05-08-2011, 02:38 PM
|
#1
|
|
من مواقف مولانا الوطنية
من مواقف الميرغني الوطنية
استوقفني منذ مده وأنا أتابع حلقات دولة التجمع التي يكتبها الصحفي الأستاذ / عمار فتح الرحمن حديثه عن موقف مولانا السيد محمد عثمان الميرغني رئيس التجمع الوطني الديمقراطي إزاء الدور الأمريكي في قضية السودان حيث قال : يعتقد فريق كبير أن الحركة الشعبية باعت التجمع ، بينما يري الفريق الثاني أن الميرغني هو الذي تخلي عن الحركة ووضع الدكتور قرنق في موقف محرج عندما قام الميرغني في اللحظات الأخيرة بإلغاء زيارته التي كانت مقررة إلي واشنطون والتي قام بالترتيب لها الدكتور جون قرنق وسبق الميرغني إلي هناك ، وتم تكليف منصور خالد بمرافقة الميرغني من لندن ، وبعد أن تم شحن متعلقات الميرغني في الطائرة المتجهة من لندن إلي واشنطون وصعد الوفد المرافق اتصل الميرغني بمرافقيه وأمرهم بالنزول وإلغاء السفر مبررا ذلك بان ( الإذن لم يأتي ) ، بالرغم من أن خبر وصول الميرغني قد نشر في صحيفة البيان الإماراتية والرأي العام السودانية بناء علي معلومات من وفد الميرغني الذي كان بالفعل في مطار هيثرو تمهيدا للتوجه إلي الولايات المتحدة الأميركية ، وكان مع الميرغني كل من جعفر احمد عبد الله وعادل سيداحمد عبد الهادي وحاتم السر ، بينما كان التوم هجو في انتظار الميرغني بواشنطون ، ودار نقاش حاد بين الميرغني ومن معه خلص فيه الميرغني إلي انه لا يرتاح إلي زيارة الولايات المتحدة الأميركية وان الدعوة سبق وان وجهت له مطلع التسعينات لكنه لا يفضل القيام بذلك ، مبررا أن عباءته الدينية لا تسمح له بالتعامل مع الدولة الأولي التي تدعم إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني ، وان خطوة من هذا النوع قد يستغلها النظام السوداني لتشويه سمعته ، وان التعامل مع أمريكا قد يضر بالقضية وانه لا يريد أن يكون من الذين يساعدون علي مزيد من تدويل القضية السودانية .
تعليقا علي هذا الموقف نقول انه كان من الممكن أن يقبل الميرغني زيارة واشنطون ويضع يده في يد بوش الذي يضمر ما يضمر ما يضمر للإسلام والسودان علي وجه الخصوص من العداء ويقبل الدعم اللوجستي الأمريكي للتجمع ولحزبه ولشخصه ، وكان من الممكن أن يساعده هذا الدعم في تحقيق أهداف التجمع العسكرية والسياسية وفق النظرية الميكيافلية التي تقول بان الغاية تبرر الوسيلة ، وبالتالي كان من الممكن أن تساعد القوات الأمريكية وحليفاتها قوات التجمع في دخول الخرطوم لو أراد ذلك كما حدث في العراق وأفغانستان ، لا سيما وان المبررات التي أحدثتها الإنقاذ وقف سياساتها السابقة من اغتصاب للسلطة الشرعية القائمة في البلاد وإيواء للحركات الإسلامية المتطرفة قد تبرر لأمريكا أفعالها بحكم أن أغلبية الشعب السوداني كان يقف خلف احزاب التجمع وذلك لان التجمع كان يضم الحزب الاتحادي الديمقراطي وحزب الأمة والحزب الشيوعي والحركة الشعبية والقيادة الشرعية لقوات الشعب المسلحة كما كانت تسمي نفسها وغير ذلك من الأحزاب والنقابات ومنظمات المجتمع المدني ، ولكن مولانا السيد محمد عثمان الميرغني كان بحكم نشأته الصوفية ومسئوليته الوطنية وكذلك بعد نظره كان يعلم أن لذلك ثمن كبير ، كان ثمنه ارتهان الإرادة السودانية ونهب ثروات البلاد وفق المخطط الأمريكي الغربي وأعظم المصائب حرب أهلية تقضي علي الأخضر واليابس .
هذه المواقف التي وقفها مولانا السيد محمد عثمان الميرغني وهو في قمة صراعه مع الإنقاذ يجب أن تسجل بأحرف من نور علي صفحات تاريخ هذه البلاد ، وذلك ليتعلم هذا الجيل والأجيال القادمة الفرق بين معارضة الوطن ومعارضة النظام ، ولعل مولانا السيد محمد عثمان الميرغني بلا مبالغة يعد ظاهرة ومدرسة جديدة في عالم السياسة ، مدرسة مبنية علي مرعاة حق الوطن والمواطن ، ومدرسة مبنية علي الصدق والوفاء والزهد في المنصب وتبعاته ، في وقت أصبحت فيه السياسة والسلطة اكبر مصدر للجاه والثراء من غير مراعاة لله او الوطن او من فيه .
[/align]
[/align]
[/align]
|
|
التعديل الأخير تم بواسطة أحمد كرموش ; 05-08-2011 الساعة 03:15 PM.
|