عرض مشاركة واحدة
قديم 04-08-2013, 04:08 PM   #9
ود محجوب
المدير العام
الصورة الرمزية ود محجوب



ود محجوب is on a distinguished road

افتراضي رد: في المشهد الأمريكي لنهاية التاريخ‏.




في المقال الأول طرحت تساؤلا عن الدور الأمريكي في ثورات الربيع العربي‏,‏ وفي المقال الثاني قلت أن القرن العشرين كان أمريكيا خالصا‏,‏ أو تحكم ال‏waspwhiteanglosaxoprotestant,‏ حيث جنت الكتلة البروتستانتية ثمار الثورة الصناعية والتجارية, وذلك نتيجة تفوقها في صراع الإمبراطوريات وما كونته من أوعية فكرية أسست نظريات تفوق الرجل الأبيض أهمها:
الأولي: التفوق القائم علي الاختيار الإلهي وهي العنصرية الدينية.
الثانية: التفوق القائم علي نظرية ماركس المادية الجدالية, وهي العنصرية العرقية كما وضعت هذه الأوعية الفكرية خطط التحكم في العالم لهذا القرن وجري تنفيذها من بدايته, وجرت علي كل القوي العالمية وكأنه مسار الأحداث الطبيعية بينما هي تخطيط محكم لأكثر من خمسين وعاء فكريا أمريكيا. وبناء علي هذا التصور فإن الحرب العالمية الأولي والثانية والثورة البلشفية والثورات القومية كلها كانت مرتبة سلفا في الأوعية الفكرية مثل'cia' أو البنتاجون( مبني الحرب) ذو الخمسة أضلاع أي القارات الخمس والذي افتتح سنة1943 أي قبل نهاية الحرب الثانية الزمن الفعلي لتربع أمريكا منفردة علي عرش العالم وريثا لكل الإمبراطوريات.
بعد إنتهاء الحرب الباردة وفي سنة1990 أعلن الرئيس الأمريكي بوش مع قرينه السوفيتي بدء تنفيذ النظام العالمي الجديد.
معظم العوام والمثقفين منذ سنة1990 لم يقم وزنا كافيا لهذا الإعلان ولا ما تبعه من أحداث, لكن الكثير من الزعماء والنخب كان يكرر في صورة تشجيعية مرحبة أو مستسلمة عبارات مثل الشرعية الدولية, الوفاق الدولي, القانون الدولي, حقوق الانسان, سيادة القانون الدولي علي القوانين المحلية, ومحكمة العدل الدولية, وقوات حفظ السلام الدولية وكلها أدوات النظام العالمي الجديد الذي وصل في سطوته إلي اعتقال الزعماء ورؤساء الدول, لقد كانوا يسوقون النظام الجديد القائم فعلا لشعوبهم بالتدريج لأنها لا يمكن في لحظة أن تنسي ما تعلمته في قرن القوميات والوطنيات والعنتريات والعزة والكرامة المدعاة0
الواقع أن النظام العالمي الجديد قد دخل حيز التنفيذ الفعلي سرا قبل ذلك والعلني بعد مؤتمر يالطا1990/1 وأصبح العالم وحدة سياسية واحدة تحكمه حكومة واحدة, وهذا يبرر التدخلات الغريبة للإدارة الأمريكية في أبسط الشئون الداخلية للدول( كالانتخابات في مصر وعلاقات الأحزاب والاتجاهات السياسية ببعضها وأحداث المقطم وقانون العمل الأهلي, ومعايير مراعاة حقوق الإنسان والمرأة أو معايير الانضواء في النظام الجديد), فما بالنا بالأمور الخطيرة كالحرب أو الثورة أو الانقلاب العسكري أو الوحدة, أو التقسيم ومصر ليست نشاذا في هذا الأمر, فهي سواء أرادت أم أبت جزء من النظام العالمي الجديد يجري عليها تماما ما جري علي الدول المارقة إذا كسرت عصا الطاعة وما الأمثلة عنا ببعيد0
ومن ثم فالثورة المصرية وما يتبعها من أحداث جزء من الثورة أو الإنتفاضة العربية في اتجاه تكوين أنظمة حكم جديدة وحدود سياسية جديدة بدأت منذ صرحت سكرتيرة الخارجية الامريكية كونداليزا رايس تصريحها الشهير الغامض الفوضي الخلاقة والشرق الأوسط الجديد وكان ينبغي أن نتوقعها( الأحداث) ولكننا دوما نري المعاني بعد فوات الأوان.
لقد أحكمت الإدارة الأمريكية قبضتها علي العالم ومجريات الأمور فيه وأصبح كل ما يحدث مرتبطا بتخطيطها والله أكبر فوق كل كبير وهم يمكرون وهو خير الماكرين.
قوة أمريكا التي مكنتها من هذا الوضع هي:
1- القوة التكنولوجية والتقدم العلمي وأهمها وسائل التقنية الحديثة والاتصالات التي جعلت أمريكا مخزن المعلومات المتداولة عالميا علي جميع الوسائط0
2- القوة النووية حيث تحتفظ بأكثر من12 ألف رأس نووية قادرة علي تدمير الأرض مئات المرات0
3- القوة العسكرية التقليدية حيث تنفق أمريكا سنويا علي جيشها660 مليار دولار بالإضافة إلي نفقات طارئة لا تقل عن300 مليار وهو ما يعادل ضعف الإنفاق العالمي علي الجيوش العالمية مجتمعة.
4- القوة الاستخباراتية حيث تنفق أمريكا80 مليار دولار سنويا( المعلن) وهو ضعف ما ينفقه العالم علي الاستخبارات.
5- تحالف البنوك والنظام العالمي الاقتصادي الجديد.
6- القانون الدولي والاتفاقات الدولية0
فتصور أن أي قوة سياسية في مصر يمكنها مخالفة الإرادة الأمريكية تصور يحتاج المراجعة أما المقاومة فهي واردة ولكن بحسابها, فأمام هذه المقاومة القانون الدولي وعقوباته المتدرجة( تحت أي من الذرائع وما أكثرها وأوهنها وأكذبها) من العقوبات إلي التدخل العسكري الدولي, إلي أي من السيناريوهات الجاري تطبيقها في العراق وسوريا وليبيا والتي سبق وأن طبقت علي يوجوسلافيا.


ود محجوب غير متواجد حالياً  
عزيزنا الزائر لن تتمكن من مشاهدة التوقيع إلاَّ بتسجيل دخولك
قم بتسجيل الدخول أو قم بالتسجيل من هنا
رد مع اقتباس