اللهم يا ذا المن ولا يمن عليه ، يا ذا الجلال والإكرام يا ذا الطول والإنعام ، لا إله إلا أنت ظهر اللاجئين ، وجار المستجيرين ، وأمان الخائفين ، اللهم إن كنت كتبتني عندك في أم الكتاب شقياً أو محروماً أو مطروداً أو مقتراً علىَّ في الرزق فامح اللهم من أم الكتاب شقاوتي وحرماني وطردي وإقتار رزقي ، واكتبني عندك في أم الكتاب سعيداً مرزوقاً موفقاً للخيرات فإنك قلت وقولك الحق في كتابك المنزل على لسان نبيك المرسل
r :{يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ}(الرعد/39) إلهي بالتجلي الأعظم في ليلة النصف من شهر شعبان المكرم التي يفرق فيها كل أمر حكيم ويبرم أكشف عنا من البلاء والوباء والغلاء والجلاء والعناء ما نعلم وما لا نعلم وما أنت به منا أعلم فإنك أنت العزيز الأعز الكريم الأكرم إلهي بقرب السر وبسر القرب اكتبنا في ديوان أهل الحب وأكشف عنا الحجب وأنزلنا في بساط القرب ، وصلى وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أهل الطب(
[1]) .
وقد ورد في فضل قراءة سورة يس كثيرٌ من الفضائل نكتفي بحديث الترمذي في "سننه" عن أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ لِكُلِّ شَيْءٍ قَلْبًا وَقَلْبُ الْقُرْآنِ يس وَمَنْ قَرَأَ يس كَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِقِرَاءَتِهَا قِرَاءَةَ الْقُرْآنِ عَشْرَ مَرَّاتٍ» .
ولا مانع من الصلاة بنية مخصوصة لما ورد في السنة من صلاة الاستخارة وصلاة الحاجة وغيرهما .
فإن جمعت بين الوقت الفاضل الذي منه ليلة النصف من شعبان والصلاة التي خير موضوع ، وتكرار سورة الإخلاص التي ورد أن لها ثواب ثلث القرآن فمن قرأها ثلاثة مرات فكأنما ختم القرآن ، والدعاء الذي ورد أنه العبادة وفي رواية أنه مخ العبادة فأي منكر في ذلك ؟ والذين يفعلون ذلك لا يعتقدون أنه فعله صلى الله عليه وسلم وإلا كان حكمه أنه سنة ، وإنما يعتقدون أن الأدلة الشرعية لا تنهى عنه وهو من الخير الذي أمرنا الله تعالى به في قوله : }وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ{(الحج/77).
([1]) وقد وردت جمل من هذا الدعاء في "مصنف ابن أبي شيبة في المصنف" : عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ : مَا دَعَا عَبْدٌ قَطُّ بِهَذِهِ الدَّعَوَاتِ إِلاَّ وَسَّعَ اللَّهُ عَلَيْهِ فِي مَعِيشَتِهِ : يَا ذَا الْمَنِّ فَلا يُمَنَّ عَلَيْك يَا ذَا الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ يَا ذَا الطَّوْلِ لاَ إلَهَ إِلاَّ أَنْتَ ، ظَهْرُ اللاجِئِينَ وَجَارُ الْمُسْتَجِيرِينَ وَمَأْمَنُ الْخَائِفِينَ ، إِنْ كُنْتَ كَتَبْتنِي عِنْدَكَ فِي أُمِّ الْكِتَابِ شَقِيًّا فَامْحُ عَنِّي اسْمَ الشَّقَاءِ ، وَأَثْبِتْنِي عِنْدَكَ سَعِيدًا ، وَإِنْ كُنْتَ كَتَبْتَنِي فِي أُمِّ الْكِتَابِ مُقترًا عَلَى رِزْقِي ، فَامْحُ حِرْمَانِي ، وَتَقْتِير رِزْقِي وَأثْبِتْنِي عِنْدَك سَعِيدًا مُوَفَّقًا لِلْخَيْرِ ، فَإِنَّك تَقُولُ فِي كِتَابِكَ {يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ}.