) في حظائره العلية من تجلياته السنية (و لاخوف عليهم) في دنياهم (و لاهم يحزنون) في آخرتهم لحسن معاملته لمولاهم















(الذين يأكلون) يأخذون للأكل وغيره (الربا) الزيادة في المعاملات في النقود و المطعومات في القدر أو الأجل وأبوابه كثيرة وشره ووباله كبير وفي الأوسط للطبراني أن النبي صلى الله عليه وسلم قال الربا اثنان وسبعون بابا أدناها مثل إتيان الرجل أمه وإن أربى الربا استطالة الرجل في عرض أخيه (لا يقومون) من رموسهم يوم العرض على الله (إلا كما يقوم) المصروع (الذي يتخبطه) يصرعه (الشيطان من المس) مس الجنون (ذلك) الواقع بهم (بأنهم) بسبب أنهم (قالوا) اجتراء على الله (إنما البيع) في الحكم (مثل الربا) قال الله في الرد عليهم (و أحل الله البيع) فضلا منه ( وحرم الرب) عدلا منه (فمن جاءه موعظة) فاتعظ بها (من ربه فانتهى) عن مخالفة ما حرمه عليه في أمر الربا (فله ما سلف) قبل التحريم لا يطلب منه (وأمره) في عفو ما سبق (إلي الله) يفعل به ما يشاء (ومن عاد) إلي أخذ الربا (فأولئك) المرتكبون ذلك (أصحاب النار) أهلها المعدون (هم فيها خالدون) لا يخرجوزن منها (يمحق الله الربا) يذهبه ويزيل بركته روى الحاكم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الربا وإن كثر فإن عاقبته تصير إلي قل (ويربي) ينمي ويزيد (الصدقات) ويضاعف ثوابها لفاعلها (والله لا يحب كل كفار) بحكمه الذي هو تحريم الربا (أثيم) بجراءته عليه فلا بد أن يعاقبه عليه (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات وأقاموا الصلاة) بأركانها (وآتوا الزكاة) بحقوقها (لهم أجرهم عند ربهم) لديه بحسن القرب الجليل















(و لا خوف عليهم ) من مصائب الدنيا (ولا هم يحزنون) يوم الفزع الأكبر (يا أيها الذين آمنوا) بالله ورسوله (اتقوا الله) امتثلوا أوامره واجتنبوا نواهيه (وذروا) ودعوا ( ما بقى من الرب) بعد أخذكم رؤوس أموالكم(إن كنتم مؤمنين) بما أمركم به مولاكم (فإن لم تفعلوا) ما أمركم الله به (فأذنوا) اعلموا (بحرب من الله و رسوله) يحل بكم وفي الآية تخويف (وإن تبتم) من ارتكاب الربا (فلكم رؤوس) أصول (أموالكم) التي أعطيتموها(لا تظلمون) تأخذون زيادة عن ذلك (و لا تظلمون) بنقص شئ من رؤوس أموالكم (وإن كان) الغريم (ذو عسرة) وقرئ ذا عسرة أي ليس يملك شيئا (فنظرة) صبر له (إلي ميسرة) إلي أن يجد شيئا وفي مسند أحمد و الحاكم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من أنظر معسرا فله بكل يوم مثله صدقة قبل أن يحل الدين فإذا حل الدين فأنظره فله بكل يوم مثلاه صدقة وعند مسلم و أحمد عنه صلى الله عليه و سلم من أنظر معسرا أو وضع عنه أظله الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله و للطبراني في الكبير من أنظر معسرا إلي ميسرته أنظره الله بذنبه إلي توبته (وأن تصدقوا) بمسامحة المعسر وقرئ بالتخفيف (خير لكم) أعظم لكم أجرا عند الله من إنظاره (إن كنتم تعلمون) فافعلوا ذلك فهو أحسن (واتقوا) واخشوا (يوما) يوم العرض على الله (ترجعون) تردون وقرئ ترجعون ببناء الفاعل (فيه إلي الله) فيجازيكم على أعمالكم (ثم توفى) هنالك (كل نفس) من العباد (ما كسبت) ما عملت من حسنة أو سيئة















(وهم لا يظلمون) بنقص في حسناتهم و لابزيادة في سيئاتهم (يا أيها الذين آمنوا) الطالبين حسن المعاملة مع الله(إذا تداينتم) تعاملتم فيما بينكم (بدين) من سلم أو قرض (إلي أجل مسمى) وقت معلوم (فاكتبوه) ذلك الدين (وليكتب) وثيقته (بينكم) يا عباد الله (كاتب بالعدل) بالقسط لا يزيد في ذلك شيئا و لاينقص (و لايأب) يمتنع عن الكتابة ( كاتنب) يعرف وجه الكتابة (أن يكتب) إذا طلب إلي الكتابة (كما علمه الله) فضله بالكتابة ومعرفة ذلك (فليكتب) ذلك الكاتب (و ليملل) عليه (الذي عليه الحق) أي الذي عليه الدين (وليتق الله ربه) حين يملي (ولا يبخس) ينقص (منه) من الحق الذي عليه (شيئا فإن كان الذي عليه الحق) وهو المدين (سفيها) غير رشيد (أو ضعيفا) لصغر أو مرض أو كبر (أو لا يستطيع) لخرس أو جهل بلغة (أن يمل هو) ما عليه (فليملل) للكاتب (وليه) المتولى أمره سواء كان والدا أو وصيا أو مترجما أو قيما (بالعدل) بالحق (واستشهدوا) على الدين (شهيدين) من المؤمنين (من رجالكم) بالغين حرين (فإن لم يكونا) يوجدا ثم (رجلين) للشهادة (فرجل) بالغ حر مسلم (وأمرأتان) محل الرجل الآخر حرتين بالغتين مسلمتين (ممن ترضون) على ذلك (من الشهداء) لعلمكم بعد التهم و النساء خشية (أن تضل إحداهما) عن الشهادة بالنسيان لقلة ضبطهن ونقص عقولهن















(فتكر إحداهما الأخرى) وقرئ فتذكر بالتشديد أي الذاكرة (ولا يأب) يمتنع(الشهداء) من تحمل الشهادة و أدائها (إذا ما دعوا) إذا دعوا لذلك (و لا تسأموا)تملوا (أن تكتبوه) في الشهادة (صغيرا أو كبيرا) في السن سواء كان الحق قليلا أو كثيرا (إلي أجله) إلي زمن حلوله (ذلكم) الكتاب (أقسط ) أعدل (عند الله) لديه (وأقوم) أثبت (للشهادة) لأنه يذكرها (و أدنى) أقرب (أن لا ترتابوا) تشكو في الأجل ومقدار المال (إلا أن تكون) بينكم (تجارة حاضرة) وقرئ بالنصب (تديرونها بينكم) تقبضونها بغير أجل (فليس عليكم جناح) إثم ( أن لا تكتبوها) إذ ليس في ذلك آفة تخشى (وأشهدوا) خوف النزاع (إذا تبايعتم)إذا وقع بينكم بيع (و لا يضار) بذلك (كاتب) للحق ( ولا شهيد) شاهد أي لا يضرهما بتكليفهنما (وإن تفعلوا) ما نهاكم الله عنه (فإنه فسوق) خروج (بكم) عن طاعته(واتقوا الله) من مخالفة أمره ونهيه ( ويعلمكم الله) العلوم الظاهرة و الباطنة المتعلقة بأمور دنياكم ودينكم واعلم باب التعلم إن كنت من أهل الفهم عن الله فإن الله جعله التقوى (والله بكل شئ عليم) فيجازي كل على عمله (وإن كنتم على سفر) وتداينتم ( ولم تجدوا كاتبا) وأنتم مسافرون (فرهان) وقرئ فرهن (مقبوضة) تستوثقون بها (فإن أمن بعضكم) المعطي (بعضا) الأخذ على دينه ولم يأخذ منه رهنا (فليؤد) يخلص (الذي اؤتمن) على الدين (أمانته) دينه الذي تعلق به (وليتق الله ربه) و لايخن (و لا تكتموا) تجحدوا (الشهادة) إذا دعيتم لأدائها (ومن يكتمها) وهو سامع لها (فإنه آثم قلبه) فاجر قلبه بذلك يعاقب معاقبة من ارتكب إثما (والله بما تعملون عليم) لا يخفى عليه شئ (لله ما في السموات وما في الأرض) ملكا وعبيدا يتصرف فيهم كيف يشاء (وإن تبدوا) تظهروا (ما في أنفسكم) من السوء وعزمكم عليه (أو تخفوه) تضمروه (يحاسبكم) يجزيكم (به الله) يوم العرض عليه (فيغفر لمن يشاء) أن يغفر له (و يعذب من يشاء) أن يعذبه (و الله على كل شئ قدير) ومن ذلك الحساب و المغفرة و التعذيب روى الحاكم في مستدركه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الله ختم سورة البقرة بآيتين أعطيتهاهما من كنزه الذي تحت العرش فتعلموهن وعلموهن نساءكم وأبناءكم فإنهما صلاة وقرآن ودعاء وفي الترمذي وغيره أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إن الله تعالى كتب كتابا قبل أن يخلق السموات و الأرض بألفي عام وهو عند العرش و أنه أنزل منه آيتين ختم بهما سورة البقرة و لا يقرآن في دار ثلاث ليال فيقربها شيطان و في الصحيحين وغيرهما عن رسول الله صلى الله عليه و سلم من قرأ الآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه (آمن الرسول) محمد صلى الله عليه و سلم (بما أنزل إليه من ربه) أي القرآن(و المؤمنون) معه (آمن الرسول) محمد صلى الله عليه وسلم (بما أنزل إليه م ربه) أي القرآن(و المؤمنون) معه (كل) منهم (آمن بالله) وأنه واحد لا شريك له (و ملائكته) أنهم عباده المكرمون وحفظته (وكتبه) أنها كلامه القديم وما فيها كله حق (ورسله) وأن ما جاؤا به حق من عند الله وأنهم صادقون فيما يقولونه عن الله (لا نفرق) نحن معشر المؤمنين








(بين أحد من رسله)فنؤمن ببعضهم ونكفر ببعضهم كما فعل بعض الكفار وقرئ لا يفرق بالياء وقرئ لا يفرقون (وقالوا سمعنا) لأمرك ربنا (وأطعنا) له (غفرانك) أي نطلب غفرانك لذنوبنا (ربنا) أي ياربنا (وإليك المصير) المرجع بعد الموت ولما نزل قوله ((وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله)) شق ذلك على المؤمنين فشكوا ذلك إلي رسول الله صلى الله عليه و سلم فأنزل الله (لايكلف الله نفسا) من نفوس العباد(إلا وسعها) إلا ما في وسع قدرتها(لها ما كسبت) من الحسنات (وعليها) وزر (ما اكتسبت) من السيئلت (ربنا لا تؤاخذنا) فتعاقبنا (إن نسينا) في ترك عمل (أو أخطأنا) فيه أيضا (ربنا و لاتحمل علينا) تجعل علينا (إصرا) حملا ثقيلا (كما حملته) وجعلته (على الذين من قبلنا) وهم بنو إسرائيل من إخراج ربع المال في الزكاة وقرض موضع النجاسة وقتل النفس في التوبة وخمسين صلاة في اليوم و الليلة ونحو ذلك من الشدائد (ربنا و لاتحملنا) تكلفنا (ما لاطاقة لنا به) أي لا قوة لنا على حمله (و اعف عنا) ما ارتكبنا من الذنوب (واغفر لنا) ما جنيناه من العيوب (وارحمنا) في الدارين بالرحمة التي تليق يجنابك وتجعلنا أهل خاصة رحابك (أنت مولانا) المتولي أمورنا (فانصرنا) اجعل لنا الغلبة (على القوم الكافرين) بك يا أرحم الراحمين ، وفي الخبر أنه عليه الصلاة و السلام لما دعاه بهذه الدعوات قيل له فعلت وللبيهقي في شعب الإيمان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اقرءوا سورة البقرة في بيوتكم ولا تجعلوها قبورا ومن قرأ سورة البقرة توج بتاج في الجنة وفي صحيح مسلم أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال اقرءوا القرآن فإنه يأتي شفيعا لأصحابه اقرءوا الزهراوين البقرة و آل عمران فإنهما يأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو غيايتان أو كأنهما فرقان من طير صواف تحاجان عن أصحابهما اقرءوا سورة البقرة فإن أخذها بركة وتركها حسرة وا تستطيعها البطلة.

عثمان بشاره غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)
كاتب الموضوع عثمان بشاره مشاركات 9 المشاهدات 7630  مشاهدة صفحة طباعة الموضوع | أرسل هذا الموضوع إلى صديق | الاشتراك انشر الموضوع


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:56 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
::×:: هذا المُنتدى لا يمثل الموقع الرسمي للطريقة الختمية بل هُو تجمُّع فكري وثقافي لشباب الختمية::×::

تصميم: صبري طه