الجزء الثاني
4- كتاب الصلاة
1- باب فضل الصلاة
209- قَالَ مُسَدَّدٌ: حدَّثنا حماد، عن أبي قِلابة قال: إن عمر رضي الله عنه أتى على معاذ رضي الله عنه وهو في ناس من أصحابه، فقال: يا معاذ ما قوام هذا الأمر؟ قال: الإخلاص، وهي الفطرة، والصلاة، وهي الملة والطاعة.
210- قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا النَّضْرُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ وَهُوَ ابْنُ سَلَمَةَ، أبنا مَعْبَدٌ، أَخْبَرَنَا فُلانٌ، وَهُوَ فِي مَسْجِدِ دِمَشْقَ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: إِنَّ أَبَا ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ جَلَسَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ مِثْلَ حَدِيثٍ قَبْلَهُ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَمَا الصَّلاةُ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: خَيْرٌ مَوْضُوعٌ، فَمَنْ شَاءَ أَقَلَّ مِنْهُ، وَمَنْ شَاءَ أَكْثَرَ.
211- قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا بِشْرٌ هُوَ ابْنُ الْمُفَضَّلِ، حَدَّثَنَا مُهَاجِرٌ أَبُو مَخْلَدٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: أَوَّلُ مَا يُحَاسَبُ بِهِ الْعَبْدُ طُهُورُهُ، فَإِنْ أَحْسَنَ طُهُورَهُ فَصَلاتُهُ كَنَحْوِ طُهُورِهِ، ثُمَّ يُحَاسَبُ بِصَلاتِهِ، إِنْ حَسُنَتْ صَلاتُهُ فَسَائِرُ عَمَلِهِ كَنَحْوٍ مِنْ صَلاتِهِ.
212- وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا عِيسَى هُوَ ابْنُ الْمُخْتَارِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: أَرَأَيْتَ رَجُلا قَرَأَ أَوَّلَ اللَّيْلِ ثُمَّ سَرَقَ آخِرَهُ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إِذَا قَرَأَ أَوَّلَهُ حَجَزَهُ آخِرُهُ أَنْ يَسْرِقَ، اجْلِسْ.
2- باب عظم قدر الصلاة
213- قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سَوَّارٍ أَبُو الْعَلاءِ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، أَنَّ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَزْدِيَّ، حَدَّثَهُ قَالَ سَمِعْتُ ابْنَ عَائِذٍ، يَقُولُ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي جَنَازَةِ رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، وَفِيهِ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: يَا عُمَرُ إِنَّكَ لا تُسْأَلُ عَنْ أَعْمَالِ النَّاسِ، وَلَكِنْ تُسْأَلُونَ عَنِ الصَّلاةِ.
214- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْكَلاعِيُّ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ أَبِي عَطِيَّةَ، قَالَ: إِنَّ رَجُلا تُوُفِّيَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: يَا عُمَرُ، إِنَّكَ لا تُسْأَلُ عَنْ أَعْمَالِ النَّاسِ، فَذَكَرَهُ بِتَمَامِهِ وَسَيَأْتِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى فِي الْجَنَائِزِ.
215- وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: أَوَّلُ مَا يُحَاسَبُ بِهِ الْعَبْدُ صَلاتُهُ، يَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لِلْمَلائِكَةِ: انْظُرُوا إِلَى صَلاةِ عَبْدِي، فَإِنْ وَجَدُوهَا كَامِلَةً كُتِبَتْ كَامِلَةً، وَإِنْ وَجَدُوا مِنْهَا شَيْئًا، قَالَ: انْظُرُوا هَلْ تَجِدُونَ لِعَبْدِي تَطَوُّعًا، فَتُكْمَلُ صَلاتُهُ مِنْ تَطَوُّعِهِ، ثُمَّ تُؤْخَذُ الأَعْمَالُ عَلَى قَدْرِ ذَلِكَ، هَذَا أَوْ نَحْوَهُ.
215- وقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا أبو الربيع الزهراني، ثنا حماد- هو ابن زيد- به وأتم منه وأوله: إن أول ما افترض الله تعالى على الناس من أمر دينهم الصلاة، وآخر ما يبقى الصلاة، وأول ما يحاسبون به الصلاة، يقول: انظروا في صلاة عبدي،.. فذكره، إلى أن قال: فإن وجد له تطوع أتمت الفريضة من التطوع، ثم قال: انظروا هل زكاته تامة، فإن وجدت زكاته تامة كتبت تامة، وإن وجدت ناقصة، قال: انظروا هل له صدقة، فإن كانت له تمت زكاته من الصدقة.
216- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الأَنْصَارَيِّ، حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ، عَنْ أَبِي مَرْوَانَ الأَسْلَمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: جِئْنَا أَبَا ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَنَحْنُ سِتَّةُ نَفَرٍ سَادِسُنَا رَجُلٌ مِنْ جُهَيْنَةَ، وَنَحْنُ مِنْ أَسْلَمَ، فَوَجَدْنَاهُ مُرْتَحِلا مِنَ الْمَدِينَةِ، فَقَالَ: مَرْحَبًا بِكُمْ، مَا جَاءَ بِكُمْ؟ قَالُوا: جِئْنَا نُسَلِّمُ عَلَيْكَ، وَنَقْتَبِسُ مِنْكَ، قَالَ: نَعَمْ، سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ مَنْ لَقِيَ اللَّهَ تَعَالَى بِهِنَّ لَمْ يُنْقِصْ مِنْهُنَّ شَيْئًا غَفَرَ اللَّهُ لَهُ ذُنُوبَهُ وَإِنْ كَانَتْ مِلْءَ الأَرْضِ، فَقُلْنَا: فَكَيْفَ لِمَا مَضَى مِنَ الْجَاهِلِيَّةِ؟ قَالَ: يَمْحُوهُ التُّقَى، مَرَّتَيْنِ، فَقَالَ لَهُ الْجُهَنِيُّ: أَسَمِعْتَ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ أَيَحِلُّ لِرَجُلٍ أَنْ يَكْذِبَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ؟
217- وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ، حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، هُوَ الأَيْلِيُّ، عَنْ أَنَسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: يَا أَنَسُ إِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَكُونَ أَبَدًا تُصَلِّي، فَإِنَّ الْمَلائِكَةَ أَبَدًا تُصَلِّي عَلَيْكَ مَا دُمْتَ تُصَلِّي.
218- وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ قُتَيْبَةَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: اسْتَقِيمُوا وَلَنْ تُحْصُوا، وَاعْلَمُوا أَنَّ خَيْرَ أَعْمَالِكُمُ الصَّلاةُ، وَلا يُحَافِظُ عَلَى الْوُضُوءِ إِلا مُؤْمِنٌ، قُلْتُ: هَذَا مَقْلُوبٌ، وَالْمَحْفُوظُ عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ ثَوْبَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
حَدِيثُ مَيْمُونَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: مَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِمِثْلِ أَدَاءِ فَرِيضَتِي يَأْتِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى فِي صَلاةِ النَّافِلَةِ.
219- وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ ح قَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، قَالا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: قَالَ لِي جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ: حُبِّبَتْ إِلَيْكَ الصَّلاةُ، فَخُذْ مِنْهَا مَا شِئْتَ.
220- وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، حَدَّثَنَا أَبُو الأَشْهَبِ، عَنِ الْحَسَنِ، رَفَعَهُ، الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ، وَالْجُمُعَةُ إِلَى الْجُمُعَةِ كَفَّارَاتٌ لِمَا بَيْنَهُنَّ مَا اجْتُنِبَتِ الْكَبَائِرُ.
221- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الزِّبْرِقَانِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مَثَلُ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ كَمَثَلِ نَهَرٍ عَذْبٍ جَارٍ أَوْ غَمْرٍ عَلَى بَابِ أَحَدِكُمْ، يَغْتَسِلُ مِنْهُ كُلَّ يَوْمٍ خَمْسَ مَرَّاتٍ، مَا يَبْقَى مِنْ دَرَنِهِ؟
222- حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ، حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ صَخْرٍ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَنَسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: مَنْ صَلَّى الْغَدَاةَ وَأُصِيبَتْ ذِمَّتُهُ، فَقَدِ اسْتُبِيحَ حِمَى اللَّهِ تَعَالَى، وَخُفِرَتْ ذِمَّتُهُ، فَأَنَا طَالِبٌ بِذِمَّتِهِ.
223- وَحَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ نُصَيْرٍ، مَوْلَى مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الأَنْصَارِيُّ، عَنْ يُونُسَ أَبِي عِمْرَانَ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ جَدَّتِهِ أُمِّ أَنَسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، أَنَّهَا قَالَتْ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقُلْتُ لَهُ: جَعَلَكَ اللَّهُ فِي الرَّفِيقِ الأَعْلَى مِنَ الْجَنَّةِ، وَأَنَا مَعَكَ، قَالَ: آمِينَ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، عَلِّمْنِي عَمَلا صَالِحًا أَعْمَلُهُ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: أَقِيمِي الصَّلاةَ فَإِنَّهَا أَفْضَلُ الْجِهَادِ، اهْجُرِي الْمَعَاصِيَ فَإِنَّهَا أَفْضَلُ الْهِجْرَةِ، وَاذْكُرِي اللَّهَ كَثِيرًا فَإِنَّ أَحَبَّ الأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى أَنْ تَلْقَيْهِ بِهِ.