65- باب مخالطة الناس
2751- قَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ وَثَّابٍ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: إِنَّ الْمُؤْمِنَ الَّذِي يُخَالِطُ النَّاسَ، وَيَصْبِرُ عَلَى آذَاهُمْ، أَعْظَمُ أَجْرًا مِنَ الْمُؤْمِنِ الَّذِي لا يُخَالِطُ النَّاسَ، وَلا يَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُمْ.
2751- وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ وَثَّابٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مَرْفُوعًا نَحْوَهُ.
66- باب خير الأمور الوسط
2752- قال أبو يعلى: حدَّثنا إبراهيم، عن إسماعيل، حدَّثنا عبد الصمد بن معقل أنه سمع وهبًا قال: إن لكل شيء طرفين ووسطًا، فإذا أمسك بأحد الطرفين مال الآخر، وإذا أمسك بالوسط اعتدل الطرفان، وقال: عليكم بالأوساط من الأشياء.
67- باب الحب والإخاء
2753- قَالَ مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يحيى، عن سعيد، عن أبي إسحاق، عن هبيرة، عن علي رضي الله عنه، قال: أحبب حبيبك هونًا ما عسى أن يكون بغيضك يومًا ما، وأبغض بغيضك هونًا ما عسى أن يكون حبيبك يومًا ما.
2754- حدَّثنا معتمر، عن حُميد الطويل، عن الحسن رضي الله عنه، قال: ما ازداد مسلم إخاء في الله تعالى إلا ازداد به درجة.
2755- حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي بَلْجٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إِذَا أَحَبَّ أَحَدُكُمْ عَبْدًا فَلْيُخْبِرْهُ، فَإِنَّهُ يَجِدُ لَهُ مِثْلَ الَّذِي يَجِدُ.
مرسل.
2756- وقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدَّثنا محمد بن قدامة، حدَّثنا أبو بكر بن عياش، عن أبي يحيى، عن مجاهد، قال: مرّ رجل بابن عباس رضي الله عنهما، فقال: إن هذا الرجل يحبني، قالوا: وما يدريك يا ابن عباس؟ قال رضي الله عنه: لإني أحبه.
2757- وحَدَّثَنَا عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ أَبِي إِسْمَاعِيلَ الْعَبْدِيِّ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: مَنْ أَحْدَثَ أَخًا فِي الإِسْلامِ، رَفَعَهُ اللَّهُ تَعَالَى بِهِ دَرَجَةً فِي الْجَنَّةِ، وَمَا تَوَادَّ عَبْدَانِ فِي اللَّهِ تَعَالَى، فَيُفَرَّقُ بَيْنَهُمَا إِلا مِنْ ذَنْبٍ يُحْدِثُهُ أَحَدُهُمَا، وَمَا تَوَادَّ عَبْدَانِ فِي اللَّهِ تَعَالَى، إِلا كَانَ أَفْضَلَهُمَا عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَشَدُّهُمَا حُبًّا لِصَاحِبِهِ.
2758- وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَعْلَى، عَنْ حُمَيْدٍ هُوَ الأَعْرَجُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: الْمُتَحَابُّونَ عَلَى عَمُودٍ مِنْ يَاقُوتَةٍ حَمْرَاءَ، مُشْرِفِينَ عَلَى أَهْلِ الدُّنْيَا، قَالَ: فَيَقُولُ أَهْلُ الْجَنَّةِ: اخْرُجُوا بِنَا نَنْظُرْ إِلَى الْمُتَحَابِّينَ فِي اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، قَالَ: فَيَخْرُجُونَ، فَيَنْظُرُونَ إِلَيْهِمْ، وُجُوهُهُمْ مِثْلُ لَيْلَةِ الْبَدْرِ، مَكْتُوبٌ فِي جِبَاهِهِمْ: هَؤُلاءِ الْمُتَحَابُّونَ فِي اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ.
2758- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَاتِمٍ، حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ خَلِيفَةَ، عَنْ حُمَيْدٍ بِهِ، وَزَادَ عَلَى رَأْسِ الْعَمُودِ سَبْعُونَ أَلْفَ غُرْفَةً، يُضِيءُ حُسْنُهُمْ عَلَى أَهْلِ الْجَنَّةِ، كَمَا تُضِيءُ الشَّمْسُ عَلَى أَهْلِ الدُّنْيَا، وَفِيهِ: عَلَيْهِمْ ثِيَابٌ خُضْرٌ مِنْ سُنْدُسٍ.
2759- وَقَالَ عبد: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ أَبِي حُمَيْدٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ وَرْدَانَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ فِي الْجَنَّةِ لَعُمُدًا مِنْ يَاقُوتٍ، عَلَيْهَا غُرَفٌ مِنْ زَبَرْجَدٍ، لَهَا أَبْوَابٌ مُفَتَّحَةٌ، تُضِيءُ كَمَا يُضِيءُ الْكَوْكَبُ الدُّرِّيُّ، قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَنْ يَسْكُنُهَا؟ قَالَ صلى الله عليه وسلم: الْمُتَحَابُّونَ فِي اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَالْمُتَجَالِسُونَ فِي اللَّهِ تَعَالَى، وَالْمُتَآلِفُونَ فِي اللَّهِ جَلَّ جَلالُهُ.
2760- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، حَدَّثَنَا مُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: مَا تَحَابَّ رَجُلانِ قَطُّ، إِلا كَانَ أَفْضَلُهُمَا أَشَدَّهُمَا حُبًّا لِصَاحِبِهِ.
68- باب استخدام الأحرار، ولا يعد ذلك من الكبر
2761- قال ابن أبي عمر: حدَّثنا المقرئ، حدَّثنا المسعودي، عن القاسم كان عبد الله إذا جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم نزع نعليه من رجليه، ويدخلهما في ذراعيه، فإذا قام ألبسه إياها، ويمشي بالعصا أمامه حتى يدخل الحجرة.
69- باب المنافسة في خدمة الكبير
2762- قال أبو يعلى: حدَّثنا أبو الربيع، حدَّثنا يعقوب بن إبراهيم- هو أبو يوسف القاضي-، حدَّثنا أبو حنيفة، عن الهيثم- يعني ابن حبيب- قال: قال عبد الله رضي الله عنه: ما كذبت منذ أسلمت، إلا كذبة واحدة، كنت أرحل لرسول الله صلى الله عليه وسلم فأتى رحّال من الطائف، فقال: أيّ رحَّالٍ أعجب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقلت: الطائفية المنكبة، قال: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكرهها، قال: فلما رحلها فأتى بها، فقال صلى الله عليه وسلم: من رحل لنا هذه؟ قلت: رحل لك فلان الذي أتيت به من الطائف. فقال صلى الله عليه وسلم: ردوا الراحلة إلى ابن مسعود.
70- باب الترهيب من ترك الاختتان
2763- قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، عَنْ أُمِّ الأَسْوَدِ، عَنْ مُنْيَةَ، عَنْ جَدِّهَا أَبِي بَرْزَةَ الأَسْلَمِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، سَأَلُوا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ رَجُلٍ أَقْلَفَ، يَحُجُّ بَيْتَ اللَّهِ تَعَالَى؟ فَقَالَ: لا، نَهَانِي اللَّهُ عَنْ ذَلِكَ حَتَّى يَخْتَتِنَ.
2763- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ بِهَذَا هَذَا إِسْنَادٌ حَسَنٌ وَاسْمُ وَالِدِ مُنْيَةَ: عُبَيْدُ بْنُ أَبِي بَرْزَةَ، نَسَبَهَا الْعَبَّاسُ الأَسْفَاطِيُّ، عَنِ ابْنِ يُونُسَ.
71- باب العقل وفضله
2764- قَالَ الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْفَضْلِ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ، عَنْ خُلَيْدِ بْنِ دَعْلَجٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: يَعْمَلُونَ بِالْخَيْرِ، وَإِنَّمَا يُعْطَوْنَ أُجُورَهُمْ عَلَى قَدْرِ عُقُولِهِمْ.
هَذَا مُرْسَلٌ، وَإِسْنَادُهُ مَعَ ذَلِكَ ضَعِيفٌ.
2765- قَالَ الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، حَدَّثَنَا مَيْسَرَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، أَنَّ عُمَرَ، وَأَبَا هُرَيْرَةَ، وَأُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ، دَخَلُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَنْ أَعْلَمُ النَّاسِ؟ قَالَ صلى الله عليه وسلم: الْعَاقِلُ، قَالُوا: فَمَنْ أَعْبَدُ النَّاسِ؟ قَالَ صلى الله عليه وسلم: الْعَاقِلُ، قَالُوا: فَمَنْ أَفْضَلُ النَّاسِ؟ قَالَ صلى الله عليه وسلم: الْعَاقِلُ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَلَيْسَ الْعَاقِلُ مَنْ تَمَّتْ مُرُوءَتُهُ، وَظَهَرَتْ فَصَاحَتُهُ، وَعَظُمَتْ مَنْزِلَتُهُ؟ فَقَالَ: فَإِنْ كُلُّ ذَلِكَ {لَمَّا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا}، وَلَكِنَّ الْعَاقِلَ الْمُتَّقِي، وَإِنْ كَانَ فِي الدُّنْيَا خَسِيسًا، قَصِيًّا، دَنِيًّا.
2766- حَدَّثَنَا دَاوُدُ، حَدَّثَنَا مُقَاتِلُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ الرَّجُلَ لَيُدْرِكُ بِحُسْنِ خُلُقِهِ دَرَجَةَ الصَّائِمِ الْقَانِتِ، وَلا يَتِمُّ لِرَجُلٍ حُسْنُ خُلُقٍ حَتَّى يَتِمَّ عَقْلُهُ، فَعِنْدَ ذَلِكَ تَتِمُّ أَمَانَتُهُ، وَإِيمَانُهُ أَطَاعَ رَبَّهُ، وَعَصَى عَدُوَّهُ إِبْلِيسَ.
2767- حَدَّثَنَا دَاوُدُ، حَدَّثَنَا عَدِيُّ بْنُ الْفَضْلِ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: يُحَاسَبُ النَّاسُ عَلَى قَدْرِ عُقُولِهِمْ.
2768- حَدَّثَنَا دَاوُدُ، حَدَّثَنَا مَيْسَرَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، بِأَيِّ شَيْءٍ يَتَفَاضَلُ النَّاسُ فِي الدُّنْيَا؟ قَالَ صلى الله عليه وسلم: بِالْعَقْلِ، قُلْتُ: فَفِي الآخِرَةِ؟ قَالَ صلى الله عليه وسلم: بِالْعَقْلِ، قَالَتْ: قُلْتُ: إِنَّمَا يُجْزَوْنَ بِأَعْمَالِهِمْ، قَالَ صلى الله عليه وسلم: وَهَلْ عَمِلُوا إِلا بِقَدْرِ مَا أَعْطَاهُمُ اللَّهُ تَعَالَى مِنَ الْعَقْلِ؟ فَبِقَدْرِ مَا أُعْطُوا مِنَ الْعَقْلِ كَانَتْ أَعْمَالُهُمْ، وَبِقَدْرِ مَا عَمِلُوا يُجْزَوْنَ.
2769- حَدَّثَنَا دَاوُدُ، عَنْ مَيْسَرَةَ، عَنْ غَالِبٍ، عَنِ ابْنِ حُنَيْنٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا رَفَعَهُ: لِكُلِّ شَيْءٍ آلَةٌ وَعُدَّةٌ، وَآلَةُ الْمُؤْمِنِ وَعُدَّتُهُ الْعَقْلُ، وَدِعَامَةُ الْمُؤْمِنِ الْعَقْلُ، وَلِكُلِّ شَيْءٍ غَايَةٌ، وَغَايَةُ الْعِبَادَةِ الْعَقْلُ، وَلِكُلِّ قَوْمٍ رَاعٍ، وَرَاعِي الْعَابِدِينَ الْعَقْلُ، وَلِكُلِّ تَاجِرٍ بِضَاعَةٌ، وَبِضَاعَةُ الْمُجْتَهِدِينَ الْعَقْلُ، وَلِكُلِّ أَهْلِ بَيْتٍ قَيِّمٌ، وَقَيِّمُ بُيُوتِ الصِّدِّيقِينَ الْعَقْلُ، وَلِكُلِّ خَرَابٍ عِمَارَةٌ، وَعِمَارَةُ الآخِرَةِ الْعَقْلُ، وَلِكُلِّ امْرِئٍ عَقِبٌ يُنْسَبُ إِلَيْهِ وَيُذْكَرُ بِهِ، وَعَقِبُ الصِّدِّيقِينَ الَّذِي يُنْسَبُ إِلَيْهِمُ وَيُذْكَرُونَ بِهِ الْعَقْلُ، وَلِكُلِّ شَعْبٍ فُسْطَاطٌ يَلْجَأُونَ إِلَيْهِ، وَفُسْطَاطُ الْمُؤْمِنِينَ الْعَقْلُ.
2770- حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ طَرِيفٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، أَنّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: قِوَامُ الْمَرْءِ عَقْلُهُ، وَلا دِينَ لِمَنْ لا عَقْلَ لَهُ.
2771- حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، حَدَّثَنَا عَبَّادٌ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ قَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ، اعْقِلُوا عَنْ رَبِّكُمْ، وَتَوَاضَعُوا بِالْعَقْلِ بِمَا أُمِرْتُمْ بِهِ، وَمَا نُهِيتُمْ عَنْهُ، وَاعْلَمُوا أَنَّهُ يُحَذِّرُكُمْ عِنْدَ رَبِّكُمْ، وَاعْلَمُوا أَنَّ الْعَاقِلَ مَنْ أَطَاعَ اللَّهَ تَعَالَى، وَإِنْ كَانَ ذَمِيمَ الْمَنْظَرِ، حَقِيرَ الْخَطَرِ، دَنِيءَ الْمَنْزِلَةِ، رَثَّ الْهَيْئَةِ، وَإِنَّ الْجَاهِلَ مَنْ عَصَى اللَّهَ، وَإِنْ كَانَ جَمِيلَ الْمَنْظَرِ، شَرِيفَ الْمَنْزِلَةِ، حَسَنَ الْهَيْئَةِ، فَصِيحًا نَطُوقًا، وَالْقِرَدَةُ، وَالْخَنَازِيرُ أَعْقَلُ عَنِ اللَّهِ تَعَالَى مِمَّنْ عَصَاهُ، وَلا تَفْتَرُوا بِتَعْظِيمِ أَهْلِ الدُّنْيَا إِيَّاكُمْ، فَإِنَّكُمْ غَدًا مِنَ الْخَاسِرِينَ.
2772- حَدَّثَنَا دَاوُدُ، حَدَّثَنَا مَيْسَرَةُ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، الرَّجُلُ يَكُونُ حَسَنَ الْعَقْلِ كَثِيرَ الذُّنُوبِ، قَالَ: مَا مِنْ آدَمِيٍّ، إِلا وَلَهُ خَطَايَا، وَذُنُوبٌ يَقْتَرِفُهَا، فَمَنْ كَانَتْ سَجِيَّتُهُ الْعَقْلُ، وَغَرِيزَتُهُ الْيَقِينُ، لَمْ تَضُرَّهُ ذُنُوبُهُ، قِيلَ: وَكَيْفَ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ صلى الله عليه وسلم: لأَنَّهُ كُلَّمَا أَخْطَأَ لَمْ يَلْبَثْ أَنْ يَتَدَارَكَ ذَلِكَ بِتَوْبَةٍ وَنَدَامَةٍ عَلَى مَا كَانَ مِنْهُ، فَيَمْحُو ذَلِكَ ذُنُوبَهُ، وَيَبْقَى لَهُ فَضْلٌ يَدْخُلُ بِهِ الْجَنَّةَ.
2773- حَدَّثَنَا دَاوُدُ، حَدَّثَنَا مَيْسَرَةُ، عَنْ حَنْظَلَةَ بْنِ وَدَاعَةَ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ: جَدَّ الْمَلائِكَةُ، وَاجْتَهَدُوا فِي طَاعَةِ اللَّهِ بِالْعَقْلِ، وَجَدَّ الْمُؤْمِنُونَ وَاجْتَهَدُوا فِي طَاعَةِ اللَّهِ عَلَى قَدْرِ عُقُولِهِمْ، فَأَعْلَمُهُمْ بِطَاعَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَوْفَرُهُمْ عَقْلا.
2774- حَدَّثَنَا دَاوُدُ، حَدَّثَنَا مَيْسَرَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَرَأَيْتَ قَوْلَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلا مَا عُنِيَ بِهِ؟ قَالَ صلى الله عليه وسلم: أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَقْلا، ثُمَّ قَالَ صلى الله عليه وسلم: أَتَمُّكُمْ عَقْلا، أَشَدُّكُمْ لِلَّهِ خَوْفًا، وَأَحْسَنُكُمْ فِيمَا أُمِرَ بِهِ، وَنُهِيَ عَنْهُ نَظَرًا، وَإِنْ كَانَ أَقَلَّكُمْ تَطَوُّعًا.
2775- حَدَّثَنَا دَاوُدُ، حَدَّثَنَا مَيْسَرَةُ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ اللَّيْثِيِّ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الأَنْصَارِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: إِنَّ الرَّجُلَيْنِ لَيَتَوَجَّهَانِ إِلَى الْمَسْجِدِ فَيُصَلِّيَانِ، فَيَنْصَرِفُ أَحَدُهُمَا، وَصَلاتُهُ أَوْزَنُ مِنْ أُحُدٍ، وَيَنْصَرِفُ الآخَرُ، وَمَا تَعْدِلُ صَلاتَهُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ، فَقَالَ أَبُو حُمَيْدٍ السَّاعِدِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: وَكَيْفَ يَكُونُ ذَلِكَ؟ قَالَ: إِذَا كَانَ أَحْسَنَهُمَا عَقْلا، قَالَ: فَكَيْفَ يَكُونُ؟ قَالَ: إِذَا كَانَ أَوْرَعَهُمَا عَنْ مَحَارِمِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَأَحْرَصَهُمَا عَلَى الْمُسَارَعَةِ إِلَى الْخَيْرِ، وَإِنْ كَانَ دُونَهُ فِي التَّطَوُّعِ.
2776- حَدَّثَنَا دَاوُدُ، حَدَّثَنَا عَبَّادٌ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ لِتَمِيمٍ الدَّارِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: مَا السُّؤْدُدُ فِيكُمْ؟ قَالَ: الْعَقْلُ، قَالَ: صَدَقْتَ، سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَمَا سَأَلْتُكَ، فَقَالَ كَمَا قُلْتَ، ثُمَّ قَالَ: سَأَلْتُ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلامُ مَا السُّؤْدُدُ فِي النَّاسِ؟ فَقَالَ: الْعَقْلُ.
2777- حَدَّثَنَا دَاوُدُ، حَدَّثَنَا عَبَّادٌ، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: لِكُلِّ شَيْءٍ دِعَامَةٌ، وَدِعَامَةُ الْمُؤْمِنِ عَقْلُهُ، فَبِقَدْرِ عَقْلِهِ تَكُونُ عِبَادَةُ رَبِّهِ، أَمَا سَمِعْتُمْ قَوْلَ الْفَاجِرِ عِنْدَ نَدَامَتِهِ: {لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ}.
2778- حَدَّثَنَا دَاوُدُ، حَدَّثَنَا عَبَّادٌ، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ: اسْتَشِيرُوا الْعَاقِلَ تَرْشُدُوا، وَلا تَعْصُوهُ فَتَنْدَمُوا.
2779- حَدَّثَنَا دَاوُدُ، حَدَّثَنَا مَيْسَرَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، أَنَّ مُعَاوِيَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا خَطَبَهُمْ، فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ: أَفْضَلُ أَصْحَابِي وَخَيْرُهُمْ أَتْقَاهُمْ فَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ: أَتْقَاهُمْ أَعْقَلُهُمْ، كَذَلِكَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.
2780- حَدَّثَنَا دَاوُدُ، حَدَّثَنَا مَيْسَرَةُ، عَنْ مُوسَى بْنِ جَابَانَ، عَنْ لُقْمَانَ بْنِ عَامِرٍ، قَالَ: قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: إِنَّ الْجَاهِلَ لا يَكْشِفُ إِلا عَنْ سَوْأَةٍ، وَإِنْ كَانَ حَصِيفًا ظَرِيفًا عِنْدَ النَّاسِ، وَإِنَّ الْعَاقِلَ لا يَكْشِفُ إِلا عَنْ فَضْلٍ، وَإِنْ كَانَ عَبِيًّا مَهِينًا عِنْدَ النَّاسِ.
2781- حَدَّثَنَا دَاوُدُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ كُلَيْبِ بْنِ وَائِلٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَنَّهُ تَلا: {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ}، إِلَى قَوْلِهِ: {لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً}، قَالَ: أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَقْلا، وَأَوْرَعُ عَنْ مَحَارِمِ اللَّهِ، وَأَسْرَعُهُمْ فِي طَاعَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ.
2782- حَدَّثَنَا دَاوُدُ، حَدَّثَنَا عَبَّادٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ قَالَ: كَمْ مِنْ عَاقِلٍ عَنِ اللَّهِ أَمْرَهُ وَهُوَ حَقِيرٌ عِنْدَ النَّاسِ، ذَمِيمُ الْمَنْظَرِ، يَنْجُو غَدًا، وَكَمْ مِنْ ظَرِيفِ اللِّسَانِ، جَمِيلِ الْمَنْظَرِ حَمِيدِ اللِّبَاسِ، يَهْلِكُ غَدًا فِي الْقِيَامَةِ.
2783- حَدَّثَنَا دَاوُدُ، حَدَّثَنَا عَبَّادٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ: قَسَّمَ اللَّهُ الْعَقْلَ ثَلاثَةَ أَجْزَاءٍ، فَمَنْ يَكُنَّ فِيهِ كَمُلَ عَقْلُهُ، وَمَنْ لَمْ يَكُنَّ فِيهِ، فَلا عَقْلَ لَهُ: حُسْنُ الْمَعْرِفَةِ بِاللَّهِ، وَحُسْنُ الطَّاعَةِ لَهُ، وَحُسْنُ الصَّبْرِ عَلَى أَمْرِهِ.
2784- حَدَّثَنَا دَاوُدُ، حَدَّثَنَا عَتَّابُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ لُوطٍ الأَنْصَارِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: كَثُرَتِ الْمَسَائِلُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ لِكُلِّ سَبِيلٍ مَطِيَّةً وَبَيْعَةً، وَحُجَّةً وَاضِحَةً، وَأَوْثَقُ النَّاسِ مَطِيَّةً، وَأَحْسَنُهُمْ دَلالَةً وَمَعْرِفَةً بِالصِّحَّةِ، أَفْضَلُهُمْ عَقْلا.
2785- حَدَّثَنَا دَاوُدُ، حَدَّثَنَا عَبَّادٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: لَمَّا رَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ غَزْوَةِ أُحُدٍ سَمِعَ النَّاسَ، يَقُولُونَ: كَانَ فُلانٌ أَشْجَعَ مِنْ فُلانٍ، وَفُلانٌ أَجْرَأَ مِنْ فُلانٍ، وَفُلانٌ أَبْلَى مَا لَمْ يُبْلِ غَيْرُهُ، وَنَحْوَ هَذَا يُطْرُونَهُمْ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: أَمَّا هَذَا، فَلا عِلْمَ لَكُمْ بِهِ، قَالُوا: وَكَيْفَ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ صلى الله عليه وسلم: كُلُّهُمْ قَاتَلَ عَلَى قَدْرِ مَا قَسَمَ اللَّهُ لَهُمْ مِنَ الْعَقْلِ، وَكَانَ نَصْرُهُمْ وَنِيَّتُهُمْ عَلَى قَدْرِ عُقُولِهِمْ، فَأُصِيبَ مِنْهُمْ مَنْ أُصِيبَ عَلَى مَنَازِلَ شَتَّى، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ، اقْتَسَمُوا مَنَازِلَهُمْ عَلَى قَدْرِ نِيَّاتِهِمْ وَعُقُولِهِمْ.
2786- حَدَّثَنَا دَاوُدُ، حَدَّثَنَا سَلامٌ أَبُو الْمُنْذِرِ، عَنْ مُوسَى بْنِ جَابَانَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: أَثْنَى قَوْمٌ عَلَى رَجُلٍ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، حَتَّى بَلَغُوا فِي الثَّنَاءِ فِي خِلالِ الْخَيْرِ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: كَيْفَ عَقْلُ الرَّجُلِ؟ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، نُخْبِرُكَ عَنِ اجْتِهَادِهِ فِي الْعِبَادَةِ، وَأَصْنَافِ الْخَيْرِ، وَتَسْأَلُنَا عَنْ عَقْلِهِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ الأَحْمَقَ يُصِيبُ بِحُمْقِهِ أَعْظَمَ مِنْ فُجُورِ الْفَاجِرِ، وَإِنَّمَا يُرْفَعُ الْعِبَادُ غَدًا فِي الدَّرَجَاتِ، وَيَنَالُونَ الزُّلْفَى مِنْ رَبِّهِمْ عَلَى قَدْرِ عُقُولِهِمْ.
2787- وَبِهَذَا الإِسْنَادِ إِلَى أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: جَاءَ ابْنُ سَلامٍ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي سَائِلُكَ عَنْ خِصَالٍ لَمْ يُطْلِعِ اللَّهُ عَلَيْهَا أَحَدًا غَيْرَ مُوسَى بْنِ عِمْرَانَ، فَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُهَا، فَهُوَ ذَاكَ، وَإِلا فَهُوَ شَيْءٌ خَصَّ اللَّهُ بِهِ مُوسَى بْنَ عِمْرَانَ عَلَيْهِ السَّلامُ، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: يَا ابْنَ سَلامٍ، إِنْ شِئْتَ تَسْأَلُنِي، وَإِنْ شِئْتُ أَخْبَرْتُكَ، فَقَالَ: أَخْبِرْنِي، فَقَالَ: إِنَّ الْمَلائِكَةَ الْمُقَرَّبِينَ لَمْ يُحِيطُوا بِخَلْقِ الْعَرْشِ، وَلا عِلْمَ لَهُمْ بِهِ، وَلا حَمَلَتَهُ الَّذِينَ يَحْمِلُونَهُ، وَإِنَّ اللَّهَ لَمَّا خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ، قَالَتِ الْمَلائِكَةُ: رَبَّنَا، هَلْ خَلَقْتَ خَلْقًا أَعْظَمَ مِنَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ؟ قَالَ: نَعَمْ، الْبِحَارُ، قَالَ: فَقَالُوا: هَلْ خَلَقْتَ خَلْقًا أَعْظَمَ مِنَ الْبِحَارِ؟ قَالَ: نَعَمْ، الْعَرْشُ، قَالُوا: هَلْ خَلَقْتَ خَلْقًا هُوَ أَعْظَمُ مِنَ الْعَرْشِ؟ قَالَ: نَعَمْ، الْعَقْلُ، قَالُوا: رَبَّنَا، وَمَا بَلَغَ مِنْ قَدْرِ الْعَقْلِ وَخَلْقِهِ؟ قَالَ: هَيْهَاتَ لا يُحَاطُ بِعِلْمِهِ، قَالَ: هَلْ لَكُمْ عِلْمٌ بِعَدَدِ الرَّمْلِ؟ قَالُوا: لا، قَالَ: فَإِنِّي خَلَقْتُ الْعَقْلَ أَصْنَافًا شَتَّى كَعَدَدِ الرَّمْلِ، فَمِنَ النَّاسِ مَنْ أُعْطِيَ مِنْ ذَلِكَ حَبَّةً وَاحِدَةً، وَبَعْضُهُمُ الْحَبَّتَيْنِ، وَالثَّلاثَ، وَالأَرْبَعَ، وَبَعْضُهُمْ مَنْ أُعْطِيَ فَرَقًا، وَمِنْهُمْ مَنْ أُعْطِيَ وَسْقًا، وَمِنْهُمْ مَنْ أُعْطِيَ وَسْقَيْنِ، وَبَعْضُهُمْ أُعْطِيَ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ إِلَى مَا شَاءَ اللَّهُ مِنَ التَّضْعِيفِ، فَقَالَ ابْنُ سَلامٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: فَمَنْ أُولَئِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ صلى الله عليه وسلم: الْعُمَّالُ بِطَاعَةِ اللَّهِ تَعَالَى عَلَى قَدْرِ أَعْمَالِهِمْ، وَجِدِّهِمْ، وَيَقِينِهِمْ، فَالنُّورُ الَّذِي جَعَلَهُ اللَّهُ تَعَالَى فِي قُلُوبِهِمْ، وَفَهْمِهِمْ فِي ذَلِكَ كُلِّهِ عَلَى قَدْرِ الَّذِي آتَاهُمْ، فَبِقَدْرِ ذَلِكَ يَعْمَلُ الْعَامِلُ مِنْهُمْ، وَيَرْتَفِعُ فِي الدَّرَجَاتِ قَالَ ابْنُ سَلامٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْهُدَى، وَدِينِ الْحَقِّ، مَا أُخْرِمُ حَرْفًا وَاحِدًا مِمَّا وَجَدْتُ فِي التَّوْرَاةِ، فَإِنَّ مُوسَى أَوَّلُ مَنْ وَصَفَ هَذِهِ الصِّفَةَ، وَأَنْتَ الثَّانِي، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: صَدَقْتَ يَا ابْنَ سَلامٍ.
2788- حَدَّثَنَا دَاوُدُ، حَدَّثَنَا عَبَّادٌ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ قَالَ: مَا اكْتَسَبَ رَجُلٌ شَيْئًا أَفْضَلَ مِنْ عَقْلٍ يَهْدِي صَاحِبَهُ إِلَى هُدًى، وَيَرُدُّهُ عَنْ رَدًى، وَمَا تَمَّ إِيمَانُ عَبْدٍ، وَلا اسْتَقَامَ دِينُهُ، حَتَّى يَكْمُلَ عَقْلُهُ.
2789- حَدَّثَنَا دَاوُدُ، حَدَّثَنَا مَيْسَرَةُ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِلَى مَا يَنْتَهِي النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ قَالَ: إِلَى أَعْمَالِهِمْ مَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ، وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ، قَالَ: فَقُلْتُ: أَيُّهُمْ أَفْضَلُ أَعْمَالا؟ قَالَ صلى الله عليه وسلم: أَحْسَنُهُمْ عَقْلا، قُلْتُ: هَذَا فِي الدُّنْيَا، فَأَيُّهُمْ أَفْضَلُ فِي الآخِرَةِ؟ قَالَ صلى الله عليه وسلم: أَحْسَنُهُمْ عَقْلا، إِنَّ الْعَقْلَ سَيِّدُ الأَعْمَالِ فِي الدَّارَيْنِ جَمِيعًا.
2790- حَدَّثَنَا دَاوُدُ، حَدَّثَنَا حَسَنُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ رَجُلا قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَرَأَيْتَ الرَّجُلَ يَقُومُ اللَّيْلَ، وَيَصُومُ النَّهَارَ، وَيَحُجُّ وَيَعْتَمِرُ وَيَغْزُو فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَيَعُودُ الْمَرِيضَ، وَيَصِلُ الرَّحِمَ، وَيُشَيِّعُ الْجَنَائِزَ، وَيُقْرِي الضَّيْفَ حَتَّى عَدَّ هَذِهِ الْعَشْرَ خِصَالٍ فَمَا مَنْزِلَتُهُ عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ قَالَ صلى الله عليه وسلم: إِنَّمَا ثَوَابُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي كُلِّ مَا كَانَ مِنْهُ فِي ذَلِكَ عَلَى قَدْرِ عَقْلِهِ.
2791- حَدَّثَنَا دَاوُدُ، حَدَّثَنَا مَيْسَرَةُ، عَنْ مُوسَى بْنِ جَابَانَ، عَنْ لُقْمَانَ بْنِ عَامِرٍ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ لَهُ: عُوَيْمِرُ، ازْدَدْ عَقْلا، تَزْدَدْ مِنْ رَبِّكَ قُرْبًا، قَالَ: قُلْتُ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَكَيْفَ لِي بِذَلِكَ، قَالَ صلى الله عليه وسلم: اجْتَنِبْ مَحَارِمَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَأَدِّ فَرَائِضَ اللَّهِ، تَكُنْ عَاقِلا، وَتَنَفَّلْ مِنَ الأَعْمَالِ الصَّالِحَاتِ، تَزْدَدْ بِهَا فِي عَاجِلِ الدُّنْيَا رِفْعَةً وَكَرَامَةً، وَتَنَلْ بِهَا مِنْ رَبِّكِ الْقُرْبَ وَالْعِزَّةَ.
2792- حَدَّثَنَا دَاوُدُ، حَدَّثَنَا عَبَّادٌ، عَنْ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ مُجَاهِدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قُلْتُ لابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: أَيُّ حَاجِّ بَيْتِ اللَّهِ أَفْضَلُ، وَأَعْظَمُ أَجْرًا؟ قَالَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: مَنْ جَمَعَ ثَلاثَ خِصَالٍ: نِيَّةً صَادِقَةً، وَعَقْلا وَافِرًا، وَنَفَقَةً مِنْ حَلالٍ، فَذُكِرَ ذَلِكَ لابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، فَقَالَ: صَدَقَ، قُلْتُ: إِذَا صَدَقَتْ نِيَّتُهُ، وَكَانَتْ نَفَقَتُهُ مِنْ حَلالٍ فَمَا يَضُرُّهُ قِلَّةُ عَقْلِهِ، قَالَ: يَا أَبَا الْحَجَّاجِ، تَسْأَلُنِي عَمَّا سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنْهُ، فَقَالَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، مَا أَطَاعَ الْعَبْدُ رَبَّهُ بِشَيْءٍ، وَلا جِهَادٍ، وَلا شَيْءٍ مِمَّا يَكُونُ مِنْهُ مِنْ أَنْوَاعِ الْبِرِّ إِذَا لَمْ يَكُنْ يَعْقِلُهُ، وَلَوْ أَنَّ جَاهِلا بِعَقْلِهِ فَاقَ الْمُجْتَهِدِينَ فِي الْعِبَادَةِ، كَانَ مَا يُفْسِدُ أَكْثَرَ مِمَّا يُصْلِحُ.
2793- حَدَّثَنَا دَاوُدُ، حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ طَرِيفٍ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ سُوَيْدِ بْنِ غَفَلَةَ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ خَرَجَ ذَاتَ يَوْمٍ، فَاسْتَقْبَلَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ لَهُ: مَا جِئْتَ بِهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ صلى الله عليه وسلم: الْعَقْلُ، قَالَ: بِمَ أُمِرْتَ؟ قَالَ: بِالْعَقْلِ، قَالَ: فَبِمَ يُجَازَى النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ قَالَ: بِالْعَقْلِ، قَالَ: فَكَيْفَ لَنَا بِالْعَقْلِ؟ قَالَ: إِنَّ الْعَقْلَ لا غَايَةَ لَهُ، وَلَكِنْ مَنْ أَحَلَّ حَلالَ اللَّهِ، وَحَرَّمَ حَرَامَهُ سُمِّيَ عَاقِلا، فَإِنِ اجْتَهَدَ فِي الْعِبَادَةِ وَسَمَحَ، أَوْ شَمَخَ فِي مَرَاتِبِ الْمَعْرُوفِ، وَلا حَظَّ لَهُ مِنْ عَقْلٍ يَدُلُّهُ عَلَى اتِّبَاعِ أَمْرِ اللَّهِ تَعَالَى، وَاجْتِنَابِ مَا نَهَى عَنْهُ، فَأُولَئِكَ هُمُ الأَخْسَرُونَ أَعْمَالا {الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا}.
2794- حَدَّثَنَا دَاوُدُ، حَدَّثَنَا مَيْسَرَةُ، عَنْ غَالِبٍ الْجَزَرِيِّ، عَنِ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا رَفَعَهُ، قَالَ: صِفَةُ الْعَقِلِ يَحْلُمُ عَمَّنْ جَهِلَ عَلَيْهِ، وَيَتَجَاوَزُ عَمَّنْ ظَلَمَهُ، وَيَتَوَاضَعُ لِمَنْ هُوَ دُونَهُ، وَيُسَابِقُ مَنْ هُوَ فَوْقَهُ فِي طَلَبِ الْبِرِّ، وَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَتَكَلَّمَ فَكَّرَ، فَإِذَا كَانَ خَيْرًا تَكَلَّمَ فَغَنِمَ، وَإِنْ كَانَ شَرًّا سَكَتَ فَسَلِمَ، وَإِذَا عُرِضَتْ لَهُ فِتْنَةٌ اسْتَعْصَمَ بِاللَّهِ، وَأَمْسَكَ يَدَهُ وَلِسَانَهُ، وَإِذَا رَأَى فَضِيلَةً انْتَهَزَهَا، لا يُفَارِقُهُ الْحَيَاءُ، وَلا يَبْدُو مِنْهُ الْحِرْصُ، فَتِلْكَ عَشْرُ خِصَالٍ، يُعْرَفُ بِهَا الْعَاقِلُ، قَالَ: وَصِفَةُ الْجَاهِلِ أَنْ يَظْلِمَ مَنْ يُخَالِطُهُ، وَيَقْتَدِي عَمَّنْ هُوَ دُونَهُ، وَيَتَطَاوَلُ عَلَى مَنْ هُوَ فَوْقَهُ، كَلامُهُ بِغَيْرِ تَدَبُّرٍ، فَإِنْ تَكَلَّمَ أَثِمَ، وَإِنْ سَكَتَ سَهَا، وَإِنْ عَرَضَتْ لَهُ فِتْنَةٌ سَارَعَ إِلَيْهَا فَأَرْدَتْهُ، وَإِنْ رَأَى فَضِيلَةً أَعْرَضَ عَنْهَا، وَأَبْطَأَ عَنْهَا، لا يَخَافُ ذُنُوبَهُ الْقَدِيمَةَ، وَلا يَرْتَدِعُ فِيمَا يَبْقَى مِنْ عُمْرِهِ عَنِ الذُّنُوبِ، مُتَوَانِيًا عَنِ الْبِرِّ، مُبَطِّئًا عَنْهُ غَيْرَ مُكْتَرِثٍ لِمَا فَاتَهُ مِنْ ذَلِكَ أَوْ ضَيَّعَهُ، شْرُ خِصَالٍ مِنْ صِفَةِ الْجَاهِلِ الَّذِي حُرِمَ الْعَقْلَ.