عرض مشاركة واحدة
قديم 12-22-2012, 09:54 PM   #1
عبدالمنعم الصافي

الصورة الرمزية عبدالمنعم الصافي



عبدالمنعم الصافي is on a distinguished road

افتراضي حكم التهنئة براس السنة الميلادية


حكم التهنئة برأس السنة الميﻼدية
( الكريسماس ) ... للشيخ العثيمين رحمه
الله
----------------------------
قال الشيخ اﻹمام محمد بن صالح
العثيمين رحمه الله:
" تهنئة الكفار بعيد الكريسماس أو غيره
من أعيادهم الدينية حرام باﻻتفاق ، كما
نقل ذلك ابن القيم رحمه الله في كتابه
" أحكام أهل الذمة " ، حيث قال : " وأما
التهنئة بشعائر الكفر المختصة به فحرام
باﻻتفاق ، مثل أن يهنئهم بأعيادهم
وصومهم ، فيقول : عيد مبارك عليك ، أو
تهنأ بهذا العيد ونحوه ، فهذا إن سلم قائله
من الكفر فهو من المحرمات ، وهو
بمنزلة أن تهنئه بسجوده للصليب ، بل
ذلك أعظم إثما عند الله ، وأشد مقتا من
التهنئة بشرب الخمر وقتل النفس ،
وارتكاب الفرج الحرام ونحوه . وكثير
ممن ﻻ قدر للدين عنده يقع في ذلك ،
وﻻ يدري قبح ما فعل ، فمن هنأ عبدا
بمعصية أو بدعة أو كفر فقد تعرض
لمقت الله وسخطه " . انتهى كﻼمه
رحمه الله . وإنما كانت تهنئة الكفار
بأعيادهم الدينية حراما وبهذه المثابة
التي ذكرها ابن القيم ﻷن فيها إقرارا لما
هم عليه من شعائر الكفر ، ورضا به
لهم ، وإن كان هو ﻻ يرضى بهذا الكفر
لنفسه ، لكن يحرم على المسلم أن
يرضى بشعائر الكفر أو يهنئ بها غيره ،
ﻷن الله تعالى ﻻ يرضى بذلك ، كما قال
الله تعالى : (إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ
عَنْكُمْ وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِنْ
تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ) الزمر/7 . وقال
تعالى : (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ
وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ
الْإِسْلَامَ دِينًا) المائدة/3 . وتهنئتهم بذلك
حرام ، سواء كانوا مشاركين للشخص
في العمل أم ﻻ . وإذا هنئونا بأعيادهم
فإننا ﻻ نجيبهم على ذلك ؛ ﻷنها ليست
بأعياد لنا ، وﻷنها أعياد ﻻ يرضاها الله
تعالى ، ﻷنها إما مبتدعة في دينهم ، وإما
مشروعة ، لكن نسخت بدين اﻹسﻼم
الذي بعث الله به محمداً صلى الله عليه
وسلم ، إلى جميع الخلق ، وقال فيه :
(وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ
وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنْ الْخَاسِرِينَ) آل
عمران/85 . وإجابة المسلم دعوتهم
بهذه المناسبة حرام ، ﻷن هذا أعظم من
تهنئتهم بها ، لما في ذلك من مشاركتهم
فيها . وكذلك يحرم على المسلمين
التشبه بالكفار بإقامة الحفﻼت بهذه
المناسبة ، أو تبادل الهدايا أو توزيع
الحلوى ، أو أطباق الطعام ، أو تعطيل
اﻷعمال ونحو ذلك ؛ لقول النبي صلى
الله عليه وسلم : (من تشبه بقوم فهو
منهم) . قال شيخ اﻹسﻼم ابن تيمية في
كتابه : "اقتضاء الصراط المستقيم
مخالفة أصحاب الجحيم" : " مشابهتهم
في بعض أعيادهم توجب سرور قلوبهم
بما هم عليه من الباطل ، وربما
أطمعهم ذلك في انتهاز الفرص
واستذﻻل الضعفاء " . انتهى كﻼمه
رحمه الله . ومن فعل شيئا من ذلك فهو
آثم ، سواء فعله مجاملة ، أو توددا ، أو
حياء ، أو لغير ذلك من اﻷسباب ، ﻷنه
من المداهنة في دين الله ، ومن أسباب
تقوية نفوس الكفار وفخرهم بدينهم .
والله المسئول أن يعز المسلمين
بدينهم ، ويرزقهم الثبات عليه ، وينصرهم
على أعدائهم ، إنه قوي عزيز " . انتهى

من مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين" (3/44) .

عبدالمنعم الصافي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس