القبول يا رب - شباب الطريقة الختمية بدائرة ود ابراهيم بأم بدة
مجموعة مدائح ختمية.. شباب الطريقة الختمية بمسجد السيد علي الميرغني ببحري
|
المنتدى العام لقاء الأحبة في الله لمناقشة جميع المواضيع |
![]() |
|
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
#1 |
![]() ![]() ![]() |
![]() قال الراوي : يحكى أن رجلين كانا يعيشان معاً في مكان واحد ، إلا أن كل واحد منهما يحملُ خصالاً تختلف عن الآخر . فالأول منهما شخص (كريم) كرامة (السودان) وتمتاز شخصيته بالتسامح والتواضع وقبول الرأي الآخر ويسعى دائماً أن يقدم لكل من يعرفه أو لا يعرفه المساعدة والخدمات بدون مقابل ، ويسعى لقضاء حوائج الناس ومعالجة الخلافات التي تنشب بين الأطراف حتى ينعم الجميع بسلام مع أنفسهم ومع الآخرين ، وعلى خلاف الرجل الأول تتسم شخصية الرجل الثاني بالعنجهية ، وعدم قبول الرأي الآخر ، لأنه يعتقد في قرارة نفسه ألا أحد يستطيع أن يفعل ما يستطيع فعله هو ، وأنه دوماً على الحق ولديه معرفة كاملة بكل نواحي الحياة ، وتولَّد لديه إحساس بالذكاء الخارق الذي يمكنه من الخروج من أي مأزق يمر به في حياته ، فأصبحت حياته تدور في فلك ( الأنا..نية ) ومن ثم سعى بكل الحيل والطرق الشرعية وغير الشرعية لتملك الأشياء من حوله . وأقرب شئ حوله هو هذا الشخص (الكريم) الذي يعيش معه . في أحد الأيام .. ثار شجار بين هاتين الشخصيتين المختلفتين ، بعد أن إدعى (الأناني) بأنه يملك كل شئ من حوله . ولا حق (للكريم) في أن يخالفه الرأي في ذلك ، بل ذهب به إحساسه الداخلي المريض بأن هذا الشخص الذي يعايشه لابد أن يكون (عبداً) له . وكان نتيجة هذا الإحساس الغريب أن تسبب في هذا الشجار بينهما ، وأخذ (الأناني) بتلابيب (الكريم) ، وأخذ يخنقه ، ودار بينهما خلال الشجار الحوار التالي : الأناني : يا زول إنته ملكي وأنا ما حأخليك تاني تتفكَّ مني . الكريم : يا خي فكَّني أنا ما ملكك .. أنا مِلكْ نفسي .. ومِلكْ الناس كلها . الأناني : أحسن ليك تعترف بي ملكيتك لي .. ولا حأخنقك وأفطسك . وهنا زاد (الأناني) من قبضته على عنق (الكريم) فأخذ يصرخ مستنجداً بالآخرين لمساعدته من هذا الرجل الموهوم والهلاك المحتوم . وسمع (الجيران) صوت الاستغاثة ، فأتى بعضهم مسرعين ، فوجدوا الرجل (الأناني) يخنق (الكريم) . ودار بينهم الحوار التالي : الجيران : يا زول فكَّ الراجل قبل ما يموت في يديك . الأناني : ما بفكوا ده حقي .. إنتو دخلكم شنو . الجيران : حقك كيف ؟ الأناني : ما بعرف .. كده بس حقي وخلاص .. إنتوا أبعدوا من الموضوع ده . الجيران : لو ما فكَّيت الراجل ده .. إحنا حنفكوا منك بالقوة .. وننادي الناس كلهم .. عشان نخلصوا من بين يديك . وهنا .. انتبه الرجل (الأناني) لنفسه .. وبذكاءه الخارق حاول معالجة الآمر قائلاً : خلاص إنتو أمشوا مننا .. وخلونا لي بعض نعالج مشكلتنا برانا .. وأهو ده أنا خففت القبضة عليهو شوية .. عشان يجُرْ شوية نَفَسْ . نتيجة لهذه الحيلة قام (الجيران) بتصديق الرجل (الأناني) ، وابتعدوا عنهم . عندئذ أعاد (الأناني) القبضة على عنق (الكريم) قائلاً : يا زول ما تشوف الجيران ديل جو يحجزوك مني ، أنا والله ما بفكك إلا تعترف بملكيتك لي . وتحشرج (الكريم) قائلاً : دي سابع المستحيلات .. أنا ما بملكني زول ، وأخذ يئن ويصرخ ويحاول الفكاك . دخل عليهم وهم في هذه الحالة المزرية مجموعة من الناس .. وأخذوا يمسكون (الأناني) من (كلتا قبضتيه) في محاولة منهم لفك هذه المسكة الخانقة على رقبة (الكريم) عسى أن ينجحوا في تخليصه منه . ولمَّا أحسَّ (الأناني) بصعوبة الأمر .. خرج عليه ذكاءه الخارق بفكرة (جهنمية) بأن يتعامل مع هؤلاء بطريقة فردية .. فقال مخاطباً واحداً منهم من ناس (الجنوب) : يا خوي .. إنته يا الجنوبي إنته .. الجنوبي : بتتكلم معاي أنا . الأناني : أيوه .. إنته .. أسمع أنا حأفكْ شويه من الزول ده .. لكن لو اعترفته إن الراجل ده ملكي أنا .. حأديك نص تمَنُو . الجنوبي (حكَّ راسو) قائلاً : معقوله برضو .. لكن إنته فِكْ شويه .. عشان الراجل كان فِطسْ في إيدك حقي بروح . وما حنلِمْ في (نص) ولا ربع . الأناني : طيب .. بس إنته أمشي أقيف بعيد .. خليني معاهو .. الجنوبي : أها .. أنا مشيت .. لكن جماعتي الماسكين معاي ديل حتعمل ليهم شنو .. ديل ناس ملخبطين من الغرب والشرق والشمال والوسط . الأناني : إنته مالك بيهم .. أنا بتفاهم معاهم زي ما اتفاهمت معاك .. وبدِّي كل واحد منَّهم شويه من قيمة الراجل ده .. وبعدين لمن يفكوهو .. نمشي سوا نقسم البيعة بيناتنا زي ما اتفقنا .. الجنوبي : خلاص .. أنا بحاول أتكلم معاهم شويه .. عشان تلقى الأمور سالكه .. الأناني : كده بديت تفهمني .. يلا خليني اتفاهم معاهم واحد واحد .. عشان ما يضايقوني .. لأنو إيديْ برَدَنْ من شدة (المقاومة ) والملاوه الكتيره دي . وبدأ سيناريو المفاوضات المنفرد مع ناس (الغرب) براهم .. وبعدين ناس (الشرق) براهم .. وناس الوسط والشمال براهم .. لحدي ما تركوا الراجل (الأناني ) بعد أن اتفق معهم أن يقسم لكل جماعة جزء من قيمة الراجل (الكريم) .. وذلك بعد اعترافهم بأن (الكريم) ملكية خالصة له .. عشان يقدر يبيعوا .. ويجيب فيهو سعر كويس يستفيد منه الجميع . وطبعاً خفَّفْ عليهو (القبضة) شوية أثناء التفاوض .. وزي ما قال (الجنوبي) عشان ما يفطس . الجماعة صدَّقوا الراجل (الأناني) ومشوا قعدوا تحت الضُلْ .. منتظرين (الأناني) يمشي يبيع (الكريم) بعد أن اعترفوا له بإنه (ملكية) خالصه ليهو .. في هذه الأثناء .. قام (الأناني) بأخذ الرجل (الكريم) وجرجره شويه .. عشان يبعد من الجماعة.. لكن (الجنوبي) رفض الابتعاد .. وقال ليهو : إحنا متفقين يا خوي وما تحاول تلعب عليَّ أنا كمان . في هذه اللحظة إنتبه (الأناني) وقال محدثاً نفسه .. ( أنا كان ما استخدمته ذكائي الخارق ما حأقدر أتخلص من الراجل (الجنوبي) ده .. وبعدين ده عارف أنا عايز أعمل شنو .. ممكن يلِمْ علي الجماعة ديل تاني .. وفوق ليهم كمان يحرِّش عليَّ (الجيران) المشو مني قبيل .. أحسن حاجه أتفق معاهو على السعر البرضيهو .. وأقسم ليهو (النص) .. وأديهو حقوا يتخارج مني . والتفت (الأناني) للراجل (الجنوبي) ودار بينهما الحوار التالي : الأناني : أها يا خوي .. (الكريم) ده بعد ما الجماعة ديل اعترفوا إنو ملكي أنا ما بفكُّوا تاني .. بمسِكْ فيهو كده إن شاء الله يفطس من خنقتي دي .. الجنوبي : يفطس .. الكلام ده ما كويس معاي .. أديني أنا (النص) بتاعي المتفقين عليهو .. وأمشى أخليك .. بعدين يفطس في إيديك ولا ما يفطس ما يهمني .. المهم آخد (نصي) . الأناني : شوف يا (الجنوبي) أنا بديك (نص) الحته القاعدين فيها دي .. وما دام أنا خانق (الكريم) ده .. ما فارقه معاي (الواطه) .. المهم ما تضايقني تاني .. الجنوبي : الكلام ده كيف .. (نص) أرض ساي ما بتنفع .. لازم تديني شوية قروش .. عشان أبني لي فيها حاجه .. واقدر أربي فيها أولادي .. الأناني : خلاص موافق .. شوف جيبي ده .. شيل منو شويه قروش .. عشان أنا ماسِكْ في الراجل ده وحالف ما أخليهو .. والجماعة ديل كلهم اعترفوا إنه ملكي أنا .. إنته شيل (نص) الواطه دي .. وشوية القريشات .. واتخارج مننا أحسن ليك . (الجنوبي) قبض قروشو .. وشال (نص) الواطه .. واتخارج . والجماعة القاعدين تحت الضُلْ جو جارين تاني .. ومسكوا في إيدين (الأناني) .. ودار بينهم الحوار التالي : الأناني : ما لكم يا جماعة .. إحنا مش اتفقنا إنه (الكريم) ده حقي أنا .. ما لكم تاني جايين ماسكين إيدي .. واتلميتو فيني . الجماعة : أيوه أنحنا متفقين .. وموافقين علي ملكيتك للزول ده .. لكن (الجنوبي) شال (نص) الحته .. وشايفين (الكريم) ده من (الخنقة) بتاعتك دي إدروخ .. وبقيت رجليهو ما شايلاتنو .. وخايفين يروح فيها .. وأنحنا حقنا يروح معاهو . الأناني : يا جماعة ما تخافوا .. إنا زي ما أديت (الجنوبي) النص بتاعو .. ممكن أقسم ليكم باقي الحته دي .. ناس الشرق أديهم حقهم .. وناس الغرب أديهم غربهم .. وخلوني أتفاهم براي مع أهلي ناس الوسط والشمال .. لكن ما بقدر أفك (الكريم) من قبضتي دي .. عشان لو فكيتوا إنتو ما حتصدقوا إنو حقي تاني .. وما حألقى زول يشتري مني .. وأنا ماسكوا الزمن ده كلوا .. أقكوا كييييف . الجماعة : يا زول أنحنا ما عايزين حقنا خليناهو .. بس الزول ده فِكُوا يشُمَّ الهواء وياخد حريتو شويه .. وبعدين نشوف نعمل معاهو شنو .. الزول ده كان (فطس) بين إيديك ديل .. لا حقنا ولا حقك .. والناس الكان بيكرم فيهم ديل .. والجيران البعرفهوه ما بخلونا .. وهنا ظهر (الجنوبي) من جديد .. ووقف يتحدث مع (الأناني) : يا خوي قروشك دي ما كفتني .. وما حتعمل لي حاجه .. أديني شوية قريشات تاني . وجن جنون (الأناني) .. وصاح بعد أن ضاق به الحال مخاطباُ الجميع : (الجنوبي) جيتني تاني .. وكمان عايز قروش .. ما عندي ولا مليم .. وأعلى ما في (خيلك ) أركبوا .. و انتوا يا (جماعة) .. الزول ده ملكي أنا .. عليَّ (الحرام) ما أفِكُوا تاني أصلوا .. على جثتي .. حتى لو يفطس في إيديَّ (الاتنين) ديل .. العاجبوا عاجبوا .. والما عاجبوا .. إشيل (الحته) بتاعتوا ويمشي .. وخلو لي محلي الواقف فيهو .. ده آآآخر كلام . يقول الراوي : الوطن كالإنسان يتكون من جسم وروح ، و(سودان الكرامة) لا تخنقه إلا النفس الأمارة بالسوء ، وحالة (الأنا..نية) التي تلبَّست الجميع ، ولم يستطع أهله أن يخرجوه من أسوار المطامع الشخصية إلى رحاب القناعة وحب الخير للناس والاعتراف بحقوقهم ، فذهبت روح القومية وذبلت روح الوطنية واختصرت روح الحزبية الجماعية في حدود (الأنا.. مؤسسية). (سودان الكرامة) بهذه الحالة الرُّوحية المَرَضيَّة سيتحول جسمه من (ملكية الشيوع) إلى ملكية المصالح الفردية ، ومن (وطن الجميع) إلى دويلات متناحرة سيأكل بعضها بعضاً .. (لا يغيرُ الله ما بقوم ٍ حتى يغيروا ما بأنفسهم) . فأنت بالروح لا بالجسم إنسان. وكذلك الوطن يقوم على الانتماء الروحي السليم (قومياً ووطنياً وحزبياً) وليس على الأرض فقط تبنى الأوطان . [/font] |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
كاتب الموضوع | بكري الخليفة أحمد مكي | مشاركات | 3 | المشاهدات | 7072 |
![]() ![]() ![]() | انشر الموضوع |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|