23- باب آداب البيع
1428- إسحاق: أخبرنا محمد بن عُبيد، ثنا المختار- هو ابن قانع التمار-، عن أبي مطر قال: خرجت من المسجد فإذا رجل ينادي خلفي: ارفع إزارك... فذكر الحديث، فإذا هو علي رضي الله عنه. قال فانتهى إلى سوق الإبل فقال: بيعوا، ولا تحلفوا، فإن اليمين تنفق السلعة، وتمحق البركة، ثم أتى صاحب التمر فإذا خادم تبكي، قال: ما شأنك، قالت: باعني هذا تمرًا بدرهم، فأبى مولاي أن يقبله، فقال: خذه وأعطها درهمها، فإنه ليس لها أمر، فكأنه أبى، فقلت: ألا تدري من هذا، قال: لا، قلت هذا علي أمير المؤمنين، فصبت تمره، وأعطاها درهمها، ثم مر رضي الله عنه مجتازًا بأصحاب التمر، فقال: أطعموا المسكين يرب كسبكم.
1428- وقال عبد بن حُميد، حدَّثنا محمد بن عُبيد، فذكر مثله، وزاد فيه- بعد قوله وأعطاها درهمها-: فإني أحب أن ترضى عني يا أمير المؤمنين، قال رضي الله عنه: ما أرضاني عنك إذا أوفيتهم، وزاد- بعده قوله: يربو كسبكم-: ثم مر مجتازًا ومعه المسلمون حتى انتهى إلى أصحاب السمك، فقال: لا يباع في سوقنا طاف، ثم أتى دار بزاز- وهي سوق الكرابيس-، فأتى شيخًا فقال: يا شيخ أحسن بيعي في قميص، فذكر الحديث، وتقدم في باب البيع عن تراض.
1429- قَالَ أَبُو يَعْلَى، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا مَرْوَانُ الْفَزَارِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْفَضْلُ بْنُ مُبَشِّرٍ، سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْفَاحِشَ الْمُتَفَحِّشَ، وَلا الصَّيَّاحَ فِي الأَسْوَاقِ.
1430- وقَالَ مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يحيى، عن يزيد اليشكري، ثنا أبو حازم قال: إن ابن عمر رضي الله عنهما مر على رجل يبيع غُنيمات له، فقال: بكم تبيع غنمك؟ قال: بكذا كذا، وقال ابن عمر رضي الله عنهما: أخذتها بكذا وكذا، فحلف أن لا يبيعها، فانطلق ابن عمر رضي الله عنهما يقضي حاجته، ثم مرّ عليه، فقال: يا أبا عبد الرحمن خذها بالذي أعطيتني، فقال: حلفت على يمين، فلم أكن لأعين الشيطان عليك أن أجيبك.
صحيح موقوف.
1431- وَقَالَ يَعْلَى حَدَّثَنَا الأَزْرَقُ بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْحُسَيْنِ، عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ عَدِيٍّ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: لا يَبْتَاعَنَّ أَحَدُكُمْ عَلَى بَيْعِ أَخِيهِ، وَلا يَخْطُبْ عَلَى خِطْبَةِ أَخِيهِ.
1432- وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ حَدَّثَنَا هِشَامٌ هُوَ ابْنُ سُلَيْمَانَ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ مِهْرَانَ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَاهُ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ: يَا مَعْشَرَ التُّجَّارِ، إِنِّي رَامٍ بَيْنَ أَكْتَافِكُمْ: لا تَلَقَّوَا الرُّكْبَانَ، وَلا يَبِعْ حَاضِرٌ لِبَادٍ.
1433- قَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ يُكَنِّيهِ أَهْلُ الْبَصْرَةِ أَبَا الْمُوَرِّعِ، وَيُكَنِّيهِ أَهْلُ الْكُوفَةِ أَبَا مُحَمَّدٍ، وَكَانَ مِنْ هُذَيْلٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي جَنَازَةٍ، فَقَالَ: أَيُّكُمْ يَأْتِي الْمَدِينَةَ فَلا يَدَعْ بِهَا وَثَنًا إِلا كَسَرَهُ، وَلا صُورَةً إِلا لَطَّخَهَا، وَلا قَبْرًا إِلا سَوَّاهُ؟ فَقَامَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ، فَقَالَ: أَنَا يَا رَسُولُ اللَّهِ، فَانْطَلَقَ الرَّجُلُ، فَكَأَنَّهُ هَابَ الْمَدِينَةَ، فَرَجَعَ، فَانْطَلَقَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، ثُمَّ رَجَعَ، فَقَالَ: مَا أَتَيْتُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ حَتَّى لَمْ أَدَعْ فِيهَا وَثَنًا إِلا كَسَرْتُهُ، وَلا قَبْرًا إِلا سَوَّيْتُهُ، وَلا صُورَةً إِلا لَطَّخْتُهَا فَقَالَ: مَنْ عَادَ لِصَنْعَةِ شَيْءٍ مِنْهَا، فَقَالَ فِيهِ قَوْلا شَدِيدًا، وَقَالَ لِعَلِيٍّ: يَا عَلِيُّ، لا تَكُنُ فَتَّانًا، ولا مختالاً، وَلا تَاجِرًا، إِلا تَاجِرَ خَيْرٍ، فَإِنَّ أُولَئِكَ الْمُسْتَوْفُونَ فِي الْعَمَلِ.
فِي صحيح مسلم طَرَفٌ مِنْهُ، فِيمَا يَتَعَلَّقُ بِتَسْوِيَةِ الْقُبُورِ، وَنَحْوِهِ.
1434- وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدَ، عَنْ نُعَيْمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: تِسْعَةُ أَعْشَارِ الرِّزْقِ فِي التِّجَارَةِ قَالَ نُعَيْمٌ: وَكَسْبُ الْعُشْرِ الْبَاقِي فِي السَّائِمَةِ، يَعْنِي الْغَنَمَ.
1435- حدَّثنا يحيى، عن سفيان، حدثني محمد بن جحادة، عن....، عن أبي سعيد قال سمعت عَلِيًّا رضي الله عنه يقول: التاجر فاجر، إلا من أخذ الحق وأعطاه.
24- باب الترهيب من سوء التقاضي ومن المطل
1436- الْحَارِثُ حَدَّثَنَا ابْنُ دَاوُدَ بْنِ الْمُحَبَّرِ، حَدَّثَنَا مَيْسَرَةُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ، عَنْ أَبِي عَائِشَةَ السَّعْدِيِّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قَالا: خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرَ حَدِيثًا طَوِيلا منه: وَمَنْ غَشَّ أَخَاهُ المسلم نَزَعَ اللَّهُ مِنْهُ رِزْقَهُ، وَأَفْسَدَ عَلَيْهِ مَعِيشَتَهُ، وَوَكَلَهُ إِلَى نَفْسِهِ، وَمَنْ ضَارَّ مُسْلِمًا فَلَيْسَ مِنَّا وَلَسْنَا مِنْهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَمَنْ مَطَلَ طَالِبَهُ، وَهُوَ يَقْدِرُ عَلَى قَضَائِهِ، فَعَلَيْهِ خَطِيئَةُ عَشَّارٍ فَقَامَ إِلَيْهِ عَوْفُ بْنُ مَالِكٍ الأَشْجَعِيُّ، فَقَالَ: وَمَا خَطِيئَةُ عَشَّارٍ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: خَطِيئَةُ الْعَشَّارِ أَنَّ عَلَيْهِ فِي كُلِّ يَوْمٍ لَعْنَةَ اللَّهِ، وَالْمَلائِكَةِ، وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ، وَمَنْ يَلْعَنِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ نَصِيرًا.
هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ.
1437- حدَّثنا الأسود بن عامر شاذان، ثنا أبو هلال، ثنا بشر بن نمير، عن القاسم، عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: من داين الناس بدين يعلم الله تعالى إنه يريد قضاءه فأتاه أجله دون ذلك أرضى الله تعالى هذا من حقه، وتجاوز عنه، ومن داين الناس بدين يعلم الله تعالى إنه لا يريد قضاءه، أقص الله منه، وقال: حسبتَ أني لن أقتص لك منه.
1438- أَبُو يَعْلَى، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ، حَدَّثَنَا الوليد، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ مولى بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ عَنْ أَبِي حَازِمٍ، وَسَعِيدٍ المقبري، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، عَلَيَّ حَجَّةُ الإِسْلامِ وَعَلَيَّ دَيْنٌ؟ قَالَ صلى الله عليه وسلم: اقْضِ دَيْنَكَ.
25- باب فضل القرض
1439- أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى الْفُضَيْلِ أَبِي مُعَاذٍ، عَنْ أَبِي حَرِيزٍ، أَنَّ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَهُ: أَنَّ الأَسْوَدَ بْنَ يَزِيدَ كَانَ يَسْتَقْرِضُ مِنْ مَوْلًى لِلنَّخْعِ تَاجِرٍ، فَإِذَا خَرَجَ عَطَاؤُهُ قَضَاهُ، وَأَنَّهُ خَرَجَ عَطَاؤُهُ، فَقَالَ لَهُ الأَسْوَدُ: إِنْ شِئْتَ أَخَّرْتَ عَنَّا، فَإِنَّ قَدْ كَانَ عَلَيْنَا حُقُوقٌ فِي هَذَا الْعَطَاءِ، فَقَالَ التَّاجِرُ: إِنِّي لَسْتُ فَاعِلا، فَنَقَدَهُ الأَسْوَدُ خَمْسَمِائَةَ دِرْهَمٍ، حَتَّى إِذَا قَبَضَهَا التَّاجِرُ، قَالَ لَهُ التَّاجِرُ: دُونَكَ فَخُذْهَا، قَالَ الأَسْوَدُ، قَدْ سَأَلْتُكَ هَذَا فَأَبَيْتَ فَقَالَ لَهُ التَّاجِرُ: إِنِّي سَمِعْتُكَ تُحَدِّثُنَا، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ: مَنْ أَقْرَضَ مَرَّتَيْنِ، كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ أَحَدِهِمَا لَوْ تَصَدَّقَ بِهِ صَحَّحَهُ ابْنُ حِبَّانَ.
وَأَخْرَجَهُ عَنْ أَبِي يَعْلَى بِهَذَا الإِسْنَادِ، وَقَدْ أَخْرَجَ أَحْمَدُ، وَابْنُ مَاجَةَ مِنْ طَرِيقِ عَلْقَمَةَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ نَحْوَهُ، وَفِيهِ قِصَّةٌ لِعَلْقَمَةَ أَيْضًا، وَالسِّيَاقُ مُخْتَلِفٌ، فَكَأَنَّهُمَا وَاقِعَتَانِ.
26- باب الزجر عن القرض إذا جرّ منفعة
1440- الْحَارِثُ حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ حَمْزَةَ، أنا سَوَّارُ بْنُ مُصْعَبٍ، عَنْ عُمَارَةَ الْهَمْدَانِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: كُلُّ قَرْضٍ جَرَّ مَنْفَعَةً فَهُوَ رِبًا.
27- باب الرخصة في الحطيطة من الدين إذا أراد تعجيل المؤجل
1441- ابْنُ أَبِي عُمَرَ حَدَّثَنَا هِشَامُ هُوَ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ بْنِ رُكَانَةَ، أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ أَخْبَرَهُ، أَنَّ الْيَهُودَ حِينَ أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِإِجْلائِهِمْ، قَالُوا: إِنَّ لَنَا دُيُونًا؟ قَالَ: فَخُذُوا وَضَعُوا قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: وَأُخْبِرْتُ بِمِثْلِ ذَلِكَ عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ، عَنِ ابْنِ عَبْدِ الأَشْهَلِ، عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
28- باب القرض والترهيب من الاستدانة والترغيب في الصبر على المعسر
حديث ابن مسعود رضي الله عنه: اشتروا على الله تعالى، واستقرضوا على الله عز وجل. يأتي- إن شاء الله تعالى- في باب فضل الجهاد.
1442- قَالَ أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: لا يُتْرَكُ مُفْرِحٌ فِي الإِسْلامِ أَوْ قَالَ: مُفَرِّجٌ حَدِيثٌ ضَعِيفٌ، وَالْمُرَادُ: لا يَتْرُكُ ذُو دَيْنٍ إِلا قُضِيَ، يُقَالُ: أَفْرَحَهُ الدَّيْنُ إِذَا أَثْقَلَهُ، وَيُرْوَى بِالْجِّيمِ أَيْضًا.
1443- قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا شُجَاعُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا الأَفْرِيقِيُّ، عَنْ خَدِيجِ بْنِ صَوْمِي، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: الْغَفْلَةُ فِي ثَلاثٍ فَذَكَرَهَا: وَفِي غَفْلَةِ الرَّجُلِ عَنْ نَفْسِهِ فِي الدَّيْنِ حَتَّى يَرْكَبَهُ.
1444- حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سَوَّارٍ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ مُعَاوِيَةَ، عَنْ أَبِي عُتْبَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا أُمَامَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، ذَكَرَ أَنَّ رَجُلا تُوُفِّيَ عَلَى عَهْدِ الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم، وَتَرَكَ دِينَارَيْنِ دَيْنًا عَلَيْهِ وَلَيْسَ لَهُ وَفَاءٌ، فَأَبَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يُصَلِّيَ عَلَيْهِ، وَقَالَ: صَلُّوا عَلَى صَاحِبِكُمْ، فَقَامَ إِلَيْهِ أَبُو قَتَادَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَقَالَ: أَنَا أَقْضِي عَنْهُ، فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَصَلَّى عَلَيْهِ.
1444- قَالَ أَبُو يَعْلَى، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ، نَحْوَهُ، وَلَمْ يُسَمِّ أَبَا قَتَادَةَ.
1445- وَقَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الْوَلِيدِ الْوَصَّافِيُّ، حَدَّثَنِي عَطِيَّةُ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رضي اللَّه عَنْهُ، قَالَ: حَضَرْتُ جَنَازَةً فِيهَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا وُضِعَتْ سَأَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: أَعَلَيْهِ دَيْنٌ؟ فَقَالُوا: نَعَمْ، فَعَدَلَ عَنْهَا، وَقَالَ صلى الله عليه وسلم: صَلُّوا عَلَى صَاحِبِكُمْ، فَلَمَّا رَآهُ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَفَّا، قَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، بَرِئَ مِنْ دَيْنِهِ، أَنَا ضَامِنٌ لِمَا عَلَيْهِ، فَأَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَصَلَّى عَلَيْهِ، ثُمَّ انْصَرَفَ، فَقَالَ: يَا عَلِيُّ، جَزَاكَ اللَّهُ وَالإِسْلامُ خَيْرًا، فَكَّ اللَّهُ رِهَانَكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، كَمَا فَكَكْتَ رِهَانَ أَخِيكَ الْمُسْلِمِ، لَيْسَ مِنْ عَبْدٍ يَقْضِي عَنْ أَخِيهِ دَيْنَهُ إِلا فَكَّ اللَّهُ رِهَانَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَقَامَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَلِعَلِيٍّ خَاصَّةً؟ قَالَ صلى الله عليه وسلم: لا، بَلْ لِعَامَّةِ الْمُسْلِمِينَ.
1446- وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ صَدَقَةَ بْنِ عِيسَى، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَقُولُ: أُتِيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِرَجُلٍ يُصَلِّي عَلَيْهِ، فَقَالَ: عَلَيْهِ دَيْنٌ؟ قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ صلى الله عليه وسلم: إِنْ ضَمِنْتُمْ دَيْنَهُ صَلَّيْتُ عَلَيْهِ.
1447- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي الرَّبِيعِ، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ صَدَقَةَ بْنِ عَبَّادٍ الْيَشْكُرِيُّ، قَالَ: دَخَلْتُ مَعَ أَبِي عَلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقُلْنَا لَهُ: حَدِّثْنَا حَدِيثًا يَنْفَعُنَا اللَّهُ تعالى بِهِ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَمُوتَ، وَلا دَيْنَ عَلَيْهِ فَلْيَفْعَلْ، فَإِنِّي رَأَيْتُ نَبِيَّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أُتِيَ بِجِنَازَةِ رَجُلٍ، وَعَلَيْهِ دَيْنٌ، فَقَالَ: لا أُصَلِّي عَلَيْهِ حَتَّى تَضْمَنُوا دَيْنَهُ، فَإِنَّ صَلاتِي عَلَيْهِ تَنْفَعُهُ فَلَمْ يَضْمَنُوا دَيْنَهُ، وَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْهِ، قَالَ: إِنَّهُ مُرْتَهَنٌ فِي قَبْرِهِ.
1448- قَالَ: وَحَدَّثَنَا عَمَّارٌ، حَدَّثَنَا يُوسُفُ هُوَ ابْنُ عَطِيَّةَ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أُتِيَ بِجِنَازَةٍ لِيُصَلِّيَ عَلَيْهَا، قَالَ: هَلْ عَلَيْهِ دَيْنٌ؟ قَالُوا: نَعَمْ، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السلام نَهَانِي أَنْ أُصَلِّيَ عَلَى مِنْ عَلَيْهِ دَيْنٌ ثُمَّ قَالَ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ صَاحِبَ الدَّيْنِ مُرْتَهَنٌ فِي قَبْرِهِ حَتَّى يُقْضَى عَنْهُ.
1449- وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، حَدَّثَنَا مَيْسَرَةُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ، عَنْ أَبِي عَائِشَةَ السَّعْدِيِّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَابْنِ عباس رَضِيَ اللَّهُ عنهما، قَالا: خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرَ حَدِيثًا طَوِيلا، وَفِيهِ: وَمَنْ أَقْرَضَ مَلْهُوفًا فَأَحْسَنَ طَلَبَهُ فَلْيَسْتَأْنِفِ الْعَمَلَ، وَلَهُ عِنْدَ اللَّهِ تعالى بِكُلِّ دِرْهَمٍ أَلْفُ قِنْطَارٍ لَهُ فِي الْجَنَّةِ، وَمَنْ أَقْرَضَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ فَلَهُ بِكُلِّ دِرْهَمٍ وَزْنُ جَبَلِ أُحُدٍ، وَحِرَاءَ، وَثَبِيرٍ، وَطُورِ سَيْنَاءَ حَسَنَاتٍ، فَإِنْ رَفُقَ بِهِ فِي طَلَبِهِ بَعْدَ حِلِّهِ جُزِيَ عَلَيْهِ بِكُلِّ يَوْمٍ صَدَقَةً، وَجَازَ عَلَى الصِّرَاطِ كَالْبَرْقِ اللامِعِ، لا حِسَابَ عَلَيْهِ وَلا عَذَابَ، وَمَنِ احْتَاجَ إِلَيْهِ أَخُوهُ الْمُسْلِمُ فِي قَرْضٍ، فَلَمْ يُقْرِضْهُ وَهُوَ عِنْدَهُ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ يَوْمَ يَجْزِي الْمُحْسِنِينَ.
1450- وَقَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْعَلاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي كَثِيرٍ، قَالَ: أَنَّ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ جَاءَ يَتَقَاضَى دَيْنًا لَهُ عَلَى رَجُلٍ، فَقَالُوا: قَدْ خَرَجَ، قَالَ: فَأَشْهَدُ أَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ: لَوْ أَنَّ رَجُلا قُتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، ثُمَّ أُحْيِيَ، ثُمَّ قَتَلَ، ثُمَّ أُحْيِيَ، ثُمَّ قَتَلَ لَمْ يَدْخُلِ الْجَنَّةَ حَتَّى يُقْضَى دَيْنُهُ.
1451- وقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا عَبِيدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو مَرْيَمَ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ وَكَانَ بَدْرِيًّا، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَسْتَظِلَّ، أَوْ يُظِلَّهُ اللَّهُ، مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ، أَوْ فَوْحِ جَهَنَّمَ؟ فَقَالَ الْقَوْمُ كُلُّهُمْ: نَحْنُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِرًا أَوْ وَضَعَ عَنْ غَرِيمِهِ.
29- باب لصاحب الحق مقال وفضل من أدى دينه
1452- قَالَ إِسْحَاقُ أنا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم اشْتَرَى مِنْ أَعْرَابِيٍّ جَزُورًا، أَوْ نَاقَةً بِوَسْقِ تَمْرٍ عَجْوَةٍ، وَلَيْسَ عِنْدَهُ، فَأَتَاهُ الأَعْرَابِيُّ يَتَقَاضَاهُ، فَأَخَّرَهُ، فَصَاحَ الأَعْرَابِيُّ: وَاغَدْرَاهُ وَاغَدْرَاهُ فَنَهَرَهُ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: دَعُوهُ، فَإِنَّ لِصَاحِبِ الْحَقِّ مَقَالا فَعَلَ ذَلِكَ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاثًا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: انْطَلِقُوا بِهِ إِلَى خَوْلَةَ بِنْتِ حَكِيمٍ، وَكَانَتْ مِنَ الْمُهَاجِرَاتِ الأُوَلِ اسْتَسْلِفْهَا، فَإِنَّهَا تَجْمَعُ الْعَجْوَةَ فَأَتَوْهَا، فَأَوْفَتْهُ، فَرَجَعَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: قَدْ أَوْفَيْتَ وَأَطْيَبْتَ، فَقَالَ: أَوَ لَيْسَ أُولَئِكَ خِيَارُكُمْ عِنْدَ اللَّهِ، إِنَّ خِيَارَ الْخَلْقِ عِنْدَ اللَّهِ الْمُوفُونَ الْمُطَيِّبُونَ.
1452- أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَوْرَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم اسْتَسْلَفَ مِنْ أَعْرَابِيٍّ بَعِيرًا، فَذَكَرَ نَحْوَهُ، وَقَالَ فِيهِ: فَانْتَهَرَهُ أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم، وَلَمْ يَذْكُرْ مِنَ الْمُهَاجِرَاتِ.
1453- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا عَبْدُ الْغَفَّارِ، عَنْ عَلِيٌّ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي دَاوُدَ، عَنْ بُرَيْدَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِرًا فَإِنَّ لَهُ بِكُلِّ يَوْمٍ صَدَقَةٌ، ثُمَّ قَالَ بَعْدَ ذَلِكَ: مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِرًا كَانَ بِكُلِّ يَوْمٍ مِثْلُ الَّذِي أَنْظَرَهُ قَالَ بُرَيْدَةُ رَضِيَ اللَّهُ عنه: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا هَذَا؟ قَالَ: يؤتى بِكُلِّ يَوْمٍ صَدَقَةٌ قَبْلَ الأَجَلِ، ويؤتى بِكُلِّ يَوْمٍ مِثْلُ الَّذِي أَنْظَرَهُ، صَدَقَةٌ بَعْدَ الأَجَلِ.
1454- وَقَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عبيد، حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ صُهَيْبٍ، عَنْ زَيْدٍ الْعَمِّيِّ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: مَنْ أحب أَنْ يُسْتَجَابَ دَعْوَتُهُ، وَأَنْ يُكْشَفَ كُرْبَتُهُ، فَلْيُفَرِّجْ عَنْ مُعْسِرٍ.
1455- وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ الزُّبَيْرِ، عَنِ الْقَاسِمِ مَوْلَى يَزِيدَ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: انْطُلِقَ بِرَجُلٍ إِلَى بَابِ الْجَنَّةِ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ، فَإِذَا عَلَى الْجَنَّةِ مَكْتُوبٌ: الصَّدَقَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، والقرض الْوَاحِدُ بِثَمَانِيَةَ عَشَرَ، لأَنَّ صَاحِبَ الْقَرْضِ لا يَأْتِيكَ إِلا وَهُوَ مُحْتَاجٌ، وَإِنَّ الصَّدَقَةَ رُبَّمَا وَقَعَتْ فِي يَدِ الغني.
1456- وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ زَمْعَةَ، عَنِ ابْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم مَرَّ بِهِ وَهُوَ مُلازِمٌ رَجُلا فِي أُوقِيَّتَيْنِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم هَكَذَا، أَيْ: ضَعْ عَنْهُ الشَّطْرَ، الْحَدِيثَ قُلْتُ: هُوَ فِي الصَّحِيحِ دُونَ قَوْلِهِ: أُوقِيَّتَيْنِ.