04-08-2013, 03:38 PM
|
#2
|
المدير العام
|
رد: في المشهد الأمريكي لنهاية التاريخ.
محمد تاج الدين
4
الملك حسين - و - جورج بوش الاب - و - معمر القذافى
في صيف عام2006 جمعتني صحبة طيبة في العاصمة البريطانية لندن ببعض قدامي الأصدقاء من جماعة الإخوان المسلمين من بينهم الدكتور عصام الحداد مساعد رئيس الجمهورية للشئون الخارجية والدكتور محمد أحمد إبراهيم والدكتور محمد عبدالغني حسنين أعضاء مكتب الإرشاد وقلت لهم يومئذ بالحرف أن نظام مبارك قد انتهي عالميا واستنفد وأن الإتجاهات السياسية العالمية أو النظام العالمي الجديد يري أن مصر لابد أن تكون قوة عالمية في الشرق الأوسط مثلها مثل تركيا, وأن يحكمها الإخوان المسلمين فهم القوة الوحيدة المنظمة التي عنيت بتدريب وتثقيف كوادرها, وعنيت بالانتشار الشعبي, والوحيدة التي يمكن أن تحكم مصر وقلت تحديدا إنني أتصور أن رئيسا مثل المهندس خيرت الشاطر قد يكون رئيسا لمصر مقبولا من كافة الإتجاهات العالمية, وأن الأخ حسن مالك تحديدا وجه مقبول كرئيس للوزراء أو وزير للاقتصاد, لم يكن ذلك رجما بالغيب وإنما قراءة لما بين السطور في عدة مقالات غربية علي مدار أعوام.
ولم يلق حديثي قبولا لديهم علي الإجماع بل ربما أثار موجة من الضحك واتهمني الأصدقاء بإنني لم أزل علي العهد منذ الصبا أحلق في سماء الأحلام المستحيلة ولم أزل حتي الآن علي رأيي, ولم يزالوا هم أيضا علي رأيهم رغم تحقق جزء كبير مما قلته في ذلك الوقت, إلا أنهم يؤمنون بأن أمريكا علي رأس النظام العالمي تنصب لهم فخا لإفشالهم, وأراهم مخطئين فأمريكا تظن أنها تصنع يوم القيامة, ووجود الإخوان أو مثلهم علي رأس الحكم في مصر هو أحد العناصر الرئيسية لهذا التصور التوراتي, وما زلت أري أن مصر بمساعدة عالمية شبه حتمية سوف تنمو, وتزدهر, وتصبح قوة عظمي في منطقة الشرق الأوسط اقتصاديا وسياسيا وعسكريا قادرة علي استرجاع فلسطين في الفترة من2017 إلي2027 وهو تاريخ له معناه التوراتي, وسوف يستمر حكم التيار الإسلامي بها ما لا يقل عن ثلاث دورات رئاسية متتالية, تحدث فيها من الأحداث ما لا يخطر علي بال شعوب المنطقة, وكل ذلك لأن الله ينصر هذا الدين ولو سعوا لهدمه, وسوف ينقلب صدام الحضارات الجاري تسعيره علي قدم وساق إلي ربيع المنطقة الحقيقي, وعصر سيادة الإسلام ونهاية التاريخ فعلا, وفناء الشيطان الأكبر علي الأرض.
في عام1992 بعد سنتين من إستقرار الحكم في أمريكا للرئيس بوش الأب المهندس الأكبر للسياسة الأمريكية في الفترة من1970 إلي2010 وضع أستاذ العلوم السياسية والإقتصادية الأمريكي فرانسيس فوكوياماFRANCISFUKUYAMA كتابه المشهور( نهاية التاريخ) يري فيه أن البشرية قد وصلت بالحضارة الغربية إلي منتهي ما يمكن أن تصل إليه موصيا بأن شيئا جديدا واجب الحدوث حتي لا يتوقف التقدم, ونهاية التاريخ التي يشير اليها الكاتب لا تخلو من تصور توراتي, فدور الانسان عندما ينتهي يبدأ دور الرسل والتدخل الإلهي.
وفي عام1996 وضع أستاذ العلوم السياسية والإقتصادية الأمريكي صمويل هنتنجتونSAMUELP.HUNTINGTON كتابه الشهير صدام الحضارات الذي يعتبر الحلقة التالية لكتاب فوكوياما وتصوره في هذا الكتاب رشح الإسلام للصدام مع الحضارة الغربية, كي ينتهي الصدام بسيادة الأخيرة علي الكون وهذا الصدام الذي يشير إليه لا يخلو أيضا من تصور توراتي وهو حرب نهاية التاريخ حينما يتحالف ملك الشمال( تركيا) مع ملك الجنوب( مصر) علي حرب إسرائيل وتنتهي بنزول المسيح وانتصار الفكر والحضارة الغربية بقيادته علي الإسلام.
الكتابان صاحبا موجة إرتفاع مد الفكر اليميني المحافظ في أمريكا وساعدا في الحملة التي روجها هذا الإتجاه من العداء للإسلام وشيطنته ووصفه بالإرهاب وحتمية الحرب عليه.
هذه التصورات التوراتية تحتاج أحداثا متتالية تؤدي إليها, أولها إيقاظ العدو( الاسلام) وتأهيله للصدام ثم تهيئة الأحداث التي تؤدي إلي الصدام المؤدي إلي حرب نهارية التاريخ, والكتابان وما حويا من أفكار لا يخرجان عن كونهما صورة عصرية في ثوب أكاديمي تروج للتصور الصهيوني البروتستانتي الأمريكي لسيناريوهات نهاية التاريخ كما استقاها مفكرو الW.A.S.P أو البيض الانجلوساكسون البروتستانت, أو شعب الله المختار الذي سوف يقود البشرية إلي حرب هرمجدون التي تؤدي إلي النزول الثاني للمسيح وحكمه الأرض الألف عام السعيدة, التي يكبل فيها الشيطان ويسود العدل والسلام.
والعدل والسلام هنا هو الحضارة الغربية التي يرون أنها المسيحية الملهمة اليهم في أكمل صورة للدين الإبراهيمي, وانهم الW.A.S.P شعب الله المختار منذ ما قبل الخلقPREDESTINATION المكلف بهذه المهمة المقدسة, وفي هذا التصور تتحالف مصر مع باقي أشتات الشعوب العربية بعد تقسيمها إلي دويلات أو قبائل مع ملك الشمال وملك الشرق والاحباش لتغزو إسرائيل وتنجح إلي أن ينزل الرب لإغاثة شعبه, وهنا يؤمن شعب مصر كله بالمسيح وتؤمن باقي البرية
فهل الربيع العربي الذي نعيشه اليوم هو فصل من فصول التصور التوراتي الأمريكي لنهاية التاريخ؟! والإنتصار النهائي علي الإسلام؟! كما يخططون وهل تكون ثماره كما يتصور المخططون؟ أم كما وعد الله المؤمنين.. تكاد إرهاصات يوم القيامة تتطابق في تصور الرسالات الإبراهيمية الثلاثة وتكاد تكون معظم أحداثها قد وقعت وما أعتي القوي البشرية واطغاها إلا جنود لله يحقق بهم إرادته وما يعلمون, قال الله تعالي( ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين), سورة الأنفال: آية30]
الربيع العربي ودوره في نهاية الأيام
رغم عدالة وصدق الغضب الشعبي في ثورات الربيع العربي, هل هناك احتمال أن هذا المشهد بجملته كان مخططا له أمريكيا بما في ذلك التمهيد له بدعم فترات الطغيان التي مهدت وأدت إليه حتي إذا حان الموعد أشعلت براكين الغضب المكتوم وزكت نيرانه؟ وانطلقت ثورات الشعوب بغير موعد ولا قيادة, وتم توجيهها من الخارج إلي حيث يريد أعداء الشعوب لا إلي ما تريده الشعوب, نظرية المؤامرة تبدو لنا لونا من ألوان الخيال الأدبي الجذاب وغير الواقعي رغم أن الواقع الفعلي للتاريخ الغربي كله يدور حول نظرية المؤامرة وفكرة نظرية المؤامرة ابتدعها الإعلام الغربي للتهوين من شأن المؤامرات إذا كشفت وهذا ما حدث بالفعل.
فقد صنع الغرب صدام حسين بتعاون مخابراتي مصري أمريكي وصعد للقمة وقاد العرب لتنفيذ مراحل من المؤامرة الأمريكية ونفذت وانتهي دوره وأطلقت عليه رصاصة النهاية ولم يزل البعض يعبدونه من دون الله.
يتبع
http://www.ahram.org.eg/NewsQ/137254.aspx
|
|
عزيزنا الزائر لن تتمكن من مشاهدة التوقيع إلاَّ بتسجيل
دخولك قم بتسجيل الدخول أو قم بالتسجيل من هنا |
|