عرض مشاركة واحدة
قديم 01-10-2013, 02:29 PM   #2
حسن الخليفه احمد

الصورة الرمزية حسن الخليفه احمد



حسن الخليفه احمد is on a distinguished road

إرسال رسالة عبر Skype إلى حسن الخليفه احمد
افتراضي رد: الصوفية. فضلها ,اهميتها,وفوائدها


فضل التصوف على غيره
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين

والصلاة والسلام على من أرسله الله رحمة للعالمين وعلى آله وأصحابه والتابعين إلى يوم الدين...
وبعد يا إخوتي في الدين أيدني الله وإياكم بالروح الأمين
فهذه رسالة من مطلبين الأول: فضل التصوف على غيره من العلوم والثاني: وجوب أخذه عنأهله المتخصصين. وأسأل الله العلي القديرأن يجعل عملي هذا خالصا لوجهه الكريم وأن يقبلني على عيبي وقصوري إنه سميع قريب مجيب.
المطلب الأول: فضل التصوف على غيره من العلوم
إن الإسلام دين يراد منه ثمرة ونهج يفضي إلى غاية، وما هذه الغاية إلا حقيقة العبودية وتحقيق الكمال البشري للنوع الإنساني. ولا شك أن طالب هذه الغاية يحتاج إلى معطيات هي بمنزلة المعلومات الأولية التي يُحتاج إليها لبلوغ الغاية. ومن هذه المعطيات معرفة الأحكام الشرعية في العبادات الظاهرية من الفروض العينية والمباديء الأولية الضرورية للغيبيات المتعلقة بصفات الذات الإلهية وحقائق عنالأرواح الإنسانية ومبتداها ومصيرها وعلاقتها بالهياكل والمواد الأرضية. إلا أن هذه المعطيات الأولية نقطة. فمن انطبعت في قلبه لم يعد بحاجة إلى تجزئتها، ومن أجملت في عقله،لم يعد بحاجة غالبا إلى تفصيلها، وإنما تفصيلها يشرُف بقدر ما يعين طالب الغاية العليا على بلوغ غايته وهي كما قلنا حقيقة العبودية وتحقيق الكمال البشري الذي هو موضع نظر الله من بين الخليقة.
وما ذلك التفصيل سوى مرحلة أولية متقدمة عن وضع أول قدم على طريق السلوك القلبي المفضي إلى تلك الغاية وإنما يتوسع ذلك التفصيل أو يتقلص بحسب جهل الجاهلين وكمال استعداد الطالبين، كما قال حضرة مدينة العلم، سيدنا على كرم الله وجهه"العلم نقطة كثرها الجاهلون". قال تعالى: {الله يجتبي إليه من يشاء ويهدي إليه من ينيب} فالاجتباء ابتداء من الله بالفتح على العبد وتعليم بالوحي والإلهام فلا حاجة للتفصيل العلمي عند المجتبى كالأنبياء وخواص الأولياء إلا في مقام المراجعة أو التبليغ أو البيان. والإنابة سعي من العبد وتعرض للفتوح. وإلى الله المصير في الحالتين. فمن نظر إلى تلك المعطيات الأوليةمن الفقه أوعلم الكلام باعتبار أن العلم بها من شروط الوصول اعتبر ذلك العلم أشرف العلوم أما من يرتب العلوم من حيث ثمار العمل بها فإن نهاية العمل بهذه العلوم هي إتقان العبادات الظاهرية وإقامة شرع الله والاقتناع العقلي بمباديء العقيدة وضرورياتها وهذا بحد ذاته خير عظيم وفيه النجاة من العذاب بلا شك إلا أن هنالك ما فوقها وإن كانت هي شرطا فيه، ألا وهو إتقان العبادات القلبية والاعتناق القلبي لمبادئ العقيدة وضرورياتها وأن تعبد الله كأنك تراه وأن تأتي بمكارم الأخلاق على وجه أقرب للكمال. فعلوم الفقه والكلام وكذلك الحديث من هذه الوجهة ثانوية إذ قد لا يتبعها وضع القدم في أول طريق السلوك القلبي الإحساني، فتكون الأفضلية لطريقالسلوك (التصوف)ويعتبر العلم والعمل به أشرف العلوم كونه مسبوق (ولا بد) بما قبله وناتج عنه ولا بد ما بعده وهو حقيقة العبودية.
فالعلم مثلا بأن الله واحد يختلف عن الإيمان بأن الله واحد ويختلف عن الإحسان بأن تعبد الواحد كأنك ترى الواحد. فالتصوف يجمع الاعتقاد الراسخ إلى الاقتناع المعرفي المجرد بواسطة مواجهة الروح لأنوار الواحدية وفنائها في توحيدٍيُبقى الموحِّد أثرا بعد عين. وذلك الفناء هو الإحسان في أكمل وجوهه. فإن الإيمان إذا تم وكمل فلا بد وأن يؤدي إلى شهود الجلال والجمال الإلهي قولا واحدا، وذلك الشهود لا بد وأن يؤدي إلى نسيان الأغيار قولا واحدا. فبقدر ما ينقص من إيمان المرء ينقص من إحسانه وإذا تم الإيمان فذلكم الإحسان. وهذه من المسائل الغامضة التي يكثر فيها الخلط. وتشتبه على كثير من العلماء فضلا عن العامة. والموفق هو من كشف له الله عن معناها وبين له طرفاها ليعرف في أي محل هو في ميداني العلم والإيمان فلا يتخطى رقاب الصديقين بالتمني ولا ينزل نفسه منزل العامة بالحيرة. ولكم خاض في مقام الشهود من لم يصح عنده تصوره أصلا ولو صح عنده تصوره لما خبط فيه خبط عشواء فخلط الحابل بالنابل ولكم كان التوقف أولى به.
ولما كان الوصول إلى تلك الغاية العظمى مشروطا بوجود القلب السليم {يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتي الله بقلب سليم} فقد قال حجة الإسلام الغزالي في الإحياء:
"علم التصوف فرض عين، إذ لا يخلو أحد من عيب أو مرض إلا الأنبياء عليهم السلام، للعصمة التي لهم معجزة".
ويقصد بالعيب هنا العيب الأخلاقي كالشح والغضب والبذاءة والجبن والخيانة وغيرها. والمرضهنا هوالمرض القلبيكالشك والكبر والعجب والرياء وحب الدنيا وغيرها،لا المرض الجسدي ولا النفساني بمصطلح الطب الحديث.
وقال الجنيد رضي الله عنه: "لو علمت أن تحت أديم السماءأشرف من هذا العلم الذي نتكلم فيه مع أصحابنا لسعيت إليه".
وكذلك قال الإمام الشاذلي رضي الله عنه:
"من لم يتغلغل في علمنا هذا مات مصراً على الكبائر وهو لا يشعر".
وقال سلطان العلماء العز بن عبد السلام رضي الله عنه:
"والله ما قعد على قواعد الشريعة التي لا تنهدم إلا الصوفية".
وقال ابن البنا في علم التصوف:

حسن الخليفه احمد غير متواجد حالياً  
عزيزنا الزائر لن تتمكن من مشاهدة التوقيع إلاَّ بتسجيل دخولك
قم بتسجيل الدخول أو قم بالتسجيل من هنا
رد مع اقتباس