ورمت أن يكون منطقيا، والكمال للعلي الأعلى جل جلاله.
5- موجز تراجم الحسن المثنى وأبنائه رضي الله عنه، إلى المولى محمد بن إدريس الثاني:
فما هي الخطة التي وضعتها لإنجاز ذلك هي:
أ- لمحة عن الحسن المثنى بن الحسن السبط.
هو الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي بن أبي طالب(عبد مناف)بن عبد المطلب(شيبة).
وأمه: خولة بنت منصور الفزارية
وقد ولد حوالي سنة ثلاث وعشرين للهجرة النبوية الشريفة، ولما ولد سماه والده الحسن السبط على نفسه، فعرف بالحسن المثنى.
وتتضارب أقوال المؤرخين في تاريخ ميلاده، ووفاته، إلا أنه من المؤكد أنه ولد بعد ميلاد أخيه لأب زيد الأبلج الذي يذكرون أنه توفي سنة 120ه عن عمر يبلغ 90 سنة حسب قول الأبشيهي، صاحب نور الأبصار، وهو غير مصدر يعتمد عليه.
وقال الصبان في إسعاف الراغبين: إنه عاش مائة سنة100، على أحد الأقوال، وأنه كان أسن من الحسن المثنى، وهذا في مجمله يجعلنا لا نتأكد من صحة تاريخ ميلاد هذين الإمامين، ولا تاريخ وفياتهما.
والعلم عند الله تعالى.
سجاياه واختصاصاته العلمية:
كان رضي الله عنه عالما جليلا، ومحدثا كبيرا، ولغويا مقتدرا، وخطيبا مفوها، وفصيحا من أبرز فصحاء بني هاشم في عهده!
وكان ورعا، وزاهدا، حسن الخلق، وجوادا كريما، وسيدا جليلا مهيبا، وفاضلا رئيسا من الطراز الأول، وشجاعا أبيا، ويعد من أكابر التابعين، وفضلائهم.
كما كان موضع الثقة من جده الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه،الذي يذكر بعض الكتب أنه ولاه على بعض الصدقات لأمانته وكفاءته، وحفظه وعلمه....
وخاض معركة كربلاء مع عمه الحسين السبط رضي الله عنهما؛ فأثخنته الجراح، فانتشله أسماء بن خارجة الفزاري، وكانت من أخواله، وحملته إلى الكوفة، وعالجته حتى شفي، وأنقذته من خطر الموت، إذ كانت مرتزقة الأمويين تريد أن تجهز عليه لما ألفوه في ميدان المعركة مثخنا بالجراح، وعاد إلى المدينة المنورة، ووقف من قضيته موقفا شجاعا، أبيا، مشرفا.
عقبه الطيب المبارك:
أعقب الحسن المثنى رضي الله عنه: خمسة رجال على الأرجح، هم: عبد الله المحض، وإبراهيم والحسن المثلث، وهؤلاء الثلاثة أمهم فاطمة بنت الحسين السبط ابن علي رضي الله عنهم.
وداود، وجعفر، وأمهما أم ولد تدعى حبيبة.
وزاد بعض المؤرخين: علي العابد، ومُحَمَّدٌ، ولم يذكر أمهما؛ إلا أنه من الأكيد أنها غير فاطمة بنت الحسين رضي الله عنه.
وتجدر الإشارة هنا إلى أن الحسن السبط لا عقب له إلا من الحسن المثنى، وزيد الأبلج رضي الله عنهم، وعقب من سواهما درج.
وفاته رضي الله عنه:
لبى الحسن المثنى نداء ربه جل جلاله سنة سبع وتسعين(97) للهجرة النبوية الشريفة عن عمر يقدر بحوالي أربع وسبعين سنة(74)
ب- نبذة عن حياة عبد الله الكامل:
1- ميلاده : يقدر تاريخ ميلاده رضي الله عنه بسنة سبعين(70) للهجرة النبوية الشريفة، وكانت طيبة الغراء مسقط رأسه.
وقد لقب بالمحض لأنه ابن الحسن السبط، وابن الحسين السبط، فهو محض في سلالة فاطمة الزهراء، رضي الله عنها، وعلى كرم الله وجهه، وابن سبطي رسول الله صلى الله عليه وسلم.
كما لقب بالكامل لأنه كامل خلقا، وخلقا، وعلما، وسخاءا وجودا، ومحتدا، وشهامة، وذكاءا، وشجاعة، وإباءا، فهو المحض، وهو الكامل مجازا.
2- سجاياه، ومكانته العلمية:
كان رضي الله عنه عالما متبحرا جليلا، ومحدثا كبيرا حجة، ضابطا، وحافظا؛ له ذكر جميل في عالم المحدثين، وأثر جليل في كتب الصحاح، والسنن، وشيخ من شيوخ الحديث الثقات، الحافظين لحديث جده مرتين صلى الله عليه وسلم.
فروى الحديث عن أمه فاطمة بنت الحسين السبط، رضي الله عنه، وروى عن الإمام أبي بكر بن حزم، وعن عبد الرحمن بن هرمز الأعرج، وعن عكرمة مولى ابن عباس، وعن إبراهيم بن محمد بن طلحة.
وقال الرازي في الجرح والتعديل: إنه روى عن أبيه عن جده.
وروى عنه: ليث بن أبي اسلم، وسفيان الثوري، وابن علية، وعبد الرحمن بن أبي الموالي، وعبد العزيز بن المطلب، وروح بن القاسم البصري، ويزيد بن أسامة بن الهادي، وجهم بن عثمان.
وقال عنه يحيى بن معين، والمغيرة الرازي، وغيرهما: إنه كان إماما ثقة، وروايته صادقة.
كما كان إلى جانب هذا فقيها مجتهدا، وورعا زاهدا، وأديبا ملتزما، وأريحيا شهما وجوادا سخيا كبيرا، وشجاعا أبيا....
وكان يعرف بشيخ الهاشميين في عهده؛ ولما بايع الهاشميون - الذين من بينهم المنصور - ابنه محمد النفس الزكية، وتخلى المنصور عن بيعته وأراد الخلافة لنفسه، وآلت الخلافة الإسلامية إلى بني العباس أودعوه في غياهب السجون، وتلقوا أبناءه بأقسى أنواع التنكيل، من قتل، وتعذيب، وسجن، وامتدت هذه المعاملات الوحشية إلى بعض الأئمة كمالك بن أنس، والنعمان بن ثابت(أبي حنيفة).
وكان موسى الهادي، وأخوه هارون الرشيد من ألد أعدائهم، وأشدهم ذحولا، وحنقا عليهم، بسبب تلك البيعة، ومطالبة محمد النفس الزكية بن عبد الله الكامل بحقه فيها؛ فحدث ما حدث فظن شرا، ولا تسأل عن الخبر !!
3-وفاته رضي الله عنه:
لقي الله خلاصة ريحانتي رسول الله صلى الله عليه وسلم، شيخ بني هاشم، وشيخ المحدثين الإمام عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بعد أن رماه المنصور ضمن جماعة من العلويين في نفق تحت الأرض بالكوفة، وطرحت عليهم أثقال الطين المبلل، كيلا يتمكنوا من حرية التحرك، و بعد أن تعرض هذا الإمام العظيم لما لا يروق ذكره للنفوس المسلمة الأبية من الامتهان، والتعذيب من طرف أبناء عمه العباس بن عبد المطلب؛ ولم يكن إصباح يومهم معهم بأفضل من ليل الأمويين مع أهل البيت النبوي العظيم.
وقد وقع هذا الحادث الفظيع، الأليم في بحر سنة 145ه وقد عاش رضي الله عنه خمسا وسبعين75 سنة.
ولله الأمر من قبل ومن بعد، والأيام أيامه جل شأنه، ويداولها بين الناس.