(وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلا عَلَى الْخَاشِعِينَ)
واستعينوا) على أنفسكم ( بالصبر ) على مجاهدتها ومخالفتها حتى تتبع بكم الحق ، ( والصلاة ) ومؤالفتها لتألف النفوس مناجاة القدوس فتصير لكم قرة عين كما قال عليه الصلاة والسلام وجعلت قرة عيني في الصلاة ، وتنفرج لكم بها الكرب كما كان صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة . ( وإنها ) أى الصلاة المشتملة على الحضور والإقبال على الملك الغفور ( لكبيرة ) ثقيلة على المشركين والمنافقين المدبرين عن الملك المبين ( إلا على الخاشعين ) المخبتين الذين هم لله متضرعون ( الذين يظنون أنهم ) في صلاتهم ( ملاقوا ربهم ) وفي قراءة ابن مسعود : يعلمون أي يحققون أنهم في هذه الصلاة لشدة حضورهم أن كل واحد منهم ملاقي مولاه ، وذلك من قبل قوله صلى الله عليه وسلم : " اعبد الله كأنك تراه فإن كنت لا تراه فإنه يراك وايأس مما في أيدي الناس تعش غنيا وإياك وما يعتذر منه " رواه ابن النجار أو إنها آخر صلاة له كما قال صلى الله عليه وسلم : صلاة مودع فيظن أنه بعدها لا يصلى صلاة فيحسنها ظنا أنها آخر ما به يلاقي مولاه
(منقول من تاج التفاسير لكلام الملك الكبير لسيدى وسندى الشيخ محمد عثمان الميرغنى الختم رضى الله عنه وارضاه)