عرض مشاركة واحدة
قديم 02-27-2013, 12:14 PM   #178
حسن الخليفه احمد

الصورة الرمزية حسن الخليفه احمد



حسن الخليفه احمد is on a distinguished road

إرسال رسالة عبر Skype إلى حسن الخليفه احمد
افتراضي رد: فتح كتاب فتح البارى على شرح البخارى للاحافظ ابن حجر العسقلانى رضى الله عنه


*3*نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلةباب إِذَا خَافَ الْجُنُبُ عَلَى نَفْسِهِ الْمَرَضَ أَوْ الْمَوْتَ أَوْ خَافَ الْعَطَشَ تَيَمَّمَ
وَيُذْكَرُ أَنَّ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ أَجْنَبَ فِي لَيْلَةٍ بَارِدَةٍ فَتَيَمَّمَ وَتَلَا وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا فَذَكَرَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمْ يُعَنِّفْ
الشرح‏:‏
قوله ‏(‏باب إذا خاف الجنب على نفسه المرض‏.‏ إلخ‏)‏ مراده إلحاق خوف المرض، وفيه اختلاف بين الفقهاء بخوف العطش ولا اختلاف فيه‏.‏
قوله‏:‏ ‏(‏ويذكر أن عمرو بن العاص‏)‏ هذا التعليق وصله أبو داود والحاكم من طريق يحيى بن أيوب عن يزيد بن أبي حبيب عن عمران بن أبي أنس عن عبد الرحمن بن جبير عن عمرو بن العاص قال ‏"‏ احتلمت في ليلة باردة في غزوة ذات السلاسل فأشفقت أن أغتسل فأهلك، فتيممت، ثم صليت بأصحابي الصبح‏.‏
فذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ يا عمرو صليت بأصحابك وأنت جنب‏؟‏ فأخبرته بالذي منعني من الاغتسال وقلت‏:‏ إني سمعت الله يقول‏:‏ ‏(‏ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما‏)‏ فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يقل شيئا‏"‏‏.‏
وروياه أيضا من طريق عمرو بن الحارث عن يزيد بن أبي حبيب، لكن زاد عبد الرحمن بن جبير وعبد الله بن عمرو رجلا وهو أبو قيس مولى عمرو بن العاص وقال في القصة ‏"‏ فغسل مغابنه وتوضأ ‏"‏ ولم يقل تيمم‏.‏
وقال فيه ‏"‏ لو اغتسلت مت ‏"‏ وذكر أبو داود أن الأوزاعي روى عن حسان بن عطية هذه القصة فقال فيها ‏"‏ فتيمم‏"‏‏.‏ انتهى‏.‏
ورواها عبد الرزاق من وجه آخر عن عبد الله ابن عمرو بن العاص ولم يذكر التيمم، والسياق الأول أليق بمراد المصنف وإسناده قوي، لكنه علقه بصيغة التمريض لكونه اختصره، وقد أوهم ظاهر سياقه أن عمرو بن العاص تلا الآية لأصحابه وهو جنب، وليس كذلك، وإنما تلاها بعد أن رجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد أمره على غزوة ذات السلاسل كما سيأتي في المغازي‏.‏
ووجه استدلاله بالآية ظاهر من سياق الرواية الثانية‏.‏
وقال البيهقي يمكن الجمع بين الروايات بأنه توضأ ثم تيمم عن الباقي‏.‏
وقال النووي‏:‏ وهو متعين‏.‏
قوله‏:‏ ‏(‏فلم يعنف‏)‏ حذف المفعول للعلم به، أي لم يلم رسول الله صلى الله عليه وسلم عمرا، فكان ذلك تقريرا دالا على الجواز‏.‏
ووقع في رواية الكشميهني ‏"‏ فلم يعنفه ‏"‏ بزيادة هاء الضمير، وفي هذا الحديث جواز التيمم لمن يتوقع من استعمال الماء الهلاك، سواء كان لأجل برد أو غيره‏.‏
وجواز صلاة المتيمم بالمتوضئين، وجواز الاجتهاد في زمن النبي صلى الله عليه وسلم‏.‏
الحديث‏:‏
حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ خَالِدٍ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ هُوَ غُنْدَرٌ أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ عَنْ سُلَيْمَانَ عَنْ أَبِي وَائِلٍ قَالَ قَالَ أَبُو مُوسَى لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ إِذَا لَمْ يَجِدْ الْمَاءَ لَا يُصَلِّي قَالَ عَبْدُ اللَّهِ لَوْ رَخَّصْتُ لَهُمْ فِي هَذَا كَانَ إِذَا وَجَدَ أَحَدُهُمْ الْبَرْدَ قَالَ هَكَذَا يَعْنِي تَيَمَّمَ وَصَلَّى قَالَ قُلْتُ فَأَيْنَ قَوْلُ عَمَّارٍ لِعُمَرَ قَالَ إِنِّي لَمْ أَرَ عُمَرَ قَنِعَ بِقَوْلِ عَمَّارٍ
الشرح‏:‏
قوله‏:‏ ‏(‏حدثنا محمد هو غندر‏)‏ لم يقل الأصيلي ‏"‏ هو غندر ‏"‏ فكأنها مقول من دون البخاري‏.‏
قوله‏:‏ ‏(‏عن شعبة‏)‏ للأصيلي ‏"‏ حدثنا شعبة‏"‏، وسليمان هو الأعمش‏.‏
قوله‏:‏ ‏(‏فإذا لم تجد الماء لا تصلي‏)‏ كذا في روايتنا بتاء الخطاب، ويؤيده رواية الإسماعيلي من هذا الوجه ولفظ ‏"‏ فقال عبد الله نعم إن لم أجد الماء شهرا لا أصلي ‏"‏ وفي رواية كريمة بالياء التحتانية في الموضعين أي إذا لم يجد الجنب‏.‏
قوله‏:‏ ‏(‏قال عبد الله‏)‏ زاد ابن عساكر ‏"‏ نعم‏"‏‏.‏
قوله‏:‏ ‏(‏أحدهم‏)‏ كذا للأكثر، وللحموي ‏"‏ أحدكم‏"‏‏.‏
قوله‏:‏ ‏(‏قال هكذا‏)‏ فيه إطلاق القول على العمل، وقوله ‏"‏يعني تيمم وصلى ‏"‏ شرح لقوله ‏"‏ هكذا ‏"‏ والظاهر أنه مقول أبي موسى‏.‏
قوله‏:‏ ‏(‏فأين قول عمار لعمر‏)‏ هكذا وقع في رواية شعبة مختصرا، وبيانه في رواية حفص الآتية ثم رواية أبي معاوية وهي أتم‏.‏
الحديث‏:‏
حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ قَالَ سَمِعْتُ شَقِيقَ بْنَ سَلَمَةَ قَالَ كُنْتُ عِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ وَأَبِي مُوسَى فَقَالَ لَهُ أَبُو مُوسَى أَرَأَيْتَ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ إِذَا أَجْنَبَ فَلَمْ يَجِدْ مَاءً كَيْفَ يَصْنَعُ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ لَا يُصَلِّي حَتَّى يَجِدَ الْمَاءَ فَقَالَ أَبُو مُوسَى فَكَيْفَ تَصْنَعُ بِقَوْلِ عَمَّارٍ حِينَ قَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَكْفِيكَ قَالَ أَلَمْ تَرَ عُمَرَ لَمْ يَقْنَعْ بِذَلِكَ فَقَالَ أَبُو مُوسَى فَدَعْنَا مِنْ قَوْلِ عَمَّارٍ كَيْفَ تَصْنَعُ بِهَذِهِ الْآيَةِ فَمَا دَرَى عَبْدُ اللَّهِ مَا يَقُولُ فَقَالَ إِنَّا لَوْ رَخَّصْنَا لَهُمْ فِي هَذَا لَأَوْشَكَ إِذَا بَرَدَ عَلَى أَحَدِهِمْ الْمَاءُ أَنْ يَدَعَهُ وَيَتَيَمَّمَ فَقُلْتُ لِشَقِيقٍ فَإِنَّمَا كَرِهَ عَبْدُ اللَّهِ لِهَذَا قَالَ نَعَمْ
الشرح‏:‏
قوله‏:‏ ‏(‏باب التيمم ضربة‏)‏ رواية الأكثر بتنوين باب، وقوله التيمم ضربة رواية الأصيلي أصلا، فعلى روايته هو من جملة الترجمة الماضية، وعلى الأول هو بمنزلة الفصل من الباب كنظائره‏.‏
قوله ‏(‏أخبرنا عبد الله‏)‏ هو ابن المبارك، وحديثه هذا مختصر من الحديث الطويل الماضي في ‏"‏ باب الصعيد الطيب ‏"‏ وليس فيه التصريح بكون الضربة في التيمم مرة واحدة، فيحتمل أن يكون المصنف أخذه من عدم التقييد، لأن المرة الواحدة أقل ما يحصل به الامتثال، ووجوبها متيقن‏.‏
والله أعلم‏.‏
‏(‏خاتمة‏)‏ اشتمل كتاب التيمم من الأحاديث المرفوعة على سبعة عشر حديثا، المكرر منها عشرة، منها اثنان معلقان والخالص سبعة منها واحد معلق والبقية موصولة، وافقه مسلم على تخريجها سوى حديث عمرو بن العاص المعلق، وفيه من الموقوفات على الصحابة والتابعين عشرة آثار، منها ثلاثة موصولة وهي فتوى عمر وأبي موسى وابن مسعود، ومن براعة الختام الواقعة للمصنف في هذا الكتاب ختمه كتاب التيمم بقوله ‏"‏ فإنه يكفيك ‏"‏ إشارة إلى أن الكفاية بما أورده تحصل لمن تدبر وتفهم، والله سبحانه وتعالى أعلم‏.‏

حسن الخليفه احمد غير متواجد حالياً  
عزيزنا الزائر لن تتمكن من مشاهدة التوقيع إلاَّ بتسجيل دخولك
قم بتسجيل الدخول أو قم بالتسجيل من هنا
رد مع اقتباس