عرض مشاركة واحدة
قديم 04-22-2013, 07:53 PM   #9
حسن الخليفه احمد

الصورة الرمزية حسن الخليفه احمد



حسن الخليفه احمد is on a distinguished road

إرسال رسالة عبر Skype إلى حسن الخليفه احمد
افتراضي رد: كتاب بستان العارفين للامام النووى رضى الله عنه


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة باب في الإخلاصَ وإحضَار النية في جميع الأعمال الظاهرة والخفية‏.‏
فصل ‏[‏في إحضار النية في الطاعات‏]‏
اعلم أنه ينبغي لمن أراد شيئًا من الطاعات، وإن قل أن يحضر النية وهو‏:‏ أن يقصد بعمله رضا الله عز وجل، وتكون نيته حال العمل‏.‏
ويدخل في هذا جميع العبادات من الصلاة والصوم، والوضوء، والتيمم، والاعتكاف، والحج، والزكاة، والصدقة، وقضاء الحوائج، وعيادة المريض، واتباع الجنائز، وابتداء السلام، ورده، وتشميت العاطس، وإنكار المنكر، والأمر بالمعروف، وإجابة الدعوة، وحضور مجالس العلم والأذكار، وزيارة الأخيار، والنفقة على الأهل، والضيف وإكرام أهل الود، وذوي الأرحام، ومذاكرة العلم، والمناظرة فيه، وتكراره، وتدريسه، وتعليمه، ومطالعته، وكتاباته، وتصنيفه، والفتاوى، وكذلك ما أشبه هذه الأعمال ، حتى ينبغي له إذا أكل، أو شرب، أو نام، أن يقصد بذلك التقوي على طاعة الله ، أو راحة البدن، للتنشط للطاعة‏.‏
-وكذلك إذا أراد جماع زوجته، يقصد إيصالها حقها، وتحصل ولد صالح، يعبد الله تعالى، وإعفاف نفسه، وصيانتها من التطلع إلى حرام، والفكر فيه‏.‏
-فمن حرم النية في هذه الأعمال، فقد حرم خيرًا عظيمًا ‏[‏كثيرًا‏]‏، ومن وفق لها، فقد أعطي فضلًا جسيمًا‏.‏ فنسأل الله الكريم التوفيق لذلك؛ وسائر وجوه الخير‏!‏
-ودلائل هذه القاعدة ما قدمناه من قوله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى‏)‏‏.‏‏

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة باب في الإخلاصَ وإحضَار النية في جميع الأعمال الظاهرة والخفية‏.‏
فصل ‏[‏في إحضار النية في الطاعات‏]‏‏.‏
‏[‏أقوال العلماء في النية‏]‏
-قال العلماء من أهل اللغة والأصول والفقه‏:‏
‏"‏إنما‏"‏ للحصر تفيد تحصيل المذكور ونفي ما سواه، وقد قدمنا هذا في أول الباب، وقد قالوا‏:‏ الأعمال البهيمية ما عملت بغير نية، وروينا عن الأمام الجليل المتفق على إمامته وجلالته وعظم محله وسيادته أبي يحيى حبيب عندهم رحمه الله قيل له‏:‏ حدثنا ‏[‏عن أشق شيء‏؟‏‏]‏
قال‏:‏ ‏"‏حتى تجيء النية‏"‏‏.‏
وعن سفيان الثوري رحمه الله تعالى قال‏:‏ ‏"‏ما عالجت شيئًا أشد علي من نيتي‏!‏‏"‏‏.‏ وعن يزيد بن هارون رحمه الله تعالى قال‏:‏ ‏"‏ما عزت النية في الحديث إلا لشرفها‏"‏‏.‏
وعن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال‏:‏ ‏"‏إنما يحفظ الرجل على قدر نيته‏"‏‏.‏
وعن غيره‏:‏ إنما يعطى الناس على قدر نياتهم‏.‏
وعن الإمام أبي عبد الله محمد بن إدريس الشافعي رضي الله عنه بالإسناد الصحيح أنه قال‏:‏ ‏"‏وددت أن الخلق تعلموا هذا العلم على أن لا ينسب إلي حرف منه‏"‏‏.‏
وقال الشافعي رضي الله عنه أيضًا‏:‏ ‏"‏ما ناظرت أحدًا قط، على الغلبة، وودت إذا ناظرت أحدًا أن يظهر الحق على يديه‏"‏‏.‏
وقال أيضًا‏:‏ ‏"‏ما كلمت أحدًا قط إلا أحببت أن يوفق ، ويسدد ويعان، ويكون عليه رعاية من الله تعالى وحفظ‏"‏‏.‏
وقال الإمام أبو يوسف، صاحب أبي حنيفة رحمهما الله تعالى‏:‏ ‏"‏أريدوا بعلمكم الله تعالى، فإني لم أجلس مجلسًا قط، أنوي فيه أن أتواضع، إلا لم أقم حتى أعلوهم، ولم أجلس مجلسًا أنوي فيه أن أعلوهم، إلا لم أقم حتى أفتضح‏!‏‏"‏‏.‏‏

حسن الخليفه احمد غير متواجد حالياً  
عزيزنا الزائر لن تتمكن من مشاهدة التوقيع إلاَّ بتسجيل دخولك
قم بتسجيل الدخول أو قم بالتسجيل من هنا
رد مع اقتباس