عرض مشاركة واحدة
قديم 04-22-2013, 07:55 PM   #10
حسن الخليفه احمد

الصورة الرمزية حسن الخليفه احمد



حسن الخليفه احمد is on a distinguished road

إرسال رسالة عبر Skype إلى حسن الخليفه احمد
افتراضي رد: كتاب بستان العارفين للامام النووى رضى الله عنه


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة باب في الإخلاصَ وإحضَار النية في جميع الأعمال الظاهرة والخفية‏.‏
فصل ‏[‏في كتب الحسنات والسيئات‏]‏
وقد ثبت في الأحاديث الصحيحة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏(‏إن الله تعالى كتب الحسنات والسيئات، فمن همَّ بحسنة فلم يعملها، كتبها الله عنده حسنة كاملة، وإن همَّ بها فعملها كتبها الله عشر حسنات، إلى سبعمائة ضعف، إلى أضعاف كثيرة‏)‏‏.‏
وثبت في الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في الجيش الذين يقصدون الكعبة‏:‏ ‏"‏يخسف بأولهم وآخرهم‏"‏‏.‏
-فقالت عائشة رضي الله عنها‏:‏ يا رسول الله‏!‏ كيف يخسف بأولهم وآخرهم وفيهم أشراف، ومن ليس منهم‏؟‏ فقال صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏يخسف بأولهم وآخرهم، ثم يبعثون على نياتهم‏"‏‏.‏
وثبت في الصحيحين عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏لا هجرة بعد الفتح، ولكن جهاد ونية‏"‏‏.‏
-قلت‏:‏ اختلف أصحابنا وغيرهم من العلماء في معنى‏:‏ ‏"‏لا هجرة بعد الفتح‏"‏ فقيل‏:‏ معناه لا هجرة من مكة؛ إذا صارت دار إسلام‏.‏ وقيل‏:‏ لا هجرة بعد الفتح كاملة الفضل، كالتي قبل الفتح‏.‏
وأما الهجرة من دار الكفار اليوم فواجبة وجوبًا متأكدًا على من قدر عليها، إذا لم يقدر من إظهار دين الإسلام هناك، فإن قدر استحب ولا يجب، والله تعالى أعلم‏.‏
-ورُوِّينا عن السيد الجليل أبي ميسرة عمر بن شرحبيل التابعي الكوفي الهمْدَاني - بإسكان الميم وبالدال المهملة - رضي الله تعالى عنه أنه كان إذا أخذ عطاءه تصدق منه، فإذا جاء إلى أهله فعدوه وجدوه سواء‏!‏ فقال لابن أخيه‏:‏ ألا تفعلون مثل هذا‏؟‏‏!‏ فقالوا‏:‏ لو علمنا أنه لا ينقص لفعلنا‏!‏‏.‏
-قال أبو ميسرة‏:‏ إني لست أشرط هذا على ربي عز وجل‏.‏
وقال إمامنا أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعي رضي الله تعالى عنه‏:‏ خير الدنيا والآخرة في خمس خصال‏:‏‏
‏(‏1‏)‏ غنى النفس،‏
‏(‏2‏)‏ وكف الأذى،‏
‏(‏3‏)‏ كسب الحلال،‏
‏(‏4‏)‏ ولباس التقوى،‏
‏(‏5‏)‏ والثقة بالله عز وجل على كل حال‏.‏
-وروينا عن السيد الجليل حماد بن سلمة رحمه الله تعالى وكان يُعد من الأبدال، قال‏:‏ ‏"‏من طلب الحديث لغير الله تعالى مكر به‏"‏‏.‏
وقال أحمد بن أبي الحواري السيد الجليل في كتاب الزهد الذي صنفه، وسترى ما أنقل من النفائس - إن شاء الله - ولم يحصل إلي الآن إسناده؛ ولكن عندي منه نسخة جيدة متقنة، ذكر لي بعض أهل العلم والخبرة أنها بخط الدارقطني رحمه الله تعالى‏.‏
قال أحمد‏:‏ حدثنا إسحاق بن خلف قال‏:‏ حدثنا حفص بن غياث قال‏:‏ ‏"‏كان عبد الرحمن بن الأسود رضي الله عنه لا يأكل الخبز إلا بنية‏"‏‏.‏
-قلت لإسحاق‏:‏ وأي شيء النية في أكل الخبز‏؟‏ قال‏:‏ كان يأكل فإذا ثقل عن الصلاة خفف ليخف بها؛ فإذا خف ضعف فأكل ليقوى فكان أكله لها، وتركه لها‏.‏
قلت‏:‏ معنى يخف‏:‏ أي ينشط وتسهل عليه ويتلذذ بها‏.‏
وأحمد بن أبي الحواري يقال‏:‏ بفتح الراء ويكسرها، والكسر أشهر، والفتح سمعته مرات من شيخنا الحافظ أبي البقاء يحكيه عن أهل الإتقان أو عن بعضهم والله تعالى أعلم‏.‏
وقال أحمد بن أبي الحواري‏:‏ سمعت أبا سليمان -يعني- الداراني رحمه الله تعالى يقول‏:‏ ‏"‏عاملوا الله بقلوبكم‏"‏‏.‏ قلت‏:‏ معناه طهروا قلوبكم وصفوها، وهذبوها، ولا تخلوا بشيء من الأعمال الظاهرة‏.‏
‏"‏والداراني‏"‏ يقال‏:‏ بالنون بعد الألف الثانية، ويقال‏:‏ بهمزة بدل النون؛ وهو بالنون أشهر والوجهان فيه ذكرهما أبو سعيد السمعاني في الأنساب، لكن النون أشهر وأكثر استعمالًا؛ والهمز أقرب إلى الأصل‏.‏
وهو منسوب إلى داريا؛ القرية الكبيرة النفيسة بجانب دمشق‏.‏
وكان أبو سليمان من كبار العارفين، وأصحاب الكرامات الظاهرة، والأحوال الباهرة، والحكم المتظاهرة،
واسمه‏:‏ عبد الرحمن بن أحمد بن عطية‏.‏
وسيمر بك -إن شاء الله تعالى- جمل ما أنقله عنه من النفائس، وهو أحد متأخري بلادنا دمشق وما حولها رضي الله تعالى عنه‏.‏ ونسبه ما قاله‏:‏ أبو سليمان، ما رويناه عن السيد الجليل أبي علي الفضيل بن عياض رضي الله عنه‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏ما أدرك ما عندنا من أدرك‏!‏ بكثرة صلاة، ولا صوم؛ ولكن بسخاء النفس، وسلامة الصدر، والنصح للأمة‏"‏‏.‏
وقال إمامنا الشافعي رضي الله تعالى عنه‏:‏ ‏"‏من أراد أن يقضيَ الله تعالى له بالخير فليحسن الظن بالناس‏"‏‏.‏
أخبرنا شيخنا الإمام أبو البقاء بقراءتي عليه، قال‏:‏ أخبرنا الحافظ عبد الغني إجازة، أخبرنا أبو طاهر السِّلَفي، أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن أحمد الدوني، قال‏:‏ سمعت أبا الحسن علي بن محمد الأسد أبادي، أخبرنا‏:‏ علي بن الحسين بن علي، أخبرنا‏:‏ أبو منصور يحيى بن أحمد المروزي، قال‏:‏ سمعت أبا العباس أحمد بن منصور، قال‏:‏ سمعت أبا طاهر محمد بن الحسين بن ميمون يقول‏:‏ سمعت أبا موسى هارون بن موسى يقول‏:‏ قال أبو حاتم محمد بن إدريس‏:‏ سمعت ‏[‏أبا‏]‏ قبيصة يقول‏:‏ رأيت سفيان الثوري في المنام فقلت‏:‏ ما فعل الله تعالى بك‏؟‏ فقال‏:‏
نظرتُ إلى ربي كِفاحًا فقال لي *** هنيئًا رضائي عنك يا ابنَ سعيد
لقد كُنْتَ قوَّامًا إِذا أظلمَ الدُجا *** بعَبْرة مُشتاقٍ وقلبِ عميد
فدونَك فاخترْ أيَّ قَصْرٍ أردتَه *** وزُرْني فإِني منكَ غيرُ بَعيد
‏[‏ضبط اسم الدوني والسلفي‏]‏
قلت‏:‏ ‏"‏السِّلَفي‏"‏ بكسر السين المهملة وفتح اللام، منسوب إلى جد له يقال له‏:‏ سلفة‏.‏ كان هذا الجد مشقوق الشفة، فقلب بالفارسية سِه لَفة بكسر السين وفتح اللام، أي‏:‏ ذو ثلاث شفاه، ثم عُرِّبت فقيل‏:‏ سلفة‏.‏ وكان أبو طاهر السِّلَفي أحد حفَّاظ عصره‏.‏
وأما ‏"‏الدُّوْني‏"‏ بضم الدال وإسكان الواو، فمنسوب إلى الدون‏:‏ قرية بخراسان من أعمال الدينور‏.‏
وأما ‏"‏الأسد أبادي‏"‏‏:‏ فمنسوب لأسد أباد بُلَيدة على مرحلة من همذان إذا توجهت إلى العراق‏.‏
وأما ‏"‏الثوري‏"‏‏:‏ فمنسوب إلى بثي ثور بن عبد مناف بن أدّ بن طابخة بن إلياس، بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان‏.‏
‏[‏شرح الكلمات‏]‏
-وأما قوله ‏"‏نظرت إلى ربي كفاحًا‏"‏‏:‏ فهو بكسر الكاف، ومعناه‏:‏ معاينة بغير حجاب ولا رسول‏.‏
وقوله‏:‏ ‏"‏إذا أظلم الدجا‏"‏ هو الظلام‏.‏
وقوله‏:‏ ‏"‏عميد‏"‏ أي محب صادق الحب لله‏.‏
قال أهل اللغة‏:‏ العميد القلب الذي هزه العشق‏.‏
أخبرنا شيخنا‏:‏ الإمام الحافظ أبو البقاء رحمه الله تعالى‏:‏
أخبرنا ‏[‏أبو‏]‏ محمد بن عبد العزيز بن معالي، أخبرنا القاضي أبو بكر الخطيب، أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري، حدثنا الإمام الحافظ أبو بكر الخطيب‏:‏ أخبرنا أبو الفتح محمد بن أحمد بن أبي الفوارس، أخبرنا محمد بن أحمد الوراق، قال‏:‏ سمعت عبد الله ابن سهل الرازي يقول‏:‏ سمعت يحيى بن معاذ الرازي رضي الله تعالى عنه يقول‏:‏ كم من مستغفر ممقوت‏.‏ وساكت مرحوم‏!‏ ‏[‏يقول‏]‏ هذا‏:‏ أستغفر الله، وقلبه فاجر‏!‏ وهذا ساكت، وقلبه ذاكر‏.‏
-وبالإسناد إلى الخطيب قال‏:‏ حدثنا أبو الحسن الواعظ، قال‏:‏ سمعت أبا عبد الله بن عطا الروذباري رحمه الله يقول‏:‏ ‏"‏من خرج إلى العلم يريد العمل به نفعه قليل العلم‏"‏‏.‏
وبهذا الإسناد قال أبو عبد الله بن عطاء‏:‏ العلم موقوف على العمل به، والعمل موقوف على الإخلاص، والإخلاص لله تعالى يورث الفهم عن الله تعالى‏.‏
قلت‏:‏ يعني العلم النافع المطلوب، كما قال إمامنا الشافعي رضي الله تعالى عنه‏:‏ ‏"‏ليس العلم ما حفظ، العلم ما نفع‏"‏‏.‏
-وأخبرنا شيخنا أبو البقاء، أخبرنا أبو محمد، أخبرنا أبو بكر، أخبرنا الخطيب، أخبرنا علي بن محمود الصوفي، أخبرنا عبد الوهاب بن الحسن الكلابي، حدثنا سعيد بن عبد العزيز الحلبي قال‏:‏ سمعت قاسما الجوعي رضي الله تعالى عنه يقول‏:‏ ‏"‏أصل الدين الورع، وأفضل العبادة مكابدة الليل، وأفضل طريق الجنة سلامة الصدر‏"‏‏.‏
قلت‏:‏ ‏"‏الجُوْعي‏"‏ بضم الجيم وإسكان الواو‏.‏
قال الإمام الحافظ أبو سعيد السمعاني في كتاب الأنساب‏:‏ قاسم الجوعي هذا، له كرامات؛ منسوب إلى الجوع‏.‏ قال‏:‏ ولعله كان يبقى جائعًا كثيرًا‏.‏
-وأخبرنا شيخنا أبو البقاء، أخبرنا أبو محمد، أخبرنا أبو بكر‏.‏ أخبرنا الخطيب، أخبرنا أحمد بن الحسين بن السماك قال‏:‏ سمعت أبا بكر الدقي قال‏:‏ سمعت أبا بكر الزقاق رضي الله عنه يقول‏:‏ بني أمرنا هذا على أربع‏:‏‏
‏(‏1‏)‏ لا نأكل إلا عن فاقة‏.‏‏
‏(‏2‏)‏ ولا ننام إلا عن غلبة‏.‏‏
‏(‏3‏)‏ ولا نسكت إلى عن خيفة‏.‏‏
‏(‏4‏)‏ ولا نتكلم إلا عن وجد‏.‏
‏[‏ضبط اسم الدقي والزقاق‏]‏
قلت‏:‏ ‏"‏الدُّقِّي‏"‏ بضم الدال وكسر القاف المشددة، وهو من كبار الصوفية وأهل المعارف والكرامات، توفي بدمشق في جمادى الأولى سنة ستين وثلاثمائة‏.‏
وأما ‏"‏الزَّقَّاق‏"‏ فبفتح الزاي، وتشديد القاف‏.‏ قال السمعاني‏:‏ هو نسبة إلى الزق وعمله وبيعه‏.‏
-كان أبو بكر الزقاق هذا من كبار الصوفية أصحاب الكرامات الظاهرات، والمعارف المتظاهرات‏.‏
وبهذا الإسناد إلى الزقاق قال‏:‏ كل أحد ينسب إلى نسب إلا الفقراء، فإنهم ينسبون إلى الله عز وجل‏.‏
وكل حسب ونسب ينقطع، إلا حسبهم ونسبهم، فإن نسبهم الصدق، وحسبهم الفقر‏.‏
وبلغنا عن الإمام الشافعي رضي الله تعالى عنه فيما رواه البيهقي - رحمه الله - بإسناده عن يونس بن عبد الله، وقيل‏:‏ ابن عبد الأعلى قال‏:‏ قال الشافعي رضي الله تعالى عنه‏:‏ ‏"‏يا أبا موسى‏!‏ لو اجتهدت كلَّ الجهد، على أن ترضي الناس كلهم فلا سبيل إليه، فإن كان كذلك، فأخلص عملك ونيتك لله عز وجل‏"‏‏.‏
وأخبرنا شيخنا أبو البقاء أخبرنا أبو محمد أخبرنا أبو بكر أخبرنا الخطيب أخبرنا أحمد بن الحسين الواعظ قال‏:‏ سمعت أبا بكر الطرسوسي يقول‏:‏ سمعت ‏[‏أبا بكر‏]‏ إبراهيم بن شيبان يقول‏:‏ سمعت أبا عبد الله المغربي يقول‏:‏ صوفي بلا صدق، الرُوْزجار أحسن منه‏"‏‏.‏
قلت‏:‏ هو ‏"‏براء مضمومة، ثم واو ساكنة، ثم زاي، ثم جيم ثم ألف، ثم راء‏"‏‏.‏ وهو الذي يعمل في الطين بالمجرفة ونجوها‏.‏‏

حسن الخليفه احمد غير متواجد حالياً  
عزيزنا الزائر لن تتمكن من مشاهدة التوقيع إلاَّ بتسجيل دخولك
قم بتسجيل الدخول أو قم بالتسجيل من هنا
رد مع اقتباس