[نور الهدى - آلاء كامل حسن الزاكي]

فلو لم يكن في اتِّخاذِ السُّبحة غيرُ موافقةِ هؤلاء السادةِ والدخولِ في سِلكِهم والتماسِ بركتهم لصارت بهذا الاعتبار من أهمِّ الأمور وأكثرِها ، فكيف بها وهي مذكرةٌ بالله ، وهذا من أعظم فوائدها ،وبذلك كان يسميها بعض السلف. ولم يُنقَل عن أحد من السلف أو من الخلف المنعُ من جواز عَدِّ الذكرِ بالسُّبحة ، بل كان أكثرُهم يعدُّونه بها ، ولا يَرَوْن ذلك مكروهاً.
والمقصودُ : أن أكثر الذكر المعدود الذي جاءت به السنة الشريفة لا ينحصر بالأنامل -غالباً- ولو أمكن حصرهُ لكان الاشثغالُ بذلك يذهب الخشوع. والله أعلم.
وذكر الشيخ يوسف بن إسماعيل النبهانى في اخر الجزء الرابع من "جواهر البحار": أنه سمع من العارف بالله أبى بكر بن عبد الله بن طالب العطاس ، قال كان السيد أحمد بن على يجتمع بالنبى صلَّ الله عليه وسلم يقظه ، فقال له يوماً : أريد أن أروى عنك حديثاً بلا واسطه ، فقال له : أحدثك بثلاثة أحاديث :
الأول : مازال ريح قهوةِ البُنِّ فى فمِ الإنسان تستغفر له الملائكة.
الثاني : من اتخذ سُبحة ليذكر الله بها كُتِبَ من الذاكرينَ لله كثيراً إن ذكر بها أو لم يذكر بها.
الثالث : من وقف بين يدي ولىٍّ لله حيٍّ أو ميتٍ فكأنما عَبَدَ الله فى زوايا الأرض حتى تقطع إرباً إرباً.

سراج الدين احمد الحاج ,د. سلوى الدابي معجبون بهذا