- الإمام القشيري رحمه الله تعالى: وقال الإمام أبو القاسم القشيري رحمه الله تعالى في مقدمة رسالته المشهورة متحدثا عن الصوفية: جع الله هذه الطائفة صفوة أوليائه وفضلهم على الكافة من عباده بعد رسله وأنبيائه صلوات الله وسلامه عليهم وجعل قلوبهم معادن أسراره واختصهم من بين الأمة بطوالع أنواره فهم الغياث للخلق والدائرون في عموم أحوالهم مع الحق بالحق صفاهم من كدورات البشرية ورقاهم إلى محل المشاهدات بما تجلى لهم من حقائق الأحدية ووفقهم للقيام بآلآداب العبودية وأشهدهم مجاري أحكام الربوبية فقاموا بأداء ما عليهم من واجبات التكليف وتحققوا بما منه سبحانه لهم من التقليب والتصريف ثم رجعوا إلى الله سبحانه وتعالى بصدق الافتقار ونعت الانسكار ولم يتكلموا على ما حصل منهم من الأعمال أو صفا لهم من الأحوال علما منهم بانه جل وعلا يفعل ما يريد ويختار من يشاء من العبيد لا يحكم عليه خلق ولا يتوجه عليه لمخلوق حق ثوابه ابتداء فضل وعذابه حكم بعدل وأمره قضاء فصل([17][152]).
14- العز بن عبدالسلام رحمه الله تعالى :
قال سلطان العلماء عز الدين بن عبدالسلام رحمه الله تعالى : قعد القوم من الصوفية على قواعد الشريعة التي لا تنهدم دنيا وأخرى وقعد غيرهم على الرسوم ومما يدلك على ذلك ما يقع على يد القوم من الكرامات وخوارق العادات فإنه فرع عن قربات الحق لهم ورضاه عنهم ولو كان العلم من غير عمل يرضي الحق تعالى كل الرضى لأجرى الكرامات على أيدي أصحابهم ولو لم يعملوا بعلمهم هيهات هيهات([18][153]).
15- الإمام ابن عابدين
وتحدث خاتمة المحققين العلامة الكبير والفقيه الشهير الشيخ محمد أمين المشهور بابن عابدين رحه الله تعالى في كتابه المسمى مجموعة رسائل ابن عابدين الرسالة السابعة (شفاء العليل وبل الغليل في حكم الوصية بالختمات والتهاليل) عن البدع الدخيلة على الدين مما يجري في المآتم والختمات من قبل أشخاص تزيوا بزي العلم وانتحلوا اسم الصوفية ثم استدرك الكلام عن الصوفية الصادقين حتى لا يظن أنه يتكلم عنهم عام فقال:
(ولا كلام لنا مع الصُّدَّق من ساداتنا الصوفية المبرئين عن كل خصلردية، فقد سئل إمام الطائفتين سيدنا الجنيد: إن أقواما يتواجدون ويتمايلون؟ فقال: دعوهم مع الله تعالى يفرحوه فإنهم قوم قطعت الطريق أكبادهم ومزق النصب فؤادهم وضاقوا ذرعا فلا حرج عليهم إذا تنفسوا مدااة لحالهم ولو ذقت مذاهقم عرتهم في صياحهم.. وبمثل ما ذكره الإمام الجنيد أجاب العلامة النحرير ابن كمال باشا لما استفتي عن ذلك حيث قال:
ما فيا لتواجد إن حققت من حرج
ولا التمايل إن أخلصت من باس
فقمت تسعى على رجل وحق لمن
دعاه مولاه أن يسعى على الرأس
للرخصة فيما ذكر من الأوضاع عند الذكر والسماع للعارفين الصارفين أوقاتهم إلى أحسن الأعمال السالكين المالكين لضبط أنفسهم عن قبائح الأحوال فهم لا يستمعون إلا من الإله ولا يشتاقون إلا له إن ذكروه ناحوا وإن شكروه باحوا وإن وجدوه صاحوا وإن شهدوه استراحوا وإن سرحوا في حضرات قربه ساحوا إذ غلب عليهم الوجد بغلباته وشربوا من موارد إرادته فمنه من طرقته طوارق الهيبة فخر وذاب ومنهم من برقت له بوارق اللطف فتحرك وطاب ومنهم من طلع عليهم الحب من مطلع القرب فسكر وغاب هذا ما عن لي في الجواب والله أعلم بالصواب.
وأيضا فإن سماعهم ينتج المعارف الإلهية والحقائق الربانية ولا يكون إلا بوصف الذات العلية والموعظة الحكيمة والمدائح النبوية .
ولا كلام لنا أيضا مع من اقتدى بهم ، وذاق من مشربهم ووجد من نفسه الشوق والهيام في ذات الملك العلام وسيأتي الكلام عن أدلة جواز الحركة في الذكر في بابها الاص بها إن شاء الله تعالى .. الخ([19][154]).
16- محمد الحامد رحمه الله تعالى:
يقول فضيلة الشيخ الحموي محمد الحامد رحمه الله فيما نقله لنا صاحب كتاب: (المحامد من حياة الشيخ محمد الحامد): اعلم أن التصوف هو تنقية الظاهر والباطن من المخالفات الشرعية، وتعمير القلب بذكر الله تعالى وخشيته ورجائه والسير في العبادات والأعمال على النهج الشرعي طبق السة الشريفة وخلافا للبدعة السيئة التي يحظر الإسلام التلبس بها.
17- الدكتور أبو الوفا التفتازاني:
يقول فضيلة الدكتور أبو الوفا التفتازاني في كتابه (مدخل إلى التصوف الإسلامي):
ليس التصوف هروبا من واقع الحياة كما يقول خصومه وإنما هو محاولة الإنسان للتسلح بقيم روحية جديدة تعينه على مواجهة الحياة المادية ، وتحقق له التوازن النفسي حتى يواجه مصاعبها ومشكلاتها.
وفي التصوف الإسلامي من المبادئ الإيجابية ما يحقق تطور الجتمع إلى الأمام فمن ذلك أه يؤكد على محاسبة الإنسان لنفسه باستمرار ليصحح أخطاءها ويكملها بالفضائل ويجعل فطرته إلى الحياة معتدلة فلا يتهالك على شهواتها وينغمس في أسبابها إلى الحد الذي ينسى فيه نفسه وربه فيشقى شقاء لا حد له. والتصوف يجعل من هذه الحياة وسيلة لا غاية وبذلك يتحرر تماما من شهواته وأهوائه بإرادة حرة.