27- باب الأطفال
2972- قَالَ مُسَدَّدٌ: حدَّثنا حماد، عن سعيد بن أبي صدقة قال: قلت لمحمد بن سيرين هذا الحديث: كل مولد يولد على الفطرة من قاله؟ قال: قاله من كان يعلمه.
2973- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخٍ، حَدَّثَنَا أَبُو حَمْزَةَ الْعَطَّارُ إِسْحَاقُ بْنُ الرَّبِيعِ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنِ الأَسْوَدِ بْنِ سَرِيعٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ، حَتَّى يُعْرِبَ عَنْهُ لِسَانُهُ، فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ، وَيُنَصِّرَانِهِ.
28- باب افتراق الأمة
2974- قَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِي غَالِبٍ، قَالَ: كُنْتُ بِدِمَشْقَ، فَجِيءَ بِسَبْعِينَ رَأْسٍ مِنْ رُؤُوسِ الْحَرُورِيَّةِ، فَنُصِبَتْ، فَجَاءَ أَبُو أُمَامَةَ، فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ خَرَجَ فَوَقَفَ عَلَيْهِمْ، فَجَعَلَ يُهْرِيقُ عَبْرَتَهُ سَاعَةً، ثُمَّ قَالَ: مَا يَصْنَعُ إِبْلِيسُ بِأَهْلِ الإِسْلامِ؟ ثَلاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ قَالَ: يَا أَبَا غَالِبٍ، إِنَّكَ بِبَلَدٍ أَهْوِيَتُهُ كَثِيرَةٌ، وَمُهَوِّلاتُهُ كَثِيرٌ، قُلْتُ: أَجَلْ، قَالَ: أَعَاذَكَ اللَّهُ مِنْهُمْ، قُلْتُ: وَلِمَ تُهْرِيقُ عَبْرَتَكَ؟ قَالَ: رَحْمَةً لَهُمْ، إِنَّهُمْ كَانُوا مِنْ أَهْلِ الإِسْلامِ، ثُمَّ قَالَ: تَقْرَأُ سُورَةَ آلِ عِمْرَانَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: اقْرَأْ هَذِهِ الآيَةَ: هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ، قَالَ: كَانَ هَؤُلاءِ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ، فَزِيغَ بِهِمْ، ثُمَّ قَرَأَ: يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ، قُلْتُ: أَهُمْ هَؤُلاءِ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: تَفَرَّقَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ عَلَى إِحْدَى وَسَبْعِينَ فِرْقَةً، كُلُّهَا فِي النَّارِ إِلا السَّوَادَ الأَعْظَمَ، فَقَالَ رَجُلٌ إِلَى جَنْبِي: يَا أَبَا أُمَامَةَ، أَمَا تَرَى السَّوَادَ الأَعْظَمَ مَا يَصْنَعُونَ؟ قَالَ: عَلَيْهِمْ مَا حُمِّلُوا وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا، السَّمْعُ وَالطَّاعَةُ خَيْرٌ مِنَ الْمَعْصِيَةِ وَالْفُرْقَةِ، يَقْضُونَ لَنَا ثُمَّ يَقْتُلُونَنَا، قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: هَذَا الْحَدِيثُ حَدَّثْتُ بِهِ، شَيْئًا أَوْ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، أَوْ تَقُولُهُ عَنْ رَأْيِكَ؟ قَالَ: إِنِّي إِذًا لَجَرِئٌ أَنْ أُحَدِّثَكُمْ وَلَمْ أَسْمَعْهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، سَمِعْتُهُ مِنْهُ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاثًا، حَتَّى قَالُوا: سَبْعًا.
2974- وَحدثنا دَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ عَبْدُ رَبِّهِ بْنُ نَافِعٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ الْمُلائِيِّ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ السُّلَيْكِ، عَنْ أَبِي غَالِبٍ، قَالَ: كُنْتُ فِي الْبَصْرَةِ زَمَنَ عَبْدِ الْمَلِكِ، فَجِيءَ بِرُؤُوسِ الْخَوَارِجِ، فَذَكَرَ نَحْوَهُ.
رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ، وَابْنُ مَاجَهْ، وَأَحْمَدُ، باختصار.
2975- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ، حَدَّثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ زَيْدِ بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، قَالَ: ثُمَّ حَدَّثَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الأُمَمِ، قَالَ: تَفَرَّقَتْ أُمَّةُ مُوسَى عَلَى إِحْدَى وَسَبْعِينَ فِرْقَةً، سَبْعُونَ مِنْهَا فِي النَّارِ، وَوَاحِدَةٌ فِي الْجَنَّةِ، وَتَفَرَّقَتْ أُمَّةُ عِيسَى عَلَى اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً، إِحْدَى وَسَبْعِينَ مِنْهَا فِي النَّارِ، وَوَاحِدَةٌ فِي الْجَنَّةِ، وَتَعْلُو أُمَّتِي عَلَى الْفِرْقَتَيْنِ جَمِيعًا بِمِلَّةٍ: اثْنَتَانِ وَسَبْعِينَ فِي النَّارِ، وَوَاحِدَةٌ فِي الْجَنَّةِ، قَالُوا: مَنْ هُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ صلى الله عليه وسلم: الْجَمَاعَةُ قَالَ يَعْقُوبُ بْنُ زَيْدٍ: وَكَانَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ إِذَا حَدَّثَ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم تَلا مَعَهُ قُرْآنًا: {وَمِنْ قَوْمِ مُوسَى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ}، ثُمَّ ذَكَرَ أُمَّةَ عِيسَى، فَقَالَ: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ آمَنُوا، وَاتَّقَوْا لَكَفَّرْنَا عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ}، ثُمَّ ذَكَرَ أُمَّتَنَا: {وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ}.
2976- حَدَّثَنَا وَاصِلُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَامِرٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ: إِنَّ فِي أُمَّتِي لَنَيِّفًا وَسَبْعِينَ دَاعِيًا، كُلُّهُمْ يَدْعُو إِلَى النَّارِ، لَوْ أَشَاءُ لأَنْبَأْتُكُمْ بِآبَائِهِمْ، وَقَبَائِلِهِمْ.
29- باب التحذير من البدع
2977- قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَابِطٍ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: صِنْفَانِ مِنْ أُمَّتِي لا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ: الْقَدَرِيَّةُ، وَالْمُرْجِئَةُ قُلْتُ: فِيهِ انْقِطَاعٌ.
2978- أنا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ جَعْفَرٍ الأَسَدِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ أَبِي لَيْلَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: صِنْفَانِ مِنْ أُمَّتِي لا يَرِدُونَ عَلَى الْحَوْضِ: الْقَدَرِيَّةُ، وَالْمُرْجِئَةُ.
2979- قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنِي حَبِيبُ بْنُ عَمْرٍو الأَنْصَارِيُّ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: يُنَادِي مُنَادٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: لِيَقُمْ خُصَمَاءُ اللَّهِ، وَهُمُ الْقَدَرِيَّةُ.
2979- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمَرْوَزِيُّ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، بِهَذَا.
2980- وَقَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي سُوَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: لَمَّا قَدِمَ وَفْدُ أَهْلِ الْبَصْرَةِ عَلَى عُمَرَ فِيهِمُ الأَحْنَفُ بْنُ قَيْسٍ، سَرَّحَهُمْ وَحَبَسَهُ عِنْدَهُ، ثُمَّ قَالَ: أَتَدْرِي لِمَ حَبَسْتُكَ؟ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَذَّرَنَا كُلَّ مُنَافِقٍ عَالِمَ اللِّسَانِ، وَإِنِّي تَخَوَّفْتُ أَنْ تَكُونَ مِنْهُمْ، وَأَرْجُو أَنْ لا تَكُونَ مِنْهُمْ، فَأَفْرِغْ مِنْ ضَيْعَتِكَ، وَالْحَقْ بِأَهْلِكَ قَالَ حَمَّادٌ: وَقَالَ مَيْمُونُ الْكُرْدِيُّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، عَنْ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، نَحْوَهُ قُلْتُ: حَدِيثُ أَبِي عُثْمَانَ أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ.
2981- وَقَالَ مُسَدِّدٌ: حَدَّثَنَا حَفْصٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ مَالِكِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: الْقَصْدُ فِي السُّنَّةِ خَيْرٌ مِنَ الاجْتِهَادِ فِي الْبِدْعَةِ.
2982- حدَّثنا عبد المؤمن أبو عبيدة، حدثني مهدي بن أبي مهدي، عن عِكْرِمة، عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: ما يأتي على الناس من عام إلا أحدثوا فيه بدعة، وأماتوا فيه سنة حتى تحيى البدع وتموت السنن.
2983- وقال ابن أبي عمر: حدَّثنا هشام بن سليمان، حدَّثنا أبو رافع، عن صالح بن جبير، قال: وقف ابن مسعود رضي الله عنه على قوم يقصّ بعضهم على بعض، فقال: والله لقد فضلتم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم علنًا، ولقد ابتدعتم بدعة ظلمًا، اتبعوا ولا تبتدعوا، والله لئن اتبعتم لقد سبقتم سبقًا بينًا، ولئن ابتدعتم لقد ظلمتم ظلمًا بعيدًا، أو قال: ضللتم ضلالاً بعيدًا. الشك من ابن أبي عمر.
2984- وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ الْحَدَّادُ، عَنْ عَوْفٍ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ خُثَيْمٍ، عَنْ شَيْخٍ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ، قَالَ: وَعَظَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ قَائِلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَأَنَّمَا هَذِهِ مَوْعِظَةُ مُوَدِّعٍ، فَمَاذَا تَعْهَدُ إِلَيْنَا؟ قَالَ صلى الله عليه وسلم: أَعْهَدُ إِلَيْكُمْ أَنْ تَتَّقُوا اللَّهَ تَعَالَى، وَتَلْزَمُوا سُنَّتِي، وَسُنَّةَ الْخُلَفَاءِ الْهَادِيَةَ الْمَهْدِيَّةَ، عُضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ، وَإِنِ اسْتُعْمِلَ عَلَيْكُمْ عَبْدٌ حَبَشِيٌّ فَاسْمَعُوا لَهُ وَأَطِيعُوا، وَإِنَّ كُلَّ بِدْعَةٍ ضَلالَةٌ.
2984- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ حَمَّادٍ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ عَوْفٍ، بِهِ.
2985- وَقَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، عَنْ حُسَيْنٍ الْمُعَلِّمِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، قَالَ: إِنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ جَمَعَ النَّاسَ لِقُدُومِ الْوَفْدِ، فَقَالَ لِزَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ: انْظُرْ أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم، فَأْذَنْ لَهُمْ أَوَّلَ النَّاسِ، ثُمَّ الْقَرْنَ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، فَدَخَلُوا فَصَفُّوا قُدَّامَهُ، فَنَظَرُوا فَإِذَا رَجُلٌ ضَخْمٌ عَلَيْهِ مُقَطَّعَةُ بُرُودٍ، فَأَوْمَأَ إِلَيْهِ عُمَرُ، فَأَتَاهُ، فَقَالَ عُمَرُ: إِيهِ، ثَلاثَ مَرَّاتٍ، فَقَالَ الرَّجُلُ: إِيهٍ، ثَلاثَ مَرَّاتٍ، فَقَالَ عُمَرُ: أُفٍّ، قُمْ، فَقَامَ، فَنَظَرَ، فَإِذَا الأَشْعَرِيُّ رَجُلٌ خَفِيفُ الْجِسْمِ، قَصِيرٌ ثَبْطٌ، فَأَوْمَأَ إِلَيْهِ، فَأَتَاهُ، فَقَالَ عُمَرُ: إِيهٍ، فَقَالَ الأَشْعَرِيُّ: إِيهٍ، فَقَالَ عُمَرُ: إِيهٍ، فَقَالَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، سَلْ وَافْتَحْ حَدِيثًا فَنُحَدِّثْكَ، فَقَالَ عُمَرُ: أُفٍّ، قُمْ، فَإِنَّهُ لَنْ يَنْفَعَكَ رَاعِي ضَأْنٍ، فَنَظَرَ، فَإِذَا رَجُلٌ أَبْيَضُ خَفِيفُ الْجِسْمِ، فَأَوْمَأَ إِلَيْهِ فَأَتَاهُ، فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: إِيهٍ، فَوَثَبَ، فَحَمِدَ اللَّهَ تَعَالَى وَأَثْنَى عَلَيْهِ وَوَعَظَهُ بِاللَّهِ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّكَ وُلِّيتَ أَمْرَ هَذِهِ الأُمَّةِ، فَاتَّقِ اللَّهَ فِيمَا وُلِّيتَ مِنْ أَمْرِ هَذِهِ الأُمَّةِ وَأَهْلِ رَعِيَّتِكَ فِي نَفْسِكَ خَاصَّةً، فَإِنَّكَ مُحَاسَبٌ، وَمَسْئُولٌ عَمَّا اسْتَرْعَيْتَ، وَأَنْتَ أَمِينٌ، وَعَلَيْكَ أَنْ تُؤَدِّيَ مَا عَلَيْكَ مِنَ الأَمَانَةِ، فَتُعْطَى أَجْرَكَ عَلَى قَدرِ عَمَلِكَ فَقَالَ عُمَرُ: مَا صَدَقَنِي رَجُلٌ مُنْذُ اسْتُخْلِفْتُ غَيْرُكَ، مَنْ أَنْتَ؟ قَالَ: أَنَا الرَّبِيعُ بْنُ زِيَادٍ، فَقَالَ: أَخُو الْمُهَاجِرِ بْنُ زِيَادٍ؟ فَقَالَ: نَعَمْ، فَجَهَّزَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ جَيْشًا، وَاسْتَعْمَلَ عَلَيْهِمُ الأَشْعَرِيَّ، ثُمّ قَالَ: انْظُرْ رَبِيعَ بْنَ زِيَادٍ، فَإِنْ يَكُ صَادِقًا فِيمَا قَالَ، فَإِنَّ عِنْدَهُ عَوْنًا عَلَى هَذَا الأَمْرِ فَاسْتَعْمِلْهُ، ثُمَّ لا يَأْتِيَنَّ عَلَيْكَ عَشْرٌ إِلا تَعَاهَدْتَ مِنْهُ عَمَلَهُ وَكَتَبْتَ إِلَيَّ بِسِيرَتِهِ فِي عَمَلِهِ، حَتَّى كَأَنِّي أَنَا الَّذِي اسْتَعْمَلْتُهُ، ثُمَّ قَالَ عُمَرُ: عَهِدَ إِلَيْنَا نَبِيُّنَا صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخْشَى عَلَيْكُمْ بَعْدِي مُنَافِقٌ عَالِمُ اللِّسَانِ.
وفي باب كراهية التنطع من كتاب الزهد أحاديث من هذا، وكذا باب التحذير من الفتنة في كتاب الفتن...
2986- وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: قَالَ عُمَرُ، إِنَّهُ سَيَكُونُ نَاسٌ يُكَذِّبُونَ بِالدَّجَّالِ، وَيُكَذِّبُونَ بِطُلُوعِ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا، وَيُكَذِّبُونَ بِعَذَابِ الْقَبْرِ، وَيُكَذِّبُونَ بِقَوْمٍ يَخْرُجُونَ مِنَ النَّارِ بَعْدَ مَا امْتُحِشُوا.
2987- وَقَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنِي مَنْ، سَمِعَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إِنِّي لَسْتُ أَخَافُ عَلَيْكُمْ بَعْدِي مُؤْمِنًا مُوقِنًا، وَلا كَافِرًا مُعْلِنًا، أَمَّا الْمُؤْمِنُ الْمُوقِنُ فَيَحْجِزُهُ إِيمَانُهُ، وَأَمَّا الْكَافِرُ الْمُعْلِنُ فَبِكُفْرِهِ، وَلَكِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ بَعْدِي عَالِمًا لِسَانُهُ، جَاهِلا قَلْبُهُ، يَقُولُ مَا تَعْرِفُونَ وَيَعْمَلُ مَا تُنْكِرُونَ.
2987- أنا غَسَّانُ الْكُوفِيُّ أَبُو بِشْرٍ الأَسَدِيُّ، وَكَانَ جَلِيسَ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ بِالْمَدِينَةِ فِي حَلْقَةٍ: أَيُّكُمْ يُحَدِّثُنِي عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَدِيثًا؟ فَقَالَ لَهُ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ: أَنَا سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ: لَسْتُ أَخَافُ عَلَى أُمَّتِي مُؤْمِنًا، وَلا كَافِرًا، أَمَّا الْمُؤْمِنُ فَيَمْنَعُهُ إِيمَانُهُ، وَأَمَّا الْكَافِرُ فَيَمْنَعُهُ كُفْرُهُ، وَلَكِنَّ رَجُلا بَيْنَهُمَا يَقْرَأُ الْقُرْآنَ، حَتَّى إِذَا ذَلِقَ بِهِ يَتَأَوَّلُهُ عَلَى غَيْرِ تَأْوِيلِهِ، فَقَالَ مَا تَعْلَمُونَ، وَعَمِلَ مَا تُنْكِرُونَ فَضَلَّ، وَأَضَلَّ قُلْتُ: أَظُنُّ أَنَّ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَدَنِيَّ الْمَذْكُورَ فِي الرِّوَايَةِ الأُولَى هُوَ إِسْحَاقُ الْمَذْكُورُ فِي الثَّانِيَةِ، وَإِنَّمَا دَلَّسَهُ بَقِيَّةُ لِضَعْفِهِ.
2988- أنا جَرِيرٌ، عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ الْمُلائِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أُمَيَّةَ بْنِ يَزِيدَ الشَّامِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: مَنْ أَحْدَثَ فِي الإِسْلامِ حَدَثًا، فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ، لا يُقْبَلُ مِنْهُ صَرْفٌ، وَلا عَدْلٌ، فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَمَا الْحَدَثُ؟ فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ، أَوْ أَمْثَلَ مَثُلَةً بِغَيْرِ قَوَدٍ، أَوِ ابْتَدَعَ بِدْعَةً بِغَيْرِ سُنَّةٍ قَالَ: وَالْعَدْلُ: الْفِدْيَةُ، وَالصَّرْفُ: التَّوْبَةُ.
إِسْنَادُهُ حَسَنٌ لَكِنَّهُ مُرْسَلٌ، أَوْ مُعْضَلٌ.
2989- وقال أحمد بن منيع: حدَّثنا أبو معاوية، عن رجل، عن طاوس، قال: إن قتادة جاء إليه ليجلس فقال له: إن جلست قمت، فقالوا: يا أبا محمد إنه فقيه، قال: إبليس أفقه منه إذ قال: {رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي} [الحجر: 39] قلت: يشير بذلك إلى ما رمي به قتادة من القدر.
2990- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا الْحَكَمُ هُوَ ابْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ دِينَارٍ، عَنِ الْخُصَيْبِ بْنِ جَحْدَرٍ، عَنْ رَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: مَا مِنْ شَيْءٍ يُعْبَدُ تَحْتَ ظِلِّ السَّمَاءِ، أَبْغَضَ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ هَوًى مُتَّبَعٍ.
2991- قَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَزِيدَ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ يَزِيدَ السَّعْدِيُّ، عَنْ نَهْشَلِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ مُزَاحِمٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: يَا نَافِعُ، أَدْنِنِي مِنْ سَبِيلِ الْحَاجِ، قَالَ: وَذَلِكَ بَعْدَمَا ضَعُفَ بَصَرُهُ، فَفَعَلَ فَنَظَرَ إِلَى أَصْحَابِ الْمَحَامِلِ، فَقَالَ: رَحِمَكُمُ اللَّهُ مَا أَنْعَمَكُمْ، ثُمَّ نَظَرَ إِلَى أَصْحَابِ الْجَوَالِيقِ السُّودِ عَلَيْهَا الرِّجَالُ، فَقَالَ: أَنْتُمُ الْحُجَّاجُ لَعَلِّي لا أَلْقَاكُمْ بَعْدَ عَامِي هَذَا، فَاسْمَعُوا مِنِّي حَدِيثًا أُحَدِّثُكُمُوهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أَهْلُ قِبْلَتِنَا مُؤْمِنُونَ لا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الإِيمَانِ إِلا الْبَابُ الذَّيِ دَخَلُوا فِيهِ مِنْهُ.
30- باب الزجر عن مقعد الخوارج والمارقين
2992- وَقَالَ مُسَدِّدٌ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: إِنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَامَ، فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّهُ سَيَكُونُ قَوْمٌ مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ يُكَذِّبُونَ بِالرَّجْمِ وَيُكُذِّبُونَ بِالدَّجَّالِ، وَيُكَذِّبُونَ بِطُلُوعِ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا، وَيُكَذِّبُونَ بِعَذَابِ الْقَبْرِ، وَيُكَذِّبُونَ بِالشَّفَاعَةِ، وَيُكَذِّبُونَ بِقَوْمٍ يَخْرُجُونَ مِنَ النَّارِ بَعْدَمَا امْتَحَشُوا.
2992- وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، حَدَّثَنَا أَشْعَثُ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، نَحْوَهُ وَزَادَ: وَيُكَذِّبُونَ بِالْقَدَرِ، وَيُكَذِّبُونَ بِالْحَوْضِ، وَلَمْ يَذْكُرِ الدَّجَّالَ، وَلا طُلُوعَ الشَّمْسِ، وَلا عَذَابَ الْقَبْرِ.
2992- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا هُدْبَةُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ مِثْلَ الأَوَّلِ إِلا طُلُوعَ الشَّمْسِ وَعَذَابَ الْقَبْرِ.
وحديث أبي أمامة رضي الله عنه في ذلك مر في افتراق الأمم.
2993- وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ، وَأَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، حَدَّثَنَا الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ، حَدَّثَنِي طَلْحَةُ بْنُ نَافِعٍ أَبُو سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: مَرَّ رَجُلٌ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالُوا فِيهِ وَأَثْنَوْا عَلَيْهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: مَنْ يَقْتُلُهُ؟ قَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَا، فَانْطَلَقَ فَوَجَدَهُ قَائِمًا يُصَلِّي قَدْ خَطَّ عَلَى نَفْسِهِ خُطَّةً، فَرَجَعَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَلَمْ يَقْتُلْهُ لَمَّا رَآهُ عَلَى تِلْكَ الْحَالِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: مَنْ يَقْتُلُهُ؟ فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَا، فَذَهَبَ فَرَآهُ فِي خُطَّتِهِ قَائِمًا يُصَلِّي فَرَجَعَ وَلَمْ يَقْتُلْهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: مَنْ يَقْتُلُهُ؟ فَقَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَا، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: أَنْتَ وَلا أَرَاكَ تُدْرِكُهُ، قَالَ: فَانْطَلَقَ فَوَجَدَهُ قَدْ ذَهَبَ.
2993- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، بِهَذَا.
2994- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ، حَدَّثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ زَيْدِ بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: ذُكِرَ رَجُلٌ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، لَهُ نِكَايَةٌ فِي الْعَدُوِّ وَاجْتِهَادٌ، فَقَالَ: لا أَعْرِفُ هَذَا، قَالُوا: بَلَى، نَعْتُهُ كَذَا وَكَذَا، قَالَ: لا أَعْرِفُهُ، فَبَيْنَا نَحُنُ كَذَلِكَ إِذْ طَلَعَ الرَّجُلُ، فَقَالُوا: هُوَ هَذَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ صلى الله عليه وسلم: مَا كُنْتُ أَعْرِفُ هَذَا، هَذَا هُوَ أَوَّلُ قَرْنٍ رَأَيْتُهُ فِي أُمَّتِي إِنَّ فِيهِ لَسُفْعَةً مِنَ الشَّيْطَانِ، فَلَمَّا دَنَا الرَّجُلُ سَلَّمَ فَرَدُّوا عَلَيْهِ السَّلامَ، فَقَالَ لَهُ: أَنْشُدُكَ بِاللَّهِ هَلْ حَدَّثَتْ نَفْسُكَ حِينَ طَلَعْتَ عَلَيْنَا أَنْ لَيْسَ فِي الْقَوْمِ أَحَدٌ أَفْضَلَ؟ قَالَ: اللَّهُمَّ نَعَمْ، قَالَ: فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ، فَصَلَّى، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لأَبِي بَكْرٍ: قُمْ فَاقْتُلْهُ، فَدَخَلَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَوَجَدَهُ قَائِمًا يُصَلِّي، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ فِي نَفْسِهِ: إِنَّ لِلصَّلاةِ حُرْمَةً وَحَقًّا، وَلَوْ أَنِّي اسْتَأْمَرْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَجَاءَ إِلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: أَقَتَلْتَهُ؟ قَالَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: لا، رَأَيْتُهُ قَائِمًا يُصَلِّي، وَرَأَيْتُ لِلصَّلاةِ حُرْمَةً وَحَقًّا، إِنْ شِئْتَ أَنْ أَقْتُلَهُ قَتَلْتُهُ، قَالَ صلى الله عليه وسلم: لَسْتَ بِصَاحِبِهِ، اذْهَبْ يَا عُمَرُ فَاقْتُلْهُ، فَدَخَلَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ الْمَسْجِدَ، فَإِذَا هُوَ سَاجِدٌ فَانْتَظَرَهُ طَوِيلا، ثُمَّ قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي نَفْسِهِ: إِنَّ لِلسُّجُودِ حَقًّا، فَلَوْ أَنِّي اسْتَأْمَرْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَدِ اسْتَأْمَرَهُ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنِّي، فَجَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: أَقَتَلْتَهُ؟ قَالَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: لا، رَأَيْتُهُ سَاجِدًا، وَرَأَيْتُ لِلسُّجُودِ حَقًّا، وَإِنْ شِئْتَ أَقْتُلُهُ قَتَلْتُهُ؟ فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: لَسْتَ بِصَاحِبِهِ، قُمْ يَا عَلِيُّ، أَنْتَ صَاحِبُهُ إِنْ وَجَدْتَهُ، فَوَصَلَ، فَوَجَدَهُ قَدْ خَرَجَ مِنَ الْمَسْجِدِ، فَرَجَعَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: أَقَتَلْتَهُ؟ قَالَ: لا، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: لَوْ قُتِلَ مَا اخْتَلَفَ رَجُلانِ مِنْ أُمَّتِي حَتَّى الدَّجَّالِ هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ، وَأَبُو مَعْشَرٍ فِيهِ ضَعْفٌ وَلَهُ طَرِيقٌ أَخْرَى أَخْرَجَهَا الْبَزَّارُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ شَرِيكٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: كُنَّا عَنِدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، حَتَّى أَقْبَلَ رَجُلٌ حَسَنُ السَّمْتِ، ذَكَرُوا مِنَ أَمْرِهِ أَمْرًا حَسَنًا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إِنِّي أَرَى عَلَى وَجْهِهِ سُفْعَةً مِنَ النَّارِ، فَلَمَّا انْتَهَى فَسَلَّمَ، قَالَ صلى الله عليه وسلم: بِاللَّهِ، أَظُنُّهُ قَالَ: هَلْ قُلْتَ فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَفْضَلَ الْقَوْمِ؟ قَالَ: نَعَمْ، فَلَمَّا ذَهَبَ، قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: إِنَّهُ قَدْ طَلَعَ قَرْنُ هَذَا وَأَصْحَابُهُ مِنْهُمْ، قَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَفَلا أَقْتُلُهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ صلى الله عليه وسلم: بَلَى فَذَكَرَ الْحَدِيثَ نَحْوَ مَا تَقَدَّمَ بِاخْتِصَارٍ وَآخِرُهُ فَانْطَلَقَ عَلِيٌّ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ، فَلَمْ يَجِدْهُ، وَذَكَرَ مَا بَعْدَهُ قَالَ الْبَزَّارُ: لا نَعْلَمُهُ يُرْوَى عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ تَفَرَّدَ بِهِ شَرِيكٌ، قُلْتُ: قَدْ خُولِفَ فِيهِ كَمَا تَقَدَّمَ، فَقِيلَ عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَقَدْ رُوِيَ مِنْ غَيْرِ حَدِيثِ شَرِيكٍ كَمَا تَرَى بِإِسْنَادٍ آخَرَ إِلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ.
31- باب الرفض
2995- قَالَ عبد: حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ زَيْدٍ الثَّعَلَبِيُّ، حَدَّثَنِي حَجَّاجُ بْنُ تَمِيمٍ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: يَكُونُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ قَوْمٌ يُسَمَّوْنَ الرَّافِضَةَ، يَرْفُضُونَ الإِسْلامَ، وَيَلْفِظُونَهُ، قَاتِلُوهُمْ، فَإِنَّهُمْ مُشْرِكُونَ.
2995- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، بِهَذَا.
2996- حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، حَدَّثَنَا أَبُو إِدْرِيسَ، عَنْ أَبِي الْجَحَّافِ دَاوُدَ بْنِ أَبِي عَوْفٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو الْهَاشِمِيِّ، عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ عَلِيٍّ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم وَرَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: نَظَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى عَلِيٍّ، فَقَالَ: هَذَا فِي الْجَنَّةِ، وَإِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ قَوْمًا يَعْلَمُونَ الإِسْلامَ، ثُمَّ يَرْفُضُونَهُ، لَهُمْ نَبَزٌ، يُسَمَّوْنَ الرَّافِضَةَ، مَنْ لَقِيَهُمْ فَلْيَعْلَمْ بِأَنَّهُمْ مُشْرِكُونَ.
32- باب تكفير أهل القبلة
حديث ابن عمر رضي الله عنهما في باب الخوارج إن شاء الله يأتي.
2997- وقال الحارث: حدَّثنا إسماعيل بن عبد الكريم، حدَّثنا إبراهيم بن عقيل، عن أبيه، عن وهب- يعني ابن منبه-، قال: قال: سألت جابرًا رضي الله عنه هل في المصلين من طواغيت؟ قال: لا، وسألته هل فيهم مشرك؟ قال: لا.
2998- وقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدَّثنا ابن نمير، ثنا أبي، حدَّثنا الأعمش، عن أبي سفيان،.
سألت جابرًا رضي الله عنه، وهو مجاور بمكة، وكان نازلاً في بني فهر، فسأله رجل هل كنتم تدعون أحدًا من أهل القبلة مشركًا؟ فقال: معاذ الله، وفزع لذلك، قلت: هل كنتم تدعون أحدًا منهم كافرًا؟ قال: لا.
2999- حدَّثنا أبو خيثمة، حدَّثنا عمر بن يونس، حدَّثنا عِكْرِمة، حدَّثنا يزيد الرَّقَاشي، عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: قلت له: يا أبا حمزة إن أناسًا يشهدون علينا بالكفر والشرك، قال أنس رضي الله عنه: أولئك شر الخلق والخليقة.
3000- وَقَالَ مُسَدِّدٌ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ زَيْدٍ، عَنْ جَعْفَرٍ الْعَبْدِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: وَيْلٌ لِلْمُتَأَلِّينَ مِنْ أُمَّتِي، الَّذِينَ يَقُولُونَ: فُلانٌ فِي الْجَنَّةِ، فُلانٌ فِي النَّارِ.
3000- حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، بِهِ.
3001- حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ عَامِرٍ الأَحْوَلِ، عَنْ فِطْرِ بْنِ خَلِيفَةَ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي وَحْشِيَّةَ، وَحْشِيَّةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: مَنْ تَأَلَّى عَلَى عَبْدِي، أَدْخَلْتُ عَبْدِيَ الْجَنَّةَ، وَأَدْخَلْتُهُ النَّارَ.
33- باب الوسوسة
3002- قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا عَمْروُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيُّ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ ذَرٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ، إِنَّهُ لَيَعْتَرِضُ فِي صَدْرِي الشَّيْءُ وَوَدِدْتُ أَنْ أَكُونَ حُمَمًا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي قَدْ يَئَّسَ الشَّيْطَانَ أَنْ يُعْبَدَ بِأَرْضِكُمْ هَذِهِ مَرَّةً أُخْرَى، وَلَكِنَّهُ قَدْ رَضِيَ بِالْمُحَقَّرَاتِ مِنْ أَعْمَالِكُمْ قُلْتُ: رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ، وَالنَّسَائِيُّ مِنْ حَدِيثِ ذَرٍّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَجُلا، قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَذَكَرَ بَعْضَهُ، وَزَادَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي رَدَّ كَيْدَهُ إِلَى الْوَسْوَسَةِ وَالأَوَّلُ مُنْقَطِعٌ.
3003- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عَبْدُ الأَعْلَى، حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ، قَالَ: سَمِعْتُ لَيْثًا يُحَدِّثُ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، قَالَ: إِنَّ رَجُلا قَالَ لِعَائِشَةَ: إِنَّ أَحَدَنَا يُحَدِّثُ نَفْسَهُ بِشَيْءٍ، لَوْ تَكَلَّمَ بِهِ ذَهَبَتْ آخِرَتُهُ، وَلَوْ ظَهَرَ عَلَيْهِ لَقُتِلَ، قَالَ: فَكَبَّرَتْ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ثَلاثًا، ثُمَّ قَالَتْ: سُئِلَ عَنْهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَكَبَّرَ ثَلاثًا، ثُمَّ قَالَ: إِنَّمَا يُخْتَبَرُ الْمُؤْمِنُ.
3004- وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا صَالِحٌ هُوَ الْمُرِّيُّ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: إِنَّ رَجُلا قَامَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ فِي صَدْرِي شَيْئًا، لَوْ أَبْدَيْتُهُ لَهَلَكْتُ، أَفَهَالِكٌ أَنَا؟ قَالَ صلى الله عليه وسلم: لا، إِنَّ اللَّهَ تَجَاوَزَ لأُمَّتِي عَمَّا حَدَّثَتْ بِهِ أَنْفُسَهَا، مَا لَمْ تَكَلَّمْ، أَوْ تَعْمَلْ.