04-12-2013, 12:35 AM
|
#1
|
المُشرف العام
|
راجمات أبو هاشم وتحرير الكرمك ...(عبدالواحد محمد_ كشاهد عصر)
راجمات أبو هاشم وتحرير الكرمك
الكرمك هي مدينة تقع في ولاية جنوب النيل الأزرق على الحدود مع الجارة إثيوبيا.
المكان : مدينة الدمازين . قيادة اللواء 14 مشاه – الزمان العام 1988
كانت الحياة تسير عادية إلا من نشاط متزايد داخل رئاسة اللواء حيث كان يتم التحضير لوداع العميد محمد العباس الأمين قائد اللواء السابق وتسليم القيادة للعميد عامر الذاكي ..
وفجأة ترد أشارة من قيادة حامية الكرمك من العقيد إبراهيم بخيت رزق بان الكرمك تتعرض لقصف مركز من داخل الأراضي الأثيوبية من منطقة بعيدة داخل العمق الإثيوبي ..
لم يكترث الجميع لهذا الأمر كثيرا لان الكرمك كانت من أحصن الحاميات وبها ترسانة كبيرة مقارنة ببقية حاميات الجيش انذاك ..واقتصر امر متابعة تطورات الموقف على شعبة عمليات اللواء دون سواها من الشعب ..
وفي اليوم التالي اتصلت قيادة الكرمك وافادت بان القصف يزداد ضراوة وانه تم ابعاد المواطنين إلى خارج المدينة لتامين سلامتهم خارج مدى المدفعيات..
ثم تطور الموقف ووردت المعلومات بان قوات الخوارج تستخدم راجمات الصواريخ لأول مرة وقد كانت عنصر مفاجأة لجنودنا فقد كانت قوتها التدميرية هائلة جدا مقارنة بالمدفعية التي ألفوها فقد كان اثقلها عيارا هو الهاوتزر 122 الذي يعرفونه وقد احدث هذا قوة صدمة كبيرة لقواتنا منعت الجميع من التحرك داخل نطاق القصف فقد كانت الراجمات تقصف بسرعة كبيرة وبمعدل عالي لان الراجمة الواحدة بها اربعين ماسورة ثم فقام الخوارج بهجومين بالمشاه صدتهما قواتنا وفي المرة الثالثة هجموا من جهة خور الشيمي فاخترقوا دفاعاتنا فصدرت الأوامر بالانسحاب في آخر لحظة بعد إن توغل الخوارج داخل الحامية ..
والناس في الدمازين والأحوال هادئة وشعبة العمليات تحاول الاتصال بالكرمك ولكن الكرمك خارج الشبكة !!وبدا القلق على شعبة عمليات اللواء. ثم أخيرا اتصل قائد الحامية في إشارة مقتضبة : انسحبنا في اتجاه ودكة ..
تم تجميع الضباط بقيادة الدمازين والقي عليهم النبأ كالصاعقة .. خيم الوجوم على الجميع ..
فكان التصرف الطبيعي في مثل هذه المواقع هو ضرب نوبة الكبسة ..
ضربت الكبسة في قيادة الحامية بنوبة متواصلة وداخل القشلاق ..
وبما أن نوبة الكبسة لا تضرب إلا في الحالات الحرجة فقد هب جميع الجنود بالقشلاق ومن داخل الأحياء – الكل يحمل متاعه الحربي بعد إن لبس لأمة الحرب ----العسكري يحمل مشمع الفرش والبطانية وزوجته تحمل الكفوف واللبس خمسة وما ينسونه من متاع الحرب يأتي به الصغير يحمله فترى طفلا يحمل طاقية الحديد والبوت والكل يهرول في اتجاه الحامية ثم إلى مخازن السلاح ..ما أعظمه من جيش وما أعظمهم من رجال يحترمون مهنتهم ويمارسونها باحتراف وخبرة تفوق الوصف ..انه لجيش يستحق إن ننحي له إجلالا وعظمة ..
صدرت تعليمات القيادة العامة للقوة المنسحبة بالارتكاز في منطقة دندرو جنوب الدمازين على بعد حوالى ثلاثون كيلو مترا ..
بدات قيادة الجيش الشعبي في بث الحرب النفسية وسط المواطنين بالدمازين حتى إن بعضهم قام بتربيط عفشه تمهيدا لمغادرة المدينة ..
القوة الكبيرة كانت قد انسحبت باتجاه ودكة ثم الكيلي ثم البركة ثم (سالي ) وليست( شاليه ) ثم دندرو
كانت هنالك قوة صغيرة بقيادة النقيب الطيب المصباح ( العميد حاليا ) دخلت الأراضي الأثيوبية ثم دخلت الأراضي السودانية وانسحبت إلى منطقة شاليه غرب الكرمك في اتجاه أعالي النيل وللحقيقة والتاريخ فقد كان النقيب الطيب المصباح ضابطا شجاعا ومحنكا تشهد له جنوب النيل الازرق بذلك ..
اتجه الخوارج بعدها إلى قيسان مستغلين قوة الدفع التي حصلوا عليها باحتلال الكرمك فاسقطوا قيسان ثم اتجهوا إلى شاليه بغية اسقاطها ..
كانت القوة المنسحبة قد انضمت إلى قوة شاليه . التي كانت تتواجد فيها قوة من المشميكا ( المشاه الميكانيكية ) بمدرعات ام 113 الأمريكية ..
وضع الخوارج مدافعهم وبداو في قصف شالي بالهاونات 120 ولكن قوة من شاليه بقيادة الملازم عماد حيدر والملازم كامل البكري– ضباط نمور - قامت بالهجوم على مدفعيات الخوارج وباغتتهم فولوا هاربين تاركين مدفعيتهم فاستحقوا أوسمة الشجاعة والآن كلهم بالمعاش ..
كان لصمود شاليه فعل السحر في تثبيت القلوب وإعادة الثقة والاطمئنان للكل في الدمازين ..
هذه باختصار عملية سقوط الكرمك وفي الجزء التالي سنورد حكاية استرداد الكرمك وهي ملحمة بطولية تضاف إلى سجل جيشنا وشعبنا وتحكى عن عظمة تاريخ يروى للأجيال على مر الدهور سيرة عطرة لا تدنسها شائبة
عملية وثبة الأسود لاسترداد الكرمك :
أعلنت القيادة العامة تشكيل قوة أسميت وثبة الأسود لاسترداد مدينة الكرمك من أيدي الخوارج ..
الموقف السياسي :
كانت الحكومة آنذاك مشكلة من ائتلاف حزبي الأمة والاتحادي ومعارضة من حزب الجبهة الإسلامية القومية وكان رئيس الحكومة آنذاك الصادق المهدي ورأس الدولة هو المرحوم السيد احمد الميرغني وزعيم المعارضة هوالاستاذ علي عثمان محمد طه ..
في صباح اليوم التالي لسقوط الكرمك حضر هو وفد حزب المعارضة برئاسة زعيم المعارضة آنذاك على عثمان محمد طه ..
..
تبرع بمبلغ كبير من المال وأعلن عن تبرع اثنين من نواب المعارضة بعرباتهم البرلمانية لصالح المجهود الحربي .
ثم قفل راجعا ..
في اليوم التالي وصل وفد الحكومة الرسمي بقيادة السيد احمد الميرغني رأس الدولة ومعه وفد كريم من الحكومة
سجل موقفا حكوميا رائعا وتبرع بمبلغ ضخم للجيش وتفقد القوات ثم قفل راجعا إلى الخرطوم مخلفا أثرا طيبا ..
وفي اليوم الثالث حضر وفد حزب الأمة برئاسة السيدة حفية مأمون شريف عقيلة السيد الصادق المهدي وقدموا دعما ماديا ومعنويا للقوات ومكثوا يومين ثم رجعوا إلى الخرطوم ..
|
|
|
التعديل الأخير تم بواسطة علي الشريف احمد ; 04-12-2013 الساعة 12:59 AM.
عزيزنا الزائر لن تتمكن من مشاهدة التوقيع إلاَّ بتسجيل
دخولك قم بتسجيل الدخول أو قم بالتسجيل من هنا |
|