عرض مشاركة واحدة
قديم 01-07-2013, 11:11 AM   #11
حسن الخليفه احمد

الصورة الرمزية حسن الخليفه احمد



حسن الخليفه احمد is on a distinguished road

إرسال رسالة عبر Skype إلى حسن الخليفه احمد
افتراضي رد: خصائص الامة المحمدية


الجواهر المضيئة في فضائل الأمة المحمدية:



- الآيات الواردة في فضل هذه الأمة على سائر الأمم السابقة:

قال ربنا الكريم:"وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا"([27">).

ويأتي الحديث النبوي يشرح ويبين المقصود من هذه الآية الكريمة، روى الإمام الطبراني عن سيدنا سلمة بن الأكوع رضي الله عنه عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله سلم أنه قال:"أنتم شهداء الله في الأرض والملائكة شهداء الله في السماء"([28">).

وقال سبحانه وتعالى:"كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله"([29">).

ويأتي الحديث النبوي الشريف يزيد الآية تأكيدا، روى الإمام أحمد رحمه الله والترمذي وابن ماجه رحمهم الله عن سيدنا معاوية بن حيدة رضي الله عنه عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله سلم أنه قال:"إنكم تُتِمون سبعين أمة أنتم خيرها وأكرمها على الله"([30">).

فكفى هذه الأمة فخرا وكفاها عزا أن جعلها ربها تبارك وتعالى خير الأمم وشاهدة عليها إلى يوم القيامة! هي آخر الأمم لكنها أولها، وأول من يعبر على الصراط، ولا يوزن لأمة حتى يوزن لأمة الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم.

-الأحاديث الواردة في فضل الأمة المحمدية:

عن سيدنا ثوبان رضي الله عنه قال: قال سيدنا ومولانا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:"إن الله زوى لي الأرض، فرأيت مشارقها ومغاربها، وإن أمتي سيبلغ مُلكها ما زوى لي منها"([31">).

وعَنِ سيدنا أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنهما عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ قَالَ : "نَحْنُ الْآخِرُونَ السَّابِقُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ, فَأَوَّلُ زُمْرَةٍ مِنْ أُمَّتِي يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ صُورَةُ كُلِّ رَجُلٍ مِنْهُمْ عَلَى صُورَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ, ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ كَأَشَدِّ ضَوْءِ نَجْمٍ فِي السَّمَاءِ, ثُمَّ هُمْ مَنَازِلُ بَعْدَ ذَلِكَ"([32">).

وعَنْ سيدنا أَبِي نَضْرَةَ رضي الله عنه قَالَ خَطَبَنَا ابْنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما عَلَى هَذَا الْمِنْبَرِ مِنْبَرِ الْبَصْرَةِ قَالَ: قَالَ سيدنا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله سَلَّمَ: "إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ نَبِيٌّ إِلَّا لَهُ دَعْوَةٌ تَنَجَّزَهَا فِي الدُّنْيَا, وَإِنِّي اخْتَبَأْتُ دَعْوَتِي شَفَاعَةً لِأُمَّتِي وَأَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا فَخْرَ, وَأَنَا أَوَّلُ مَنْ تَنْشَقُ عَنْهُ الْأَرْضُ وَلَا فَخْرَ, وَبِيَدِي لِوَاءُ الْحَمْدِ وَلَا فَخْرَ, آدَمُ فَمَنْ دُونَهُ تَحْتَ لِوَائِي. قَالَ: وَيَطُولُ يَوْمُ الْقِيَامَةِ عَلَى النَّاسِ حَتَّى يَقُولَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: انْطَلِقُوا بِنَا إِلَى آدَمَ أَبِي الْبَشَرِ فَيَشْفَعَ لَنَا إِلَى رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَلْيَقْضِ بَيْنَنَا, فَيَأْتُونَ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلَام فَيَقُولُونَ: يَا آدَمُ أَنْتَ الَّذِي خَلَقَكَ اللَّهُ بِيَدِهِ وَأَسْكَنَكَ جَنَّتَهُ وَأَسْجَدَ لَكَ مَلَائِكَتَهُ فَاشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ فَلْيَقْضِ بَيْنَنَا, فَيَقُولُ: إِنِّي لَسْتُ هُنَاكُمْ ! إِنِّي قَدْ أُخْرِجْتُ مِنْ الْجَنَّةِ بِخَطِيئَتِي وَإِنَّهُ لَا يُهِمُّنِي الْيَوْمَ إِلَّا نَفْسِي, وَلَكِنْ ائْتُوا نُوحًا رَأْسَ النَّبِيِّينَ. فَيَأْتُونَ نُوحًا فَيَقُولُونَ: يَا نُوحُ اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ فَلْيَقْضِ بَيْنَنَا, فَيَقُولُ: إِنِّي لَسْتُ هُنَاكُمْ ! إِنِّي قَدْ دَعَوْتُ دَعْوَةً غَرَّقَتْ أَهْلَ الْأَرْضِ وَإِنَّهُ لَا يُهِمُّنِي الْيَوْمَ إِلَّا نَفْسِي, وَلَكِنْ ائْتُوا إِبْرَاهِيمَ خَلِيلَ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَام. قَالَ: فَيَأْتُونَ إِبْرَاهِيمَ فَيَقُولُونَ: يَا إِبْرَاهِيمُ اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ فَلْيَقْضِ بَيْنَنَا, فَيَقُولُ: إِنِّي لَسْتُ هُنَاكُمْ ! إِنِّي قَدْ كَذَبْتُ فِي الْإِسْلَامِ ثَلَاثَ كِذْبَاتٍ, وَإِنَّهُ لَا يُهِمُّنِي الْيَوْمَ إِلَّا نَفْسِي. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنْ حَاوَلَ بِهِنَّ إِلَّا عَنْ دِينِ اللَّهِ. قَوْلُهُ: إِنِّي سَقِيمٌ, وَقَوْلُهُ: بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا, وَقَوْلُهُ لِامْرَأَتِهِ إِنَّهَا أُخْتِي. وَلَكِنْ ائْتُوا مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام الَّذِي اصْطَفَاهُ اللَّهُ بِرِسَالَتِهِ وَكَلَامِهِ, فَيَأْتُونَ مُوسَى فَيَقُولُونَ: يَا مُوسَى أَنْتَ الَّذِي اصْطَفَاكَ اللَّهُ بِرِسَالَتِهِ وَكَلَّمَكَ فَاشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ فَلْيَقْضِ بَيْنَنَا, فَيَقُولُ إِنِّي لَسْتُ هُنَاكُمْ ! إِنِّي قَتَلْتُ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ وَإِنَّهُ لَا يُهِمُّنِي الْيَوْمَ إِلَّا نَفْسِي, وَلَكِنْ ائْتُوا عِيسَى رُوحَ اللَّهِ وَكَلِمَتَهُ. فَيَأْتُونَ عِيسَى فَيَقُولُونَ: يَا عِيسَى أَنْتَ رُوحُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ فَاشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ فَلْيَقْضِ بَيْنَنَا, فَيَقُولُ إِنِّي لَسْتُ هُنَاكُمْ ! قَدْ اتُّخِذْتُ إِلَهًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَإِنَّهُ لَا يُهِمُّنِي الْيَوْمَ إِلَّا نَفْسِي, ثُمَّ قَالَ أَرَأَيْتُمْ لَوْ كَانَ مَتَاعٌ فِي وِعَاءٍ قَدْ خُتِمَ عَلَيْهِ أَكَانَ يُقْدَرُ عَلَى مَا فِي الْوِعَاءِ حَتَّى يُفَضَّ الْخَاتَمُ, فَيَقُولُونَ لَا ! فَيَقُولُ: إِنَّ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَاتَمُ النَّبِيِّينَ قَدْ حَضَرَ الْيَوْمَ وَقَدْ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَأْتُونِي فَيَقُولُونَ: يَا مُحَمَّدُ اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ فَلْيَقْضِ بَيْنَنَا, فَأَقُولُ: نَعَمْ أَنَا لَهَا ! حَتَّى يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى, فَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يَصْدَعَ بَيْنَ خَلْقِهِ نَادَى مُنَادٍ : أَيْنَ أَحْمَدُ وَأُمَّتُهُ ؟ فَنَحْنُ الْآخِرُونَ الْأَوَّلُونَ, فَنَحْنُ آخِرُ الْأُمَمِ وَأَوَّلُ مَنْ يُحَاسَبُ فَتُفْرجُ لَنَا الْأُمَمُ عَنْ طَرِيقِنَا فَنَمْضِي غُرًّا مُحَجَّلِينَ مِنْ أَثَرِ الطُّهُورِ, وَتَقُولُ الْأُمَمُ: كَادَتْ هَذِهِ الْأُمَّةُ أَنْ تَكُونَ أَنْبِيَاءَ كُلُّهَا. قَالَ: ثُمَّ آتِي بَابَ الْجَنَّةِ فَآخُذُ بِحَلْقَةِ بَابِ الْجَنَّةِ فَأَقْرَعُ الْبَابَ, فَيُقَالُ مَنْ أَنْتَ ؟ فَأَقُولُ: مُحَمَّدٌ! فَيُفْتَحُ لِي فَأَرَى رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ وَهُوَ عَلَى كُرْسِيِّهِ أَوْ سَرِيرِهِ, فَأَخِرُّ لَهُ سَاجِدًا وَأَحْمَدُهُ بِمَحَامِدَ لَمْ يَحْمَدْهُ بِهَا أَحَدٌ كَانَ قَبْلِي, وَلَا يَحْمَدُهُ بِهَا أَحَدٌ بَعْدِي, فَيُقَالُ: ارْفَعْ رَأْسَكَ وَقُلْ تُسْمَعْ, وَسَلْ تُعْطَهْ, وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ, قَالَ: فَأَرْفَعُ رَأْسِي فَأَقُولُ: أَيْ رَبِّ أُمَّتِي أُمَّتِي ! فَيُقَالُ لِي: أَخْرِجْ مِنْ النَّارِ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ كَذَا وَكَذَا, فَأُخْرِجُهُمْ ثُمَّ أَعُودُ فَأَخِرُّ سَاجِدًا وَأَحْمَدُهُ بِمَحَامِدَ لَمْ يَحْمَدْهُ بِهَا أَحَدٌ كَانَ قَبْلِي وَلَا يَحْمَدُهُ بِهَا أَحَدٌ بَعْدِي, فَيُقَالُ لِي: ارْفَعْ رَأْسَكَ وَقُلْ يُسْمَعْ لَكَ, وَسَلْ تُعْطَهْ, وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ, فَأَرْفَعُ رَأْسِي فَأَقُولُ: أَيْ رَبِّ أُمَّتِي أُمَّتِي ! فَيُقَالُ أَخْرِجْ مَنْ النَّارِ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ كَذَا وَكَذَا, فَأُخْرِجُهُمْ. قَالَ: وَقَالَ فِي الثَّالِثَةِ مِثْلَ هَذَا أَيْضًا. حَدَّثَنَا حَسَنٌ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَحْوَهُ أَنَّهُ قَالَ فِي الْأَوَّلِ : مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ شَعِيرَةٍ مِنْ الْإِيمَانِ, وَالثَّانِيَةِ بُرَّةٍ, وَالثَّالِثَةِ ذَرَّةٍ"([33">).

وعَنْ سيدنا عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ رضي الله عنهما قَالَ:" خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ مِنْ مَكَّةَ نُرِيدُ الْمَدِينَةَ, فَلَمَّا كُنَّا قَرِيبًا مِنْ عَزْوَرَا نَزَلَ ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ فَدَعَا اللَّهَ سَاعَةً, ثُمَّ خَرَّ سَاجِدًا فَمَكَثَ طَوِيلًا, ثُمَّ قَامَ فَرَفَعَ يَدَيْهِ فَدَعَا اللَّهَ سَاعَةً, ثُمَّ خَرَّ سَاجِدًا فَمَكَثَ طَوِيلًا, ثُمَّ قَامَ فَرَفَعَ يَدَيْهِ سَاعَةً, ثُمَّ خَرَّ سَاجِدًا. ذَكَرَهُ أَحْمَدُ ثَلَاثًا. قَالَ: إِنِّي سَأَلْتُ رَبِّي وَشَفَعْتُ لِأُمَّتِي فَأَعْطَانِي ثُلُثَ أُمَّتِي, فَخَرَرْتُ سَاجِدًا شُكْرًا لِرَبِّي ثُمَّ رَفَعْتُ رَأْسِي فَسَأَلْتُ رَبِّي لِأُمَّتِي فَأَعْطَانِي ثُلُثَ أُمَّتِي, فَخَرَرْتُ سَاجِدًا لِرَبِّي شُكْرًا, ثُمَّ رَفَعْتُ رَأْسِي فَسَأَلْتُ رَبِّي لِأُمَّتِي فَأَعْطَانِي الثُّلُثَ الْآخِرَ فَخَرَرْتُ سَاجِدًا لِرَبِّي"([34">).

وقال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الحديث الذي رواه الإمام أبو دواد والطبراني في الكبير والحاكم رحمهم الله عن أبي موسى رضي الله عنه:"أمتي أمة مرحومة ليس عليها عذاب في الآخرة, إنما عذابها في الدنيا الفتن والزلازل والقتل والبلايا".

الرحمة التي أكرمت بها هذه الأمة لم يسبق لها مثيل، وهذا تكريما للحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم حيث جعل أمته مرحومة وخير الأمم، كيف لا يكرمها وهي أمة حبيبه وأحب خلقه إليه.

وقال صلى الله عليه وآله سلم في الحديث الذي أخرجه الإمام مسلم عن سيدنا أبي موسى رضي الله عنه :"إن الله تعالى إذا أراد رحمة أمة من عباده قبض نبيها قبلها، فجعله لها فرطا وسلفا بين يديها، وإذا أراد الله هلكة أمة عذبها ونبيها حي فأهلكها وهو ينظر, فأقر عينه بهلكتها حين كذبوه وعصوه أمره".

وهذا من رحمة الله تعالى بهذه الأمة ؛ رفعا لمكانتها وقدرها.

وقال صلى الله عليه وآله سلم في الحديث الذي رواه الإمام ابن ماجه والبيهقي رحمهما الله عن سيدنا أبي هريرة رضي الله عنه وصححه الألباني –رحمه الله- في صحيح الجامع:"إن الله تعالى قد تجاوز لأمتي عما توسوس به صدورهم ما لم تعمل أو تتكلم به, وما استكرهوا عليه".

وقال الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم:"إن الله تعالى قد أجار أمتي أن تجتمع على ضلالة"([35">).

عن سيدنا حذيفة بن اليمان رضي الله عنه عن سيدنا محمد النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال:"فُضّلنا على الناس بثلاث: جُعلت صفوفنا كصفوف الملائكة، وجُعلت لنا الأرض كلها مسجدا، وجُعلت لنا تربتها طهورا إذا لم نجد الماء، وأعطيتُ هذه الآية من آخر سورة البقرة كنز تحت العرش لم يُعطها نبي قبلي"([36">).

وقال الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم: "منا الذي يصلي عيسى ابن مريم خلفه"([37">).

وقال صلى الله عليه وآله وسلم: "وعدني ربي أن يدخل من أمتي سبعين ألفا بلا حساب عليهم ولا عذاب مع كل ألف سبعون ألفا وثلاث حثيات من حثيات ربي"([38">).

وروى الإمام أحمد والترمذي وابن ماجه رحمهم الله عن سيدنا أبي بريدة رضي الله عنه قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أهل الجنة عشرون ومائة صف، ثمانون من هذه الأمة وأربعون من سائر الأمم".

وعن سيدنا سلمة بن الأكوع رضي الله عنه عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "أنتم شهداء الله في الأرض والملائكة شهداء الله في السماء"([39">).

وقال الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عنه سيدنا معاوية بن حيدة رضي الله عنه: "إنكم تتمون سبعين أمة أنتم خيرها وأكرمها على الله" ([40">).

وفي حديث آخر: "إنما أجلكم فيما خلا من الأمم كما بين صلاة العصر إلى مغرب الشمس، وإنما مثلكم ومثل اليهود والنصارى كمثل رجل استأجر أجراء فقال: من يعمل من غُدوة إلى نصف النهار على قيراط قيراط؟ فعملت اليهود، ثم قال: من يعمل من نصف النهار إلى صلاة العصر على قيراط قيراط؟ فعملت النصارى، ثم قال: من يعمل من العصر إلى أن تغيب الشمس على قيراطين قيراطين؟ فأنتم هم، فغضبت اليهود والنصارى، وقالوا: ما لنا أكثر عملا وأقل عطاء؟ قال: هل ظلمتكم من حقكم شيئا؟ قالوا: لا، قال: فذلك فضلي أوتيه من أشاء"([41">).

حديث عظيم ! يبين لنا مكانة هذه الأمة بين الأمم، وما انفردت به عن سائر الأمم السابقة.

تميزت بالكمال والتمام، والأفضلية في الأولى والآخرة. قال الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم:"ما من أمة إلا وبعضها في النار وبعضها في الجنة إلا أمتي فإنها كلها في الجنة"([42">). كفى بهذا الحديث عزا وفخرا لهذه الأمة.

ولا يزال ربنا تبارك وتعالى يفيض على هذه الأمة بفضله وكرمه، حيث يبعث لها على رأس كل مائة سنة من يجدد أمر دينها. عن سيدنا أبي هريرة رضي الله عنه عَنْ سيدنا رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ قَالَ :"إِنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ لِهَذِهِ الْأُمَّةِ عَلَى رَأْسِ كُلِّ مِائَةِ سَنَةٍ مَنْ يُجَدِّدُ لَهَا دِينَهَا"([43">).

والمجددون هم الدعاة إلى الله من العلماء العاملين الربانيين، والأولياء الكمل أهل المحبة والصفاء، الذين يؤلفون بين القلوب ويدلون الناس بحالهم ومقالهم، ويصلحون ذات بينهم، فهم ليسوا صالحين وفقط، بل مصلحين، والكريم لا يأكل وحده، عرفوا طريق الحق فنادوا في الناس هلموا إلى حاجاتكم، هلموا إلى السعادة الأبدية في الدنيا والآخرة، هلموا إلى النعيم الخالد، والمنزلة العظمى،...

فأين أمتنا اليوم من هذه الفضائل؟!... ولله در القائل :

ما بالنا نبتغيه مسلكا عوجا ** حدنا عن السنة الغراء إلى الشبه

منهاج خير البرايا نوره ألق ** ما زلّ عبد مشاه في تقربه

محجة المصطفى الهادي الرؤوف بنا ** أكرم بأصحابه أكرم بموكبه.

لكن هذه الأمة المكرمة بالخيرية "منومة بالتخدير الكلي الذي ما ترك مجالا من مجالات الحياة إلا أنسى فيها تعاليم الإسلام وأهداف الإسلام ومعنى الإسلام. غزو شامل، وقبضة باطشة، وتهديد ووعيد لزجر كل نَأْمة إسلامية تحررية وتمييعها وقتلها"([44">).

حسن الخليفه احمد غير متواجد حالياً  
عزيزنا الزائر لن تتمكن من مشاهدة التوقيع إلاَّ بتسجيل دخولك
قم بتسجيل الدخول أو قم بالتسجيل من هنا
رد مع اقتباس