10- باب إثبات الإيمان لمن شهد الشهادتين وعمل صالحًا
2898- َقَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا حماد بن عمرو الجزري، عن زيد بن رُفَيْع، عن معبد الجُهَني، قال: كان رجل يقال له يزيد بن عميرة السَكسَكي، وكان تلميذًا لمعاذ بن جبل، فذكر الحديث، قال: فقبض معاذ رضي الله عنه، ولحق يزيد بالكوفة، فأتى مجلس عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، وليس ثمة، فجعلوا يتذاكرون الإيمان، فقال بعضهم: لو شهدت أني مؤمن لشهدت أني في الجنة، قال يزيد: فأشهد أني مؤمن، ولا أشهد أني في الجنة، إذ جاء ابن مسعود رضي الله عنه، فأُخبِر بذلك، فقال ابن مسعود رضي الله عنه ليزيد: أكذاك؟ قال: نعم، قال: ومن أين ذاك؟ قال: يزيد يا أبا عبد الرحمن، إن الله تعالى يقول: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا} [الحج: 17] فمن أي هؤلاء أنت يا أبا عبد الرحمن؟ فقال: من الذين آمنوا، قال: نعم حقًا، ثم قال ليزيد: آلله أكنت تلميذًا لمعاذ بن جبل رضي الله عنه؟ قال: نعم، فقال ابن مسعود رضي الله عنه: إن معاذًا كان أمة قانتًا لله حنيفًا، ولم يك من المشركين. قال أصحابه: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [النحل: 120]، قال ابن مسعود رضي الله عنه: إن معاذًا رضي الله عنه، كان أمة قانتًا لله حنيفًا.
2899- وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ هَاشِمٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: إِنَّ رَجُلا أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: إِنَّ عَلَى أُمِّي رَقَبَةً مُؤْمِنَةً، وَعِنْدِي رَقَبَةٌ سَوْدَاءُ أَعْجَمِيَّةٌ، قَالَ صلى الله عليه وسلم: ائْتِ بِهَا، فَجَاءَ بِهَا، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: أَتَشْهَدِينَ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ؟ قَالَتْ: نَعَمْ، قَالَ: أَتَشْهَدِينَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ؟ قَالَتْ: نَعَمْ، قَالَ صلى الله عليه وسلم: أَعْتِقْهَا.
2900- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو الْحَرْثِ سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْفَزَارِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي قَيْسٍ، عَنْ سُلَيْمَانِ بْنِ مُوسَى، عَنْ مُجَاهِدِ بْنِ جَبْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ أَبِي رَزِينٍ الْعُقَيْلِيِّ، قَالَ لِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: لأَشْرَبَنَّ أَنَا وَأَنْتَ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ لَوْنُهُ، قُلْتُ: كَيْفَ يُحْيِي اللَّهُ الْمَوْتَى؟ قَالَ صلى الله عليه وسلم: أَمَا مَرَرْتَ بِأَرْضٍ مُجْدِبَةٍ، ثُمَّ مَرَرْتَ بِهَا مُخْصِبَةً، ثُمَّ مَرَرْتَ بِهَا مُجْدِبَةً، ثُمَّ مَرَرْتَ بِهَا مُخْصِبَةً؟ قُلْتُ: بَلَى، قَالَ صلى الله عليه وسلم: كَذَلِكَ النُّشُورُ، قَالَ: قُلْتُ: كَيْفَ لِي بِأَنْ أَعْلَمَ أَنِّي مُؤْمِنٌ؟ قَالَ صلى الله عليه وسلم: لَيْسَ أَحَدٌ مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ، أَوْ مِنْ أُمَّتِي، عَمِلَ حَسَنَةً، وَعَلِمَ أَنَّهَا حَسَنَةٌ، وَأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ جَازِيهِ بِهَا خَيْرًا، أَوْ عَمِلَ سَيِّئَةً، وَأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى جَازِيهِ بِهَا سُوءًا، أَوْ يَغْفِرُهَا، إِلا وَهُوَ مُؤْمِنٌ.
11- باب بقاء الإيمان إذا أكره صاحبه على الكفر
2901- قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيِّ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ، قَالَ: أَخَذَ الْمُشْرِكُونَ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ، فَعَذَّبُوهُ، فَقَارَبُوهُ فِي بَعْضِ مَا أَرَادُوا بِهِ، فَشَكَا ذَلِكَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: كَيْفَ تَجِدُ قَلْبَكَ؟ قَالَ: مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: فَإِنْ عَادُوا، فَعُدْ.
وَسَيَأْتِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى مِنْ وَجْهٍ آخَرَ، بِسِيَاقٍ آخَرَ فِي تَفْسِيرِ سُورَةِ النَّحْلِ.
12- باب خصال الإيمان
2902- قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ الْمَكِّيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْمَسْمُولِيُّ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُخَوِّلٍ الْبَهْزِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قُلْتُ لِرَسُولِ اللَّهِ، أَوْصِنِي، قَالَ: أَقِمِ الصَّلاةَ، وَآتِ الزَّكَاةَ، وَصُمْ رَمَضَانَ، وَحُجَّ، وَاعْتَمِرْ، وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ، وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ... الْحَدِيثَ.
2903- وَقَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ سَعِيدٍ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ التَّنُوخِيُّ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ أُمِّ أَيْمَنَ، قَالَتْ: إِنَّهَا سَمِعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُوصِي بَعْضَ أَهْلِهِ، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ شَيْئًا وَإِنْ قُطِّعْتَ أَوْ حُرِّقْتَ بِالنَّارِ، وَإِيَّاكَ وَالْمَعْصِيَةَ فَإِنَّهَا تُسْخِطُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ... الْحَدِيثَ.
2903- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ زَنْجُوَيْهِ، حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، بِهِ.
2903- قَالَ عَبْدٌ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا غَيْرُ سَعِيدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَنَّ الْمُوصِي بِهَذِهِ الْوَصِيَّةِ ثَوْبَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
2904- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو يَاسِرٍ عَمَّارٌ، حَدَّثَنَا أَبُو الْمِقْدَامِ هِشَامُ بْنُ زِيَادٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ يُوسُفَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلامٍ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: الْحَيَاءُ مِنَ الإِيمَانِ.
2905- وقَالَ مُسَدَّدٌ: حدَّثنا أبو عوانة، عن مغيرة، عن عامر رضي الله عنه، قال: الصبر نصف الإيمان، والشكر ثلثا الإيمان، اليقين الإيمان كله.
2906- قَالَ الْحُمَيْدِيُّ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ مَعْبَدِ بْنِ كَعْبٍ، عَنْ عَمِّهِ أَوْ عَنْ أُمِّهِ مَرْفُوعًا: يَا هَؤُلاءِ، إِنَّ الْبَذَاذَةَ مِنَ الإِيمَانِ.
2907- وَقَالَ عبد: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا بِشْرُ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: عَنْ قَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: عُرَى الإِيمَانِ أَرْبَعٌ، وَالإِسْلامُ تَوَابِعٌ، عُرَى الإِيمَانِ: أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ وَحْدَهُ، وَبِمُحَمَّدٍ، وَبِمَا جَاءَ بِهِ، وَتُؤْمِنَ بِاللَّهِ، وَتَعْلَمَ أَنَّكَ مَبْعُوثٌ بَعْدَ الْمَوْتِ، وَإِقَامَةُ الصَّلاةِ، وَإِيتَاءُ الزَّكَاةِ، وَصِيَامُ رَمَضَانَ، وَحَجُّ الْبَيْتِ، وَالْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ.
بِشْرٌ ضَعِيفٌ جِدًّا.
2908- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ الْجِيزِيُّ، حَدَّثَنَا مُؤَمَّلٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مَالِكٍ النُّكْرِيُّ، عَنْ أَبِي الْجَوْزَاءِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ حَمَّادٌ: وَلا أَعْلَمُهُ إِلا قَدْ رَفَعَهُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: عُرَى الإِسْلامِ، وَقَوَاعِدُ الدِّينِ ثَلاثَةٌ، عَلَيْهِنَّ أُسِّسَ الإِسْلامُ، مَنْ تَرَكَ مِنْهُنَّ وَاحِدَةً، فَهُوَ كَافِرٌ حَلالُ الدَّمِ: شَهَادَةُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، وَإِقَامَةُ الصَّلاةِ الْمَكْتُوبَةِ، وَصَوْمُ رَمَضَانَ، ثُمَّ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: تَجِدُهُ كَثِيرَ الْمَالِ، وَلا يُزَكِّي، وَلا يَزَالُ بِذَلِكَ كَافِرًا، وَلا يَحِلُّ دَمُهُ، وَتَجِدُهُ كَثِيرَ الْمَالِ، لَمْ يَحُجَّ، فَلا يَزَالُ بِذَلِكَ كَافِرًا، وَلا يَحِلُّ دَمُهُ.
2909- قَالَ عَبْدٌ، وَالْحَارِثُ جميعا: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَاشِدٍ مَوْلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ بَيْنَ يَدَيِ الرَّحْمَنِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لَلَوْحًا فِيهِ ثَلاثُمِائَةٍ وَخَمْسَةَ عَشَرَ شَرِيعَةً، يَقُولُ الرَّحْمَنُ: وَعِزَّتِي وَجَلالِي، لا يَأْتِينِي عَبْدٌ مِنْ عِبَادِي لا يُشْرِكُ بِي شَيْئًا، فِيهِ وَاحِدَةٌ مِنْكُنَّ، إِلا دَخَلَ الْجَنَّةَ.
2909- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ، بِهِ.
2910- وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ، أَنْبَأَنَا الرَّبِيعُ بْنُ أَنَسٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: مَنْ فَارَقَ الدُّنْيَا عَلَى الإِخْلاصِ لِلَّهِ، وَعِبَادَتِهِ لا شَرِيكَ لَهُ، وَإِقَامِ الصَّلاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، فَارَقَهَا وَاللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَنْهُ رَاضٍ، وَقَالَ أَنَسٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: وَذَلِكَ دِينُ اللَّهِ الَّذِي جَاءَتْ بِهِ الرُّسُلُ، وَبَلَّغُوا عَنْ رَبِّهِمْ قَبْلَ هَرْجِ الأَحَادِيثِ، وَاخْتِلافِ الأَهْوَاءِ، يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {فَإِنْ تَابُوا}، قَالَ: خَلَعُوا الأَنْدَادَ وَعِبَادَتَهَا {وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ}.
13- باب الدين يسر
2911- قَالَ إِسْحَاقُ: أَنا أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنِ ابْنِ الأَدْرَعِ، قَالَ: كُنْتُ أَحْرُسُ لَيْلَةً رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقُمْتُ، فَأَخَذَ بِيَدِي، فَاتَّكَأَ عَلَيْهَا، فَأَتَيْنَا عَلَى رَجُلٍ يُصَلِّي فِي الْمَسْجِدِ رَافِعًا صَوْتَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: عَسَى أَنْ يَكُونَ مُرَائِيًا، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، يُصَلِّي وَيَدْعُو، فَرَفَضَ صلى الله عليه وسلم يَدِي، وَقَالَ: إِنَّكُمْ لَنْ تُدْرِكُوا هَذَا الأَمْرَ بِالْمُغَالَبَةِ، أَوْ قَالَ بِالشِّدَّةِ، قَالَ: ثُمَّ خَرَجْنَا لَيْلَةً أُخْرَى، فَمَرَرْنَا بِرَجُلٍ يُصَلِّي رَافِعًا صَوْتَهُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، عَسَى أَنْ يَكُونَ مُرَائِيًا، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: لا وَلَكِنَّهُ أَوَّاهٌ، قَالَ: فَإِذَا الرَّجُلُ عَبْدُ اللَّهِ ذُو الْبِجَادَيْنِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَالآخَرُ أَعْرَابِيٌّ.
هذا إسناد حسن.
2911- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْمُسَيِّبِيُّ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، بِنَحْوِهِ.
2912- وَقَالَ مُسَدِّدٌ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، حَدَّثَنَا يُونُسُ، عَنْ زِيَادِ بْنِ مِخْرَاقٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَسْلَمَ، قَالَ: كَانَ مِنَّا ثَلاثَةُ نَفَرٍ صَحِبُوا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم: بُرَيْدَةُ، وَمِحْجَنٌ، وَسُكْبَةُ، فَقَالَ مِحْجَنٌ لِبُرَيْدَةَ: أَلا تُصَلِّي كَمَا يُصَلِّي سُكْبَةُ؟ فَقَالَ: لا، لَقَدْ رَأَيْتُنِي أَقْبَلْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ أُحُدٍ نَتَمَاشَى يَدَهُ فِي يَدِي، فَرَأَى صلى الله عليه وسلم رَجُلا يُصَلِّي، فَقَالَ: أَتُرَاهُ جَدًّا، أَتُرَاهُ صَادِقًا؟ فَذَهَبْتُ أُثْنِي عَلَيْهِ، فَلَمَّا دَنَوْنَا نَزَعَ صلى الله عليه وسلم يَدَهُ مِنْ يَدِي، وَقَالَ: وَيْحَكَ، اسْكُتْ، لا تُسْمِعْهُ فَتُهْلِكْهُ، إِنَّ خَيْرَ دِينِكُمْ أَيْسَرُهُ.
2913- وَقَالَ مُسَدِّدٌ أَيْضًا: حَدَّثَنَا خَالِدٌ، حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ قَيْسٍ ح.
2913- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا وَهْبٌ هُوَ ابْنُ بَقِيَّةَ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ، عَنْ حُسَيْنٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خَطَبَ النَّاسَ، فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ أَعْطَى كُلَّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ، إِنَّ اللَّهَ قَدْ فَرَضَ فَرَائِضَ، وَسَنَّ سُنَنًا، وَحَدَّ حُدُودًا، وَأَحَلَّ حَلالا، وَحَرَّمَ حَرَامًا، وَشَرَعَ الإِسْلامَ، فَجَعَلَهُ سَهْلا فَسِيحًا وَاسِعًا، وَلَمْ يَجْعَلْهُ ضَيِّقًا، أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّهُ لا إِيمَانَ لِمَنْ لا أَمَانَةَ لَهُ، وَلا دِينَ لِمَنْ لا عَهْدَ لَهُ، وَمَنْ نَكَثَ ذِمَّةَ اللَّهِ تَعَالَى طَلَبَهُ، وَمَنْ نَكَثَ ذِمَّتِي خَاصَمْتُهُ، وَمَنْ خَاصَمْتُهُ فَلَجْتُ عَلَيْهِ بِالْحُجَّةِ، وَمَنْ نَكَثَ ذِمَّتِي لَمْ تَنَلْهُ شَفَاعَتِي، وَلَمْ يَرِدْ عَلَى الْحَوْضِ، أَلا فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمْ يُرَخِّصْ فِي الْقَتْلِ إِلا فِي ثَلاثٍ: مُرْتَدٍّ بَعْدَ إِيمَانٍ، أَوْ زَانٍ بَعْدَ إِحْصَانٍ، أَوْ قَاتِلِ نَفْسٍ، فَيُقْتَلُ بِهَا، اللَّهُمَّ هَلْ بَلَّغْتُ؟
14- باب الحدود كفارات
2914- قَالَ مُسَدِّدٌ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ ح.
2914- وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا أَبُو نَصْرٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، كِلاهُمَا، عَنْ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: قَالَ لَنَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: أُبَايِعُكُمْ عَلَى أَنْ لا تُشْرِكُوا بِاللَّهِ شَيْئًا، وَلا تُسْرِقُوا، وَلا تَزْنُوا، وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ بِغَيْرِ حَقٍّ، فَمَنْ أَصَابَ هَذَا مِنْكُمْ، فَعُجِّلَ لَهُ عُقُوبَتُهُ فَهُوَ كَفَّارَةٌ، وَمَنْ سُتِرَ عَلَيْهِ، فَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ، إِنْ شَاءَ عَذَّبَهُ، وَإِنْ شَاءَ رَحِمَهُ، وَمَنْ لَمْ يُصِبْ مِنْهُ شَيْئًا، ضَمِنْتُ لَهُ الْجَنَّةَ لَفْظُ عَبْدِ الْوَاحِدِ.
وَفِي رِوَايَةِ حَمَّادٍ: هَلْ تَدْرُونَ عَلَى مَا بَايَعْتُمُونِي؟ قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: عَلَى أَنْ لا تُشْرِكُوا بِاللَّهِ شَيْئًا، وَالْبَاقِي نَحْوَهُ، وَقَالَ: فَهُوَ كَفَّارَةُ ذَنْبِهِ، وَقَالَ: فَحِسَابُهُ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ.
15- باب مثل المؤمن
2915- قال أبو يعلى: حدَّثنا محمد بن إسماعيل بن أبي سَمِيْنَة، حدَّثنا عبد الرحمن المُحَاربي، عن ليث، عن مجاهد، عن ابن عمر رضي الله عنهما، قال: مثل المؤمن مثل النخلة، إن شاورته نفعك، وإن ماشيته نفعك، وإن شاركته نفعك.
2915- حدَّثنا سويد- هو ابن سعيد- حدَّثنا فُضيل ابن عياض، عن ليث نحوه.
2915- حدثنا زهير، ثنا جرير، ثنا ليث، عن محمد بن طارق عن مجاهد.
2916- وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: مَثَلُ الْمُؤْمِنِ مِنْ أَهْلِ الإِيمَانِ بِمَنْزِلَةِ الرَّأْسِ مِنَ الْجَسَدِ، يَأْلَمُ الْمُؤْمِنُ لأَهْلِ الإِيمَانِ، كَمَا يَأْلَمُ الْجَسَدُ لِمَا فِي الرَّأْسِ.
16- باب علامات الإيمان
2917- قَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الْخَيْرِ، أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ أَبِي رَافِعٍ، يَقُولُ: إِنَّ رَجُلا حَدَّثَهُ أَنَّهُ، سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ حِينَ سَأَلَهُ: مَا الإِيمَانُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ صلى الله عليه وسلم: الإِيمَانُ أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ تَعَالَى وَرَسُولِهِ ثُمَّ سَأَلَهُ الثَّانِيَةَ، فَقَالَ مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ سَأَلَهُ الثَّالِثَةَ، فَقَالَ: أَتُحِبُّ أَنْ أُخْبِرَكَ مَا صَرِيحُ الإِيمَانِ؟ قَالَ: ذَلِكَ أَرَدْتُ، قَالَ صلى الله عليه وسلم: صَرِيحُ الإِيمَانِ إِذَا أَسَأْتَ، أَوْ ظَلَمْتَ أَحَدًا: عَبْدَكَ، أَوْ أَمَتَكَ، أَوْ أَحَدًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ، تَصَدَّقْتَ وَصُمْتَ، وَإِذَا أَحْسَنْتَ اسْتَبْشَرْتَ.
2918- قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ هَاشِمِ بْنِ الْبَرِيدِ، قَالَ: سَمِعْتُ الأَعْمَشَ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: كُلُّ خُلَّةٍ يُطْبَعُ عَلَيْهَا، أَوْ يُطْوَى عَلَيْهَا الْمُؤْمِنُ، إِلا الْخِيَانَةَ، وَالْكَذِبَ شَكَّ عَلِيُّ بْنُ هَاشِمٍ.
وَقَالَ الْبَزَّارُ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ زِيَادٍ الصَّائِغُ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ، بِهَذَا.
وَقَالَ: لا نَعْلَمُ أَسْنَدَهُ مَرْفُوعًا إِلا عَلِيَّ بْنَ هَاشِمٍ.
2919- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَامِعٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ، عَنْ رَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: لا يَبْلُغُ عَبْدٌ صَرِيحَ الإِيمَانِ، حَتَّى يَدَعَ الْمِزَاحَ وَالْكَذِبَ، وَيَدَعَ الْمِرَاءَ، وَإِنْ كَانَ مُحِقًّا.
2920- وقال أبو داود: حدَّثنا شُعبة، عن أبي إسحاق، قال: سمعت صِلَة بن زُفَر يحدّث عن حذيفة رضي الله عنه، قال: الإسلام ثمانية أسهم، والإسلام سهم، والصلاة سهم، والزكاة سهم، والحج سهم، وصوم رمضان سهم، والأمر بالمعروف سهم، والنهي عن المنكر سهم، والجهاد في سبيل الله سهم، وقد خاب من لا سهم له.
وقال البزار: حدثنا محمد بن المثنى، حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة بهذا موقوفًا.
- وقال البزار: وحدثنا محمد بن سعيد بن يزيد بن إبراهيم، حدثنا يعقوب بن إسحاق الحضرمي، حدثنا يزيد بن عطاء، حدثنا أبو إسحاق، عن صلة عن حذيفة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم مرفوعًا.
وقال البزار: لم يسنده إلا يزيد، وقال الدارقطني وغيره: الصحيح أنه موقوف.
2921- وقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدَّثنا سويد بن سعيد، حدَّثنا حبيب بن حبيب أخو حمزة الزيات، عن أبي إسحاق، عن الحارث، عن علي رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: الإسلام ثمانية أسهم... فذكره. قلت: أخطأ فيه حبيب، والصواب عن أبي إسحاق، عن صلة عن حذيفة رضي الله عنه قوله كما مضى.