01-24-2013, 06:55 PM
|
#13
|
|
رد: كتاب الاوليآء لابن ابى الدنيا
41/ حدثنا عبد الله، نا عبيد الله بن عمر، نا يزيد بن زريع، نا حميد، عن أنس قال:" مر النبي صلى الله عليه وسلم في نفر من أصحابه، فإذا صبي على ظهر الطريق، فخشيت أمه أن يوطأ الصبي، فسُمعت تقول: ابني ابني كالوا له، فقال القوم: يا رسول الله، ما كانت لتلقى ابنها في النار؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: { والله لا يلقي حبيبه في النار }.
42/ حدثنا عبد الله، ذكر محمد بن إدريس، نا أحمد بن أبي الحواري، نا زيد بن عبيد، عن خليد، عن الحسن قال:" أحرقت خصاص بالبصرة وبقي خص في وسطها لم يحترق، وأمير البصرة يومئذ أبو موسى الأشعري فخبر بذلك، فبعث إلى صاحب الخص فأتى به، فإذا شيخ فقال: يا شيخ ما بال خصك لم يحترق؟ فقال: أقسمت على ربي ألا يحرقه. فقال أبو موسى: أما إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: { يكون في أمتي رجال طلس رؤوسهم، دنس ثيابهم، لو أقسموا على الله لأبرهم }.
43/ حدثنا عبد الله، نا شجاع بن أشرس، نا إسماعيل بن عياش، عن أبي بكر بن عبد الله، عن ضمرة بن حبيب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: { حببوا الله عز وجل إلى الناس، وحببوا الناس إلى الله يحببكم الله }.
44/ حدثنا عبد الله، نا عبيد الله بن عمر، نا يزيد بن زريع، عن حميد قال: قال أنس: قال النبي صلى الله عليه وسلم: { إن من عباد الله من لو أقسم على الله لأبره }.
45/ حدثنا عبد الله، نا أبو خيثمه، نا إسماعيل بن عمر، نا عبد الواحد مولى عروه بن الزبير وكنيته أبو حمرة، ذكر عروه بن الزبير، عن عائشة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: { قال الله: من آذى لي وليا فقد استحل محارمي، وما تقرب إلي عبدي بمثل أداء فرائضي، وإن عبدي ليتقرب إلي حتى أحبه، فإذا أحببته: كنت عينه التي يبصر بها، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وفؤاده الذي يعقل به، ولسانه الذي يتكلم به، إن دعاني أجبته، وإن سألني أعطيته. وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن موته؛ وذلك أنه يكره الموت، وأنا أكره مساءته }.
46/ حدثنا عبد الله، ذكر محمد بن الحارث المقري، نا سيار، نا جعفر، نا عبد الصمد بن معقل بن منبه قال: سمعت عمي وهب بن منبه قال:" وجدت في آخر ثلاثين سطرا من زبور داود: اسمع مني والحق أقول: من لقيني وهو يحبني أدخلته جنتي ".
47/ حدثنا عبد الله، ذكر محمد بن يحي بن أبي حاتم الأزدي، نا داود بن المحبر، نا عباد بن كثير وحماد بن زيد، عن واصل مولى أبي عيينة قال:" كنت مع محمد بن واسع بمرو، فأتاه عطاء بن مسلم ومعه ابنه عثمان فقال عطاء لمحمد: أي عمل في الدنيا أفضل؟ قال: صحبة الأصحاب، ومحادثة الإخوان إذا اصطحبوا على البر والتقوى؛ فحينئذ يذهب الله بالخلاف من بينهم. فواصلوا وتواصلوا، ولا خير في صحبة الأصحاب ومحادثة الإخوان إذا كانوا عبيد بطونهم؛ لأنهم إذا كانوا كذلك ثبط بعضهم بعضا عن الآخرة. قال عطاء: يا أبا عبد الله، بينا أنا قائم أصلي وأنا غلام، إذ أتاني رجل على فرس فقال: يا غلام، عليك بالبر والتقوى؛ فإن البر والتقوى يهديان إلى الإيمان. وإياك والكذب والفجور؛ فإن الكذب والفجور يهديان إلى النار. ثم قال: يابن أخي، أصحب أولياء الله، فقلت: بأي شيء أعرف أولياء الله؟ قال: إن أولياء الله هم الألباء العقلاء الحذرون المسارعون في رضوان الله عز وجل، المراقبون الله، فإذا رأيت أهل هذه الصفة فاقترب منهم؛ فهم أولياء الله. فقلت: فكيف أعرف أهل النفاق والكذب والفجور؟ قال: أولئك قوم إذا رأيتهم يأباهم قلبك، ولا يقبلهم عقلك، إذا سمعت كلامهم سمعت كلاما حلوا له لذاذة، ولا منفعة له. وإياك أن تصحب أهل الخلاف، قلت: ومن أهل الخلاف؟ قال: المفارقون للسنة والكتاب؛ أولئك عبيد أهوائهم، تراهم مضطجعين وقلوبهم يلعن بعضهم بعضا، فاحذر هؤلاء واجتنبهم، وعليك بالصلاة، وانته عن محارم الله، وتقرب إلى الله بالنوافل ".
48/ حدثنا عبد الله، نا هارون بن عبد الله، نا سيار بن حاتم، نا جعفر بن سليمان، نا لقمان الحنفي ويوسف بن يعقوب قالا: بلغنا أن الله عز وجل يقول لأوليائه في القيامة: { يا أوليائي، طال ما لحظتكم في الدنيا، وقد غارت أعينكم، وقلصت شفاهكم عن الأشربة، وخفقت بطونكم، فتعاطوا الكأس فيما بينكم، وكلوا واشربوا هنيئا بما أسلفتم في الأيام الخالية }.
49/ حدثنا عبد الله، نا عبد الرحيم بن يحي، نا عثمان بن عماره قال:" مر ثلاثة نفر عليهم الصوف والشعر، فقال واحد منهم لصاحبه: قد يبلغ من حد الرضا عن الله أن يمر بمزبلة من المزابل فيأخذ منها عظما نخرا فتمصه فيجعل الله لنا فيه رزقا. فقال: أو لا يسأل الله فيجعل له رزقا في غير ذلك؟ فنظر إليه، فقال له: كف؛ إن أولياء الله أرضى عن الله من أن يسألوه ينقلهم من حالة إلى حالة حتى يكون هو الذي ينقلهم ".
50/ حدثنا عبد الله، ذكر زياد بن أيوب، نا أحمد بن أبي الحواري، ذكر جعفر بن محمد من الأبناء قال:" ذكروا عند رابعة عابدا في بني إسرائيل ينزل من متعبده من كل سنة فيأتي مزبلة على باب الملك فيقمم من فضول ما به، فقال رجل عندها: وما على هذا إذ كان في هذه المنزلة أن يسأل الله أن يجعل رزقه من غير هذا؟! فقالت رابعة: يا هذا، إن أولياء الله إذا قضي لهم قضاء لم يسخطوه ".
51/ حدثنا عبد الله، ذكر عبد الرحيم بن يحي، نا عثمان بن عمارة قال:" خرجنا مره عشره من أصحاب عبد الواحد بن زيد من البصرة حتى ركبنا البحر، فسرنا في خدافه حتى انتهينا إلى سراب، فدخلنا مسجدها فتذاكرنا الرياء فيما بيننا، فقلنا: حدث عبد الواحد عن الحسن:" أن أصل الرياء حب المحمدة "، فإذا شيخ قائم يصلي، طوال، أبيض الرأس واللحية، به جنا، في جبهته سجادة، قريب منه، فلما سمع قولنا ( أن أصل الرياء حب المحمدة ) صاح صيحة ظننا أن نفسه قد خرجت، ثم انحنى فأخذ من رمل المسجد فوضعه على رأسه، ثم قال: يا ويلي، ويا عولي، إني لأعبد الله في هذا المكان منذ أربعين سنه ما أقوى على ذلك إلا بحب محمدة الناس إياي. قال عثمان: فتاب إلى الله بعد أربعين عاما ".
52/ حدثنا عبد الله، ذكر زياد بن أيوب، نا أحمد بن أبي الحواري، نا يحي بن الصامت قال: سمعت عبد العزيز بن عمير يقول:" كان في خرابات القبائل بمصر رجل مجذوم، وكان شاب من أهل مصر يختلف إليه يتعاهده ويغسل خرقه، فنقر فتى من أهل مصر فقال للذي كان يخدمه: انه بلغني أنه يعرف اسم الله الأعظم، فأنا أحب أن أجيء إليه، فلما أتاه سلم عليه الفتى فقال: يا عم، انك تعرف اسم الله الأعظم، فلو سألته أن يكشف ما بك؟ فقال: يا ابن أخي، إنه هو الذي ابتلاني فأكره أن أراده ".
53/ حدثنا عبد الله، ذكر علي بن أبي مريم، عن محمد بن جعفر المدائني، ذكر بكر بن خنيس قال:" خرجنا مرة لنستقي وخرج الأمير والقاضي، فدعا القاضي، ثم أذن الأمير للناس بالانصراف، قال: وما نرى في السماء سحابا، وإلى جنبي أسود عليه كسالة، قال: فالتفت إليه، فمسعته يدعو وأعجبت بدعائه، فقال في دعائه لما نظر إلى الناس منصرفين: اللهم اسقنا الساعة، وأقلب عبادك مسرورين. قال: فوالله إن كان إلا انقضاء قوله حتى أقبلت السماء بأشد ما يكون من المطر! قال بكر: فحرصت على أن أعرفه أو أدر، فلم أقدر على ذلك ".
54/ حدثنا عبد الله، ذكر عبد الرحيم بن يحي، نا عثمان بن عماره، عن محمد بن خلف العمي، عن مالك بن دينار قال:" كنت أطوف حول البيت، فإذا أنا برجل يطوف شاخصا بصره إلى السماء وهو يقول: يا مقيل العاثرين أقلني عثرتي، اعفر لي ذنبي. فلما فرغ من أسبوعه تبعته فقلت: علمني رحمك الله مما علمك الله؟ فقال لي: هل تعرف مالك بن دينار؟ قلت: نعم، أوصني إلى مالك بما أحببت حتى أبلغه عنك؟ قال: أقرئه السلام وقل له: اتق الله، وإياك والتغيير والتبديل؛ فإنك إن غيرت هنت على رب العالمين. ثم قل له: اتق الله، وعليك بالصبر والتجزي من الدنيا بالبلاغ، وأن يكف غضبه، ويكظم غيظه، ويتجرع المرار. وأعلمه أن لله غدا مقاما يأخذ منه للجماء من القرناء. ثم قل له: يحاسب نفسه ويتّق الله ربه. وقل له: إن الجنة طيبة طيب ريحها، عذب ماؤها، لذيذ شرابها، كثير أزواجها، لا كدر فيها ولا تنغيص. ثم قل له: إن النار منتن ريحها، خبيثة شرابها، بعيد قعرها، أليم عذابها، أعدها لأهل الكبر والخيلاء ".
55/ حدثنا عبد الله، ذكر عبد الرحيم بن يحي، نا عثمان بن عماره، عن عبد الواحد بن زيد، عن مكحول، عن وهب بن منبه قال:" خرجت من منزلي وأنا أريد بيت المقدس، فإذا أنا بشيخ طويل آدم أحلج، فقال لي: عليك بالصلاة؛ فإن الصلاة خير موضوع، من أوفى أوفي له، ومن أكثر أكثر له، ومن قلل قلل له. قلت: أوصني؟ قال: عليك بتقوى الله، وعليك بقلة الطعم، وإياك والكبر، واجتنب البخل والشح، يزورك الصديقون، وتلهم الحكمة، وتعط الخير كله، ويصرف عنك السوء كله. واعلم أن لله ثوابا وعقابا، فمن آمن بها وصدق لم تقر عينه بالدنيا ". قال مكحول: فربما ذكر وهب بن منبه هذا الحديث وبكى.
56/ حدثنا عبد الله، نا أبو الوليد رباح بن الجراح، نا أبو غسان المؤذن قال:" خرجنا حجاجا وأردنا غسل ثيابنا بمكة، فأرشدنا إلى رجل صالح من أهل فارس يغسل للناس ويتجر على الضعفاء فيغسل ثيابهم بغير أجر، فأتيناه فقال: ممن أنتم؟ قلنا: من أهل الموصل. قال: أتعرفون فتحا؟ قلنا: نعم. قال: ما فعل؟ قلنا: مات. فتوجع عليه وأظهر حزنا! فقلنا: كيف تعرفه وأنت رجل من أهل فارس وهو بالموصل؟! قال: أريت في منامي عدة ليالي أن ائت فتحا الموصلي فإنه من أهل الجنة، فخرجت من فارس حتى أتيت الموصل، فسألت عنه فقيل لي هو على الشط، فأتيته فإذا رجل ملتف بكسائه، قد ألقى شصا له في الماء، فسلمت عليه، فرد علي، وقلت له: أتيتك زائرا، قال: فلف الشص وقام، فدخلنا المسجد وغربت الشمس وجاء المؤذن فأذن للمغرب، فصلينا وتفرق الناس، فأتى بطعام فأكلنا، ثم نودي بالعشاء الآخرة فصلينا وتفرق الناس، فقام فتحٌ في صلاته ورميت بنفسي، فإذا رجل قد دخل علينا وصلى إلى جنب فتح ركعتين وقعد، فقطع فتح صلاته وسلم عليه وساءله، فقال له الرجل: متى عهدك بأبي السري؟ قال: ما لي به عهد منذ أيام، قال: فقم بنا إليه فإنه معتل، قال: فخرجنا من المسجد وأنا أنظر إليهما، حتى مضيا إلى دجله يمشيان على الماء، فقعدت أنتظر رجوعهما، فجاء أحدهما في آخر الليل فإذا هو فتح، فقمت فدخلت المسجد ورميت نفسي كأني نائم، فلما أسفر الصبح وصلينا الفجر وتفرق الناس، قمت إليه فقلت: يا أبا محمد، قد قضيت من زيارتك وطرا، وقد رأيت الرجل الذي أتاك البارحة وما كان منكما، فجعل يعارضني، فلما علم أني قد علمت الخبر، أخذ علي العهد ألا أعلم بذلك أحدا ما علمت أنه حي، وقال لي: ذاك الخضر عليه السلام، وأبو السري: حمزة الخولاني، وهو رجل صالح في هذه القرية _ وأشار بيده إليها _، وقال: اجعل طريقك عليه، فألقه وسلم عليه، فأتيت الجسر فمضيت عليه وأتيت أبا السري فسلمت عليه ".
57/ حدثنا عبد الله، ذكر محمد بن إدريس، نا عثمان بن مطع، نا سفيان بن عيينه قال: قال لنا أبو الزناد:" لما ذهبت النبوة وكانوا أوتاد الأرض، أخلف الله مكانهم أربعين رجلا من أمة محمد صلى الله عليه وسلم يقال لهم: الأبدال؛ لا يموت الرجل منهم حتى ينشئ الله عز وجل مكانه آخر يخلفه، وهم أوتاد الأرض، قلوب ثلاثين منهم على مثل يقين إبراهيم، لم يفضلوا الناس بكثرة الصلاة، ولا بكثرة الصيام، ولا بحسن التخشع، ولا بحسن الجبلة، ولكن: بصدق الورع، وحسن النية، وسلامة القلوب، والنصيحة لجميع المسلمين ابتغاء مرضاة الله، بصبر وخير ولب حليم، وتواضع مذله. وأعلم أنهم لا يلعنون شيئا، ولا يؤذون أحدا، ولا يتطاولون على أحد تحتهم، ولا يحقرونه، ولا يحسدون أحدا فوقهم، ليسوا متخشعين، ولا متماوتين، ولا معجبين، ولا يحبون الدنيا، ولا يحبون للدنيا، ليسوا اليوم في خشية وغدا في غفلة ".
58/ حدثنا عبد الله، نا إسماعيل بن إبراهيم، ذكر صالح المري قال: سمعت الحسن يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: { إن بدلاء أمتي لم يدخلوا الجنة بكثرة صلاة ولا صوم ولا صدقة، ولكن دخلوها برحمة الله، وسخاوة الأنفس وسلامة الصدور }.
59/ حدثنا عبد الله، نا عبد الرحمن بن صالح، نا عبد الرحمن بن محمد المحاربي، عن بكر بن خنيس يرفعه قال: { علامة أبدال أمتي: أنهم لا يلعنون شيئا أبداً }.
60/ حدثنا عبد الله، ذكر محمد بن إدريس، نا أحمد بن أبي الحواري قال: سمعت محمد بن بكر قال: قال أبو عبد الله النباجي:" إن أحببتم أن تكونوا أبدالاً فأحبوا ما شاء الله، ومن أحب ما شاء الله لم ينزل به من مقادير الله وأحكامه شيء إلا أحبه ".
61/ حدثنا عبد الله، نا محمد بن يزيد الآدمي، نا عبيده بن حميد، عن الأعمش، عن سالم بن أبي الجعد، عن كعب قال:" ما أتى على الأرض قوم بعد قوم نوح إلا وفيها أربعة عشر يدفع الله بهم العذاب "، قال الأعمش: فذكرته لإبراهيم قال: كان يقال:" إذا كان فيها خمسة لم يعذبوا ".
62/ حدثنا عبد الله، نا محمد بن يزيد، نا عبيده عن الأعمش، عن المنهال، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال:" إذا كان فيها خمسة لم يعذبوا ".
63/ حدثنا عبد الله، ذكر الحسين بن علي، نا عيسى بن سلمة الرملي، نا أيوب بن سويد، عن السري بن يحي، ذكر جار كان لأبي قلابة الجرمي:" أنه خرج حاجا فتقدم أصحابه في يوم صائف وهو صائم، فأصابه عطش شديد فقال: اللهم إنك قادر على أن تذهب عطشي من غير فطر، فأظلته سحابة فأمطرت عليه حتى بلت ثوبيه وذهب العطش، فنزل فحوض حياضا وملأها ماء فانتهى إليه أصحابه فشربوا، وما أصاب أصحابه من ذلك المطر شيء ".
64/ حدثنا عبد الله، ذكر الحسين بن علي، نا عيسى بن سلمه، نا أيوب بن سويد، ذكر السري بن يحيى، ذكر أبو عوانة، عن معاوية بن قرة:" كان مسلم بن يسار يحج كل سنه ويحج معه رجال من إخوانه تعودوا ذلك، وأبطأ عاما من تلك الأعوام حتى فات الحج، فقال لأصحابه: اخرجوا. فقالوا: كبروا الله؛ أبو عبد الله يأمرنا أن نخرج وقد ذهب وقت الحج!! فأبى عليهم إلا أن يخرجوا، ففعلوا استحياء، فأصابهم حين جن عليهم الليل إعصار شديد حتى كان لا يرى بعضهم بعضا إلا ما ينادوا، فأصبحوا وهم ينظرون إلى جبال تهامة، فحمدوا الله، فقال: وما تعجبون من هذا في قدرة الله ".
65/ حدثنا عبد الله، ذكر إبراهيم الأصفهاني، نا بندار، عن مهدي، عن سفيان، عن إسحاق بن أبي نباته، عن سعيد بن جبير في الإحرام قال:" تجزيه نيته ".
66/ حدثنا عبد الله قال: كتب إلي أبو عبد الله محمد بن خلف بن صالح التيمي، عن إسحق بن أبي نباته من بني عمرو بن سعيد بن زيد مناه بن تميم:" مكث ستين يؤذن لقومه في مسجد بني عمرو بن سعد، وكان يعلم الغلمان الكتاب ولا يأخذ الأجر، ومات قبل أن يحفر الخندق بثلاثين سنة، فلما حفر الخندق وكان بين المقابر ذهب بعض أصحابه يستخرجه ووقع قبره في الخندق، فاستخرجوه كما دفن لم يتغير منه شيء إلا أن الكفن قد جف عليه ويبس، والحنوط محطوط عليه، وكان خصيباً، فرأوا وجهه مكشوفا وقد فصل الحناء في أطراف لحيته، فمضى المسيب بن زهير إلى أبي جعفر وهو في قصر أم موسى بنت هشام بن عبد الملك على شاطئ الفرات فأخبره، فركب أبو جعفر في الليل حتى رآه، فأمر به فدفن بالليل؛ لأن لا يفتتن الناس ".
67/ حدثنا عبد الله قال: قال أبو عبد الله، ذكر حمدان بن جابر الضبي، عن أبي الحسين المنقري المؤذن، عن شيخ له:" أنه رأى إسحق بن أبي نباته حيث استخرج في هذه الصفة ".
68/ حدثنا عبد الله قال: قال أبو عبد الله: ذكر محمد بن منصور الرفاعي، عن مسكين بن مسعود العكلي، عن أبيه، ذكر:" أنه رأى ابن أبي نباته في هذه الصفة ".
69/ حدثنا عبد الله، نا الحسن بن أبي الربيع أنا عبد الرزاق، أنا معمر، عن أيوب أو غيره، عن أبي قلابة قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: { لا يزال في أمتي سبعة لا يدعون الله بشيء إلا استجاب لهم، بهم يمطرون، وبهم ينصرون }، وحسبته قال: { وبهم يدفع عنكم }.
70/ حدثنا عبد الله، نا الحسن بن أبي الربيع، أنا عبد الرزاق، أنا معمر، عن الزهري، عن عبد الله بن صفوان قال:" قال رجل يوم صفين: اللهم العن أهل الشام، فقال عَلِيّ: لا تسب أهل الشام جما غفيرا؛ فإن بها الأبدال، فإن بها الأبدال، فإن بها الأبدال ".
71/ حدثنا عبد الله، ذكر ابن أبي مريم علي، عن محمد بن الحسين، نا شعيث بن محرز، نا سهيل أخو حرم قال: بلغني عن عامر بن عبد قيس أنه كان يقول:" لقد أحببت الله حبا سهل علي كل مصيبة، وأرضاني بكل قضية، فما أبالي مع حبي إياه ما أصبحت عليه وما أمسيت ".
72/ حدثنا عبد الله، نا هارون بن موسى بن أبي علقمة الفروي، ذكر أبي أبو علقمة، عن زيد بن أسلم قال:" هلك عثمان بن مظعون فأمر رسول الله بجهازه، فلما وضع على قبره قالت امرأته: هنيئا لك أبا السائب الجنه. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: { وما علمك بذلك }؟ قالت: كان يا رسول الله، يصوم الليل! قال: { بحسبك لو قلت: كان يحب الله ورسوله } ".
73/ حدثنا عبد الله، نا الحسن بن عرفه، ذكر علي بن ثابت، عن هشام بن سعد قال: نا عبد الله بن حمار:" كان في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم يشتري العكة من السمن أو العكة من العسل أو الشيء من السوق، فيأتي به النبي صلى الله عليه وسلم فيقول: أهديت هذا لك يا رسول الله، فإذا جاءه صاحبه يبغي ثمنه أتى به النبي صلى الله عليه وسلم فيقول: أعطوا ثمن متاعه. فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: { أوليس إنما أهديته لي }؟! فيضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم ويأمر به فيعطى ثمنه. وكان لا يزال يؤتى به شاربا في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيأمر به فيضرب، فأتى به ذات يوم وقد شرب، فقال رجل من القوم: اللهم العنه ما أكثر ما يؤتى به! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: { لا تسبه فانه يحب الله ورسوله }.
74/ حدثنا عبد الله، ذكر أبو عبد الملك المدني بن أبي معشر، ذكر أبو معشر، ذكر محمد بن كعب قال:" كان طلحه بن البراء رجلا من بني أنيف، أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم يبايعه فقال: { أبايعك على أن تقتل أباك }، قال: فأمسك بيده. قال: ثم جاءه مرة أخرى فقال: { أبايعك على أن تقتل أباك }، قال: فأمسك بيده. ثم جاءه مرة أخرى فقال: { أبايعك على أن تقتل أباك }، فبايعه، فأمره ألا يقتله. قال: ثم إن طلحه اشتكى شكوى فأدنف، قال: فجاءه رسول الله صلى الله عليه وسلم يعوده، فرأى به الموت، فقال لبعض من عنده: { إذا نزل به الموت فآذنوني حتى أشهده وأصلي عليه }، قال: فنزل به الموت من الليل، فقال بعض من عنده: آذنوا رسول الله؟ فقال: لا تفعلوا. قالوا: ولم يا طلحه، والناس يستشفون برسول الله صلى الله عليه وسلم إذا حضرهم الموت؟! قال: أخشى أن تصيبه نكبة أو تلدغه عقرب أو تنهشه حية. قال: وألقى الله بذلك. قال: فتركوه حتى أصبح، فلما مات آذنوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: { ألم أقل لكم إذا نزل به الموت فآذنوني }؟! فقالوا: أردنا يا رسول الله أن نفعل فمنعنا وقال: أخشى أن تصيبه نكبة أو تلدغه عقرب أو تنهشه حية فألقى الله بذاك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: { اللهم ألق طلحة بن البراء تضحك إليه ويضحك إليك }.
75/ حدثنا عبد الله، نا محمد بن علي المروزي، أنا أبو إسحق يعني إبراهيم بن الأشعث قال: سمعت الفضيل بن عياض يقول:" بلغني أن أكرم الخلائق على الله يوم القيامة: أحبهم إليه حبا، وأقربهم منه مجلسا: الحامدون الله على كل حال ".
76/ حدثنا عبد الله، نا محمد بن علي، أنا أبو إسحق يعني إبراهيم بن الأشعث، نا عمر بن هارون، عن ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: { إن أحب عبادي إلي: الذين يتحابون من أجلي، الذين يعمرون مساجدي، ويستغفرون بالأسحار، أولئك الذين إذا أردت أهل الأرض بعقوبة أو بعذاب ثم ذكرتهم صرفت عقوبتي عنهم من أجلهم }.
77/ حدثنا عبد الله، نا شجاع بن مخلد، نا عباد بن العوام، نا محمد بن اسحق، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي قال:" كان رجل من مزينه ممن كان في نواحي المدينة في حجر عم له، فكان ينفق عليه ويكفه، فأراد الإسلام فقال له عمه: لئن أسلمت لانتزعن منك كل شيء صنعت إليك، فأبى إلا أن يسلم، فانتزع منه كل شيء صنعه به حتى إزار ورداء كانا عليه، فانطلق إلى أمه مجردا، فقامت إلى بجاد لها من شعر أو صوف فقطعته باثنين فأتزر بأحدهما وارتدى بالآخر، ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم فصلى معه الصبح، قال: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى الصبح تفقد الناس ونظر في وجوههم، فرآه فقال: { من أنت }؟ قال: أنا عبد العزى _ وكان اسمه _. قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: { بل أنت عبد الله ذو البجادين، الزمنا وكن معنا }، فكان يكون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم والاستغفار والتمجيد، قال: فقال عمر بن الخطاب: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم، أمراء هو؟ قال: { دعه؛ فإنه أحد الأوابين }، قال: فلما كان في غزاة تبوك خرج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فمات، قال: فقال ابن مسعود: إذا أنا بنار ليلا في ناحية العسكر، فقلت: ما هذا؟ فانطلقت، فإذا رسول الله وأبو بكر وعمر ما معهم رابع، فإذا ذو البجادين قد مات ورسول الله في القبر وهو يقول: { دليا إلي أخاكما }، قال: فأضجعه رسول الله صلى الله عليه وسلم لشقه ثم قال: { اللهم إني أمسيت عنه راضيا فارض عنه، اللهم إني أمسيت عنه راضيا فارض عنه، اللهم إني أمسيت عنه راضيا فارض عنه }، قال: فقال ابن مسعود: فيا ليتني كنت مكانه في حفرته ".
78/ حدثنا عبد الله، نا هارون بن إبراهيم الإمام، نا زيد بن الحباب، ذكر موسى بن عبيده، ذكر أخي عبد الله بن عبيدة، عن عروة بن الزبير:" أن مصعب بن عمير أقبل وعليه نمرة ما تكاد تواريه، والنبي صلى الله عليه وسلم جالس ومعه نفر من أصحابه، فلما رأوه نكسوا ليسوا عندهم ما يعطونه يتوارى به، فقال: فأثنى عليه النبي صلى الله عليه وسلم خيرا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: { لقد رأيته ثم أبويه وما فتى من فتيان قريش، ثم أبويه مثله يكرمانه وينعمانه، فخرج من ذلك ابتغاء مرضاة الله ونصرة رسوله }.
79/ حدثنا عبد الله، نا الحسن بن عبد العزيز الجروي، نا أيوب بن سويد، نا أبو الهيثم، عن عبد الله بن عبيد بن عمير الليثي قال:" كنت مع أبي في سفر، فركبنا مفازة، فلما كنا في وسط منها إذا رجل قائم يصلي، فتلومه أبي أن ينصرف إليه فما فعل، فقال له: يا هذا، قد نراك في هذا المكان ولا نرى معك طعاما ولا شرابا، وقد أردنا أن نخلف لك طعاما وشرابا؟ قال: فأومأ إلينا: أن لا، قال: فوالله ما برحنا حتى نشأت سحابة فأمطرت حتى أسقى ما حوله، قال: فانطلقنا، فلما انتهينا إلى أول العمران، فذكره أبي لهم فعرفوه، وقال: ذاك لا يكون في أرض إلا سقوا ".
80/ حدثنا عبد الله، نا الحسن بن عبد العزيز، نا أيوب بن سويد، أنا أبو الهيثم، عن عبد الله بن غالب، أنه حدثه قال:" خرجت إلى الجزيرة، قال: فركبنا السفينة فأرفت بنا إلى جانب قرية عادية في سفح جبل خراب ليس فيها أحد، قال: فخرجت فطوفت في ذلك الخراب أتأمل آثارهم وما كانوا فيه، قال: إذ دخلت بيتا يشبه أن يكون مأهولا، قال: قلت: إن لهذا شأنا، قال: فرجعت إلى أصحابي فقلت إن لي إليكم حاجة؟ فقالوا: ما هي؟ قلت: تقيمون على ليله؟ قالوا: نعم، قال: فدخلت ذلك البيت فقلت: إن يكن له أهل فسيؤوب إليه إذا جن عليه الليل، فلما أظلم الليل سمعت صوتا قد انحط من رأس الجبل يسبح الله عز وجل ويكبره ويحمده، فلم يزل الصوت يدنوا بذلك حتى دخل البيت، قال: ولم أر في ذلك البيت شيئا إلا جرة ليس فيها شيء، ووعاء ليس فيه طعام، فصلى ما شاء الله أن يصلي، ثم انصرف إلى ذلك الوعاء فأكل منه طعاما، ثم حمد الله، ثم أتى تلك الجرة فشرب منها، ثم قام فصلى حتى أصبح، فلما أصبح أقام الصلاة فصليت خلفه، فقال: يرحمك الله، دخلت بيتي بغير إذني؟ قال: قلت: يرحمك الله، لم أرد إلا الخير، قلت: رأيتك أتيت هذا الوعاء فأكلت منه طعاما وقد نظرت قبل ذلك فلم أر فيه شيئا؟! قال: أجل، ما من طعام أريد من طعام الناس إلا أكلته من هذا الوعاء، ولا شرابا أريده من شراب الناس إلا شربته من هذه الجرة، قال: قلت: وان أردت السمك الطري؟! قال: وإن أردت السمك الطري. قال: فقلت: يرحمك الله، إن هذه ألأمة لم يؤمر بالذي صنعت، أمرت بالجماعة والمساجد، وتفضل الصلوات في الجماعة، وعيادة المريض، واتباع الجنائز؟ قال: هاهنا قرية فيها كل ما ذكرت وأنا صائر إليها، قال: فكاتبني حينا ثم انقطع كتابه، فظننت أنه مات، قال: وكان عبد الله بن غالب لما مات وجد من قبره ريح المسك ".
|
|
عزيزنا الزائر لن تتمكن من مشاهدة التوقيع إلاَّ بتسجيل
دخولك قم بتسجيل الدخول أو قم بالتسجيل من هنا |
|