عرض مشاركة واحدة
قديم 02-22-2013, 10:56 AM   #6
علي الشريف احمد
المُشرف العام
الصورة الرمزية علي الشريف احمد



علي الشريف احمد is on a distinguished road

B18 رد: حولية السيد محمد عثمان الأقرب رضي الله عنه


وبلغت صولة التأييد في زمانه إلى الغاية الكلية ، ونما رونق الهنا وأمتدَّ صيت الجاه ، فأذعنت إليه الأمراء والملوك وشهد له الخاص والعام وأحبه البر والفاجر فيالسر والعلانية ، فصاح منادي القبول والإقبال ورفعت له راية الكرامة والإجلال وإمتلأت بالفضل يداه ، وكان والده الأستاذ يبشره كثيراً بالمرتبة العلية ، ويقول عنه : هو وارث جده ختم أهل العرفان ، ومنذ تصدره في محل والده الأستاذ لإعطاء الطريقة الختمية ولإقامة الشعائر الدينية أثناء حياته بعد تحققه بالخلافة الطاهرة المقتبسة من الوراثة المحمدية ، شيّد أوامر وشؤون الطريقة الختمية وجعل منها منهاجاً سليماً وأحياها على طريق الكتاب والسنة كما فعل أبائه وأجداده الكرام لم يزل رضي الله عنه وأرضاه عاضاً على الإستقامة ظاهراً وباطناً شكراً لمولاه ، يأمر بالمعروف وينهى بالمنكر ، ويحث الإخوان دائماً ويحرضهم على ملازمة الأذكار ، ويعاتب المفرطين منهم أشدَّ المعاتبة ولا يهمل لهم غفلة ولا يدع لهم عثرة عملاً بقوله صلى الله عليه وسلم : ( حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا ) ، ليس من أتباع الهوى في السر والعلانية ، وملازماً لمطالعة كتب أهل الله وسير رسول الله والوقوف عند حدود الله مبني أمره على المعاملة مع الله على ملازمة الإنكسار والإعتراف ورؤية التقصير طبيعة وسجية ، ملتحفاً بثوب الحياء والأدب في نفسه إلى الله ، كان دائم الذكر غير غافل عن ذكر ربه العزيز ، لا يسهو كثيراً تقياً ورعاً ، مختلياً زاهداً لملذات هذه الدنيا الحقيرة ، كان أكله قليل في الليل والنهار يأكل اللقمة أو اللقمتين دائم الصيام حتى تكمل بحمد الله ووصل إلى درجات الكمال والتمكين ومن أهل العرفان الصالحين ، مستغرقاً الأيام الطوال في العبادة والذكر وملازمة الأوراد والصيام ، كل من لازمه تحقق بعلومٍ من الحقيقة والشريعة ، ما روي في يوم من الأيام بل ولا ساعة من الساعات راضياً عن نفسه ولا مستحسناً لحال من أحواله الحسية والمعنوية ، لزيم الأدب كثير الأسف والحزن في باطنه على التفريط في حقوق الله ، له الفهم الاثقب في كلام أهل الله ومعارفهم اليانعة ومراقبهم العلية ، ملازماً لتلاوة القرآن الكريم في المصحف بعد صلاة الظهر غالباً ، وإذا عرض له شاغل من أمور الخواص في ذلك الوقت أحداً من أصحابه غضب وأعرض عنه ولا يريه أبداً عين الرضا والإقبال حتى ينيب وينكسر لمولاه ، له الغيرة العظيمة عند إنتهاك حرمات الله وتعدي الشريعة ومظالم البرية ، يضع الأمور مواضعها ، ويعطي كل ذي حق حقه ، ويخاف الله ويخشاه ، ويوقر الكبير ويرحم الصغير ، ويمشي في جميع معاملته على الآداب المرضية ، قد فطر الله خليقته على ذلك ، وأنشأه مقتصداً في آماله بأداء الفرائض لأول أوقاتها ورواتبها النفلية ، مداوماً على ذلك في جميع الأوقات في شدته ورخائه .

علي الشريف احمد غير متواجد حالياً  
عزيزنا الزائر لن تتمكن من مشاهدة التوقيع إلاَّ بتسجيل دخولك
قم بتسجيل الدخول أو قم بالتسجيل من هنا
رد مع اقتباس