01-05-2013, 03:52 PM
|
#6
|
|
رد: زيارة الروضة الشريفة والدعاء فيها
وجاء ايضاً فى كتاب الرِمَاح والأسِنّة للخليفه عبد العزيز محمد الحسن رضى الله عنه.
(فصل) في زيارتة -صل الله عليه وسلم-
قال الإمام الفقيه المحدث عليُّ بن عبد الكافي المشهور بتقي الدين السبكي في كتابه"شفاء السقام":الباب الخامس في تقرير كون الزيارة قربةً وذلك بالكتاب والسنة والإجماع والقياس,أما الكتاب فقوله(تعالى) : (ولو أنهم إذْ ظَلَموا أنفسَهم جاؤوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسولُ لوجَدَوا اللهَ توّاباً رحيماً).دلّت الاَية على الحثِّ على المجئ إلي الرسول-صل الله عليه وسلم-والاستغفار عنده واستغفاره لهم,وذلك وإن كان وَرَد في حالِ حياته فهي رتبة له-صل الله عليه وسلم- لاتنقطع بموته تعظيماً له.قلت:وقد عقدنا في البحث السابق أدلة حياتة-صل الله عليه وسلم-واستغفارِه لأمته.
وقد ذَكّر بعضُ العلماء في تفسير هذه الاَيه بأنّ(جاؤوك) واقعةٌ جواباً للشرط,والفعلُ إذا كان جواباً للشرط كان حكمُه العمومَ,مالم يُخَصِّصْ بمخصِّصٍ في قوّته,والمخصِّص في هذه الاَية معدوم.
قال الشيخ:وأما السنة:فقد روى نافع,عن ابن عمر(رضي الله عنهما) قال:قال رسول الله-صل الله عليه وسلم- :"من زار قبري وجبت له شفاعتي" رواه الدَّاْرَقُطْنِيّ,والبيهقيّ.وأورده أبواليمن بن أبي الحسن في كتاب"إتحاف الزائر"وأورده الحافظ أبو الحسين القرشي في كتاب"الدلائل المُبِيْنة في فضائل المدينة".وذكره القاضي أبو الحسن علي بن الحسن الخِلَعي في"فوائده",وأورده الحافظ أبو القاسم بن عساكر في"تاريخه" وكذا رواه أبو أحمد بن عدي في"الكامل" ورواه ابن الجوزي في"مثير العزم الساكن",وذكره عبد الحق في"الأحكام الوسطى" و"الصغري".وبعد مناقشة الشيخ هذه الرواياتِ كلَّها وتَتَبُّعِها رجلاً جلاً قال في حكمه عليه:هو حسن أو صحيح.
والحديث الثاني:عن سالم,عن ابن عمر(رضي الله عنهما) قال:قال رسول الله-صل الله عليه وسلم- : "من جاءني زائراً لاتعمله حاجة إلا زيارتي كان حقاً عليّ أن أكون شفيعاً له يوم القيامة".رواه الطبراني في"معجمه الكبير",والدارقطني في"أماليه",وأبو بكر ابن المقرى في"معجمه" وصححه سعيد بني السكن.
الحديث الثالث: عن مجاهد,عن ابن عمر(رضي الله عنهما) عن النبي-صل الله عليه وسلم- قال "من حَجَّ فزار قبري بعد وفاتي فكأنما زارني في حياتي". رواه الدارقطني في"سننه" وكذا رواه أبو أحمد بن عَدِي في"الكامل",ورواه البيهقي,وابن عساكر,ورواه ابن الَجوزي في"مثير العزم الساكن".
الحديث الرابع: قال مالك:عن نافع,عن ابن عمر(رضي الله عنهما),قال:قال رسول الله-صل الله عليه وسلم- : "من حج البيت ولم يزرني فقد جفاني".رواه ابن عدي في"الكامل".وذكره أبو الحسن الدارقطني في"أحاديثِ مالكِ بن أنسٍ الغرائب التي ليست في الموطأ".
الحديث الخامس:عن عمر(رضي الله عنه),قال سمعت رسول الله-صل الله عليه وسلم- يقول: "من زار قبري أو من زارني كنت له شفيعاً أو شهيداً".رواه أبو داود الطَيَالسي في"مسنده",وذكره البيهقي في"السنن الكبرى",والحافظ بن عساكر.
الحديث السادس: عن رجلٍ من اَل الخَطَّاب,عن النبي-صل الله عليه وسلم- قال"من زارني متعمداً كان في جواري يوم القيامة".رواه أبو جعفر العقيلي وغيره.
الحديث السابع:عن حاطب(رضي الله عنه),قال:قال رسول الله-صل الله عليه وسلم- :"من زارني بعد موتي فكأنما زارني في حياتي,ومن مات بأحد الحرمين بُعِثَ مع الاَمنين يوم القيامة".رواه الدارقطني وابن عساكر.وقد ذكر الحافظ السبكي فيها خمسة عشر حديثاً تخيَّرْتُ منها هذه المجموعة.
ذكر الحافظ ابن عساكر,والحافظ أبو محمد عبد الغني الَمْقدِسي: أن بلالاً مؤذِّنَ الرسول-صل الله عليه وسلم- سافر من الشام إلي المدينة لزيارة قبره-صل الله عليه وسلم- وكان ذلك في خلافة سيدنا عمر بن عبد العزيز(رضي الله عنه).وذكر ابن الجوزي في"مثير العزم الساكن" عن عمر بن عبد العزيز(رضي الله عنه):أنه كان يُبْرِد البريدَ من الشام يقول سلِّمْ لي على رسول الله-صل الله عليه وسلم- وفي"فتوح الشام":قال سيدنا عمر(رضي الله عنه) لكعب الأحبار بعد إسلامه: "هل لك أن تسير معي ألي المدينة,فنزورَ قبرَ النبي-صل الله عليه وسلم- ونتمتّع بزيارته؟.
قال القاضي عٍيَاض قال إسحاق بن إبراهيم الفقيه: "ومما لم يزل مِنْ شأن مَنْ حَجَّ المرورُ بالمدينة,والقصدُ إلي الصلاة في مسجدِ رسول الله صل الله عليه واَله وسلم والتبرك برؤية روضته,ومنبره,وقبره,ومجلسه,وملامس يديه,ومواطئ قدميه؛والعامود الذي كان يستند إليه,وينزل جبريل بالوحي فيه عليه,وبمن عمره وقصده من الصحابة وأئمة المسلمين والاعتبار بذلك".ثم نقل الشيخ أقوال كثيرٍ من العلماء في الزيارة واستحبابها,وأنها من السنن المؤكدة,والفضائل المعتبرة.وقد أفاد وأجاد(جزاه الله عنا كل خير).
(فرع) : ذكر الشيخ عبد الله الغُماري في كتابه"الرد المحكم المتين" : قال الحافظ العراقي :أخبرني الحافظ أبو سعيدٍ العلائي قال : رايتُ في كلام ولدِ أحمدَ بن حنبل في جزءٍ قديمٍ عليه خطُّ ابن ناصر وغيره من الحفاظ: أن الامام أحمد سئل عن تقبيل قبر النبي وتقبيل غيره فقال: "لابأس بذلك".فأريناه ابنَ تَيْميَّةَ فصار يتعجَّب من ذلك,ويقول:عندي أحمدُ جليلٌ يقول هذا؟!! قال:وأي عَجَبٍ في ذلك؟.وفي كتاب"العلل والسؤالات" لعبد الله بن الإمام أحمد سألت أبي عن الرجل يَمَسّ منبرَ النبيّ-صل الله عليه وسلم- يتبرك بمسه ويقبله ويفعل بالقبر مثل ذلك؛ رجاء ثواب الله(تعالى) ؟قال:لا بأس به.
وعن يحيى بن سعيد شيخ الإمام مالك: أنه حين أراد الخروج إلي العراق جاء إلى المنبر النبوي فمسه.ونُقِل عن ابن أبي الصيف والمحبّ الطبري جواز تقبيلَ قبور الصالحين نقله العلَّامة ابن زكرى في"شرح همزيته".
|
|
|