- قال ابن أبي عمر: حدَّثنا الثقفي، عن أيوب، عن ابن أبي مُلَيْكة، قال: قال ابن عباس رضي الله عنهما: كنت مع أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه، قال: اذهب فأعلمني مَنْ ذلك. قال: وكان رضي الله عنه إذا بعث رجلاً في حاجة يقول: إذا رجعت فأعلمني ما بعثتك فيه؟ وما يردّ عليّ. فقلت: إنك أمرتني أن أعلم مَنْ ذاك، وإنه صهيب رضي الله عنه، وإن معه أَمَة، قال رضي الله عنه: فليلحق بنا، وإن كانت معه أمة.. فذكر الحديث.
87- باب إكرام الكبير
2838- قَالَ مُسَدِّدٌ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ، عَنْ أَبِي عَاصِمٍ الثَّقَفِيِّ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: إِنَّ جَرِيرَ بْنَ يَزِيدَ بْنِ جَرِيرٍ أَتَاهُ، فَأَلْقَى لَهُ وِسَادَةً، وَعِنْدَهُ مَشْيَخَةٌ، فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ، فَقَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: إِذَا أَتَاكُمْ كَرِيمُ قَوْمٍ، فَأَكْرِمُوهُ.
88- باب الزجر عن إكرام المشركين
2839- قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ الْقُشَيْرِيُّ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يُصَافَحَ الْمُشْرِكُونَ، أَوْ يُكَنَّوْا، أَوْ يُرَحَّبَ بِهِمْ.
89- باب الرخصة في إكرام أكابرهم
فيه حديث علي رضي الله عنه في الأسقف.
90- باب إكرام الزائر
2840- قال الحاث: حدَّثنا داود، حدَّثنا حماد بن بِشْر بن حَرْب، قال: كنا عند أبي سعيد رضي الله عنه يومًا فما شعرنا إذ دخل عبد الله بن عمر رضي الله عنهما فرأيته متغيرًا، وهو كئيب حزين، وعليه أثر الغبار، فدعى له أبو سعيد رضي الله عنه بماء فتوضأ.
91- باب المزاح
حديث عائشة رضي الله عنها في تلطيخها وجه سودة رضي الله عنها بالحريرة يأتي- إن شاء الله- في مناقب عمر رضي الله عنه.
2841- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ الْقَوَارِيرِيُّ، حَدَّثَتْنَا عُلَيْلَةُ بِنْتُ الْكُمَيْتِ، حَدَّثَتْنِي أُمِّي أَمِينَةُ، أَنَّهَا حَدَّثَتْهَا أَمَةُ اللَّهِ بِنْتُ رَزِينَةَ، عَنْ أُمِّهَا رَزِينَةَ مَوْلاةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَتْ: إِنَّ سَوْدَةَ الْيَمَانِيَّةَ جَاءَتْ عَائِشَةَ تَزُورُهَا، وَعِنْدَهَا حَفْصَةُ بِنْتُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، فَجَاءَتْ سَوْدَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا فِي هَيْئَةٍ وَفِي حَالَةٍ حَسَنَةٍ، عَلَيْهَا دِرْعٌ مِنْ بُرُودِ الْيَمَنِ، وَخِمَارٌ كَذَلِكَ، وَعَلَيْهَا نُقْطَتَانِ مِثْلُ الْعَدْسَتَيْنِ مِنْ صَبْرٍ، وَزَعْفَرَانَ فِي مُوقَيْهَا، قَالَتْ عُلَيْلَةُ: وَأَدْرَكْتُ النِّسَاءَ يَتَزَيَّنَّ بِهِ، فَقَالَتْ حَفْصَةُ لِعَائِشَةَ: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، يَجِيءُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَيَرَانَا وَنَحْنُ قُشْفَتَانِ، وَهَذِهِ بَيْنَنَا تَبْرُقُ، فَقَالَتْ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: اتَّقِي اللَّهَ يَا حَفْصَةُ، اتَّقِي اللَّهَ يَا حَفْصَةُ، قَالَتْ: لأُفْسِدَنَّ عَلَيْهَا زِينَتَهَا، قَالَتْ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: فَافْعَلِي، قَالَتْ: مَا تَقُلْنَ، وَكَانَ فِي أُذُنِ سَوْدَةَ ثِقَلٌ، فَقَالَتْ لَهَا حَفْصَةُ: يَا سَوْدَةُ، خَرَجَ الأَعْوَرُ، قَالَتْ: نَعَمْ، فَفَزِعَتْ فَزَعًا شَدِيدًا، فَجَعَلَتْ تَنْتَفِضُ، قَالَتْ: أَيْنَ أَخْتَبِئُ؟ قَالَتْ: عَلَيْكِ بِالْخَيْمَةِ، خَيْمَةٌ لَهُمْ مِنْ سَعَفٍ يَطْبُخُونَ فِيهَا، فَذَهَبَتْ، فَاخْتَبَأَتْ، وَفِيهَا القُدُرُ، وَنَسْجُ الْعَنْكَبُوتِ، فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَهُمَا تَضْحَكَانِ، لا تَسْتَطِيعَانِ أَنْ تَتَكَلَّمَا مِنَ الضَّحِكِ، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: مَا ذَا الضَّحِكُ؟ ثَلاثَ مَرَّاتٍ، فَأَوْمَأَتَا بِأَيْدِيهِمَا إِلَى الْخَيْمَةِ، فَذَهَبَ صلى الله عليه وسلم، فَإِذَا سَوْدَةُ تَرْعُدُ، فَقَالَ لَهَا: يَا سَوْدَةُ، مَا لَكِ؟ قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، خَرَجَ الأَعْوَرُ، قَالَ صلى الله عليه وسلم: مَا خَرَجَ، وَلَيَخْرُجَنَّ مَا خَرَجَ، وَلَيَخْرُجَنَّ مَا خَرَجَ، وَلَيَخْرُجَنَّ، ثُمَّ دَخَلَ صلى الله عليه وسلم، فَأَخْرَجَهَا فَجَعَلَ يَنْفُضُ عَنْهَا الْغُبَارَ، وَنَسْجَ الْعَنْكَبُوتِ.
92- باب صفة قلب ابن آدم
2842- قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنِي بُحِيرُ بْنُ سَعْيدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: قَلْبُ ابْنِ آدَمَ مِثْلُ الْعُصْفُورِ، يَتَقَلَّبُ فِي الْيَوْمِ سَبْعَ مَرَّاتٍ.
إِسْنَادُهُ حَسَنٌ، لَكِنَّهُ مُنْقَطِعٌ.
93- باب حب الولد
2843- قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ الْمُخْتَارِ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: الْوَلَدُ ثَمَرَةُ الْقَلْبِ، مَجْبَنَةٌ، مَبْخَلَةٌ، مَحْزَنَةٌ.
2843- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، بِهَذَا.
94- باب الرؤيا
2844- قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ: الرُّؤْيَا عَلَى ثَلاثَةِ مَنَازِلَ: فَمِنْهَا مَا يُحَدِّثُ الْمَرْءُ نَفْسَهُ، وَلَيْسَتْ بِشَيْءٍ، وَمِنْهَا مَا يَكُونُ مِنَ الشَّيْطَانِ، فَإِذَا رَأَى شَيْئًا يَكْرَهُهُ، فَلْيَسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ، وَلْيَبْصُقْ عَنْ يَسَارِهِ، فَإِنَّهَا لَنْ تَضُرَّهُ بَعْدَ ذَلِكَ، وَمِنْهَا بُشْرَى مِنَ اللَّهِ، وَرُؤْيَا الْمُسْلِمِ جُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ، فَلْيَعْرِضْهَا عَلَى ذِي رَأْيٍ نَاصِحٍ، فَلْيَقُلْ خَيْرًا، وَلْيُأَوِّلْ خَيْرًا فَقَالَ عَوْفُ بْنُ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: لَوْ كَانَتْ حَصَاةً وَاحِدَةً مِنْ عَدَدِ الْحَصَى، لَكَانَ كَثِيرًا.
2844- أَخبرنَا يَحْيَى بْنُ وَاضِحٍ الأَنْصَارِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: إِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ رُؤْيَا، فَلْيَعْرِضْهَا عَلَى ذِي نَاصِحٍ، فَلْيَقُلْ خَيْرًا، وَلْيَتَأَوَّلْ خَيْرًا قُلْتُ: رَوَاهُ النَّسَائِيُّ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ إِسْحَاقَ، وَلَيْسَ هُوَ فِي الْمُجْتَبَى، وَأَخْرَجَهُ الشَّيْخَانِ، وَغَيْرُهُمَا مِنْ حَدِيثِ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيِّ، وَمُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَةَ، وَالزُّهْرِيِّ، وَعَبْدِ رَبِّهِ بْنِ سَعِيدٍ، وَعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ، وَمُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَوْلَى آلِ طَلْحَةَ، وَيَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، كُلُّهُمْ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بِأَصْلِ الْحَدِيثِ، وَفِي هَذَا السِّيَاقِ زِيَادَةٌ لَيْسَتْ عِنْدَهُمْ، وَلا عِنْدَهُمْ حَدِيثُ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه.
2845- وَقَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا أبو عامر العَقَدي: عبد الملك بن عمرو، ثنا سليمان- وهو ابن المغيرة-، عن حُميد بن هلال، قال: قالت صفية حيث كانت في أهلها: رأيت كأني وهذا الذي أرسله الله وملك يسيرنا بجناحه، فردوا عليها رؤياها وقالوا لها قولاً شديدًا.
2846- قَالَ مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يحيى، عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيب، قال: إن عائشة رضي الله عنها قالت لأبي بكر: إني رأيت ثلاثة أقمار سقطن في حجرتي، أو قال: في حجري، فقال أبو بكر رضي الله عنه: خير، قال يحيى بن سعيد الأنصاري: فسمعت الناس يتحدثون إنه لما دفن رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيت عائشة رضي الله عنهما قال أبو بكر رضي الله عنه: هذا أحد أقمارك وخيرها.
2847- حدَّثنا حَمَّاد بن زيد، عن هشام، قال: سمعت محمدًا يقول: كان أبو بكر رضي الله عنه اعبر هذه الأمة بعد النبي صلى الله عليه وسلم.
2848- وقال الحميدي: حدَّثنا سفيان، قال: سمعت يحيى بن سعيد يحدث عن سعيد بن المسيب قال: قالت عائشة رضي الله عنها: رأيت ثلاثة أقمار سقطن في حجرتي، فسألت أبا بكر رضي الله عنه، فقال: يا عائشة إن صدقت رؤياك يدفن في بيتك خير أهل الأرض ثلاثة، فلما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ودفن قال لي أبو بكر رضي الله عنه: يا عائشة هذا خير أقمارك وهو أحدها.
صححه الحاكم من هذا الوجه، وأخرجه أيضًا من حديث أنس رضي الله عنه مرفوعًا.
2849- وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، حَدَّثَنَا مَيْسَرَةُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ، عَنْ أَبِي عَائِشَةَ السَّعْدِيِّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قَالا: خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرَ حَدِيثًا طَوِيلا، وَفِيهِ: وَمَنْ تَحَلَّمَ مَا لَمْ يَحْلُمْ كَانَ كَمَنْ شَهِدَ الزُّورَ، وَكُلِّفَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَنْ يَعْقِدَ بَيْنَ شَعِيرَتَيْنِ، يُعَذَّبُ حَتَّى يَعْقِدَهُمَا، وَلا يَعْقِدُهُمَا.
2850- قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ النَّاقِدُ، حَدَّثَنَا الْخَضِرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَرَّانِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عَرِيبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ لابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: رُؤْيَا الْمُسْلِمِ جُزْءٌ مِنْ أَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: مِنْ سِتِّينَ، فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: فَسَمِعَنِي أَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَيَقُولُ: مِنْ سِتِّينَ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ، وَأَنَا أَقُولُ: قَالَ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، قَالَ عَمْرُو بْنُ النَّاقِدِ: قُلْتُ أَنَا وَأَصْحَابُنَا: فَهُوَ عِنْدَنَا إِنْ شَاءَ اللَّهُ: الْعَبَّاسُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
- وَقَالَ الْبَزَّارُ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ زِيَادٍ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَكِيمٍ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ هَاشِمٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، فَذَكَرَهُ بِلَفْظِ رُؤْيَا الْمُؤْمِنِ بُشْرَى مِنَ اللَّهِ تَعَالَى، وَجُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ، قَالَ: فَحَدَّثْتُ بِهَا ابْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: قَالَ لِي الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: جُزْءٌ مِنْ خَمْسِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ.
2851- وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: رُؤْيَا الأَنْبِيَاءِ حَقٌّ.
2852- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَعَنْ حَبِيبٍ، وَحُمَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: بَيْنَا أَنَا أَنْزِعُ اللَّيْلَةَ، إِذْ وَرَدَتْ عَلَيَّ غَنَمٌ سُودٌ، وَغَنَمٌ عُفْرٌ، فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ، فَنَزَعَ ذَنُوبًا، أَوْ ذَنُوبَيْنِ فِيهِمَا ضَعْفٌ، وَاللَّهُ يَغْفِرُ لَهُ، ثُمَّ جَاءَ عُمَرُ، فَاسْتَحَالَ غَرْبًا، فَمَلأَ الْحِيَاضَ، وَأَرْوَى الْوَارِدَ، فَلَمْ أَرَ عَبْقَرِيًّا مِنَ النَّاسِ أَحْسَنَ نَزْعًا مِنْهُ، فَأَوَّلْتُ أَنَّ الْغَنَمَ السُّودَ الْعَرَبُ، وَالْعُفْرَ الْعَجَمُ.
وَقَالَ الْبَزَّارُ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: رَأَيْتُ فِيمَا يَرَى النَّائِمُ غَنَمًا سُودًا يَتْبَعُهَا غَنَمٌ عُفْرٌ، فَأَوَّلْتُ الْغَنَمَ السُّودَ الْعَرَبَ، وَالْعُفْرَ الْعَجَمَ.
2853- قَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا السَّكَنُ بْنُ نَافِعٍ، حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ حُدَيْرٍ، عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: إِنِّي رَأَيْتُ فِي الْمَنَامِ أُمَّ رَأْسِي قُطِعَ، وَإِنِّي جَعَلْتُ أَنْظُرُ إِلَيْهِ، قَالَ: فَضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ قَالَ: بِأَيِّ عَيْنٍ كُنْتَ تَنْظُرُ إِلَى رَأْسِكَ إِذْ قُطِعَ؟ قَالَ: فَلَمْ يَلْبَثْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَعْدَ ذَلِكَ إِلا قَلِيلا، حَتَّى تُوُفِّيَ، قَالَ: فَأَوَّلُوا قَطْعَ رَأْسِهِ مَوْتَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَنَظَرَهُ اتِّبَاعَهُ سُنَنَهُ.
34- كتاب الإيمان والتوحيد
1- باب تحريم دم من شهد أن لا إله إلا الله
2854- قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، حَدَّثَنَا أَبَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيُّ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ جَرِيرٍ، عَنْ جَرِيرٍ، قَالَ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى الْيَمَنِ أُقَاتِلُهُمْ، وَأَدْعُوهُمْ، فَإِذَا قَالُوا: لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، حُرِّمَتْ عَلَيَّ دِمَاؤُهُمْ، وَأَمْوَالُهُمْ.
2855- حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا عِيسَى هُوَ ابْنُ الْمُخْتَارِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: مَنْ شَهِدَ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ، حُرِّمَ عَلَيَّ دَمُهُ، إِلا لِثَلاثَةٍ: التَّارِكُ دِينَهُ، وَالثَّيِّبُ الزَّانِي، وَمَنْ قَتَلَ نَفْسًا ظُلْمًا.
2856- وَبِهِ عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَجُلٌ، فَقَالَ: إِنَّ لِي جَارًا مُنَافِقًا يَصْنَعُ كَذَا، وَكَذَا، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: أَيَقُولُ: لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: عَنْ قَتْلِ أُولَئِكَ نُهِيتُ.
2857- وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ، حَدَّثَنَا مَيْسَرَةُ، عَنْ أَبِي عَائِشَةَ السَّعْدِيِّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالا: خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرَ حَدِيثًا طَوِيلا، وَفِيهِ: أَلا وَإِنَّ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ أَمَرَنِي أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا: لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، فَإِذَا قَالُوهَا عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ، وَأَمْوَالَهُمْ إِلا بِحَقِّهَا، وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ.
2- باب فضلها
2858- قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ شَقِيقٍ، قَالَ: لَقِيَ أَبُو بَكْرٍ طَلْحَةَ، فَقَالَ: مَا لِي أَرَاكَ أَصْبَحْتَ وَاجِمًا؟ فَقَالَ: لا، إِلا كَلِمَةٌ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ: إِنَّهَا مُوجِبَةٌ، فَلَمْ أَسْأَلْهُ عَنْهَا، قَالَ: لَكِنِّي أَعْلَمُهَا، قَالَ: مَا هِيَ؟ قَالَ: لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ.
هَذَا إِسْنَادُهُ حَسَنٌ إِنْ كَانَ شَقِيقٌ سَمِعَهُ مِنْ طَلْحَةَ، وَهُوَ غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي بَكْرٍ.
2858- فَقَدْ قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ شَقِيقٍ، حُدِّثْتُ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ لَقِيَ طَلْحَةَ، فَذَكَرَ نَحْوَهُ.
2859- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادِ بْنِ أَنْعَمَ، سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ قَيْسٍ، قَالَ: قَدِمَ عُقْبَةُ بْنُ عَامِرٍ عَلَى مُعَاوِيَةَ، وَهُوَ بِإِيلْيَا، فَلَمْ يَلْبَثْ أَنْ خَرَجَ، فَطُلِبَ فَلَمْ يُوجَدْ، قَالَ: فَأَتَيْنَاهُ وَهُوَ يُصَلِّي فِي بَرَازٍ مِنَ الأَرْضِ، فَقَالَ: مَا جَاءَ بِكُمْ؟ قُلْنَا: جِئْنَا لِنُحْدِثَ بِكَ عَهْدًا، أَوْ نَقْضِيَ مِنْ قَالَ: فَعِنْدِي جَائِزَتُكُمْ، كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرَ حَدِيثًا، قَالَ: فَإِذَا أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: يَا ابْنَ عَامِرٍ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: مَنْ شَهِدَ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، يُصَدِّقُ قَلْبُهُ لِسَانَهُ، دَخَلَ مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ شَاءَ.
2860- وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، حَدَّثَنَا مَيْسَرَةُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ، عَنْ أَبِي عَائِشَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالا: خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، وَفِيهِ: أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّهُ مَنْ لَقِيَ اللَّهَ تَعَالَى وَهُوَ يَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ مُخْلِصًا دَخَلَ الْجَنَّةَ فَقَامَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَالَ: بِأَبِي وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَيْفَ يُخْلِصُ بِهَا، أَلا يَخْلِطُ مَعَهَا غَيْرَهَا بَيِّنْ لَنَا حَتَّى نَعْرِفَهُ؟ فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: حِرْصًا عَلَى الدُّنْيَا، وَجَمْعًا لَهَا مِنْ غَيْرِ حِلِّهَا، وَرِضًا بِهَا، وَأَقْوَامٌ يَقُولُونَ أَقَاوِيلَ الأَحْبَارِ، وَيَعْمَلُونَ عَمَلَ الْفُجَّارِ، فَمَنْ لَقِيَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَلَيْسَ فِيهِ شَيْءٌ مِنْ هَذِهِ الْخِصَالِ، يَقُولُ: لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، دَخَلَ الْجَنَّةَ.
2861- وَقَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا الْمُؤَمَّلُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ مِخْرَاقٍ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ: مَنْ مَاتَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ، قِيلَ لَهُ: ادْخُلِ الْجَنَّةَ مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ الثَّمَانِيَةِ شِئْتَ.
حَدِيثُ عُقْبَةَ عَنْ عُمَرَ فِي الصَّحِيحِ بِغَيْرِ هَذَا السِّيَاقِ.
وتقدم حديث جابر رضي الله عنه في باب ذم الكبر في كتاب الأدب.
2862- وَقَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ وَهْبٍ الْهَمْدَانِيِّ، قَالَ: قَدِمَ عَلَيْنَا مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ الْيَمَنَ، فَقَالَ: إِنِّي رَسُولُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَيْكُمْ، أَنْ تَعْبُدُوا اللَّهَ تَعَالَى، وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، وَأَنْ تُطِيعُونِي لا آلُوكُمْ خَيْرًا، وَإِنَّ الْمَصِيرَ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى، وَإِلَى الْجَنَّةِ وَالنَّارِ، إِقَامَةٌ بِلا ظَعْنٍ، وَخُلُودٌ بِلا مَوْتٍ.
هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ.
2863- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ الضَّحَّاكِ، حَدَّثَنَا أَبِي ح.
وَقَالَ الْبَزَّارُ: وَحَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ آدَمَ، وَزَيْدُ بْنُ أَخْزَمَ، قَالا: حَدَّثَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ، حَدَّثَنَا مَسْتُورُ بْنُ عَبَّادٍ أَبُو هَمَّامٍ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا تَرَكْتُ حَاجَةً، وَلا دَاجَةً إِلا أَتَيْتُ، قَالَ صلى الله عليه وسلم: أَلَيْسَ تَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ؟ ثَلاثَ مَرَّاتٍ، قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: ذَاكَ يَأْتِي عَلَى ذَاكَ لَفْظُ عَمْرٍو، قَالَ الْبَزَّارُ: لا نَعْلَمُ رَوَى مَسْتُورٌ عَنْ ثَابِتٍ إِلا هَذَا.
2864- وقال ابن أبي عمر: حدَّثنا مروان الفزاري، عن إسماعيل بن أبي خالد، قال: قال مروان بن الحكم لأيمن بن خريم: ألا تخرج فتقاتل معنا؟ فقال: إن أبي وعمي شهدا بدرًا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فعهدا إليّ أن لا أقاتل أحدًا يشهد أن لا إله إلا الله، فإن جئتني ببراءة من النار قاتلت معك، قال: اذهب فلا حاجة لنا فيك.
2864- وقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدَّثنا زكريا بن يحيى زَحْمُويَه، حدَّثنا صالح بن عمر، عن مطَرِّف، عن عامر الشَّعبي، قال: لما قاتل مروان الضحاك بن قيس، أرسل إلى أيمن بن خريم الأسدي، فقال: إنَّا نحب أن تقاتل معنا، فقال: إنَّ أبي وعمي شهدا بدرًا فعهدا إليّ أن لا أقاتل أحدًا يشهد أن لا إله إلا الله، فإن جئتني ببراءة قاتلت معك، قال: اذهب، ووقع فيه وشتمه، فأنشأ أيمن بن خريم يقول:
لست بقاتل رجلاً يصلّي *** على سلطان آخر من قريش
له سلطانُه وعليّ إثمي *** معاذ الله من جهل وطيش
أأقتل مسلمًا في غير شيءٍ *** فلستَ بنافعي ما عشتُ عيشي
2865- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: لَيْسَ عَلَى أَهْلِ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْشَةٌ فِي قُبُورِهِمْ، وَكَأَنِّي بِأَهْلِ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ يَنْفُضُونَ التُّرَابَ عَنْ رُؤُوسِهِمْ وَيَقُولُونَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ.
2866- حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ الأَسْوَدِ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ حَمْزَةَ، حَدَّثَنِي نَافِعُ بْنُ مَالِكٍ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ تَمْنَعُ الْعَبْدَ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مَا لَمْ يُؤْثِرُوا شَفَقَةَ دُنْيَاهُمْ عَلَى دِينِهِمْ، فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ ثُمَّ قَالُوا: لا اللَّهَ إِلا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: كَذَبْتُمْ.
2867- وَحدثنا عَمْرُو بْنُ الْحُصَيْنِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، حَدَّثَنَا الأَوْزَاعِيُّ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أُمِّ هَانِئٍ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: مَنْ قَالَ: لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ، وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ مِائَةَ مَرَّةٍ لَمْ يَتْبَعْهُ يَوْمَهُ ذَنْبٌ وَلَمْ يَسْبِقْهُ عَمَلٌ.
2868- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَزِيزٍ، حَدَّثَنَا سَلامَةُ بْنُ رَوْحٍ، عَنْ عَقِيلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: قَالَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ الأَنْصَارِيُّ: بَيْنَا نَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ إِذْ هَبَطَ ثَنِيَّةً وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَسِيرُ وَحْدَهُ، فَلَمَّا اسْتَهَلَّتْ بِهِ الطَّرِيقُ ضَحِكَ، وَكَبَّرَ فَكَبَّرْنَا لِتَكْبِيرِهِ، ثُمَّ سَارَ رَتْوَةً، ثُمَّ ضَحِكَ وَكَبَّرَ فَكَبَّرْنَا لِتَكْبِيرِهِ، ثُمَّ سَارَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَتْوَةً، ثُمَّ ضَحِكَ، وَكَبَّرَ فكَبَّرْنَا لِتَكْبِيرِهِ، ثُمَّ أَدْرَكْنَاهُ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ الْقَوْمُ: كَبَّرْنَا لِتَكْبِيرِكَ فَلا نَدْرِي مِمَّ ضَحِكْتَ؟ فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: أَتَانِي جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ لَمَّا اسْتَهَلَّيْتُ، الْتَفَتَ إِلَيَّ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ، فَقَالَ: أَبْشِرْ وَبَشِّرْ أَنَّ مَنْ قَالَ: لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ وَحُرِّمَ عَلَى النَّارِ.
2869- وَقَالَ مُسَدِّدٌ: حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: يَا فُلانُ، فَعَلْتَ كَذَا وَكَذَا؟ قَالَ: لا، وَالَّذِي لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ مَا فَعَلْتُ، وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَعْلَمُ أَنَّهُ فَعَلَهُ، وَكَرَّرَ عَلَيْهِ مِرَارًا كُلَّ ذَلِكَ يَقُولُ: لا، وَالَّذِي لا إِلَهَ إِلا هُوَ مَا فَعَلْتُهُ، وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَعْلَمُ أَنَّهُ فَعَلَهُ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: كُفِّرَ عَنْكَ ذَنْبُكَ بِتَصْدِيقِكَ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ.
2869- وَقَالَ عَبْدٌ: حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا الْحَارِثُ، بِهِ.
2869- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ، حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بِهِ.
وَأَخْرَجَهُ الْبَزَّارُ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ، وَأَشَارَ إِلَى تَفَرُّدِ الْحَارِثِ بْنِ عُبَيْدٍ بِهِ قُلْتُ: خَالَفَهُ حَمَّادُ بْنُ مَسْلَمَةَ، أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ مِنْ طَرِيقِهِ، فَقَالَ: عَنْ ثَابِتٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ حَمَّادٌ: وَلَمْ يَسْمَعْهُ ثَابِتٌ مِنَ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، بَيْنَهُمَا رَجُلٌ.
2870- وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي الْوَرْقَاءِ، عَنِ ابْنِ أَبِي أَوْفَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: مَنْ قَالَ أَحَدَ عَشَرَ: لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، أَحَدًا، صَمَدًا، لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ كَتَبَ اللَّهُ تبارَكَ وَتَعَالَى لَهُ أَلْفَيْ أَلْفِ حَسَنَةٍ.
2870- وَقَالَ عَبْدٌ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ بِهِ.
2870- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو نَصْرٍ التَّمَّارُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ بِهِ.
وحديث في فضلها يأتي إن شاء الله، في باب طلب المغفرة.