3- الحسن والحسين:
ومما رواه مسلم والبخاري في صحيحهما، وأحمد في مسنده، وابن ماجه في سننه في فضائل الحسن السبط رضي الله عنه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "اللهم إني أحبه فأحبه، وأَحِبَّ من يحبه". وما من شك يعترينا في أن من أحب شخصا سوف يحب ابنه، وحفيده، إلى ما لا نهاية، إذا كانت هذه المحبة لله، وفيه! وهذا ما يدفع المؤمنين نحو محبة المنتمين لأهل البيت النبوي الشريف، ابتغاء نيل هذه المحبة، التي سألها رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن أحب ريحانتيه، وما انحدر من أعقابهما، وهو مجاب الدعوة قطعا، فليفهم المسلمون ذلك، وليتسابقوا في محبة أهل بيته صلى الله عليه وسلم.
وأخرج الحاكم وصححه عن يحيى العامري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "حسين مني وأنا من حسين اللهم أحب حسينا ومن أحب حسينا، حسين سبط من الأسباط! "
وروى ابن حبان، وابن سعد، وأبو يعلى الموصلي، وابن عساكر عن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من سره أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة" وفي رواية "سيد شباب أهل الجنة فلينظر إلى الحسين بن علي".
وفي الحسنين معا، مما رواه مسلم، والترمذي، والحاكم من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "سيدا شباب أهل الجنة الحسن والحسين".
وأخرج الترمذي من حديث أسامة بن زيد رضي الله عنهما أنه قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم، والحسن والحسين على وركيه فقال: "هذان ابناي وابنا ابنتي اللهم إني أحبهما فَأَحِبَّ من يحبهما".
وهكذا ذكر البخاري فيهما ثمانية أحاديث، وكأنه جمعهما في باب واحد، لما وقع لهما من الاشتراك في كثير من المناقب؛ وقد اختلفت الروايات في ذكر اسم أحدهما دون الآخر؛ مما جعلني أعمد إلى غير البخاري، من أئمة أهل الحديث، لإثبات بعض الأحاديث التي ورد فيها ذكر الحسين سعيا مني حول الشمولية الموجزة، وبالله التوفيق، وعليه قصد السبيل ه.
وحدثنا نصر بن علي الجهضمي بسنده عن علي بن أبي طالب – كرم الله وجهه وعليه السلام- أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أخذ بيد حسن وحسين عليهم السلام وقال: "من أحبني، وأحب هذين وأباهما وأمهما كان معي في درجتي يوم القيامة".
وأخرج سفيان بن وكيع وعبد بن حميد قالا: أخبرنا خالد بن مخلد بسنده عن أسامة بن زيد قال: طرقت النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، ذات ليلة في بعض الحاجة فخرج النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو مشتمل على شيء لا أدري ما هو فلما فرغت من حاجتي قلت: ما هذا الذي أنت مشتمل عليه يا رسول الله؟
فكشفه فإذا حسن وحسين على وركيه، فقال: "هذان إبناي وإبنا إبنتي اللهم إني أحبهما فأحبهما وأحب من يحبهما".
وأخرج الحسين بن حريث بسنده: سمعت أبا بريده يقول: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يخطبنا إذ جاء الحسن والحسين عليهما قميصان أحمران يمشيان ويعثران فنزل رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم من المنبر فحملهما ووضعهما بين يديه ثم قال:
"صدق الله: (إنما أموالكم وأولادكم فتنة): "الأنفال: 28 – نظرت إلى هذين الصبيين... يمشيان ويعثران فلم أصبر حتى قطعت حديثي ورفعتهما".
وروى البخاري في صحيحه عن أبي بكر رضي الله عنه قال: بينما النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يخطب إذ جاء الحسن – رضي الله عنه – قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: "إبني هذا سيد، ولعل الله يصلح به فئتين من المسلمين": قال الحافظ ابن حجر في الفتح: قال المهلب: الحديث دال على أن السيادة لا يستحقها إلا من ينتفع به الناس لكونه علق السيادة بالإصلاح.
يقول الأديب المحب لهذه العترة الطاهرة:
* وَمَهْمَا أُلاَمُ عَلَى حُبِّهِمْ ** فَإِنِّي أُحِبُّ بَنِي فَاطِمَهْ **
* بَنِي بِنْتِ مَنْ جَاءَ بِالْمُحْكَمَا ** تِ وَالدِّينِ وَالسُّنَّةِ الْقَائِمَهْ **