عرض مشاركة واحدة
قديم 05-16-2013, 03:35 PM   #365
حسن الخليفه احمد

الصورة الرمزية حسن الخليفه احمد



حسن الخليفه احمد is on a distinguished road

إرسال رسالة عبر Skype إلى حسن الخليفه احمد
افتراضي رد: فتح كتاب فتح البارى على شرح البخارى للاحافظ ابن حجر العسقلانى رضى الله عنه


*3*نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلةباب مَا يُكْرَهُ مِنْ حَمْلِ السِّلَاحِ فِي الْعِيدِ وَالْحَرَمِ
وَقَالَ الْحَسَنُ نُهُوا أَنْ يَحْمِلُوا السِّلَاحَ يَوْمَ عِيدٍ إِلَّا أَنْ يَخَافُوا عَدُوًّا
الشرح‏:‏
قوله‏:‏ ‏(‏باب ما يكره من حمل السلاح في العيد والحرم‏)‏ هذه الترجمة تخالف في الظاهر الترجمة المتقدمة وهي ‏"‏ باب الحراب والدرق يوم العيد ‏"‏ لأن تلك دائرة بين الإباحة والندب على ما دل عليه حديثها، وهذه دائرة بين الكراهة والتحريم لقول ابن عمر ‏"‏ في يوم لا يحل فيه حمل السلاح ‏"‏ ويجمع بينهما بحمل الحالة الأولى على وقوعها ممن حملها بالدربة وعهدت منه السلامة من إيذاء أحد من الناس بها، وحمل الحالة الثانية على وقوعها ممن حملها بطرا وأشرا أو لم يتحفظ حال حملها وتجريدها من إصابتها أحدا من الناس، ولا سيما عند المزاحمة وفي المسالك الضيقة‏.‏
قوله‏:‏ ‏(‏وقال الحسن‏)‏ أي البصري ‏(‏نهوا أن يحملوا السلاح يوم عيد إلا أن يخافوا عدوا‏)‏ لم أقف عليه موصولا، إلا أن ابن المنذر قد ذكر نحوه عن الحسن، وفيه تقييد لإطلاق قول ابن عمر أنه لا يحل، وقد ورد مثله مرفوعا مقيدا وغير مقيد، فروى عبد الرزاق بإسناد مرسل قال ‏"‏ نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يخرج بالسلاح يوم العيد ‏"‏ وروى ابن ماجه بإسناد ضعيف عن ابن عباس ‏"‏ أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يلبس السلاح في بلاد الإسلام في العيدين، إلا أن يكونوا بحضرة العدو ‏"‏ وهذا كله في العيد، وأما في الحرم فروى مسلم من طريق معقل بن عبيد عن أبي الزبير عن جابر قال ‏"‏ نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يحمل السلاح بمكة‏"‏‏.‏
الحديث‏:‏
حَدَّثَنَا زَكَرِيَّاءُ بْنُ يَحْيَى أَبُو السُّكَيْنِ قَالَ حَدَّثَنَا الْمُحَارِبِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُوقَةَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ كُنْتُ مَعَ ابْنِ عُمَرَ حِينَ أَصَابَهُ سِنَانُ الرُّمْحِ فِي أَخْمَصِ قَدَمِهِ فَلَزِقَتْ قَدَمُهُ بِالرِّكَابِ فَنَزَلْتُ فَنَزَعْتُهَا وَذَلِكَ بِمِنًى فَبَلَغَ الْحَجَّاجَ فَجَعَلَ يَعُودُهُ فَقَالَ الْحَجَّاجُ لَوْ نَعْلَمُ مَنْ أَصَابَكَ فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ أَنْتَ أَصَبْتَنِي قَالَ وَكَيْفَ قَالَ حَمَلْتَ السِّلَاحَ فِي يَوْمٍ لَمْ يَكُنْ يُحْمَلُ فِيهِ وَأَدْخَلْتَ السِّلَاحَ الْحَرَمَ وَلَمْ يَكُنْ السِّلَاحُ يُدْخَلُ الْحَرَمَ
الشرح‏:‏
قوله‏:‏ ‏(‏أبو السكين‏)‏ بالمهملة والكاف مصغرا، والمحاربي هو عبد الرحمن بن محمد لا ابنه عبد الرحيم، ومحمد بن سوقة بضم السين المهملة وبالقاف تابعي صغير من أجلاء الناس‏.‏
قوله‏:‏ ‏(‏أخمص قدمه‏)‏ الأخمص بإسكان الخاء المعجمة وفتح الميم بعدها مهملة‏:‏ باطن القدم وما رق من أسفلها، وقيل هو خصر باطنها الذي لا يصيب الأرض عند المشي‏.‏
قوله‏:‏ ‏(‏بالركاب‏)‏ أي وهي في راحلته‏.‏
قوله‏:‏ ‏(‏فنزعتها‏)‏ ذكر الضمير مؤنثا مع أنه أعاده على السنان وهو مذكر لأنه أراد الحديدة، ويحتمل أنه أراد القدم‏.‏
قوله‏:‏ ‏(‏فبلغ الحجاج‏)‏ أي ابن يوسف الثقفي وكان إذ ذاك أميرا على الحجاز وذلك بعد قتل عبد الله ابن الزبير‏.‏
قوله‏:‏ ‏(‏فجعل يعوده‏)‏ في رواية المستملي ‏"‏ فجاء‏"‏، ويؤيده رواية الإسماعيلي ‏"‏ فأتاه‏"‏‏.‏
قوله‏:‏ ‏(‏لو نعلم من أصابك‏)‏ في رواية أبي ذر عن الحموي والمستملي ‏"‏ ما أصابك ‏"‏ وحذف الجواب لدلالة السياق عليه، أو هي للتمني فلا محذوف، ويرجح الأول أن ابن سعد أخرجه عن أبي نعيم عن إسحاق ابن سعيد فقال فيه ‏"‏ لو نعلم من أصابك عاقبناه ‏"‏ وهو يرجح رواية الأكثر أيضا، وله من وجه آخر قال ‏"‏ لو أعلم الذي أصابك لضربت عنقه‏"‏‏.‏
قوله‏:‏ ‏(‏أنت أصبتني‏)‏ فيه نسبة الفعل إلى الآمر بشيء يتسبب منه ذلك الفعل وإن لم يعن الآمر ذلك، لكن حكى الزبير في الأنساب أن عبد الملك لما كتب إلى الحجاج أن لا يخالف ابن عمر شق عليه فأمر رجلا معه حربة يقال إنها كانت مسمومة فلصق ذلك الرجل به فأمر الحربة على قدمه فمرض منها أياما ثم مات، وذلك في سنة أربع وسبعين‏.‏
فعلى هذا ففيه نسبة الفعل إلى الآمر به فقط وهو كثير‏.‏
وفي هذه القصة تعقب على المهلب حيث استدل به على سد الذرائع لأن ذلك مبني على أن الحجاج لم يقصد ذلك‏.‏
قوله‏:‏ ‏(‏حملت السلاح‏)‏ أي فتبعك أصحابك في حمله، أو المراد بقوله حملت أي أمرت بحمله‏.‏
قوله‏:‏ ‏(‏في يوم لم يكن يحمل فيه‏)‏ هذا موضع الترجمة، وهو مصير من البخاري إلى أن قول الصحابي كان يفعل كذا على البناء لما لم يسم فاعله يحكم برفعه‏.‏
الحديث‏:‏
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَعْقُوبَ قَالَ حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ دَخَلَ الْحَجَّاجُ عَلَى ابْنِ عُمَرَ وَأَنَا عِنْدَهُ فَقَالَ كَيْفَ هُوَ فَقَالَ صَالِحٌ فَقَالَ مَنْ أَصَابَكَ قَالَ أَصَابَنِي مَنْ أَمَرَ بِحَمْلِ السِّلَاحِ فِي يَوْمٍ لَا يَحِلُّ فِيهِ حَمْلُهُ يَعْنِي الْحَجَّاجَ
الشرح‏:‏
قوله‏:‏ ‏(‏أصابني من أمر‏)‏ هذا فيه تعريض بالحجاج، ورواية سعيد بن جبير التي قبلها مصرحة بأنه الذي فعل ذلك، ويجمع بينهما بتعدد الواقعة أو السؤال، فلعله عرض به أولا، فلما أعاد عليه السؤال صرح‏.‏
وقد روى ابن سعد من وجه آخر رجاله لا بأس بهم أن الحجاج دخل على ابن عمر يعوده لما أصيبت رجله فقال له‏:‏ يا أبا عبد الرحمن هل تدري من أصاب رجلك‏؟‏ قال‏:‏ لا‏.‏
قال‏:‏ أما والله لو علمت من أصابك لقتلته‏.‏
قال فأطرق ابن عمر فجعل لا يكلمه ولا يلتفت إليه، فوثب كالمغضب‏.‏
وهذا محمول على أمر ثالث كأنه عرض به، ثم عاوده فصرح، ثم عاوده فأعرض عنه‏.‏
قوله‏:‏ ‏(‏يعني الحجاج‏)‏ بالنصب على المفعولية وفاعله القائل وهو ابن عمر، زاد الإسماعيلي في هذه الطريق ‏"‏ قال لو عرفناه لعاقبناه ‏"‏ قال‏:‏ وذلك لأن الناس نفروا عشية ورجل من أصحاب الحجاج عارض حربته فضرب ظهر قدم ابن عمر فأصبح وهنا منها حتى مات‏.‏
‏(‏تنبيه‏)‏ ‏:‏ وقع في الأطراف للمزي في ترجمة سعيد بن جبير عن ابن عمر في هذا الحديث‏:‏ البخاري عن أحمد بن يعقوب عن إسحاق بن سعيد، وعن أبي السكين عن المحاربي كلاهما عن محمد بن سوقة عنه به‏.‏
ووهم في ذلك فإن إسحاق بن سعيد إذا رواه عن أبيه عن ابن عمر لا عن محمد بن سوقة‏.‏
وقد ذكره هو بعد ذلك في ترجمة سعيد عن ابن عمر على الصواب‏.‏

حسن الخليفه احمد غير متواجد حالياً  
عزيزنا الزائر لن تتمكن من مشاهدة التوقيع إلاَّ بتسجيل دخولك
قم بتسجيل الدخول أو قم بالتسجيل من هنا
رد مع اقتباس