13- باب صلاة الضحى
642- قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، حَدَّثَنَا حَنْظَلَةُ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ، قَالَ: إِنَّ الْحَسَنَ، وَالْحُسَيْنَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا حَدَّثَنا، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُصَلِّي الضُّحَى، وَقَالَ: مَنْ صَلاهَا بُنِيَ لَهُ بَيْتٌ فِي الْجَنَّةِ، وَغُفِرَ لَهُ مَا كَانَ فِي سَاعَاتِ النَّهَارِ مِنْ ذَنْبٍ.
643- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو الأَشْعَثِ، حَدَّثَنَا سلمة ابْنُ رَجَاءٍ، حَدَّثَنَا شَعْثَاءُ، حَدَّثَنَا: رَأَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي أَوْفَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ، فَقَالَتْ لَهُ امْرَأَتُهُ: مَا صَلَّيْتَ إِلا رَكْعَتَيْنِ، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم صَلَّى الضُّحَى رَكْعَتَيْنِ حِينَ بُشِّرَ بِالْفَتْحِ، وَبِرَأْسِ أَبِي جَهْلٍ، قُلْتُ: بَعْضُهُ فِي سُنَنِ ابْنِ مَاجَهْ.
644- إسحاق، حدَّثنا النَّضر بن شُميل، أنا أبو قرة الأسدي: سمعت سعيد بن المسيب يحدث عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال قال: ما من امرئ يأتي فضاء من الأرض فيصلي به الضحى ركعتين ثم يقول: اللهم لك الحمد، أصبحت عبدك، على عهدك، ووعدك، أنت خلقتني، ولم أك شيئًا، أستغفرك لذنبي، فإنه قد أرهقتني ذنوبي، وأحاطت بي، إلا أن تغفرها لي، فاغفرها يا أرحم الراحمين، إلا غفر الله له في ذلك المقعد ذنبه، وإن كان مثل زبد البحر.
645- وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ أَسَدِ بْنِ طَرِيفٍ، عَنْ عُمَيْرِ بْنِ مَأْمُونٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، رَفَعَهُ، مَنْ صَلَّى الْفَجْرَ، ثُمَّ جَلَسَ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ حَرَّمَهُ اللَّهُ عَلَى النَّارِ أَنْ تَطْعَمَهُ، أَوْ تَلْفَحَهُ.
646- إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ وهُوَ ابْنُ سَلَمَةَ، أنا مَعْبَدٌ، أَخْبَرَنِي فُلانٌ رَجُلٌ فِي مَسْجِدِ دِمَشْقَ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: إِنَّ أَبَا ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ جَلَسَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، أَوْ جَلَسَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَيْهِ، فَقَالَ: يَا أَبَا ذَرٍّ، أَصَلَّيْتَ الضُّحَى؟ قَالَ: لا، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: قُمْ فَصَلِّ الضُّحَى، قَالَ: فَصَلَّى ثُمَّ جَاءَ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ.
646- وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ مَعْبَدِ بْنِ هِلالٍ الْعَبْدِيِّ، حَدَّثَنِي رَجُلٌ فِي مَسْجِدِ دِمَشْقَ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ بِنَحْوِهِ.
646- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا هَدِيَّةُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، بِهِ.
647- وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: خَرَجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِلَى حَرَّةِ بَنِي مُعَاوِيَةَ، فَاتَّبَعْتُ أَثَرَهُ، حَتَّى ظَهَرَ عَلَيْهَا، فَصَلَّى الضُّحَى ثَمَانَي رَكَعَاتٍ طَوَّلَ فِيهِنَّ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: يَا حُذَيْفَةُ، طَوَّلْتُ عَلَيْكَ؟ قُلْتُ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إِنِّي سَأَلْتُ اللَّهَ تَعَالَى فِيهِمَا ثَلاثًا، فَأَعْطَانِي اثْنَتَيْنِ، وَمَنَعَنِي وَاحِدَةً: سَأَلْتُهُ أَلا يُظْهَرَ عَلَى أُمَّتِي غَيْرَهَا، فَأَعْطَانِيهَا، وَسَأَلْتُهُ أَنْ لا يُهْلِكَهَا بِالسِّنِينَ، فَأَعْطَانِيهَا، وَسَأَلْتُهُ ألا يَجْعَلَ بَأْسَهَا بَيْنَهَا، فَمَنَعَنِيهَا.
648- َقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، أنا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ رَجُلٍ حَدَّثَهُ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، أَنَّهَا كَانَتْ تُصَلِّي الضُّحَى ثَمَانَي رَكَعَاتٍ قَاعِدَةً، فَقِيلَ لَهَا: إِنَّ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا تُصَلِّيهَا أَرْبَعًا، فَقَالَتْ: إِنَّ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا امْرَأَةً شَابَّةً، وَإِنّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: صَلاةُ الْقَاعِدِ عَلَى النِّصْفِ مِنْ صَلاةِ الْقَائِمِ.
649- وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ صَخْرٍ، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَعْثًا، فَأَعْظَمُوا الْغَنِيمَةَ، وَأَسْرَعُوا الْكَرَّةَ، فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا رَأَيْنَا أَسْرَعَ مِنْهُ كرة ولا أَعْظَمَ غَنِيمَةً مِنْ هَذَا الْبَعْثِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أَلا أُخْبِرُكُمْ بِأَسْرَعَ كَرَّةً، وَأَعْظَمَ غَنِيمَةً مِنْهُ، رَجُلٌ تَوَضَّأَ فِي بَيْتِهِ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ، ثُمَّ عَمَدَ إِلَى الْمَسْجِدِ يُصَلِّي لِلَّهِ صَلاةَ الْغَدَاةِ، ثُمَّ عَقِبَهُ بِصَلاةِ الضُّحَى، فَقَدْ أَسْرَعَ الْكَرَّةَ، وَأَعْظَمَ الْغَنِيمَةَ.
649- رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى فِي مُسْنَدِهِ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ، وَابْنِ حَبَّانَ، عَنْ أَبِي يَعْلَى.
وَأَخْرَجَهُ الْبَزَّارُ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
وَأَخْرَجَهُ الْبَزَّارُ من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، قال: أي أبو هُرَيْرَةَ: فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ...
650- وقَالَ مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يحيى، عن ابن عجلان، عن القعقاع بن حكيم، عن جدته رميثة قالت: رأيت عائشة رضي الله عنها صلت الضحى ثماني ركعات فقلت لها: شيء رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعله، أو شيء أمرك به؟ قالت: ما أنا بمحدثتك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهن شيئًا، ولكن لو نشر لي أبي من القبر على أن أدعهن لم أدعهن.
651- وحدَّثنا يحيى، عن مِسْعَر، عن سعد بن إبراهيم، عن القاسم قال: إن عائشة رضي الله عنها كانت تصلي الضحى فتطيلها.
652- وَثنا يَحْيَى، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: لا يُحَافِظُ عَلَى الدُّعَاءِ إِلا أَوَّابٌ.
653- وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا شِيْخٌ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ أَتَيْنَاهُ عِنْدَ رَأْسِ الثَّنِيَّةِ، قَالَ: عَنْ عُمَرَ الذَّكْوَانِيِّ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّهُ قَالَ: قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَنَا ابْنُ تِسْعِ سِنِينَ، أَوْ عَشْرٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: يَا أَنَسُ، أَكْثِرِ الطُّهُورَ يُزَدْ فِي عُمُرِكَ، وَصَلِّ الضُّحَى، فَإِنَّهَا صَلاةُ الأَوَّابِينَ... الْحَدِيثَ.
وَيَأْتِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى بَقِيَّتُهُ فِي كِتَابِ الْمَوَاعِظِ.
654- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مِعْرُف، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، أَنَّهُ أَخْبَرَهُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَنَّهُ قَالَ لأَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَ، يَا عَمِّ، أَقْبِسْنِي خَيْرًا، قَالَ: نَعَمْ يَا ابْنَ أَخِي، قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: يَا أَبَا ذَرٍّ، إِذَا صَلَّيْتَ الضُّحَى رَكْعَتَيْنِ لَمْ تُكْتَبْ مِنَ الْغَافِلِينَ، وَإِنْ صَلَّيْتَهَا أَرْبَعًا كُتِبْتَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ، وَإِنْ صَلَّيْتَهَا سِتًّا لَمْ يَتْبَعْكَ ذَنْبٌ، وَإِنْ صَلَّيْتَهَا عَشْرًا لَمْ، وَإِنْ صَلَّيْتَهَا اثِنْتَيْ عَشْرَةَ بُنِيَ لَكَ بِهَا بَيْتٌ فِي الْجَنَّةِ.
655 وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، حَدَّثَنَا طَيِّبُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَمْرَةَ، قَالَتْ: سَمِعْتُ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، تَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ: مَنْ صَلَّى الْغَدَاةَ فَقَعَدَ مَقْعَدَهُ فَلَمْ يَلْغُ بِشَيْءٍ مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا، وَيُذْكَرُ اللَّهَ تَعَالَى حَتَّى يُصَلِّيَ الضُّحَى أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ، خَرَجَ مِنْ ذُنُوبِهِ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ، لا ذَنْبَ لَهُ.
656- َقَالَ: حَدَّثَنَا هُدْبَةُ، حَدَّثَنَا الْمُحَارِبِيُّ، حَدَّثَنَا الأَحْوَصُ بْنُ حَكِيمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرٍ، عَنْ عُتْبَةَ بْنِ عَبْدٍ السُّلَمِيِّ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: مَنْ صَلَّى صَلاةَ الصُّبْحِ فِي جَمَاعَةٍ ثُمَّ لَبِثَ فِي مَجْلِسِهِ حَتَّى صَلَّى سُبْحَةَ الضُّحَى، فَلَهُ أَجْرُ حَجَّتِهِ، وَعُمْرَتِهِ.
657- وَقَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ: حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنِ ابْنِ أَبِي أَوْفَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: صَلاةُ الأَوَّابِينِ حِينَ تَرْمَضُ الْفِصَالُ، قُلْتُ: هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ، إِلا أَنَّهُ مَعْلُولٌ، وَالْمَحْفُوظُ فِي هَذَا، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ، كَذَا أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ أَيُّوبَ، وَمِنْ حَدِيثِ قَتَادَةَ أَيْضًا، عَنِ الْقَاسِمِ.
658- وَقَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، نا حُسَامُ بْنُ الْمِصَكِّ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَوْفٍ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ أَرْقَمَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَتَاهُمْ فِي مَسْجِدِ قُبَاءٍ فَرَآهُمْ يُصَلُّونَ الضُّحَى، فَقَالَ: هَذِهِ صَلاةُ الأَوَّابِينَ، قَالَ: فَكَانُوا يُصَلُّونَهَا إِذَا رَمِضَتِ الْفِصَالُ، قُلْتُ: وَهَذَا يُبَايِنُ سِيَاقَ مُسْلِمٍ، فَإِنَّ لَفْظَهُ: أَنَّ زَيْدَ بْنَ أَرْقَمَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ رَأَى قَوْمًا يُصَلُّونَ الضُّحَى فَقَالَ: لَقَدْ عَلِمُوا أَنَّ الصَّلاةَ فِي غَيْرِ هَذِهِ السَّاعَةِ أَفْضَلُ، إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: صَلاةُ الأَوَّابِينَ حِينَ تَرْمَضُ الْفِصَالُ.
659- وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ إِسْحَاقَ، أَنَّهُ سَمِعَ عُمَرَ بْنَ الْحَكَمِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَقُولُ: مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي الضُّحَى قَطُّ، قَالَ عُمَرُ بْنُ الْحَكَمِ: فَذَكَرْتُ هَذَا لِسَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَتْرُكُ الْعَمَلَ كَرَاهِيَةَ أَنْ يَرَاهُ النَّاسُ، فَيَعْمَلُ بِهِ خَالِيًا، وَإِنِّي لأُصَلِّيهَا سَعْدٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ ذَلِكَ، قُلْتُ: مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ هُوَ الْوَاقِدِيُّ وَقَدْ خَالَفَ فِي هَذَا عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
660- وقَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا فُضَيْلُ بْنُ مَرْزُوقٍ، حَدَّثَنِي عَطِيَّةُ، حَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُصَلِّي الضُّحَى حَتَّى لا يُرَى أَنَّهُ تَرَكَهَا، وَيَتْرُكُهَا حَتَّى لا يُرَى أَنْ يُصَلِّيَهَا.
661- َقَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا سفيان، عن يزيد بن أبي زياد، عن عبد الله بن الحارث قال: قال ابن عباس وأتى على هذه الآية: {يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاقِ} [ص: 18] قال: هذه صلاة الأشراق، يعني ثماني ركعات أول النهار.
14- باب حكم تارك الصلاة
662- وقَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَاشِدٍ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: مَنْ تَرَكَ الصَّلاةَ مُتَعَمِّدًا فَقَدْ بَرِئَتْ مِنْهُ ذِمَّةُ اللَّهِ تَعَالَى.
قال عبد الرزاق: وأخبرنا شيخ من أهل الشام، عن مكحول قال: من برئت منه ذمة الله تعالى فقد كفر.
664- أخبرنا بَقيَّة بن الوليد، ثنا إياد بن أبي حُميد قال سمعت مكحولاً يقول فيمن يقول: الصلاة من عند الله تعالى ولا أصليها، والزكاة من عند الله ولا أزكيها، قال: يستتاب فإن تاب وإلا قتل.
665- أخبرنا الموصلي، عن حَمَّاد بن زيد، عن أيوب فيمن يقول: الصلاة من عند الله عز وجل ولا أصليها: يضرب عنقه من ها هنا- وأشار إسحاق إلى قفاه- ليس بين الأئمة فيه خلاف.
15- باب السهو
666- قَالَ مُسَدَّدٌ: حدَّثنا حَمَّاد بن زيد، عن حُميد بن طرخان قال: صلى بنا عبد الله بن شقيق صلاة العصر، فسجد بنا سجدتين، وما رأينا وهمًا، فلما سلم ذكروا ذلك له، قالوا: ما رأينا وهمًا، قال: إني حدثت نفسي.
667- وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا الْمُقْرِئُ، حَدَّثَنَا حَيْوَةُ، أَخْبَرَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ شِمَاسَةَ، قَالَ: صَلَّى عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِالنَّاسِ، فَقَامَ عَنْ تَشَهُّدِهِ، فَصَاحَ بِهِ النَّاسُ، فَقَالُوا: سُبْحَانَ اللَّهِ سُبْحَانَ اللَّهِ فَصَلَّى كَمَا هُوَ، فَلَمَّا أَتَمَّ صَلاتَهُ سَجَدَ سَجْدَتَيْنِ، ثُمَّ قَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّهُ لَمْ يَخْفَ عَلَيَّ الَّذِي أَرَدْتُمْ، وَلَمْ يَمْنَعْنِي مِنَ الْجُلُوسِ إِلا الَّذِي صَنَعْتُ مِنَ السُّنَّةِ.
667- وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، قَالَ: إِنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ شِمَاسَةَ حَدَّثَهُ، أَنَّ عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَامَ فِي صَلاتِهِ، فَذَكَرَ مِثْلَهُ.
668- وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَعْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّهُ نَهَضَ فِي الرَّكْعَتَيْنِ فَسَبَّحُوا بِهِ، فَاسْتَتَمَّ قَائِمًا، ثُمَّ سَجَدَ سَجْدَتَيِ السَّهْوِ حَتَّى انْصَرَفَ، قَالَ: كُنْتُمْ تَرَوْنَنِي أَجْلِسُ؟ إِنِّي صَنَعْتُ كَمَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَصْنَعُ.
668- وقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ النَّاقِدُ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، قَالَ عَمْرٌو: لَمْ أَسْمَعْ أَحَدًا رَفَعَهُ غَيْرَ أَبِي مُعَاوِيَةَ.
668- قَالَ: وَحَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، فَذَكَرَهُ مَوْقُوفًا.
وَرَوَاهُ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُبَيْلٍ، عَنْ قَيْسٍ، عَنِ الْمُغِيرَةِ.
669- وقال الحارث: حدَّثنا عاصم بن علي، ثنا عِكْرِمة بن عمار، عن ضمضم بن جَوْس قال: دخلت على أبي هريرة، وعبد الله بن حنظلة رضي الله عنهما، وهما قاعدان في المسجد، حين زالت الشمس، فقال عبد الله بن حنظلة رضي الله عنه: صلى بنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه صلاة المغرب، فلم يقرأ في الركعة الأولى فسها، فلما قام في الركعة الثانية قرأ بأم القرآن وسورة، ثم عاد فقرأ بأم القران وسورة، ثم مضى حتى قضى صلاته، ثم سجد سجدتي السهو.
670- حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ، أنا ثَابِتٌ، عَنْ صِلَةَ رَحِمَهُ اللَّه تِعَالى، قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: مَنْ صَلَّى صَلاةً لا يَذْكُرُ فِيهَا شَيْئًا مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا، لَمْ يَسْأَلِ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ فِيهَا شَيْئًا، إِلا أَعْطَاهُ اللَّهُ إِيَّاهُ.
671- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا الْعَلاءُ بْنُ هِلالٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ، عَنْ أَبِي الْفَيْضِ، عَنْ مُعَاوِيَةَ السُّلَمِيِّ، قَالَ: صَلَّى بِنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما الْمَغْرِبَ ثَلاثًا، فَقَامَ فِي رَكْعَتَيْنِ فَسَبَّحُوا بِهِ، فَأَوْمَأَ إِلَيْهِمْ، فَلَمَّا قَضَى صَلاتَهُ وسَلَّمَ انْصَرَفَ فَخَطَبَهُمْ، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَعَلَ كَالَّذِي رَأَيْتُمُونِي فَعَلْتُ، وَلَوْلا أَنِّي رَأَيْتُهُ فَعَلَهُ لَمْ أَفْعَلْهُ.
672- حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا حَكِيمُ بْنُ نَافِعٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: سَجْدَتَا السَّهْوِ تُجْزِئَانِ مِنْ كُلِّ زِيَادَةٍ وَنَقْصٍ.
672- وَحَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ بِشْرٍ الأَسَدِيُّ، حَدَّثَنَا حَكِيمُ بْنُ نَافِعٍ، فَذَكَرَهُ.
حَكِيمٌ ضَعِيفٌ.
7- أبواب الجمعة
1- باب فضل الجمعة والساعة التي ترجى فيها إجابة الدعاء
673- قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: جَاءَنِي جِبْرِيلُ عَلَيْهِ الصَّلاةُ والسَّّلامُ بِمِرْآةٍ بَيْضَاءَ فِيهَا نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ، فَقُلْتُ: مَا هَذِهِ؟ قَالَ: هَذِهِ الْجُمُعَةُ فِيهَا سَاعَةٌ.
673- وَحَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى الْحِمْيَرِيُّ، حَدَّثَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ حُمْرَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ خُمَيْرٍ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: عُرِضَتْ عَلَيَّ الأَيَّامُ، فَعُرِضَ عَلَيَّ مِنْهَا يَوْمُ الْجُمُعَةِ، فَإِذَا هِيَ كَالْمِرْآةِ الْحَسْنَاءِ، وإذا فِي وَسَطِهَا نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ، فَقُلْتُ: مَا هَذَا السَّوْاد؟ قَالَ: هَذِهِ السَّاعَةُ.
- وَحَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُحَارِبِيُّ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ عُثْمَانَ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أَتَانِي جِبْرِيلُ عَلَيْهِ الصَّلاةُ والسِّلامُ بِالْجُمُعَةِ، وَهِيَ كَالْمِرْآةِ البَيْضَاءِ فِيهَا كَالنُّكْتَةِ السَّوْدَاءِ، فَقُلْتُ: يَا جِبْرِيلُ، مَا هَذِهِ؟ قَالَ: هَذِهِ الْجُمُعَةُ، قُلْتُ: وَمَا الْجُمُعَةُ؟ قَالَ: لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ، قُلْتُ: وَمَا لَنَا فِيهَا؟ قَالَ: تَكُونُ عِيدًا لَكَ وَلِقَوْمِكَ مِنْ بَعْدَكَ، وَيَكُونُ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى تَبَعًا لَكَ، قُلْتُ: وَمَا لَنَا فِيهَا؟ قَالَ: لَكُمْ فِيهَا سَاعَةٌ لا يُوَافِقُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ يَسْأَلُ اللَّهَ تَعَالَى فِيهَا شَيْئًا مِنْ أُمُورِ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ إِلا أَعْطَاهُ اللَّهُ إِيَّاهُ إِنْ كَانَ لَهُ فِيهَا قَسْمٌ، وَإِلا ادَّخَرَ لَهُ عِنْدَهُ مَا هُوَ أَفْضَلُ مِنْهُ إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ بِقَسْمٍ، أَوْ تَعَوَّذَ بِهِ مِنْ شَرٍّ هُوَ عَلَيْهِ مَكْتُوبٌ إِلا دَفَعَ عَنْهُ مِنَ الْبَلاءِ مَا هُوَ أَعْظَمُ مِنْهُ، قُلْتُ: وَمَا ذَاكَ؟ قَالَ: لأَنَّ رَبَّكَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى اتَّخَذَ فِي الْجَنَّةِ وَادِيًا مِنْ مِسْكٍ أَبْيَضَ، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ هَبَطَ مِنْ عِلِّيِّينَ عَلَى كُرْسِيِّهِ، ثُمَّ حُفَّ الْكُرْسِيُّ بِمَنَابِرَ مِنْ ذَهَبٍ مُكَلَّلَةٍ بِالْجَوَاهِرِ، ثُمَّ جِيءَ بِالنَّبِيِّينَ فَيَجْلِسُونَ عَلَيْهَا، ثُمَّ تُحَفُّ الْمَنَابِرُ بِكَرَاسِيَّ مِنْ نُورٍ، ثُمَّ يَجِيءُ بِالشُّهَدَاءِ حَتَّى يَجْلِسُوا عَلَيْهَا، وَيَنْزِلُ أَهْلُ الْغُرَفِ فَيَجْلِسُونَ عَلَى الْكَثِيبِ، ثُمَّ يَتَجَلَّى لَهُمْ رَبُّهُمْ، ثُمَّ يَقُولُ: سَلُونِي أُعْطِكُمْ، فَيَسْأَلُونَهُ الرِّضَا، فَيُشْهِدُهُمْ أَنَّهُ قَدْ رَضِيَ عَنْهُمْ، قَالَ: فَيُفْتَحُ لَهُمْ مَا لَمْ تَرَ عَيْنٌ، وَلَمْ تَسْمَعَ أُذُنٌ، وَلَمْ يَخْطُرْ عَلَى قَلْبِ بِشْرٍ، قَالَ: وَذَلِكُمْ مِقْدَارُ انْصِرَافِكُمْ مِنَ الْجُمُعَةِ، قَالَ: ثُمَّ يَرْتَفِعُ وَيَرْتَفِعُ مَعَهُ النَّبِيُّونَ وَالصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاءُ، وَيَرْجِعُ أَهْلُ الْغُرَفِ إِلَى غُرَفِهِمْ، وَهِيَ دُرَّةٌ بَيْضَاءُ، أَوْ دُرَّةٌ حَمْرَاءُ، أَوْ زَبَرْجَدَةٌ خَضْرَاءُ فِيهَا غُرَفُهَا وَأَبْوَابُهَا، مُطَّرِدَةٌ أَنْهَارُهَا، رَفِيعَةٌ ثِمَارُهَا مُتَدَلِّيَةٌ، لَيْسَ فِيهَا غَمٌّ، وَلا هَمٌّ، قال: فَلَيْسُوا عَلَى شَيْءٍ بِأَحْوَجَ مِنْهُمْ إِلَى يَوْمِ الْجُمُعَةِ لِيَزْدَادُوا إِلَى رَبِّهِمْ نَظَرًا، وَيَزْدَادُوا مِنْهُ كَرَامَةً.
إسناده ضعيف.
- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، حَدَّثَنَا الصَّعْقُ بْنُ حَزْنٍ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَكَمِ الْبُنَانِيُّ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَ، فَذَكَرَ نَحْوَهُ، وَفِيهِ: وَنَحْنُ نَدْعُوهُ عِنْدَنَا يَوْمَ الْمَزِيدِ، قُلْتُ: وَمَا الْمَزِيدُ؟ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ جَعَلَ فِي الْجَنَّةِ وَادِيًا أَفْيَحَ، وَجَعَلَ فِيهِ كُثْبَانًا مِنَ الْمِسْكِ، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْجُمُعَةُ نَزَلَ فِيهِ، وَقَالَ: اكْسُوا عِبَادِي، أَطْعِمُوا عِبَادِي، اسْقُوا عِبَادِي، طَيِّبُوا عِبَادِي، ثُمَّ يَقُولُ: مَاذَا تُرِيدُونَ؟ قَالُوا: نُرِيدُ رِضْوَانَكَ رَبَّنَا، فَيَقُولُ: قَدْ رَضِيتُ عَنْكُمْ، فَيَنْطَلِقُونَ، وَتَصْعَدُ الْحُورُ الْعِينُ إِلَى الْغُرَفِ مِنْ زُمُرُّدَةٍ خَضْرَاءَ، أَوْ يَاقُوتَةٍ حَمْرَاءَ حَمْرَاءَ.
هَذَا آخِرُ الْحَدِيثِ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ، وَلَمْ يَذْكُرْ مَا بَعْدَهُ، وَإِسْنَادُهُ أَجْوَدُ مِنَ الأَوَّلِ.
- وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبَانَ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ، وَالْجُمُعَةُ إِلَى الْجُمُعَةِ كَفَّارَاتٌ لَمَّا بَيْنَهُنَّ مَا اجْتُنِبَتِ الْكَبَائِرُ، فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَإِنَّ الْجُمُعَةَ لَتُكَفِّرُ إِلَى الْجُمُعَةِ؟ قَالَ: نَعَمْ، وَيَزِيدُ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ، وَإِنَّ فِيهَا لَسَاعَةً لا يُوَافِقُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ يَسْأَلُ اللَّهَ تَعَالى فِيهَا خَيْرًا إِلا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ، وَعُرِضَ عَلَيَّ الأَيَّامُ، فَرَأَيْتُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فِيهَا كَأَنَّهَا مَرْآةٌ بَهَاءً وَنُورًا، فَسَرَّنِي، ثُمَّ رَأَيْتُ فِيهِ نُكْتَةً سَوْدَاءَ، فَسَأَلْتُ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ الصَّلاةُ السَّلامُ، فَقَالَ: هِيَ السَّاعَةُ الَّتِي تَقُومُ فِيهَا الْقِيَامَةُ.
674- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ عَوَّامٍ الْبَصْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَلَيْلَةَ الْجُمُعَةِ أَرْبَعَةٌ وَعِشْرُونَ سَاعَةً، لَيْسَ فِيهَا سَاعَةٌ إِلا وَلِلَّهِ تَعَالى فِيهَا سِتُّمِائَةِ عَتِيقٍ مِنَ النَّارِ، قَالَ: فَخَرَجْنَا مِنْ عِنْدِهِ فَدَخَلْنَا عَلَى الْحَسَنِ فَذَكَرْنَا لَهُ حَدِيثَ ثَابِتٍ، فَقَالَ: سَمِعْتُهُ، وَزَادَ عَلَيْهِ: كُلُّهُمْ قَدِ اسْتَوْجَبَ النَّارَ.
674- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَحْرٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ، حَدَّثَنَا الأَزْوَرُ بْنُ غَالِبٍ، عَنْ ثَابِتٍ، وَسُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَ، نَحْوَهُ، لَكِنْ قَالَ فِيهِ سِتُّمِائَةِ أَلْفِ عَتِيقٍ، وَقَالَ فِي آخِرِهِ: قَالَ أَحَدُهُمَا: كُلُّهُمْ قَدِ اسْتَوْجَبَ النَّارَ.
674- وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَحْرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو مَيْمُونٍ شَيْخٌ بَصَرِيُّ، عَنْ ثَابِتٍ، مِثْلَهُ، وَقَالَ: فِي كُلُّ سَاعَةٍ مِنْ سَاعَاتِ الدُّنْيَا، وَقَالَ: كُلُّهُمْ قَدِ اسْتَوْجَبَ النَّارَ.
675- وَقَالَ إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُحَارِبِيُّ، حَدَّثَنَا الأَصْبَغُ، عَنْ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ رَاشِدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ: إِنَّ فِي الْجُمُعَةِ لَسَاعَةً لا يُوَافِقُهَا مُسْلِمٌ يَدْعُو بِخَيْرٍ إِلا اسْتُجِيبَ، فَقَالَتْ فَاطِمَةُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَأَيَّةُ سَاعَةٍ هِيَ؟ قَالَ: إِذَا تَدَلَّتِ الشَّمْسُ لِلْغُرُوبِ، وَكَانَتْ فَاطِمَةُ تَقُولُ لِغُلامٍ يُقَالُ لَهُ أَرْبَدُ: أَصْعَدِ على الظراب، فَإِذَا رَأَيْتَ الشَّمْسَ تَدَلَّتْ لِلْغَرْوبِ فَأَخْبِرْنِي، فَيُخْبِرُهَا، وَكَانَتْ تَقُومُ إِلَى مَسْجِدِهَا فَلا تَزَالُ تَدْعُو حَتَّى تَغْرُبَ الشَّمْسُ ثُمَّ تُصَلِّي، قُلْتُ: زَيْدٌ لَمْ يُدْرِكْ فَاطِمَةَ، وَسَعِيدُ بْنُ رَاشِدٍ وَاهٍ.
676- وَقَالَ إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ: حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، حَدَّثَنَا أَبُو نُصَيْرَةَ الْوَاسِطِيُّ، قال: سَمِعْتُ أَبَا رَجَاءٍ الْعُطَارِدِيَّ يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، إِنَّ أَعْرَابِيًّا أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: بَلَغَنِي أَنَّكَ تَقُولُ: الْجُمُعَةُ إِلَى الْجُمُعَةِ، وَالصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ كَفَّارَاتٌ لِمَا بَيْنَهُنَّ، لِمَنِ اجْتَنَبَ الْكَبَائِرَ؟ فَقَالَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: نَعَمْ، ثُمَّ زَادَهُ فَقَالَ: الْغُسْلُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ كَفَّارَةٌ، وَالْمَشْيُ إِلَى الْجُمُعَةِ كَفَّارَةٌ كُلُّ قَدَمٍ منهما لعمل بِعَمَلِ عِشْرِينَ سَنَةً، فَإِذَا فَرَغَ مِنْ صَلاةِ الْجُمُعَةِ أُجِيزَ بِعَمَلِ مِائَتَيْ سَنَةٍ.
676- أَخْبَرَنَا بَقِيَّةُ، عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ حَمْزَةَ، عَنْ أَبِي نُصَيْرَةَ، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ، عَنْ عِمْرَانَ، وَأَبِي بَكْرٍ رَضِيَ عنهما، قَالا: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: مَنِ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ كُفِّرَتْ عَنْهُ ذُنُوبُهُ، وَخَطَايَاهُ، فَإِذَا أَخَذَ فِي الْمَشْيِ كَانَ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ عَمَلُ عِشْرِينَ سَنَةً، فَإِذَا فَرَغَ مِنَ الْجُمُعَةِ أُجِيزَ بِعَمَلِ مِائَتَيْ سَنَةٍ، قَالَ إِسْحَاقُ: الضَّحَّاكُ بْنُ حَمْزَةَ ثِقَةٌ فِي الْحَدِيثِ.
677- حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرِ بْنُ الطَّبَّاعِ، حَدَّثَنَا مَخْلَدٌ، عَنْ هُشَيْمٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، قَالَ: كُنَّا نَسْتَحِبُّ أَنْ لا يَجْعَلَ بَيْنَ غُسْلِ الْجُمُعَةِ وَالصَّلاةِ حَدَثًا وَيَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إِذَا أَتَى أَحَدُكُمُ الْجُمُعَةَ فَلْيَغْتَسِلْ.
678- وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ، حَدَّثَنِي قَيْسُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: إِنَّهُ سُئِلَ عَنِ السَّاعَةِ الَّتِي فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ، فَقَالَ: اللَّهُ أَعْلَمُ، إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى خَلَقَ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلامَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ بَعْدَ الْعَصْرِ، فَخَلَقَهُ مِنْ قَبْضَةٍ قَبَضَهَا مِنْ أَدِيمِ الأَرْضِ كُلِّهَا، أَلا تَرَى مِنْ ذُرِّيَّتِهِ الأَحْمَرَ وَالأَسْوَدَ، وَالْخَبِيثَ، وَالطَّيِّبَ؟ ثُمَّ عَهِدَ إِلَيْهِ فَنَسِيَ، فَمِنْ ثَمَّةَ سُمِّيَ الإِنْسَانُ، فَبِاللَّهِ مَا غَابَتِ الشَّمْسُ مِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ حَتَّى أُهْبِطَ إِلَى الدُّنْيَا.