عرض مشاركة واحدة
قديم 01-04-2013, 11:30 PM   #5
ود محجوب
المدير العام
الصورة الرمزية ود محجوب



ود محجوب is on a distinguished road

افتراضي رد: مخطط السلفيين لعزل شيخ الأزهر



هل يخطط الإخوان والسلفيون للسيطرة على الأزهر الشريف؟!

الجمعة، 4 يناير 2013 - 09:39
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة ياسر برهامى أثناء زيارة الإمام الأكبر
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
مثلهم مثل الضباع يرقصون رقصة التأهب الأخيرة استعدادا للانقضاض على الفريسة، الرقصة حماسية، والرغبة مشتعلة فكلهم يعلمون أن الدم المتساقط من جروح الفريسة سيمنحهم قوة ومساحات جديدة من النفوذ والسيطرة، غير أنهم عن الضباع مختلفون فى أمر واحد هم لا يقبلون الشراكة فى دم الفريسة ولحمها، بينما تتلذذ الضباع بلعبة التشارك حتى ولو كانت الوجبة مجرد أشلاء، وهم لا يعلمون أيضا أن رغبتهم فى الافتراس المبكر وصراعهم على الانفراد الكامل بالفريسة قد يسبب نوعا من أنواع الخلل الذى يشبه هذا الخلل الحادث، حينما ترتبك أمور السلسلة الغذائية وترتبك حلقاتها أو يدفع الطمع أفرادها لتجاوز حدود السيناريو الغذائى المقسوم والمكتوب مسبقا.

الأزهر الشريف يلعب هنا دور الفريسة، المنارة العلمية والدعوية ومنبر الخطاب الإسلامى الوسطى والمعتدل هو الهدف، المؤسسة الأكثر نفوذا والأكثر قدرة على إحداث التأثير فى وطن مازال أهله يحبون رجال الدين والشيوخ ويرون فى الأزهر مرجعيتهم الدينية الأساسية هى مبتغى كل الضباع الباحثين عن السلطة أو السيطرة، أو أولئك الباحثين عن درع أو سلاح فى معركة الخصومة السياسية القائمة الآن على أرض مصر، والضباع هنا متعددون ومختلفون بعضهم يسعى نحو الأزهر من أجل بسط نفوذ كاملة وسيطرة أبدية على شعب يصاب بالدوار من الخطاب الدينى وتجره عاطفته نحو مناطق الخضوع السياسى بسلطان الدين، والساعون نحو الأزهر لبسط السيطرة وامتلاك السلطة المطلقة هم الإخوان والسلفيون بعد أن نالوا حظهم من السلطة التنفيذية والتشريعية ونجحوا إلى حد ما فى تحييد المؤسسة العسكرية، أما باقى الضباع، فبعضهم يسعى نحو الأزهر بحثا عن درع للحماية من هؤلاء الذين يستخدمون الدين فى تحقيق مكاسب سياسية واحتياجا لسلاح يمنحهم خطابا دينيا جديدا يستغلونه هم أيضا فى مواجهة خصومهم من أصحاب الخطاب الدينى المتطرف، وهؤلاء هم ما اصطلح إعلاميا بتسميتهم القوى المدنية.

ومن بين الضباع الراغبة فى نهش لحم الأزهر يا صديقى جنسيات أجنبية بعضها خليجى وسعودى، بدأ رقصته منذ زمن من أجل منح الفكرة الوهابية أرض انتشار جديدة، ولم يجد سوى الأزهر عائقا أمام نشر تطرفه وتشدده، وبعضهم ضباع أجنبية أمريكية وصهيونية تعلم تماما أن الأزهر يملك القدرة على تطوير خطاب دينى يعيد الريادة إلى بلدان العالم الإسلامى ويمحو كل التشوهات التى ألصقها بن لادن والظواهرى والمتطرفون بالإسلام، التى يستغلها هؤلاء فى واشنطن وتل أبيب لشن حروب بسط نفوذ وسيطرة بحجة مكافحة الإرهاب.

السابق من الكلام هو التوصيف لصراع تاريخى قائم منذ عشرات السنين بهدف السيطرة على الأزهر الشريف، ومحو دوره الوطنى والسياسى والدعوى لصالح كيانات أخرى بعضها صاحب مصالح داخل مصر وبعضها صاحب مصالح على المستوى العالمى، وكمثل كل الأشياء فى بلدان الربيع العربى اتخذ صراع السيطرة على الأزهر الشريف منحنى جديدا أكثر وضوحا وأكثر تسارعا بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير، وأصبحت خطط الاختراق والتدمير دائرة على قدم وساق، الكل يريد الأزهر الشريف.

1 - الإخوان يبحثون عن سيطرة كاملة على المؤسسة التى طالما غازلها حسن البنا بخطابات ورسائل واحتفالات فى زمن العشرينيات والثلاثينيات بسبب إدراكه لأهمية دوره فى بلدان العالم كأجمع، مثلما يفعل إخوان مكتب إرشاد محمد بديع الآن ويبحثون عن سيطرة كاملة على الأزهر إدراكا منهم لتأثير الأزهر ودوره فى إخضاع شعب يسيطر الدين على عاطفته وعلى قراراته السياسية حتى ولو لم يكن متدينا، ووعيا منهم بأن السيطرة على الأزهر سوف تمنح دعوتهم بعدا دوليا جديدا، خاصة فى تلك البلدان الآسيوية والأفريقية التى تمنح الأزهر جلالا وتقديرا يفوق كل الحدود الذى تحصل عليه المؤسسات السياسية والدبلوماسية.

والسعى الإخوانى نحو الأزهر يعتمد على خطط طويلة الأمد بدأت منذ عهد حسن البنا الذى سعى من خلال الخطابات والرسائل لشيوخ الأزهر وإقامة الاحتفالات لمن يحصلون على منصب شيخ الأزهر إلى خلق علاقة قوية مع المؤسسة الدينية الرسمية فى مصر، طمعا فى أن يلصق بالإخوان صفة الدعوة الوسطية والخطاب الدينى المستنير الذى يتميز به الأزهر الشريف ويمنحه دعوته التى كانت فى بدايته مشروعية السير فى ظلال المؤسسة الدينية التى يحترمها الجميع، ولذلك كان طبيعيا جدا أن يقول حسن البنا فى ذات مرة ساعيا نحو الربط بين الأزهر والإخوان: «إن الأزهر معقل الدعوة وموئل الإسلام، وأنه اعتبر دعوة الإخوان دعوته وغايتها غايته، وإن صفوف الإخوان امتلأت بعلماء الأزهر، وشبابه الناهض، وكان لعلماء الأزهر الشريف وطلابه أثر كبير فى تأييد الدعوة ونشرها»، وكان طبيعيا أن يسارع البنا وجماعته بالاحتفال بولاية الشيخ المراغى لمشيخة الأزهر الشريف «1935 - 1945» وإلقاء قصائد المدح والترحيب بشيخ الأزهر ليحصل البنا على مراده فى عام 45 ويقف على منبر الأزهر خطيبا، وبناء على المسار الذى رسمه حسن البنا لعلاقة الإخوان بالجامع الأزهر لن تجد فى تاريخ العلاقة بين الجماعة والأزهر شواهد على احتكاك كبير رغم ما بينهما من تباين ينبع أساساً من ابتعاد الأزهر عن «الإسلام السياسى» كمنهج، وميله التاريخى إلى لعب دور دينى مواز للسلطة السياسية، لا منافس لها أو بديل عنها.

وعلى نهج البنا سارت العلاقة بين مكتب الإرشاد والمشيخة، سعى إخوانى للحفاظ على المحبة يتخللها إبداء ملاحظات وتصريحات نقدية عن وضع الأزهر وتأثره بالسلطة فى زمن مبارك، حتى جاءت ثورة 25 يناير لتفتح الأبواب أمام الإخوان لاستكمال مسيرة البنا بنفس الطريقة، حيث بادر محمد بديع المرشد العام للجماعة فى مايو 2011 مع وفد من الجماعة بزيارة مشيخ الأزهر والتقى بالإمام الأكبر شيخ الجامع الأزهر الدكتور أحمد الطيب، فى لقاء حرص المرشد على أن يخرج منه ليقول: «نحن والأزهر يد واحدة»
.

يتبع


ود محجوب غير متواجد حالياً  
عزيزنا الزائر لن تتمكن من مشاهدة التوقيع إلاَّ بتسجيل دخولك
قم بتسجيل الدخول أو قم بالتسجيل من هنا
رد مع اقتباس