عرض مشاركة واحدة
قديم 01-10-2013, 02:21 PM   #4
حسن الخليفه احمد

الصورة الرمزية حسن الخليفه احمد



حسن الخليفه احمد is on a distinguished road

إرسال رسالة عبر Skype إلى حسن الخليفه احمد
افتراضي رد: مولد انسان الكمال للسيد مح المختار الشنقيطى رضى الله عنه


ثم لما مضى خمس وعشرون سنةً من عمره سافر الى الديار الشامية..في تجارة لخديجة ومعه غلامها ميسرة لبدو سعدها قبل نمو الأموال.. فرأى ميسرة ملكين يظلانه من حر الظهيرة الشمسية..ورأت خديجة ذلك مع نسوة عند قدومه وقت الاستقبال..فخطبته لنفسها لتنال به السعادة الأبدية..فذكر ذلك لعمه فزوجه بها بعد خطبةٍ جمعت اسنى المفاخر والخصال..ثم بنت قريشٍ البيت الحرام لهدمه بالمياه الأبطحيه..واختلفوا في رفع الحجر ووضعه بمحله وكثر القيل والقال..ثم تراضوا بحكم أول داخل من باب بني شيبة فجأةً بغتيه..فأصلح الله أحوالهم بأن جعل حبيبه أول دخل في الحال.. فقالوا هذا الأمين وكلنا نقبل ويرضى بحكمه في هذه القضية..فوضع الحجر في ثوبٍ وامرهم برفعه بدون خصوصية لأحد ولا استقلال..فلما أوصلوه الى مقره أخذه بيده ووضعه بركن هاتيك البنية..فالحجر يمين الله ووضعته يمين رسول الله فهنيئاً لمن استلمه بحرمةٍ وإجلال(3مرات)..
اللهم صل على الفاتح لما اغلق من التعينات العينية
والخاتم لما سبق منها في علم ذي الجلال
ولم بلغ سن الأربعين التي بها تمام القوى الحسية والمعنوية..بعثه الله رسولاً مبشراً لأهل الخير ونذيراً لأهل الضلال..وكان بدؤه بالرؤيا الصالحة الظاهرة مثل فلق الأنوار الصبحية..وذلك لسر استعداده وتطوره قبل عالم الحس في علام الخيال.. فحبب اليه الخلاء وكان يتعبد في حراء محرى نزول الأنوار القدسية..وفي سبعةٍ وعشرين من رمضان جائه الملك فقال له إقراء بهيبة واجلال..فقال ما أنا بقارئٍ فغطه حتى أجهده مع علمه بمكانته العلية..ثم قال له اقرأ فقال ما انا بقارئٍ ولم يزل متردداً من تفصيله الى الإجمال..ثم قال له اقرأ فقال ما انا بقرئ فغطه غطةً ثالثة وهو محتد العقل الأول من الحقيقة المحمدية..وفتر الوحي سنين عدد الغطات ثم نزلت يا أيها المدثر بعد امهال.. ثم تتابع الوحي فآمن من الرجال الصديق لاغتنام السبقية..ومن الصبيان على بن ابي طالب باب مدينة العلم في الحال والقال..ومن النساء خديجة السابقة لتلقي المواهب اللدنية.. وستة من باقي العشرة المبشرين وزيد بن حارثة ومؤذن رسول الله بلال..
اللهم صل على الفاتح لما اغلق من التعينات العينية
والخاتم لما سبق منها في علم ذي الجلال
ولما أراد الله إظهار شَرَفَهِ شَرَّفَه‘ بآيات الإسراء التي هي وراء أطوار العقول الخلقية..تجلى بأحدية جمع الجمع وهي طمس النعوت ومتعلقاتها في سبحات الجلال..فتعينت الحقيقة الأحمدية في مقام قرب أو ادنى بمحو الغيرية..وتطورت البشرية في مقام قاب قوسي الحقيقة المحمدية علىغير مثال.. ومن ظاهر القصة انه اهبط جبريل وباقي المقربين ببراق من الحضرة القدسية..قأسروا به عليه من المسجد الحرام الى المسجد الأقصى في زمانٍ لا يقبل التقسيم بحال وام هناك الأنبياء والرسل والملائكة الروحانية..ثم عرج به الى السموات فلقي (أدم) في الأولى متوجاً بالوقار والكمال..وفي الثانية ابني الخالة (يحيى وعيسى) الذين بينهما مشاكلة ربانية..وفي الثالثة (يوسف) ابن يعقوب صاحب الصديقية والحسن والجمال..وفي الرابعة (إدريس) الذي قال الله فيه ورفعناه مكاناً علياً آية قرآنية..وفي الخامسة (هارون) المعروف في الأمة الإسرائيلية بمحاسن الأخلاق بينهم وشرف الخصال..وفي السادسة (موسى) الذي اصطفاه الله برسالاته وبكلامه فكان صاحب الفهوانية.. وفي السابعة (ابراهيم) متكئاً على البيت المعمور قائماً بكفالة الأطفال..ثم رقى على جناح جبريل إلى سدرة المنتهى برزخية انتهاء العلوم الخلقية.. ثم تدلى له رفرف الجبروت وزج به في حجب الجلال.. فقطع سبعين الف حجاب من نور وظلمة وسبح في الأنوار اللاهوتيه..فدنا من ربه فكان قاب قوسين اوادنى ورآه بعين بصره من غير كيف ولا مثال.. وسمع كلامه القديم المنزه عن الحروف والاصوات والجهة والأينيه..ما زاغ البصر وما طغى وما كذب الفؤاد ما رأى كان الله ولا شيء معه وهو الآن على ما عليه كان في الآزال..فتلا ترجمان المحبة بلسان العناية (ولسوف يعطيك ربك فترضى هبةً الهية..ثم رجع الى الأكوان ودخل كرة الزمان والمكان وهبط الى مكة كأن لم يفارقها بحال..وكان تطوره في قربه وبعده قدر لحظة وقتيه..واخبر قريشاً بقصة اسرائه وعروجه فكذبه أهل الغواية والضلال..وصدقه الصديق الأكبر ففاز بمرتبتي الصحبة والصديقية ولذا كان سميره في الحضرة وخليفته على الأمة وضجيعه بعد الانتقال.
اللهم صل على الفاتح لما اغلق من التعينات العينية
والخاتم لما سبق منها في علم ذي الجلال

وكانت إقامته بمكة ثلاث عشرة سنةً يبلغ الرسالة ويعرض نفسه على الوفود الحرمية.. وفي هذه المدة قاسى ما قاسى من اذية مشركي مكة والطائف حتى خضبت رجلاه ونزل الدم في نعله وسال.. ثم اذن الله له في الهجرة الى المدينة المنورة بأنواره السنية.. فتلقاه انصار الله بالمحبة والسمع والطاعة وعلاء كلمة الله بالقتال.. فاقام بها عشر سنين يعضد الدين بالرفق والعنف والغزو والسرية.. حتى اتسع الاسلام واذعنت ملوك فارس والروم لهيبته بلاريب ولا اشكال.. ثم حج حجة الوداع وتلا في الخطبة ( اليوم أكملت لكم دينكم ) يا معشر الأمة المحمدية.. ثم رجع الى المدينة وانتقل منها الى الرفيق الأعلى الذي لم يغب عنه بل يتطور فيه بحسب مظاهر الكمال..

اللهم صل على الفاتح لما اغلق من التعينات العينية
والخاتم لما سبق منها في علم ذي الجلال

وكان صلى الله عليه وسلم اكمل الناس تحققا وتخلقاً بالأخلاق الإلهية.. فكان خلقه القران ( ما فرطنا في الكتاب من شيء وكل شيء احصيناه في امام مبين ) من تجليات الكمال.. ومن سعته صلى الله عليه وسلم تفاوت الأبصار والبصائر في شهود بشريته كما انتهت المعارف الى الحقيقة المحمدية.. ولذا كان بعض الناس يراه اجمل الخلق وبعضهم يرى جمال الوجود مقتبساً من ذاك الجمال.. وبعض يراه كان لم يره وتحجبه عن ادراك حقيقته الانوار الجلالية.. قال للصديق الاكبر ما عرفني غير ربي قطعاً لأطماع العقول عن الوصول الى ذاك الجمال.. وكان يقابل القوابل بحسب استعداداتها بحكم سر القبضتين في البرية.. قد علم كل اناس مشربهم سعة الاهية بعدت عن العبارة والإشارة والمقال.. قال صلى الله عليه وسلم ( امرت ان اخاطب الناس على قدر عقولهم.. تنزلاً ورحمة عمومية.. ومن كمال سعته صلى الله عليه وسلم تطور بشريته بين الخلق حتى يوصف وتضرب له الأمثال..

اللهم صل على الفاتح لما اغلق من التعينات العينية
والخاتم لما سبق منها في علم ذي الجلال

حسن الخليفه احمد غير متواجد حالياً  
عزيزنا الزائر لن تتمكن من مشاهدة التوقيع إلاَّ بتسجيل دخولك
قم بتسجيل الدخول أو قم بالتسجيل من هنا
رد مع اقتباس