أمال الشباب ومستقبله ... بين المطلوب وغير متاح ... والمأمول الغير مباح :-
يعيش اغلب الشباب السودانى حالة من اليأس والإحباط ، يمكن أن يلحظها المتفحص من خلال لسان حال الشباب وأقوالهم وافعالهم !! بل ربما تكاد تنطق بها نظرات عيونهم ، ومفردات تعليقاتهم فى صفحات النت ، ورغم ان كل دولة في العالم ، وكل صاحب فكر وعقل يتيقن ان مستقبل أي دولة أو أمة في شبابها ، لذلك يجب ان ينصب الاهتمام عليهم تثقيفا وتجهيزا وإعدادًا لقيادات المستقبل ، إلا أن شباب السودان يرى غير ذلك ، بل ويتحدث الكثير منهم بحسرة شديدة عن إهمال الدولة لهم ، وعدم رعايتها ، أو الالتفات لحاجاتهم ومطالبهم ، الا فى حدود مشروعات محدوده ، وموجهه الى اهداف وفئات بعينها ، ويرى أكثرهم ان مطالبهم عادلة لكل شاب في مقتبل العمر وفي بداية الحياة ، من تعليم نوعي يوفر فرصاً للتفاعل والمشاركة ، ويتيح للمتعلم فرصة التفكير والابداع ، وذلك بتعليم مهارات ترفع من درجة الإثارة والجذب للخبرات ويجعل دور الطالب إيجابياً وفعال ، ومن توفير لفرص العمل المنتظم والمتخصص ، وتيسير سبل المعيشة الكريمة ، وفتح المجالات أمامهم لخوض معترك الحياة وخدمة دولتهم ، وترك هذا الترهل في الفكر والحياة وهذا الخمول ، ولكن نظرة الشباب لدور الدولة نظرة فيها عدة تساؤلات واستفهامات ؟! والمراقب لحال الدولة وواقع تعاملاتها فيما يخص الشباب من أمور التوظيف والتعيين والتكليف فى مجال تخصصاتهم ، يحس بنوع من الحيره ؟! ...
أن الشباب يخطط لمستقبله حسب رغبته وميوله ومن ثَمِّ يختار الشاب طريق التعليم الذي يوصله إلى هدفه المنشود ليحقق طموحانه والاحلامه ، فصاحب الميول الهندسية يختار طريق الهندسة ليتخرج بعد ذلك مهندسا في الفرع الذي يأمله ويحبه ويظن أنه ينتج فيه وينفع بلده ونفسه ، وكذلك ذو الميول الطبية والتجارية والسياسية وغيرها الخ ، لكن الحقيقة أن كثيرا من هؤلاء بعد بذل المجهود المضني دراسيا وتحمل التكاليف التي تثقل الكواهل ، وبعد السهر والجد والتعب والتخرج من الكليات التي أرادوها ، يصطدمون بالواقع المرير ، إما لعدم وجود وظائف أصلا ، وإما لأن المتاح لا علاقة له بالمطلوب مما درس ، وأن المأمول لا يمت بصلة بالمباح ! وهذه الاسباب كافية لأن تقضي على أمال الشاب ومستقبله ...