عرض مشاركة واحدة
قديم 03-30-2013, 03:00 PM   #244
حسن الخليفه احمد

الصورة الرمزية حسن الخليفه احمد



حسن الخليفه احمد is on a distinguished road

إرسال رسالة عبر Skype إلى حسن الخليفه احمد
افتراضي رد: فتح كتاب فتح البارى على شرح البخارى للاحافظ ابن حجر العسقلانى رضى الله عنه


3*نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلةباب مَا يُصَلَّى بَعْدَ الْعَصْرِ مِنْ الْفَوَائِتِ وَنَحْوِهَا
قَالَ أَبُو عَبْد اللَّهِ وَقَالَ كُرَيْبٌ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ صَلَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ الْعَصْرِ رَكْعَتَيْنِ وَقَالَ شَغَلَنِي نَاسٌ مِنْ عَبْدِ الْقَيْسِ عَنْ الرَّكْعَتَيْنِ بَعْدَ الظُّهْرِ
الشرح‏:‏
قوله‏:‏ ‏(‏باب ما يصلي بعد العصر من الفوائت ونحوها‏)‏ قال الزين بن المنير‏:‏ ظاهر الترجمة إخراج النافلة المحضة التي لا سبب لها‏.‏
وقال أيضا‏:‏ إن السر في قوله ‏"‏ ونحوها ‏"‏ ليدخل فيه رواتب النوافل وغيرها‏.‏
قوله‏:‏ ‏(‏وقال كريب‏)‏ يعني مولى ابن عباس ‏(‏عن أم سلمة الخ‏)‏ وهو طرف من حديث أورده المؤلف مطولا في ‏"‏ باب إذا كلم وهو يصلي فأشار بيده ‏"‏ قبيل كتاب الجنائز وقال في آخره ‏"‏ أتاني ناس من عبد القيس فشغلوني عن الركعتين اللتين بعد الظهر فهما هاتان‏"‏‏.‏
قوله في حديث عائشة ‏(‏والذي ذهب به ما تركهما حتى لقي الله‏)‏ وقولها في الرواية الأخرى‏:‏ ‏(‏ما ترك السجدتين بعد العصر عندي قط‏)‏ وفي الرواية الأخرى ‏(‏لم يكن يدعهما سرا ولا علانية‏)‏ وفي الرواية الأخيرة ‏(‏ما كان يأتيني في يوم بعد العصر إلا صلى ركعتين‏)‏ تمسك بهذه الروايات من أجاز التنفل بعد العصر مطلقا ما لم يقصد الصلاة عند غروب الشمس، وقد تقدم نقل المذاهب في ذلك، وأجاب عنه من أطلق الكراهة بأن فعله هذا يدل على جواز استدراك ما فات من الرواتب من غير كراهة، وأما مواظبته صلى الله عليه وسلم على ذلك فهو من خصائصه، والدليل عليه رواية ذكوان مولى عائشة أنها حدثته أنه صلى الله عليه وسلم ‏"‏ كان يصلي بعد العصر وينهي عنها، ويواصل وينهي عن الوصال ‏"‏ رواه أبو داود، ورواية أبي سلمة عن عائشة في نحو هذه القصة وفي آخره ‏"‏ وكان إذا صلى صلاة أثبتها ‏"‏ رواه مسلم، قال البيهقي‏:‏ الذي اختص به صلى الله عليه وسلم المداومة على ذلك لا أصل القضاء، وأما ما روى عن ذكوان عن أم سلمة في هذه القصة أنها قالت ‏"‏ فقلت يا رسول الله أنقضيهما إذا فاتتا‏؟‏ فقال لا‏"‏‏.‏
فهي رواية ضعيفة لا تقوم بها حجة صلى الله عليه وسلم‏.‏
قلت‏:‏ أخرجها الطحاوي واحتج بها على أن ذلك كان من خصائصه صلى الله عليه وسلم وفيه ما فيه‏.‏
‏(‏فائدة‏)‏ ‏:‏ روى الترمذي من طريق جرير عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال ‏"‏ إنما صلى النبي صلى الله عليه وسلم الركعتين بعد العصر لأنه أتاه مال فشغله عن الركعتين بعد الظهر، فصلاهما بعد العصر، ثم لم يعد ‏"‏ قال الترمذي حديث حسن‏.‏
قلت‏:‏ وهو من رواية جرير عن عطاء، وقد سمع منه بعد اختلاطه، وإن صح فهو شاهد لحديث أم سلمة، لكن ظاهر قوله ‏"‏ ثم لم يعد ‏"‏ معارض لحديث عائشة المذكور في هذا الباب، فيحمل النفي على علم الراوي فإنه لم يطلع على ذلك، والمثبت مقدم على النافي‏.‏
وكذا ما رواه النسائي من طريق أبي سلمة عن أم سلمة ‏"‏ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى في بيتها بعد العصر ركعتين مرة واحدة ‏"‏ الحديث‏.‏
وفي رواية له عنها ‏"‏ لم أره يصليهما قبل ولا بعد ‏"‏ فيجمع بين الحديثين بأنه صلى الله عليه وسلم لم يكن يصليهما إلا في بيته، فلذلك لم يره ابن عباس ولا أم سلمة، ويشير إلى ذلك قول عائشة في رواية الأولى ‏"‏ وكان لا يصليهما في المسجد مخافة أن يثقل على أمته‏"‏‏.‏
الحديث‏:‏
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ أَيْمَنَ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي أَنَّهُ سَمِعَ عَائِشَةَ قَالَتْ وَالَّذِي ذَهَبَ بِهِ مَا تَرَكَهُمَا حَتَّى لَقِيَ اللَّهَ وَمَا لَقِيَ اللَّهَ تَعَالَى حَتَّى ثَقُلَ عَنْ الصَّلَاةِ وَكَانَ يُصَلِّي كَثِيرًا مِنْ صَلَاتِهِ قَاعِدًا تَعْنِي الرَّكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْعَصْرِ وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّيهِمَا وَلَا يُصَلِّيهِمَا فِي الْمَسْجِدِ مَخَافَةَ أَنْ يُثَقِّلَ عَلَى أُمَّتِهِ وَكَانَ يُحِبُّ مَا يُخَفِّفُ عَنْهُمْ
الشرح‏:‏
قوله‏:‏ ‏(‏أنه سمع عائشة قالت‏:‏ والذي ذهب به‏)‏ في رواية البيهقي من طريق إسحاق بن الحسن، والإسماعيلي من طريق أبي زرعة كلاهما عن أبي نعيم شيخ البخاري فيه أنه دخل عليها فسألها عن ركعتين بعد العصر فقالت ‏"‏ والذي ذهب بنفسه ‏"‏ تعني رسول الله صلى الله عليه وسلم، وزاد فيه أيضا ‏"‏ فقال لها أيمن‏:‏ إن عمر كان ينهي عنهما ويضرب عليهما ‏"‏ فقالت ‏"‏ صدقت، ولكن كان النبي صلى الله عليه وسلم يصليهما ‏"‏ فذكره‏.‏
والخبر بذلك عن عمر أيضا ثابت في رواية كريب عن أم سلمة التي ذكرناها في ‏"‏ باب إذا كلم وهو يصلي ففي أول الخبر عن كريب أن ابن عباس والمسور بن مخرمة وعبد الرحمن بن أزهر أرسلوه إلى عائشة فقالوا‏:‏ اقرأ عليها السلام منا جميعا وسلها عن الركعتين بعد صلاة العصر وقل لها إنا أخبرنا أنك تصلينهما، وقد بلغنا أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عنهما‏.‏
وقال ابن عباس‏:‏ وقد كنت أضرب الناس مع عمر عليهما، الحديث‏.‏
‏(‏تنبيه‏)‏ روى عبد الرزاق من حديث زيد بن خالد سبب ضرب عمر الناس على ذلك فقال عن زيد ابن خالد‏:‏ إن عمر رآه وهو خليفة ركع بعد العصر فضربه، فذكر الحديث وفيه ‏"‏ فقال عمر‏:‏ يا زيد لولا أني أخشى أن يتخذهما الناس سلما إلى الصلاة حتى الليل لم أضرب فيهما ‏"‏ فلعل عمر كان يرى أن النهي عن الصلاة بعد العصر إنما هو خشية إيقاع الصلاة عند غروب الشمس، وهذا يوافق قول ابن عمر الماضي وما نقلناه عن ابن المنذر وغيره، وقد روى يحيى بن بكير عن الليث عن أبي الأسود عن عروة عن تميم الداري نحو رواية زيد بن خالد وجواب عمر له وفيه ‏"‏ ولكني أخاف أن يأتي بعدكم قوم يصلون ما بين العصر إلى المغرب حتى يمروا بالساعة التي نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يصلي فيها ‏"‏ وهذا أيضا يدل لما قلناه‏.‏
والله أعلم‏.‏
قوله‏:‏ ‏(‏ما خفف عنهم‏)‏ في رواية المستملي ‏"‏ ما يخفف عنهم ‏"‏ وسيأتي الكلام على ذلك في أعلام النبوة إن شاء الله تعالى‏.‏
الحديث‏:‏
حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ قَالَ حَدَّثَنَا يَحْيَى قَالَ حَدَّثَنَا هِشَامٌ قَالَ أَخْبَرَنِي أَبِي قَالَتْ عَائِشَةُ ابْنَ أُخْتِي مَا تَرَكَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ السَّجْدَتَيْنِ بَعْدَ الْعَصْرِ عِنْدِي قَطُّ
الشرح‏:‏
قوله‏:‏ ‏(‏هشام‏)‏ هو ابن عروة‏.‏
قوله‏:‏ ‏(‏ابن أختي‏)‏ بالنصب على النداء وحرف النداء محذوف وأثبته الإسماعيلي في روايته‏.‏
الحديث‏:‏
حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ قَالَ حَدَّثَنَا الشَّيْبَانِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْأَسْوَدِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ رَكْعَتَانِ لَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَعُهُمَا سِرًّا وَلَا عَلَانِيَةً رَكْعَتَانِ قَبْلَ صَلَاةِ الصُّبْحِ وَرَكْعَتَانِ بَعْدَ الْعَصْرِ
الشرح‏:‏
قوله‏:‏ ‏(‏عبد الواحد‏)‏ هو ابن زياد، والشيباني هو أبو إسحاق، وأبو إسحاق المذكور في الإسناد الذي بعده هو السبيعي‏.‏
قوله‏:‏ ‏(‏يدعهما‏)‏ زاد النسائي ‏"‏ في بيتي‏"‏‏.‏
‏(‏فائدة‏)‏ فهمت عائشة رضي الله عنها من مواظبته صلى الله عليه وسلم على الركعتين بعد العصر أن نهيه صلى الله عليه وسلم عن الصلاة بعد العصر حتى تغرب الشمس مختص بمن قصد الصلاة عن غروب الشمس لا إطلاقه، فلهذا قالت ما تقدم نقله عنها، وكانت تتنفل بعد العصر‏.‏
وقد أخرجه المصنف في الحج من طريق عبد العزيز بن رفيع قال‏:‏ رأيت ابن الزبير يصلي ركعتين بعد العصر ويخبر أن عائشة حدثته أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يدخل بيها إلا صلاهما‏.‏
وكأن ابن الزبير فهم من ذلك ما فهمته خالته عائشة‏.‏
والله أعلم‏.‏
وقد روى النسائي أن معاوية سأل ابن الزبير عن ذلك فرد الحديث إلى أم سلمة، فذكرت أم سلمة قصة الركعتين حيث شغل عنهما فرجع الأمر إلى ما تقدم‏.‏
‏(‏تنبيه‏)‏ قول عائشة ‏"‏ ما تركهما حتى لقي الله عز وجل ‏"‏ وقولها ‏"‏ لم يكن يدعهما ‏"‏ وقولها ‏"‏ ما كان يأتيني في يوم بعد العصر إلا صلى ركعتين ‏"‏ مرادها من الوقت الذي شغل عن الركعتين بعد الظهر فصلاهما بعد العصر، ولم ترد أنه كان يصلي بعد العصر ركعتين من أول ما فرضت الصلوات مثلا إلى آخر عمره، بل في حديث أم سلمة ما يدل على أنه لم يكن يفعلهما قبل الوقت الذي ذكرت أنه قضاهما فيه‏.‏
الحديث‏:‏
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَرْعَرَةَ قَالَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ رَأَيْتُ الْأَسْوَدَ وَمَسْرُوقًا شَهِدَا عَلَى عَائِشَةَ قَالَتْ مَا كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْتِينِي فِي يَوْمٍ بَعْدَ الْعَصْرِ إِلَّا صَلَّى رَكْعَتَيْنِ
الشرح‏:‏
قوله‏:‏ ‏(‏عبد الواحد‏)‏ هو ابن زياد، والشيباني هو أبو إسحاق، وأبو إسحاق المذكور في الإسناد الذي بعده هو السبيعي‏.‏
قوله‏:‏ ‏(‏يدعهما‏)‏ زاد النسائي ‏"‏ في بيتي‏"‏‏.‏
‏(‏فائدة‏)‏ فهمت عائشة رضي الله عنها من مواظبته صلى الله عليه وسلم على الركعتين بعد العصر أن نهيه صلى الله عليه وسلم عن الصلاة بعد العصر حتى تغرب الشمس مختص بمن قصد الصلاة عن غروب الشمس لا إطلاقه، فلهذا قالت ما تقدم نقله عنها، وكانت تتنفل بعد العصر‏.‏
وقد أخرجه المصنف في الحج من طريق عبد العزيز بن رفيع قال‏:‏ رأيت ابن الزبير يصلي ركعتين بعد العصر ويخبر أن عائشة حدثته أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يدخل بيها إلا صلاهما‏.‏
وكأن ابن الزبير فهم من ذلك ما فهمته خالته عائشة‏.‏
والله أعلم‏.‏
وقد روى النسائي أن معاوية سأل ابن الزبير عن ذلك فرد الحديث إلى أم سلمة، فذكرت أم سلمة قصة الركعتين حيث شغل عنهما فرجع الأمر إلى ما تقدم‏.‏
‏(‏تنبيه‏)‏ قول عائشة ‏"‏ ما تركهما حتى لقي الله عز وجل ‏"‏ وقولها ‏"‏ لم يكن يدعهما ‏"‏ وقولها ‏"‏ ما كان يأتيني في يوم بعد العصر إلا صلى ركعتين ‏"‏ مرادها من الوقت الذي شغل عن الركعتين بعد الظهر فصلاهما بعد العصر، ولم ترد أنه كان يصلي بعد العصر ركعتين من أول ما فرضت الصلوات مثلا إلى آخر عمره، بل في حديث أم سلمة ما يدل على أنه لم يكن يفعلهما قبل الوقت الذي ذكرت أنه قضاهما فيه‏.‏
*3*نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلةباب التَّبْكِيرِ بِالصَّلَاةِ فِي يَوْمِ غَيْمٍ
الشرح‏:‏
قوله‏:‏ ‏(‏باب التبكير بالصلاة في يوم غيم‏)‏ أورد فيه حديث بريدة الذي تقدم في أوقات العصر في ‏"‏ باب من ترك العصر ‏"‏ قال الإسماعيلي‏:‏ جعل البخاري الترجمة لقول بريدة لا للحديث، وكان حق هذه الترجمة أن يورد فيها الحديث المطابق لها، ثم أورده من طريق الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير بلفظ ‏"‏ بكروا بالصلاة في يوم الغيم، فإن من ترك صلاة العصر حبط عمله‏"‏‏.‏
قلت‏:‏ من عادة البخاري أن يترجم ببعض ما تشتمل عليه ألفاظ الحديث ولو لم يوردها بل ولو لم يكن على شرطه، فلا إيراد عليه‏.‏
وروينا في سنن سعيد بن منصور عن عبد العزيز بن رفيع قال‏:‏ بلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ‏"‏ عجلوا صلاة العصر في قوم الغيم ‏"‏ إسناده قوي مع إرساله، وقد تقدم الكلام على المتن في ‏"‏ باب من ترك العصر‏"‏‏.‏
‏(‏فائدة‏)‏ ‏:‏ المراد بالتبكير المبادرة إلى الصلاة في أول الوقت، وأصل التبكير فعل الشيء بكرة والبكرة أول النهار، ثم استعمل في فعل الشيء في أول وقته‏.‏
وقيل المراد تعجيل العصر وجمعها مع الظهر، وروى ذلك عن عمر قال ‏"‏ إذا كان يوم غيم فأخروا الظهر وعجلوا العصر‏"‏‏.‏
*3*نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلةباب الْأَذَانِ بَعْدَ ذَهَابِ الْوَقْتِ
الشرح‏:‏
قوله‏:‏ ‏(‏باب الأذان بعد ذهاب الوقت‏)‏ سقط لفظ ‏"‏ ذهاب ‏"‏ من رواية المستملي، قال ابن المنير‏:‏ إنما صرح المؤلف بالحكم على خلاف عادته في المختلف فيه لقوة الاستدلال من الخبر على الحكم المذكور‏.‏
الحديث‏:‏
حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ مَيْسَرَةَ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ قَالَ حَدَّثَنَا حُصَيْنٌ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ سِرْنَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةً فَقَالَ بَعْضُ الْقَوْمِ لَوْ عَرَّسْتَ بِنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ أَخَافُ أَنْ تَنَامُوا عَنْ الصَّلَاةِ قَالَ بِلَالٌ أَنَا أُوقِظُكُمْ فَاضْطَجَعُوا وَأَسْنَدَ بِلَالٌ ظَهْرَهُ إِلَى رَاحِلَتِهِ فَغَلَبَتْهُ عَيْنَاهُ فَنَامَ فَاسْتَيْقَظَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ طَلَعَ حَاجِبُ الشَّمْسِ فَقَالَ يَا بِلَالُ أَيْنَ مَا قُلْتَ قَالَ مَا أُلْقِيَتْ عَلَيَّ نَوْمَةٌ مِثْلُهَا قَطُّ قَالَ إِنَّ اللَّهَ قَبَضَ أَرْوَاحَكُمْ حِينَ شَاءَ وَرَدَّهَا عَلَيْكُمْ حِينَ شَاءَ يَا بِلَالُ قُمْ فَأَذِّنْ بِالنَّاسِ بِالصَّلَاةِ فَتَوَضَّأَ فَلَمَّا ارْتَفَعَتْ الشَّمْسُ وَابْيَاضَّتْ قَامَ فَصَلَّى
الشرح‏:‏
قوله‏:‏ ‏(‏حدثنا حصين‏)‏ هو ابن عبد الرحمن الواسطي‏.‏
قوله‏:‏ ‏(‏سرنا مع النبي صلى الله عليه وسلم ليلة‏)‏ كان ذلك في رجوعه من خيبر، كذا جزم به بعض الشراح معتمدا على ما وقع عند مسلم من حديث أبي هريرة، وفيه نظر، لما بينته في ‏"‏ باب الصعيد الطيب ‏"‏ من كتاب التيمم‏.‏
ولأبي نعيم في المستخرج من هذا الوجه في أوله ‏"‏ كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم وهو يسير بنا ‏"‏ وزاد مسلم من طريق عبد الله بن رباح عن أبي قتادة في أول الحديث قصة له في مسيره مع النبي صلى الله عليه وسلم وأنه صلى الله عليه وسلم نعس حتى مال عن راحلته، وأن أبا قتادة دعمه ثلاث مرات، وأنه في الأخيرة مال عن الطريق فنزل في سبعة أنفس فوضع رأسه ثم قال ‏"‏ احفظوا علينا صلاتنا ‏"‏ ولم يذكر ما وقع عند البخاري من قول بعض القوم ‏"‏ لو عرست بنا ‏"‏ ولا قول بلال ‏"‏ أنا أوقظكم ‏"‏ ولم أقف على تسمية هذا السائل‏.‏
والتعريس نزول المسافر لغير إقامة، وأصله نزول آخر الليل‏.‏
وجواب ‏"‏ لو ‏"‏ محذوف تقديره‏:‏ لكان أسهل علينا‏.‏
قوله‏:‏ ‏(‏أنا أوقظكم‏)‏ زاد مسلم في رواية ‏"‏ فمن يوقظنا‏؟‏ قال بلال‏:‏ أنا‏"‏‏.‏
قوله‏:‏ ‏(‏فغلبته عيناه‏)‏ في رواية السرخسي ‏"‏ فغلبت ‏"‏ بغير ضمير‏.‏
قوله‏:‏ ‏(‏فاستيقظ النبي صلى الله عليه وسلم وقد طلع حاجب الشمس‏)‏ في رواية مسلم ‏"‏ فكان أول من استيقظ النبي صلى الله عليه وسلم والشمس في ظهره‏"‏‏.‏
قوله‏:‏ ‏(‏يا بلال أين ما قلت‏؟‏‏)‏ أي أين الوفاء بقولك أنا أوقظكم‏.‏
قوله‏:‏ ‏(‏مثلها‏)‏ أي مثل النومة التي وقعت له‏.‏
قوله‏:‏ ‏(‏إن الله قبض أرواحكم‏)‏ هو كقوله تعالى ‏(‏الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها‏)‏ ولا يلزم من قبض الروح الموت، فالموت انقطاع تعلق الروح بالبدن ظاهرا وباطنا، والنوم انقطاعه عن ظاهره فقط‏.‏
زاد مسلم ‏"‏ أما أنه ليس في النوم تفريط ‏"‏ الحديث‏.‏
قوله‏:‏ ‏(‏حين شاء‏)‏ حين في الموضعين ليس لوقت واحد، فإن نوم القوم لا يتفق غالبا في وقت واحد بل يتتابعون، فيكون حين الأولى خبرا عن أحيان متعددة‏.‏
قوله‏:‏ ‏(‏قم فأذن بالناس بالصلاة‏)‏ كذا هو بتشديد ذال أذن وبالموحدة فيهما، وللكشميهني فآذن بالمد وحذف الموحدة من ‏"‏ بالناس‏"‏‏.‏
وآذن معناه أعلم وسيأتي ما فيه بعد‏.‏
قوله‏:‏ ‏(‏فتوضأ‏)‏ زاد أبو نعيم في المستخرج ‏"‏فتوضأ الناس، فلما ارتفعت‏"‏، في رواية المصنف في التوحيد من طريق هشيم عن حصين ‏"‏فقضوا حوائجهم فتوضوا إلى أن طلعت الشمس‏"‏ وهو أبين سياقا، ونحوه لأبي داود من طريق خالد عن حصين، ويستفاد منه أن تأخيره الصلاة إلى أن طلعت الشمس وارتفعت كان بسبب الشغل بقضاء حوائجهم، لا لخروج وقت الكراهة‏.‏
قول ‏(‏وابياضت‏)‏ وزنه إفعال بتشديد اللام مثل إحمار وإبهار، أي صفت‏.‏
وقيل إنما يقال ذلك في كل لون بين لونين، فأما الخالص من البياض مثلا فإنما يقال له أبيض‏.‏
قوله‏:‏ ‏(‏فصلى‏)‏ زاد أبو داود ‏"‏ بالناس‏"‏‏.‏
وفي الحديث من الفوائد جواز التماس الأتباع ما يتعلق بمصالحهم الدنيوية وغيرها ولكن بصيغة العرض لا بصيغة الاعتراض، وأن على الإمام أن يراعى المصالح الدينية والاحتراز عما يحتمل فوات العبادة عن وقتها بسببه، وجواز التزام الخادم القيام بمراقبة ذلك والاكتفاء في الأمور المهمة بالواحد، وقبول العذر ممن اعتذر بأمر سائغ، وتسويغ المطالبة بالوفاء بالالتزام، وتوجهت المطالبة على بلال بذلك تنبيها له على اجتناب الدعوى والثقة بالنفس وحسن الظن بها لا سيما في مظان الغلبة وسلب الاختيار، وإنما بادر بلال إلى قوله ‏"‏ أنا أوقظكم ‏"‏ اتباعا لعادته في الاستيقاظ في مثل ذلك الوقت لأجل الأذان، وفيه خروج الإمام بنفسه في الغزوات والسرايا، وفيه الرد على منكري القدر وأنه لا واقع في الكون إلا بقدر، وفي الحديث أيضا ما ترجم له وهو الأذان للفائتة، وبه قال الشافعي في القديم وأحمد وأبو ثور وابن المنذر‏.‏

وقال الأوزاعي ومالك والشافعي في الجديد‏:‏ لا يؤذن لها، والمختار عند كثير من أصحابه أن يؤذن لصحة الحديث‏.‏
وحمل الأذان هنا على الإقامة متعقب، لأنه عقب الأذان بالوضوء ثم بارتفاع الشمس، فلو كان المراد به الإقامة لما أخر الصلاة عنها‏.‏
نعم يمكن حمله على المعنى اللغوي وهو محض الإعلام ولا سيما على رواية الكشميهني‏.‏
وقد روى أبو داود وابن المنذر من حديث عمران بن حصين في نحو هذه القصة ‏"‏ فأمر بلالا فأذن فصلينا ركعتين، ثم أمره‏.‏
فأقام فصلى الغداة ‏"‏ وسيأتي الكلام على الحديث الذي احتج به من لم ير التأذين في الباب بعد هذا، وفيه مشروعية الجماعة في الفوائت وسيأتي في الباب الذي بعده أيضا، واستدل به بعض المالكية على عدم قضاء السنة الراتبة لأنه لم يذكر فيه أنهم صلوا ركعتي الفجر، ولا دلالة فيه لأنه لا يلزم من عدم الذكر عدم الوقوع، لا سيما وقد ثبت أنه ركعهما في حديث أبي قتادة هذا عند مسلم، وسيأتي في باب مفرد لذلك في أبواب التطوع، واستدل به المهلب على أن الصلاة الوسطى هي الصبح قال‏:‏ لأنه صلى الله عليه وسلم لم يأمر أحدا بمراقبة وقت صلاة غيرها، وفيما قاله نظر لا يخفى، قال‏:‏ ويدل على أنها هي المأمور بالمحافظة عليها أنه صلى الله عليه وسلم لم تفته صلاة غيرها لغير عذر شغله عنها ا ه‏.‏
وهو كلام متدافع، فأي عذر أبين من النوم، واستدل به على قبول خبر الواحد، قال ابن بزيزة وليس هو بقاطع فيه لاحتمال أنه صلى الله عليه وسلم لم يرجع إلى قول بلال بمجرده، بل بعد النظر إلى الفجر لو استيقظ مثلا، وفيه جواز تأخير قضاء الفائتة عن وقت الانتباه مثلا، وقد تقدم ذلك مع بقية فوائده في ‏"‏ باب الصعيد الطيب ‏"‏ من كتاب التيمم‏.‏
*3*نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلةباب مَنْ صَلَّى بِالنَّاسِ جَمَاعَةً بَعْدَ ذَهَابِ الْوَقْتِ
الشرح‏:‏
قوله‏:‏ ‏(‏باب من صلى بالناس جماعة بعد ذهاب الوقت‏)‏ قال الزين بن المنير‏:‏ إنما قال البخاري ‏"‏ بعد ذهاب الوقت ‏"‏ ولم يقل مثلا لمن صلى صلاة فائتة للإشعار بأن إيقاعها كان قرب خروج وقتها لا كالفوائت التي جهل يومها أو شهرها‏.‏
الحديث‏:‏
حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ فَضَالَةَ قَالَ حَدَّثَنَا هِشَامٌ عَنْ يَحْيَى عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ جَاءَ يَوْمَ الْخَنْدَقِ بَعْدَ مَا غَرَبَتْ الشَّمْسُ فَجَعَلَ يَسُبُّ كُفَّارَ قُرَيْشٍ قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا كِدْتُ أُصَلِّي الْعَصْرَ حَتَّى كَادَتْ الشَّمْسُ تَغْرُبُ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاللَّهِ مَا صَلَّيْتُهَا فَقُمْنَا إِلَى بُطْحَانَ فَتَوَضَّأَ لِلصَّلَاةِ وَتَوَضَّأْنَا لَهَا فَصَلَّى الْعَصْرَ بَعْدَ مَا غَرَبَتْ الشَّمْسُ ثُمَّ صَلَّى بَعْدَهَا الْمَغْرِبَ
الشرح‏:‏
قوله‏:‏ ‏(‏هشام‏)‏ هو ابن أبي عبد الله الدستوائي، ويحيى هو ابن أبي كثير، وأبو سلمة هو ابن عبد الرحمن‏.‏
قوله‏:‏ ‏(‏إن عمر بن الخطاب‏)‏ قد اتفق الرواة على أن هذا الحديث من رواية جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا حجاج بن نصير فإنه رواه عن علي بن المبارك عن يجيى بن أبي كثير فقال فيه ‏"‏ عن جابر عن عمر ‏"‏ فجعله من مسند عمر، تفرد بذلك حجاج وهو ضعيف‏.‏
قوله‏:‏ ‏(‏يوم الخندق‏)‏ سيأتي شرح أمره في كتاب المغازي‏.‏
قوله‏:‏ ‏(‏بعدما غربت الشمس‏)‏ في رواية شيبان عن يحيى عند المصنف ‏"‏ وذلك بعدما أفطر الصائم ‏"‏ والمعنى واحد‏.‏
قوله‏:‏ ‏(‏يسب كفار قريش‏)‏ لأنهم كانوا السبب في تأخيرهم الصلاة عن وقتها، إما المختار كما وقع لعمر، وإما مطلقا كما وقع لغيره‏.‏
قوله‏:‏ ‏(‏ما كدت‏)‏ قال اليعمري‏:‏ لفظه ‏"‏ كاد ‏"‏ من أفعال المقاربة، فإذا قلت كاد زيد يقوم فهم منها أنه قارب القيام ولم يقم، قال‏:‏ والراجح فيها أن لا تقرن بأن، بخلاف عسى فإن الراجح فيها أن تقرن‏.‏
قال‏:‏ وقد وقع في مسلم في هذا الحديث ‏"‏ حتى كادت الشمس أن تغرب‏"‏‏.‏
قلت‏:‏ وفي البخاري في ‏"‏ باب غزوة الخندق ‏"‏ أيضا وهو من تصرف الرواة، وهل تسوغ الرواية بالمعنى في مثل هذا أو لا‏؟‏ الظاهر الجواز، لأن المقصود الإخبار عن صلاته العصر كيف وقعت، لا الإخبار عن عمر هل تكلم بالراجحة أو المرجوحة‏.‏

حسن الخليفه احمد غير متواجد حالياً  
عزيزنا الزائر لن تتمكن من مشاهدة التوقيع إلاَّ بتسجيل دخولك
قم بتسجيل الدخول أو قم بالتسجيل من هنا
رد مع اقتباس