
سيدي الإمام محمد بن سليمان الجزولي ( صاحب دلائل الخيرات ) نسبه الشريف :
هو سيدي ومولاي أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر بن سليمان بن سعيد بن يعلى بن يخلف بن موسى بن علي بن يوسف بن عيسى بن عبد الله بن جندوز بن عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن حسان بن إسماعيل بن جعفر بن عبد الله الكامل بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن الإمام علي كرم الله وجهه بن سيدة نساء العالمين سيدتنا فاطمة الزهراء بنت الحبيب المحبوب سيدي ومولاي رسول الله صلى الله عليه وسلم .
مولده المبارك :
ولد سيدي محمد بن عبد الرحمن بن سليمان الجزولي ببلدة (جزولة ) من إقليم ( سوس ) بالمغرب 807 ه الموافق 1404 م
نشأته وتعليمه :
قضى طفولته الباكرة في بلاده مثل عديد من أطفال سوس الذين عاشوا أوائل القرن التاسع الهجري على عهد بني مرين ، فقد نال حظا وافرا من التعليم في جزولة ، أهله بعد ذلك للرحيل ءالى فاس حيث التحق بمدرسة"الصفارين" كان محظوظاً إذ التقى فيها بواحد عصره وفريد قطره ومصره العارف الكبير سيدي أحمد زروق الذي كانت له القدم الراسخة في فقه مالك ، لدرجة أنه كان يحفظ " المدونة " عن ظهر قلب بشروحها فتلقى على يديه علوم النقل والعقل وتشربت روحه منه قواعد التصوف ، فدله على شيخ تربيته العارف بالله تعالى والدال عليه سيدي الشريف محمد أمغار الشاذلي وحضه على صحبته .
سلوكه وتصوفه : قضى سيدي محمد بن سليمان الجزولي -رضي الله عنه - ماشاء الله من زمن في فاس قبل أن يرحل للإتصال بالعارف سيدي الشريف محمد أمغار،و تلقى على يديه الطريقة الشاذلية العلية ، وأفلح بمجالسته و فاز بملازمته ودخل بأمره الخلوة بثغر أسفى وقضى بها نحو أربعة عشر عاما ثم خرج منها بأمره كما دخلها و قد ازداد جلالا إلى جلاله و كمالا إلى كماله، فاستنارت ببركته الأقطار، وأشرقت بصباح وجهه الأنوار و فاحت بروائح طيبة الأسرار، وتاب على يديه خلق كثيرون، وتلقى منه الذكر والأوراد مالا يحصيهم إلا رب العباد، وانتشر ذكره فى الآفاق ورويت عنه الشمائل الجسيمة والمناقب الفخيمة التى يحار فيها ثاقب الذهن وزكى الألباب . وكان طول وقته مشتغلاً بالذكر سيما بالصلاة على سيد الوجود صلى الله عليه وسلم ، وجمع في ذلك كتابه (دلائل الخيرات)والذي كان سبب قيامه بتأليفه كما أورد النبهانى فى كتابه العظيم : "جامع كرامات الأولياء " أن سيدى محمد الجزولى حضره و قت الصلاة فقام يتوضأ , فلم يجد ما يخرج به الماء من البئر , فبينما هو كذلك إذ نظرت إليه صبية من مكان عال , فقالت له : من أنت ؟ فأخبرها , فقالت له : أنت الرجل الذى يُثنَى عليك بالخير , و تتحير فيما تخرج به الماء من البئر . و بصقت فى البئر ففاض ماؤها على وجه الأرض . فقال الشيخ : أقسمت عليك بم نلت هذه المرتبة ؟فقالت : بكثرة الصلاة على من كان إذا مشى فى البر الأقفر تعلقت الوحوش بأذياله صلى الله عليه و سلم . فحلف يمينا أن يؤلف كتابا فى الصلاة على النبى صلى الله عليه و سلم . فكان له ما أراد فأتم تأليفه و ختمه مع المريدين مئات الآلاف من المرات عبر الأيام و الليالي المتواليات ، و كان عدد المريدين الذين اجتمعوا بين يديه قد وصل اثنى عشر ألفا وستمائة و خمسة و ستين مريداً جذبتهم إليه نوافح الصلاة على خير البرية ومدد طريقته الشاذلية،ولكن كل ذلك لم يجعله يركن إلى جاه أوأتباع ولم يصرفه عن شغله بالحبيب المصطفى فقد حن قلبه لزيارته و مجاورته بمدينته الطيبة ، وهكذا ذهب في ركب الحجاج إلى مكةالمكرمة وبعد أداء شعائر الحج يمم شطر مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم وتم له مقصوده الأسنى بالزيارة والمجاورة لمحبوبه الأعظم عليه الصلاة و السلام ثلاث سنوات , عكف فيها على قراءة كتابه " دلائل الخيرات " . فى تلك الفترة خلع عليه النبى صلى الله عليه و سلم اسم : "زين الصالحين" و ذلك عندما وقف تجاه الروضة المشرفة محييا سيد الكائنات صلى الله عليه و سلم بقوله : السلام عليك يا زين المرسلين . فأجابه النبى صلى الله عليه و سلم بقوله : و عليك السلام يا زين الصالحين . بصوت عال سمعه من كان حاضرا من الزائرين .
سنده في الطريقة الشاذلبة :
أخذ سيدي محمد بن سليمان الجزولي عهد الطريقة الشاذلية عن شيخه أبي عبد الله محمد أمغار عن سعيد الهرتنانيعن أبي زيد عبد الرحمن الرجراجيعن أبي الفضل الهنديعن أحمد عنوس البدويعن أحمد القرافيعن أبي عبد الله محمد المغربيعن أبي الحسن الشاذليعن عبد السلام بن مشيشعن أبي محمد عبد الرحمن بن الحسين الشريف العطار المدني الزيات عن تُقَيُّ الدين الفُقَيَّر النهروندي الواسطي العراقيعن فخر الدينعن أبي الحسن علي نور الدينعن تاج الدين التركمانيعن محمد شمس الدين التركماني عن زين الدين القزويني عن أب اسحاق ابراهيم بن أحمد بن إسماعيل الخواص السامرائي البصري عن أبي القاسم أحمد المرواني عن أبي محمد سعيد الصافي عن سعد عن أبي محمد فتح السعود عن سعيد الغزواني عن أبي محمد جابر عن الحسن بن علي رضي الله عنهما عن سيدنا علي بن ابي طالب كرم الله وجهه عن سيد الوجود ونور الشهود سيدنا ومولانا محمد صلى الله عليه وسلم
|