القبول يا رب - شباب الطريقة الختمية بدائرة ود ابراهيم بأم بدة

مجموعة مدائح ختمية.. شباب الطريقة الختمية بمسجد السيد علي الميرغني ببحري


غير مسجل أهلاً ومرحباً بكم

العودة   مُنتديات الختمية > الأقسام العامة > النّور البرّاق

النّور البرّاق خاص بمدح النبي المصداق وثقافة الختمية

إهداءات ^^^ ترحيب ^^^ تهاني ^^^ تعازي ^^^ تعليقات ^^^ إعلانات

تاج التفاسير لكلام الملك الكبير

النّور البرّاق

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-17-2012, 01:59 PM   #1
عثمان بشاره


الصورة الرمزية عثمان بشاره



عثمان بشاره is on a distinguished road

افتراضي رد: تاج التفاسير لكلام الملك الكبير


أنا : عثمان بشاره




(على الملائكة ) المكرمين (فقال ) جل شأنه (انبئوني ) وأخبروني (بأسماء هؤلاء ) ومراده من ذلك أن يبين عجزهم عن العلم الذي أودعه فيؤ آدم و أنه أولى بالخلافة منهم (إن كنتم صادقين) أنكم أولى بالخلافة (قالوا ) معترفين بعجزهم (سبحانك ) ياعليم (لا علم لنا ) من تلقاء أنفسنا (إلا ما علمتنا ) بإعلامك (إنك أنت العليم ) بمن يصلح للخلافة (الحكيم ) بوضعها في موضعها (قال ) الله تباركت أسماؤه وتعالت ذاته لخليفته (يا آدم أنبئهم ) أعلمهم وقرئ أنبيهم بقلب الهزة ياء وقرئ بحذف الياء وكسر الهاء (بأسمائهم فلما ) تصدر آدم للتعليم بأمر الملك الحكيم و (أنبأهم ) أخبرهم ( بأسمائهم ) وعين كل شيء بأسمه (قال ) الله لهم ( ألم أقل لكم ) توبيخ لهم حيث لم يفوضوا إليه الأمر حين شاورهم (إني) وقرئ بفتح الياء ( أعلم غيب السموات و الأرض ) ما غاب فيهما من العجائب و الغرائب ( وأعلم ) منكم (ماتبدون ) تظهرون ( وما كنتم تكتمون ) تخفون وتسرون (وإذ قلنا للملائكة ) العباد المكرمين (اسجدوا لآدم ) سجود تعظيم وتحية (فسجدوا ) الملائكة المأمورون ( إلا إبليس ) المطرود عن رحمة الله (أبى) امتنع من السجود (واستكبر ) على الله حيث خالف أمره ( وكان ) في سابق علم ربنا (من الكافرين ) الذين سبقت لهم الشقاوة (وقلنا يا آدم ) إكراما لك (اسكن أنت وزوجك ) حواء (الجنة ) دار الكرامة و الرحمة ( وكلا منها ) الضمير للجنة (رغدا) واسعا رفها (حيث شئتما ) أي مكان شئتماه من الجنة ( ولا تقربا) أي لا تحوما حول (هذه الشجرة ) هي شجرة الحنطة وقرئ بكسر الشين (فتكونا من الظالمين ) أنفسهم بارتكابهما ما نهى عنه



















(فأزلهما) أبعدهما (الشيطان عنها) عن الجنة فحملهما على الأكل من الشجرة ( فأخرجهما) آدم و حواء ( مما كانا فيه ) من النعيم ( وقلنا اهبطوا ) لآدم وحواء و إبليس والحية ( بعضكم لبعض عدو ) أي آدم وحواء و إبليس والحية وذريتهم ( ولكن في الأرض مستقر ) استقرار ( ومتاع ) تتمتعون به ( إلي حين ) إلي انقضاء آجالكم (فتلقى) أخذ ( آدم ) صفي الله ( من ربه كلمات ) وهي قوله تعالى ((ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين )) وقرئ بنصب آدم ورفع كلمات ( فتاب عليه ) عاد عليه بالمغفرة و الرحمة (إنه هو ) الله ( التواب ) على من تاب إليه ( الرحيم ) بمن أقبل عليه ( قلنا اهبطوا ) تكرسير الأمر للتأكيد ( منها ) الضمير للجنة ( جميعا ) كلكم ( فإما يأتينكم ) لهدايتكم (مني هدى ) سبيل حق على ألسن رسلي ( فمن تبع هداي ) الذي أنزلته على رسلي ( فلا خوف عليهم ) في الآخرة ( ولا هم يحزنون ) في الدنيا والخطاب لآدم و حواء وذريتهما ( والذين كفروا ) بي وبرسلي ( وكذبوا بآياتنا ) المنزلة على رسلنا ( أولئك ) المكذبون ( أصحاب النار ) المجعولون لها أهلا ( هم فيها خالدون ) لا يخرجون منها ( يابني إسرائيل ) أي يا أولاد يعقوب و اسرائيل معناه عبد الله بالعربية وقرئ إسرائيل محذوف الياء ولإسرائيل بقلب الهمزة ياء و إسرال بحذفهما ( اذكروا ) و اشكروا متفكرين (نعمتي التي أنعمت عليكم ) على آبغائكم بإنجائهم من الغرق وعليكم بإدراككم زمن نبينا محمد عليه أفضل الصلاة و السلام



















(واأوفوا بعهدي ) الإيمان بي وبرسولي محمد ( أوف بعهدكم ) بعظيم الثواب و إدخال الجنة وحسن المآب وقرئ أوف بالتشديد ( وأياي فارهبون ) أي فخافون إن نقتضم العهد بذلك ( و آمنوا بما أنزلت ) على رسولي محمد وهو القرآن ( مصدقا لما معكم ) في التوراة من أفراد التوحيد لي و الوصف المثبت لنبوة حبيبي محمد فقد وصفته لكم ونعته و الوقت لا يسع إلا اتباعه وقد قال في هذا المعنى رسول الله صلى الله عليه وسلم لو كان موسى حيا لما وسعه إلا اتباعي ( ولا تكونوا) في نبي محمد ( أول كافر به ) أي أول من يكفر به ويكذبه من أهل الكتاب ( ولا تشتروا ) تستبدلوا ( بآياتي ) التي جاءتكم في التوراة بصفة رسولي محمد (ثمنا قليلا ) تستعطونه عنها وتغيرون الوصف ( وإياي فاتقون ) أي فاخشوني إذ فعلتم ذلك ( ولا تلبسوا ) تخلطوا ( الحق ) الذي جاءكم في تبيين أمر نبينا محمد صلى الله عليه وسلم (بالباطل ) الذي تفترونه من تلقاء أنفسكم من تغيير نعته وحاله ومن ذلك قوله ((فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله )) الآية إلي ((يكسبون )) ( وتكتموا الحق ) وتخفوه وقرأ ابن مسعود وتكتمون الحق ( وأنتم تعلمون ) أن رسالته صلى الله عليه وسلم صحيحة ثابته ( وأقيموا الصلاة ) التي افترضها الله عليكم ( وآتوا الزكاة ) التي أوجبها عليكم ( واركعوا ) لله ( مع الراكعين ) من المسلمين ( أتأمرون الناس بالبر ) بالإيمان بالنبي صلى الله عليه وسلم ( وتنسون أنفسكم ) من ذلك ( وأنتم تتلون الكتاب ) التوراة التي فيها وصفه صلى الله عليه وسلم فما لكم لا ترغبون فيما فيها من الترغيب لمن آمن به صلى الله عليه وسلم وترهبون بما فيها من الترهيب لمن كفر به صلى الله عليه و سلم ( افلا تعقلون ) لما ينفعكم ويضركم وتتركون أهواء أنفسكم وتميلون إلي هذا السيد الكامل الذي هو سيد كل الرسل أجمعين القائل أنا سيد ولد آدم و لا فخر و آدم فمن دونه تحت لوائي ولا فخر وبيدي لواء الحمد ولا فخر و أنا أول شافع و أول مشفع ( واستعينوا ) على أنفسكم

















(بالصبر) على مجاهدتها ومخالفتها حتى تتبع بكم الحق (و الصلاة ) ومؤالفتها لتألف النفوس مناجاة القدوس فتصير لكم قرة عين كما قال عليه الصلاة و السلام وجعلت قرة عيني في الصلاة وتنفرج لكم بها الكرب كما كان صلى الله عليه وسلم إذا أحزنه أملر فزع إلي الصلاة ( وإنها) أي الصلاة المشتملة على الحضور و الإقبال على الملك الغفور ( لكبيرة ) ثقيلة على المشركين و المنافقين المدبرين عن الملك المبين (إلا على الخاشعين ) المخبتين الذين هم لله متضرعون ( الذين يظنون أنهم ) في صلاتهم (ملاقوا ربهم ) وفي قراءة ابن مسعود يعلمون أي يحققون أنهم في هذه الصلاة لشدة حضوركم أن كل واحد منهم ملاقي مولاه وذلك من قبل قوله صلى الله عليه وسلم اعبد الله كأنك تراه فإن كنت لا تراه فإنه يراك و ايأس مما في أيدي الناس تعش غنيا و إياك وما يعتذر منه رواه ابن النجار أو إنها آخر صلاة له كما قال صلى الله عليه وسلم صل صلاة مودع فيظن أنه بعدها لا يصلي صلاة فيحسنها ظنا أنها آخر ما به يلاقي مولاه ( وأنهم إليه راجعون ) فيحسنون العمل إذا كان المرجع إليه ويحق عليهم (يابني اسرائيل ) أولاد يعقوب (اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم ) أي على آبائكم ( و أني فضلتكم على العالمين ) بأن جعل فيهم أهنبياء وملوكا كما قال تعالى إذ جعل فيكم أنبياء وجعلكم ملوكا وآتاكم مالم يؤت أحدا من العالمين (واتقوا ) واخشوا (يوما ) هو يوم القيامة وما يقع فيه من الحساب و العذاب (لاتجزى ) لا تغنى ( نفس عن نفس شيئا ) فتحمل عنها أو تدفع ( ولا يقبل ) وقرئ بالتاء ( منها شفاعة ) لأن الشفاعة في الكافر لا تكون وهو رد لما كان يقوله اليهود آباؤنا الأنبياء يشفعون لنا ( و لايؤخذ منها عدل ) فداء ( ولاهم ينصرون ) يمنعون من العذاب ( وإذ نجيناكم ) يابني إسرائيل وقرئ نجيناكم (من آل فرعون ) وفرعون لقب لمن ملك العمالقة (يسومونكم ) يذيقونكم


















(سوء العذاب ) أشده وأقبحه ( يذبحون أبنائكم ) أولادكم الذكور وقرئ يذبحون بالتخفيف وفعلهم ذلك لأن فرعون أخبرته الكهنة أنه يولد في بني إسرائيل مولود يزيل ملكه ( ويستحيون ) أي ويستبقون ( نساءكم ) بناتكم أي يبقونهن في قيد الحياة يقتلونهن ( وفي ذلكم ) الأذى (بلاء ) امتحان ( من ربكم عظببيم ) كبير ( وإذ فرقنا) فلقنا وقرئ فرقنا بالتشديد (بكم) أي بسببكم (البحر ) فجعلنا فيه اثني عشر طريقا ( فأنجيناكم ) بأن أدخلناكم في تلك الطريق و أخرجناكم منها فنجوتم من الغرق ( وأغرقنا آل فرعون ) وهو معهم ( وأنتم تنظرون ) إلي إغراقنا لهم بكفرهم ( و إذ واعدنا موسى ) وقرئ وعدنا بغير ألف ( أربعين ليلة ) وذلك بعد هلاك فرعون بإعطاء التوراة ( ثم اتخذتم العجل ) فجعلتموه إلها تعبدونه ( من بعده ) من بعد ذهاب موسى ليأتيكم بالتوراة ( وأنتم ظالمون ) يجنوحكم إلي عبادة العجل (ثم عفونا عنكم ) ما ارتكبتموه من (بعد ذلك ) الاتخاذ للعجل (لعلكم تشكرون ) آلا أنا التي وهبناكم ( و إذ آتينا ) أعطينا (موسى ) الكليم ووفيناه بوعدنا (الكتاب) التوراة ( والفرقان ) الحكم الذي يفرق بين الباطل و الحق ( لعلكم تهتدون ) إلي طريقنا المستقيم وعليه تعرجون له ( و إذ قال موسى ) كليم الله ( لقومه ) من بني إسرائيل (ياثقوم إنكم ظلمتم أنفسكم ) و أبقيتموها ( باتخاذكم العجل ) صنما تعبدونه من دون الله وكان متخذا من حليهم من الذهب و الفضة مجعولا على صفة العجل كما قال تعالى ((واتخذ قوم موسى من بعده من حليهم عجلا جسدا به خوار))



















(فتوبوا) مما جنيتموه ( إلي بارئكم ) خالقكم (فاقتلوا أنفسكم ) أي فاقتلوها بمجاهدتها وخالفوها بترك الشهوات فإن من ماتت نفسه أدرك أشرف الحالات وإلي هذا المعنى أشار النبي صلى الله عليه وسلم بقوله موتوا قبل أن تموتوا ( ذلكم ) القتل ( خير لكم عند بارئكم ) و أرفع لدرجاتكم لديه ( فتاب عليكم ) حين تبتم ( إنه هو التواب ) على من تاب (الرحيم ) بمن أقبل عليه و أحسن ماللمآب ( ولإذ قلتم ) لموسى لما خرجتم تعتذرون إلي الله من عبادة العجل ( يا موسى لن نؤمن لك ) ونقر (حتى نرى ) بأبصارنا (الله جهرة ) بلا حجاب بل عيانا (فأخذتكم الصاعقة ) صيحة البطش الإلهي حتى خررتم ميتين مستوليا عليكم الإغماء و الدهش يوما وليلة ( وأنتم تنظرون ) ما نزل بكم (ثم بعثناكم ) أحييناكم و أخرجناكم ( من بعد موتكم ) الذي متموه ودهشكم الذي بالصاعقة حللتموه (لعلكم تشكرون ) آلاء الله التي كفرتموها حين ر
أيتم كبير نعمته (وظللنا عليكم الغمام) بأن سخرناه لكم في التيه فصار من فوقكم يقيكم من حر الشمس (وأنزلنا عليكم ) في التيه (المن ) الترنجبين وهو شيء حلو ( و السلوى ) السماني وهو طير فتأكلون لحمه من غير تعب (كلوا من طيبات ما رزقناكم ) واشكروا من أولاكم ( وما ظلمونا ) بكفرانهم هذه النعم ( ولكن كانوا أنفسهم يظلمون ) بإدخالهم لها العذاب لكفرهم بما أنعمنا عليهم ( وإذ قلنا لهم بعد خروجهم من التيه ( ادخلوا هذه القرية ) بيت المقدس أو أريحا ( فكلوا منها ) الضمير للقرسية أي مما فيها من النعم ( حيث شئتم رغدا ) واسعا ( وادخلوا الباب ) باب القرية



















(سجدا) لله شكرا على إنجائكم من التيه ( وقولوا ) مسألتنا (حطة) نسألك أن تحط عنا خطايانا وقرئ بالنصب (نغفر لكم ) وقرئ يغفر لكم وتغر لكم بالناء للمعول (خطايكم ) ذنوبكم ( وسنزيد المحسنين) بطاعتنا ثوابا جزيلا (فبدل الذين ظلموا ) من بني إسرائيل لشقاوتهم ( قولا غير الذي قيل لهم ) من الذلة والانكسار و التوبة للعزيز الغفار بمطالب دنيوية و أحوال عند الله غير مرضية (فأنزلنا على الذين ظلموا ) حين فعلو ذلك (رجزا ) وقرئ رجزا بالضم ( من السماء ) وهو الطاعون فمات منهم نحو سبعين ألفا (بما كانوا يفسقون ) وعن طاعة الله يخرجون (وإذ استسقي ) طلب الإغاثة من الله (موسى لقومه ) لما كانوا في التيه وأصابهم العطش (فقلنا) له حين أردنا إغاثته ( اضرب بعصاك) وهي العصا التي أخذها من شعيب (الحجر ) وكان مربعا (فانفجرت) انشقت (منه) من الحجر بقدرة الله معجزة لموسى (اثنتا عشرة عينا) بعدة أسباط بني إسرائيل ( قد علم كل أناس ) من الأسباط (مشربهم ) الذي يشربون منه (كلوا واشربوا من رزق الله ) الذي من عليكم به ( ولا تعثوا في الأرض مفسدين ) وتكونوا عن طاعة الله خارجين ( وإذ قلتم ) لخبث طبيعتكم (ياموسى ) كليم الله (لن نصبر على طعام واحد ) وهو المن و السلوى ( فادع ) تضرع وأسأل ( لنا ربك ) المعتنى بك المجيب لدعواتك (يخرج لنا ) أي يوجد لنا (مما تنبت الأرض ) بأمر الله لها (من بقلها ) وهو ما تنبت الأرض من الخضروات ( وقثائها ) نوع منها وقرئ وقثاؤها بالضم (وفومها) وهو الثوم أو الحنطة



















(وعدسها) نوع من الحبوب ( وبصلها قال ) موسى ( أتستبدلون) تتخذون بدلا (الذي هو أدنى ) أحقر و أخس وقرئ أدنا من الدناءة ( بالذي هو خير ) أي المن و السلوى فإنه أعظم و أرفع ( اهبطوا ) انحدروا (مصرا ) من التيه وقرأ ابن مسعود غير منون (فإن لكم ) في الأمصار ( ما سألتم ) من الطعام ( وضربت ) جعلت (عليهم الذلة ) والهوان و الصغار (و المسكنة ) ألزموها فلا يزالون في أثر البؤس و الفقر (وباءوا ) وانصرفوا و عادوا (بغضب من الله ) حل بهم (ذلك ) العقاب ( بأنهم ) بسبب أنهم (كانوا يكفرون بآيات الله ) من فلق البحر وإظلال الغمام و الآيات التي فيها وصف النبي صلى الله عليه وسلم وغير ذلك (ويقتلون النبين) كزكرياء وشعيب وغيرهما (بغير الحق ) بل ظلما و عدوانا (ذلك بما عصوا ) أي بسسبب عصيانهم لرب العالمين ( وكانوا يعتدون ) حدوده فبئس مثال الظالمين ( إن الذين آمنوا ) بالأنبياء من قبل ( و الذين هادوا ) أي تهودوا وهم اليهود ( و النصارى ) وهم الذين نصروا المسيح وكانت قريتهم تسمى نصران (و الصابئين ) جماعة منهما وقريء الصابيين بالياء (من آمن ) منهم (بالله ) وأخلص التوحيد له ( واليوم الآخر ) وما فيه من الوعد و الوعيد ( وعمل صالحا) بالإيمان بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم (فلهم أجرهم ) جزاؤهم على أعمالهم (عند ربهم ) لديه ( ولا خوف عليهم ) من سوااه ( ولا هم يحزنون ) لفقد أحد عداه ( وإذ أخذنا ) عليكم (ميثاقكم) وهو العهد بالعمل بما في التوراة ( ورفعنا فوقكم الطور) حين أبيتم قبول التوراة فأمرنا جبريل بقلع الطور فظلله عليكم فخفتم من رضخكم به فقبلتم فقلنا لكم

















(خذوا) قابلين (ما آتيناكم) أعطيناكم وهو التوراة (بقوة) باجتهاد وعزم ( واذكروا ما فيه ) واعملوا به (لعلكم تتقون ) وعن عذاب الله تبعدون (ثم توليتم ) معرضين ( من بعد ذلك ) الميثاق (فلولا فضل الله عليكم ) بتوفيقكم للتوبة ( رحمته) بكم ليدخلكم دائرة النعمة (لكنتم من الخاسرين) أنفسهم الموبقين لها في دار النكال و الوبال ( ولقد علمتم ) عرفتم ( الذين اعتدوا ) بمجاوزة ما حد لهم ( منكم ) يا أهل قرية إيلياء ( في السبت ) بأن لا يصطادوا الحوت في يومه (فقلنا لهم ) حين تجاوزوا حدنا و اصطادوا ( كونوا قردة ) بأن لا يصطادوا الحوت في يومه (فقلنا لهم ) حين تجاوزوا حدنا و اصطادوا ( كونوا قردة ) بأن مسخناهم (خاسئين ) مطرودين وقرئ قردة بفتح القاف وكسر الراء وحذف همزة خاسئين (فجعلناها ) أي المسخة ( نكالا) عبرة ( لما بين يديها ) أهل عصرهم ( وما خلفها ) من بعدهم ( وموعظة ) أي عظة وتذكرة ( للمتقين ) الذين غلبت عليهم خشية الله ( و إذ قال موسى ) بن عمران (لقومه ) وذلك حين قتل بنو أخي رجل غني وكانوا فقراء عمهم وكان لا وراث له سواهم فلما قتلوه وحولوه إلي فناء قرية بجانبهم ثم أصبحوا يطليبون بثأره فجاءوا بناس إلي موسى فادعوا عليهم فسألهم موسى فأنكروه فاشتبه الأمر على موسى فطلبوا من موسى أن يدعوا الله أن يبين لهم القاتل فدعا الله و أوحى إليه فقال لهم ( إن الله يأمركم ) إذا أردتم معرفة القاتل ( أن تذبحوا بقرة ) فيظهر لكم أمر القاتل ( قالوا أتتخذنا هزوا ) وقرئ هزءاً بالهمزة وبسكون الزاي مع الهمزة (قال ) موسى ( أعوذ بالله ) أعتصم ( أن أكون من الجاهلين ) الذين يسخرون بالمؤمنين ( قالوا ادع ) أسأل ( لنا ربك يبين لنا ما هي ) أي ما سنها


















(قال) موسى (إنه ) أي الله جل شأنه ( يقول ‘نها بقرة لا فارض ) مسنة كبيرة (ولابكر) فتية صغيرة ( عوان ) نصف متوسطة ( بين ذلك) أي بين السنين ( فافعلوا ما تؤمرون) به من عند الله فشددوا الأمر (قالوا ادع لنا ) أسأل لنا (ربك يبين لنا ما لونها ) أي لون يكون لون البقرة ( قال ) موسى (إنه ) أي الله تعالت ذاته (يقول إنها) أي البقرة المأمور بذبحها ( بقرة صفراء فاقع لونها ) شديدة الصفرة (تسر ) تعجب ( الناظرين ) إليها لبهجتها وحسنها (وقالوا) أيضا مشددين (ادع لنا ربك ) ياموسى وأسأله (يبين لنا ما هي) أعملة أم سائمة ( أن البقر ) الموصوف لنا (تشابه علينا ) لأن نوعه كثير ( وإنا إن شاء الله ) هدايتنا ( لمهتدون ) إلي ذبحها وامتال الحق وفي الخبر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو لم يستثنوا لما بينت لهم آخر الأبد ( قال ) موسى (لإنه ) أي ربنا تبارك وتعالى ( يقول إنها ) أي البقرة المطلوبة منكم (بقرة) نعتها ( لا ذلول ) مذللة بالعمل وقرئ لا ذلول بالفتح (تثير الأرض ) تقلبها للزراعة (و لا تسقي الحرث) أي الأرض المهيأة للزراعة (مسلمة ) من العيوب و العمل (لا شية فيها ) لا لون فيها يخالف لون جلدها (قالوا الآن ) وقرئ الآن بالمد (جئت بالحق ) وأوضحت لنا الصفة وبينتها





















(فذبحوها) بعد تحصيلها وذلك أنه كان في بني إسرائيل شيخ صالح له طفل وله عجلة فأتى بها إلي غيضة فقال اللهم إني أستودعك هذه العجلة لابني حتى يكبر ومات الرجل فصارت العجلة في الغيضة عوانا وكان الولد يحتطب كل يوم وله أم وهو بار بها فيأتيها بثلث قيمة الحطب ويتصدق بالثلث ويأكل الثلث فأخبرته أمه يوما عن العجلة وقالت له اذهب بها إلي السوق وبعها بثلاثة دنانير ولا تبع إلا بمشورتي فذهب بها إلي السوق فبعث الله إليه ملكا ليختبره بره بوالدته وهو أعلم فقال له الملك بكم أبيع هذه البقرة فقال بثلاثة دنانير ولكن أستاذن و الدتي فقال الملك بستة دنانير ولا تستأمرها فقال الفتى لو أعطيتني وزنها ذهبا لم آخذه إلا برضا والدتي فأتى إلي والدته فأخبرها فقالت له عد إليه وبع بذلك فأتاه الملك فقال له استأذنت أمك فقال نعم وأمرتني أن لا أنقصها عن الستة الدنانير ولكن على أن أستأمرها أيضا فقال الملك له إني أعطيك إثني عشر دينارا على أن لا تستأمرها فأبى الفتى ورجع إلي أمه و أخبرها بذلك فقالت له هذا ملك إذا أتاك سله أن إثني عشر دينارا على أن لا تستأمرها فأبى الفتى ورجع إلي أمه و أخبرها بذلك فقالت له هذا ملك إذا أتاك سله أن أبيع هذه البقرة أم لا ففعل فقال له الملك اذهب إلي أمك وقل لها إمسكي البقرة فإن موسى يشتريها منكم لقتيل من بني إسرائيل فلا تبيعونها إلا بملء مسكها دنانير أي جلدها فأمسكوها فأخذها منهم بنو إسرائيل بتلك القيمة فذبحوها ( وما كادوا ) أي وما قاربوا ( يفعلون ) لغلاء ثمنها وما ذاك إلا أنهم شددوا فشدد عليهم كما قال صلى الله عليه وسلم لو اعترضوا أي بقرة كانت فذبحوها لكفتهم ولكن شددوا على انفسهم فشدد الله عليهم ( وإذ قتلتم نفسا) بغير حق بل طمعا في الدجنيا (فادارأتم ) اختصمتم (فيها ) في شأنها ( والله مخرج ) مظهر ( ما كنتم تكتمون) من أمر القتيل (فقلنا اضربوه) أي القتيل (ببعضها ) بالعجب فحي وسمى لهم قاتله قال الله تعالى ( كذلك ) مثل ما إأحيا الله هذا ( يحي الله الموتى ) الذي ينكر بعثهم من ليس له عقل ( ويريكم آياته) الدالة على كمال قدرته ( لعلكم تعقلون ) أن من قدر على مثل هذا قادر على بعث الأموات من قبورهم
















(ثم قست ) غلظت وصلبت (قلوبكم ) المدبرة عن الله (من بعد ذلك ) أي مشاهدة إحياء القتيل وغيره من الآيات ( فهي ) الضمير لقلوبهم القاسية (كالحجارة) في قسوتها وشدتها ( أو أشد قسوة ) من الحجارة ( وإن من الحجارة لما يتفجر ) وتخرج ( منه الأنهار ) الجارية (وإن منها) الضمير للحجارة ( لما يتشقق فيخرج ) فينبع ( منه الماء وإن منها ) أيضا ( لما يهبط ) متدليا من علوه إلي السفل ( من خشية الله ) وخوفه وقلوبكم من شدة غفلتها عن الله وإدبارها لا يقع لها ذلك ( وما الله بغافل عما تعملون ) فيمهلكم ( أفتطمعون) خطابا للنبي صلى الله عليه وسلم و المؤمنين ( أن يؤمنوا ) اليهود (لكم) ويصدقوكم (وقد كان فريق ) طائفة ( منهم ) أي من اليهود وهم أحبارهم (يسمعون كلام الله ) في التوراة من وصف النبي صلى الله عليه و سلم وكآية الرجم (ثم يحرفونه ) يبدلونه (من بعد ما عقلوه ) وعرفوه و فهموه ( وهم يعلمون ) أنهم مغيرون ومبدلون (وإذا لقوا ) المنافقون منهم (الذين آمنوا ) المؤمنين الصادقين ( قالوا آمنا) بالنبي صلى الله عليه وسلم وأنه المنعوت في كتابنا ( وإذا خلا بعضهم إلي بعض ) واجتمعوا مختلين ليس معهم مؤمن (قالوا ) الرؤساء منهم المصممون على الكفر ( أتحدثونهم ) أتخبرونهم ( بما فتح الله عليكم ) من نعت النبي عليه وسلم في التوراة (ليحاجوكم) ليجادلوكم ( به عند ربكم ) يوم العرض عليه ( أفلا تعقلون ) أن إخباركم لهم بذلك مما يقيم عليكم الحجة يوم القيامة ( أو لا يعلمون ) الاستفهام للتقرير



















(إن الله يعلم) منهم ومن جميع العباد ( ما يسرون) من النيات والإيمان وما يسر هؤلاء المنافقون من الكفر بالنبي صلى الله عليه وسلم ( وما يعلنون) يظهرون من الإيمان به ( ومنهم) من اليهود (أميون ) عوام لا يقرءون ولا يكتبون فلذلك ( لا يعلمون الكتاب ) كتاب التوراة وما فيه من وصف النبي صلى الله عليه وسلم ( إلا ) لكن ( أماني) يغشهم بها أحبارهم كما قال تعالى عنهم ((وقالوا لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى تلك أما نيهم )) ( وإن هم ) ما هم في إنكارهم نبوة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم (إلا يظنون ) ظنا فاسدا (فويل ) واد في جهنم وفي الحديث قال رسول صلى الله عليه وسلم ويل واد في جهنم يهوي فيه الكافر أربعين خريفا قبل أن يبلغ قعره ( للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ) ويختلفون من تلقاء أنفسهم ويضمنونه تحريف ما فيه من نعت النبي صلى الله عليه وسلم ( ثم يقولون ) لجهالهم (هذا من عند الله ) وفعلهم ذلك ( ليشتروا به ) لينالوا به (ثمنا قليلا) من أغراض الدنيا (فويل لهم مما كتبت أيديهم ) من التقول على الله ( وويل لهم مما يكسبون ) مما يأخذونه من الثمن المذكور ( وقالوا ) تأليا على الله حين هددهم النبي صلى الله عليه وسلم بالنار ( لنتمسنا النار) أي نار جهنم ( إلا أياما معدودة ) أربعين يوما مدة عبادة آبائهم العجل (قل ) أيها النبي الكريم ( أتخذتم ) بذلك وقرئ اتخذتم بالإدغام ( عند الله عهدا ) وميثاقا (فلن يخلف الله عهده ) أن عهد إليكم أن لا يعذبكم إلا هذه المدة ( أم ) بل ( تقولون على الله ) تهكما وجرأة ( مالا تعلمون) أن الله واعدكم به فاستولت أحبارهم على جهالهم وجهالهم على علمائهم فصار الكل على الوبال وفي الحديث في معنى مثل ذلك ويل للعالم من الجاهل وويل للجاهل من العالم (بلى ) تمسكم النار وتخلدون فيها


















(من كسب سيئة ) واقترف قبيحة ( وأحاطت به ) من جميع جوانبه ( خطيئته ) وقرئ خطياته بقلب الهمزة ياء والإدغام وهذا وصف الكافر لا تحيط الخطيئة إلا به لخلوه من حسنة ولذا قال فيه تعالى ( فأولئك أصحاب النار) سكانها الملازمون ( هم فيها خالدون) لا يخرجون ( والذين آمنوا وعملوا الصالحات) و خالفوا أنفسهم وجاهدو في طاعة الله ( أولئك أصحاب الجنة ) ساكنوها (هم فيها خالدون ) من غير خروج أبدا ( وإذ أخذنا ) في التوراة ( ميثاق ) وعهد ( بني إسرائيل لا تعبدون ) أي وقلنا لهم في ذلك العهد لا تعبدون وقرئ لا تعبدون وقرئ أن لا تعبدوا وقرئ يعبدوا بالياء ( إلا الله ) الذي خلقكم ( وبالوالدين ) أحسنوا إليهما ( إحسانا) بأن تبروهم ( وذي القربى ) أحسنوا إليهم بالمواصلة ( واليتامى و المساكين ) أيضا أحسنوا إليهم بأنواع ال‘حسان ( وقولوا للناس ) إن جادلتموهم أو هديتموهم ( حسنا ) وقرئ حسنا بفتحتين وقرئ حسنا بضمتين أي قولوا لهم قولا حسنا مشتملا على لطف ولين ووعظ و تذكير بصورة غير منفرة حتى ينقادوا وفيما ذكرنا من معنى الآية تعليم خطاب المعلم لمن يتعلم منه و أما اليهود فلم يفعلوا ما أمرهم الله8 به ثم قال لهم الله في العهد ( وأقيموا الصلاة ) التي افترضتها عليكم ( و آتوا الزكاة ) التي أوجبتها عليكم ( ثم توليتم) عن ذلك بعد قبوله ( إلا قليلا منكم ) وهم الذين أسلموا ( وأنتم معرضون ) عن قبول الحق كما دأب آبائكم من قبلكم ( و إذ أخذنا ) أيضا عليكم ( ميثاقكم ) وعهدنا إليكم بأن قلنا لكم ( لا تسفكون دماءكم) لا يقتل بعضكم بعضا



















(ولا تخرجون أنفسكم من دياركم ) بأن لا يخرج بعضكم بعضا من داره ( ثم أقررتم ) اعترفتم بالميثاق ( وأنتم تشهدون ) على إقراركم ( ثم أنتم ) بعد ذلك ( هؤلاء ) نداء أي يا هؤلاء ( تقتلون أنفسكم ) أي يقتل بعضكم بعضا وقرئ تقتلون مشددا ( وتخرجون فريقا ) طائفة ( منكم من ديارهم ) وتخرقبونها ( تظاهرون ) أي تتعاونون (عليهم ) وقرئ تظاهرون بتشديد الظاء وقرئ بتاءين ( بالإثم ) المعصية ( والعدوان) العداوة ظلما بغير حق ( وإن يأتوكم أسارى ) وقرئ أسرى ( تفادوهم ) أي تنقذوهم من أسرهم بالمال وقرئ تفدوهم ( وهو ) أي المعهود إليكم من الله ( محرم عليكم إخراجهم ) أي إخراجهم من ديارهم ( أفتؤمنون ببعض غالكتاب ) أي فدائهم ( وتكفرون ببعض ) وهو القتل و الإخراج و المظاهرة والقصة أن قريظة حالفوا الأوس و النضير حالفوا الخزرج فكان كل منهم يقاتل مع حلفائه ويخرب ديار الآخرين ويخرجهم فإذا أسروا فدوهم فإن قيل لهم لم تفدونهم يقولون أمرنا بالفداء وإن قيل لهم لم تقاتلونهم يقولون لا نرضى أن يهان حلفاؤنا فهذا هو الإيمان بالبعض و الكفر بالبعض وفي الحديث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ الله عليهم أربعة عهود ترك القتل وترك ال‘خراج وترك المظاهرة وفداء أسراهم فأعرضوا عن كل ما أمروا إلا الفداء ( فما جزاء من يفعل ذلك منكم ) معشر اليهود ( إلا خزى ) تعاملون به ( في الحياة الدنيا ) وقد وقع لهم ذلك فقتل بنو قريظة وسبوا وأجلى بنوا النضير وضربت الجزية على غيرهم فما أشده من خزي وذل (ويوم القيامة ) مع ما وقع لهم في الدنيا ( يردون) وقرئ بالتاء ( إلي أشد العذاب ) لارتكابهم أشد معصية لنقضهم العهود و تغيير ما جاء في وصف النبي صلى الله عليه وسلم المحمود


















(وما الله بغافل عما تعملون ) بل هو بالمرصاد وقرئ بالياء (أولئك) اليهود المبدلون ( الذين اشتروا الحياة الدنيا بالآخرة ) و آثروها عليها (فلا يخفف عنهم العذاب ) لا في الدنيا بنقص الجزية ولا في الآخرة ( و لا هم ينصرون ) فيدفع عنهم ( ولقد آتينا موسى ) بن عمران الكليم ( الكتاب ) التوراة (وقفينا) على أثره ( من بعده بالرسل) أي بأن أرسلنا من بعده رسلا ( و آتينا عيسى) كلمة الله ( ابن مريم ) خادم الله الصالحة ( البينات) المعجزات الظاهرات المذكورة في قوله تعالى (( وأبرئ الأكمة والأبرص وأحي الموتى بإذن الله وأنبئكم بما تأكلون )) الآية وما قبلها ( وأيدناه ) أي قويناه (بروح القدس) جبريل وقرئ القدس بالإسكان في جميع القرآن (أفكلما جاءكم ) معشر الكافرين (رسول ) من عند الله (بما لاتهوى) تحب ( أنفسكم) الخبيثه ( استكبرتم) عن الايمان والانقياد له (ففريقا كذبتم ) كموسى وعيسى (وفريقا تقتلون ) كزكريا ويحي ( وقالوا) النبي صلى الله عليه وسلم مستهزئين (قلوبنا غلف) عليها غشوة لا تعي قولك ( بل) ليست بغلف إنما (لعنهم الله) لعدم قبولهم الحق وطردهم عن رحمته (بكفرهم) بما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم عنادا (فقليلا ما يؤمنون) أي إيمانهم قليل وما مؤكدة (ولما جاءهم ) على لسان رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم (كتاب من عند الله ) وهو القرآن (مصدق لما معهم) وهو التوراة (وكانوا من قبل ) أي قبل ظهور بعث النبي صلى الله عليه وسلم و نزول القرآن ( يستفتحون) يستنصرون



















(على الذين كفروا) ويقولون اللهم انصرنا بنبي آخر الزمان المنعوت في التوراة ( فلما جاءهم ما عرفوا ) وهو النبي صلى الله عليه وسلم المنعوت عندهم في التوراة ( كفروا به ) حسدا من عند أنفسهم وخوفا على رياستهم ( فلعنة الله على الكافرين ) الذين ستروا الحق وأظهروا الباطل ( بئس ما اشتروا ) بحسب ظنهم الفاسد ( به أنفسهم ) ظنا أنهم خلصوها من العقاب ( أن يكفروا بما أنزل الله ) من القرآن (بغيا) حسدا لا حقيقة له ( أن ينزل الله ) أي حسدهم على أن ينزل الله وقرئ ينزل بالتخفيف (من فضله) نبوته ووحيه ( على من يشاء ) يختار (من عباده ) لرسالته ( فباءو بغضب على غضب ) لكفرهم وحسدهم ( وللكافرين عذاب مهين ) على محمد وهو القرآن وما أنزل على الرسل من الكتب القديمة ( قالوا نؤمن بما أنزل علينا ) أي التوراة ( ويكفرون بما وراءه) أي بما سواه ( وهو الحق) أي القرآن ( مصدقا) أي موافقا ( لما معهم ) أي التوراة التي معهم ( قل ) لهم أيها النبي الكريم (فلم تقتلون ) أي قتل آباؤكم (أنبياء الله ) وقرئ بالهمزة وأنتم راضون بفعل آبائكم ( من قبل إن كنتم مؤمنين ) بالتوراة فلم خالفتم ما فيها وهو النهي عن قتلهم ( ولقد جاءكم موسى بالبينات ) آي الايات الواضحات التسع المذكورة في قوله تعالى (( ولقد آتينا موسى تسع آيات بينات))




















(ثم اتخذتم العجل ) إلها فعبدتموه (من بعده) من بعد ذهاب موسى إلي المكالمة( وأنتم ظالمون) أي وعاداتكم تعدي الحدود وعدم الوفاء بالعهود ( وإذ أخذنا ميثاقكم ) العهد عليكم بالعمل بما في التوراة ( ورفعنا فوقكم الطور ) حين أعرضتم عن قبول ذلك ( خذوا ما آتيناكم ) ما أمرناكم به في التوراة وآمنوا بمحمد واعملوا بأمره ( بقوة) بجد ( واسمعوا ) لأمره مطيعين (قالوا سمعنا ) قوله ( وعصنا ) أمره (وأشربوا) وسقوا ( في قلوبهم العجل ) أي اختلط حب العجلل بقلوبهم وذلك (بكفرهم) أي بسب كفرهم (قل بئسما ) أي بئس شيئا (يأمركم به ‘يمانكم ) أي بالتوراة عبادتكم العجل ( ‘ن كنتم مؤمنين ) بالتوراة كما زعمتم و المعنى أنكم لستم بمؤمنين لأنه لم يأتكم في التوراة أمر بعبادة العجل و إن كان عبدة العجل آباءهم فهم كذلك كذبوا بما في التوراة من الأمر بالإيمان بالنبي صلى الله عليه وسلم فكلهم خالفوا ما في التوراة (قل إن كانت ) كما تقولون ( لكم الدغار الآخرة) أي الجنة ( عند الله خالصة ) وخاصة بكم ( من دون الناس ) كما حكى عنهم تعالى في قوله (( وقالوا لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى )) (فتمنوا الموت ) فإن من علم أن مصيره إلي الجنة بلا شك يؤثر الموت على الحياة فتمنوا ( إن كنتم صادقين ) فإنه من علم أن مصيره إلي الجنة بلا شك يؤثر الموت على الحياة فتمنوا ( إن كنتم صادقين ) فإنه يفرح به من كان يحسن عمله مع الله كما قال بعض الصحابة حين أشرف على الموت غدا ألقى الأحبة محمدا وحزبه وفي الحديث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تحفة المؤمن الموت ( ولن يتمنوه) اليهود ( أبدا بما قدمت أيديهم ) من الكفر بالنبي صلى الله عليه وسلم والإعراض عن موجبات الرحمة ( والله عليم بالظالمين ) المتعدين الحدود وفي الخبر قال صلى الله عليه وسلم لو تمنوا الموت لغص كل إنسان بريقه فمات مكانه وما بقى على وجه الأرض يهودي


















(ولتجدنهم ) أي اليهود ( أحرص الناس على حياة ) أي أشد الناس حرصا على الحياة وقرئ الحياة ( ومن الذين أشركوا ) هم أحرص أيضا على الحياة ( يود ) يتمنى ( أحدهم ) الضمير لليهود ( لو يعمر ) يطول عمره في الدنيا ( ألف سنة ) وما ذلك إلا لعلمهم بسوء ما قدموه ( وما هو ) الضمير للشان (بمزحزحه) بمبعده ( من العذاب) في النار (أن يعمر ) أي تعميره ( والله بصير بما تعملون ) فيجازيهم عليه (قل) لليهود حيث سألوك عمن يأتيك بالوحي فأخبرتهم أنه جبريل فقالوا هو عدونا يأتي بالعذاب و الغضب ولو كان ميكائيل لآمنا لأنه يأتي بالخصب و السلم (من كان عدوا لجبريل ) أمين وحي الجليل (فإنه ) القرآن الذي فيه غيظهم (نزله ) جبريل (على قلبك) الذي هو أشرف القلوب و أفضلها لأنك أشرف الخلق وأفضلها وفي الحديث قال لي جبريل قلبت مشارق الأرض ومغاربها فلم أجد نبيا أفضل من محمد من بني هاشم فإذا كان ليس في الأنبياء أحد مثلك فليس في القلوب قلب مثل قلبك فلم ينكر هؤلاء المخذولون المطرودون نزول الوحي عليك و أنت أعظم مستحق له وجبريل أصدق مرسل به وقد وصل إليك ( بإذن الله ) وأمره العزيز الحكيم ( مصدقا لما بين يديه ) أي لما قبله من الكتب القديمة ( وهدى ) لمتبعيه ( وبشرى ) برضوان الله الأكبر ( للمؤمنين ) العاملين بما فيه ( من كان عدوا لله وملائكته ) المقربين ( ورسله ) المحبوبين ( وجبريل ) أمين الوحي ( وميكال ) وقرئ ميكائيل وقرئ و ميكاييل وقرئ وميكالئل (فإن الله عدو للكافرين ) الذين عادوا أحبابه ( ولقد أنزلنا إليك) لهداية العباد ( آيات بينات) واضحات

عثمان بشاره غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)
كاتب الموضوع عثمان بشاره مشاركات 9 المشاهدات 7359  مشاهدة صفحة طباعة الموضوع | أرسل هذا الموضوع إلى صديق | الاشتراك انشر الموضوع


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:44 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
::×:: هذا المُنتدى لا يمثل الموقع الرسمي للطريقة الختمية بل هُو تجمُّع فكري وثقافي لشباب الختمية::×::

تصميم: صبري طه