.قصيدة: يا للرجالِ لدمعٍ هاجَ بالسننِ
يا للرجالِ لدمعٍ هاجَ بالسننِ ** إنّي عجِبْتُ لمَنْ يبكي على الدِّمَنِ
إني رأيتُ أمينَ اللهِ مضطهداً ** عثمانَ رهناً لدى الأجداثِ والكفنِ
يا قاتلَ اللهُ قوماً كان شأنهمُ ** قتلُ الإمامِ الأمنِ المسلمِ الفطنِ
ما قاتَلوه على ذَنْبٍ ألَمّ بِهِ ** إلا الذي نطقوا زوراً ولم يكنِ
إذا تذكرتهُ فاضتْ بأربعةٍ ** عَيني بدمْعٍ، على الخَدّينِ، مُحتتنِ

.قصيدة: ومسترقِ النخامةِ مستكينٍ
ومسترقِ النخامةِ مستكينٍ ** لوقعِ الكأسِ، مختلسِ البيانِ
حَلَفْتُ لَهُ بهَا حجّتْ قُرَيشٌ ** وكلِّ مشعشعِ مِ الخمرِ آنِ
لتصطحبنْ، وإن أعرضتَ عنها ** ولوْ أني بحيبتهِ سقاني
فطافتْ طوفتينِ، فقالَ: زدني ** وَدَبّتْ في الأخادِعِ والبَنَانِ
فلمْ أعْرِفْ أخي حتّى اصْطَبَحْنا ** ثلاثاً، فانبرى خذمَ العنانِ
فَلاَنَ الصّوْتُ، فانبسَطتْ يداهُ ** وكان كأنهُ في الغلّ عانِ
وراحَ ثيابهُ الأولى سواها ** بلا بيعٍ، أميمَ، ولا مهانِ

.قصيدة: وَمُمسكٍ بِصُداعِ الرّأسِ من سُكُرٍ
وَمُمسكٍ بِصُداعِ الرّأسِ من سُكُرٍ ** ناديتهُ وهوَ مغلوبٌ، ففداني
لما صحا وتراخى العيشُ قلتُ لهُ: ** إنّ الحياةَ، وإنّ الموْتَ مِثلانِ
فاشربْ من الخمرِ ما آتاكَ مشربهُ ** واعلمْ بأنْ كلُّ عيشٍ صالحٍ فانِ

.قصيدة: إمّا سألْتَ، فإنّا مَعشرٌ نُجُبٌ
إمّا سألْتَ، فإنّا مَعشرٌ نُجُبٌ ** الأزْدُ نِسْبتُنا، والماءُ غَسّانُ
شُمُّ الأنوفِ، لهمْ مجْدٌ ومَكْرُمَةٌ ** كانتْ لهمْ كجبالِ الطودِ أركانُ

.قصيدة: إنّ شَرْخَ الشّبابِ والشّعَرَ الأسود
إنّ شَرْخَ الشّبابِ والشّعَرَ الأس ** وَد ما لمْ يُعاصَ كان جُنونا
ما التصابي على المشيبِ وقدْ قل ** بْتُ مِنْ ذاكَ أظهُرًا وبُطُونا
إن يكن غثّ من رَقاشِ حديثٌ ** فبِما نأكُلُ الحديثَ سمِينا
وانتصينا نواصيَ اللهوِ يوماً ** وَبَعَثْنَا جُنَاتَنا يَجْتَنُونَا
فجنونا جنىً شهياً، حلياً ** وقضوا جوعهمْ، وما يأكلونا
وأمينٍ حدثتهُ سرَّ نفسي ** فرعاه حفظَ الأمينِ الأمينا
مخمرٍ سرهُ، إذا ما التقينا ** ثِلِجَتْ نَفْسُهُ بإنْ لا أخُونَا

.قصيدة: وقَد كُنّا نَقولُ، إذا رأينا
وقَد كُنّا نَقولُ، إذا رأينا ** لذي جسمٍ يعدُّ وذي بيانِ
كأنّكَ، أيّها المُعطَى بَياناً ** وجسماً، من بني عبدِ المدانِ

.قصيدة: لمنِ الدارُ أوحشتْ بمعانِ
لمنِ الدارُ أوحشتْ بمعانِ ** بَينَ أعلى اليرْموكِ، فالخَمّانِ
فالقُرَيّاتِ مِنْ بِلاسَ فدارَ ** يا، فسكاء، فالقصورِ الدواني
فقفا جاسمٍ، فأوديةِ الص ** فرِ، مغنى قبائلٍ وهجانِ
تلكَ دارُ العزِيزِ، بعدَ أنيسٍ ** وحلولٍ عظيمةِ الأركانِ
ثكلتْ أمهمْ، وقد ثكلتهمْ ** يومَ حلوا بحارثِ الجولانِ
قدْ دَنَا الفِصْحِ، فالوَلائدُ يَنظِم ** نَ سِرَاعاً أكِلّةَ المَرْجانِ
يجتنينَ الجاديَّ في نقبِ الري ** طِ، عليْها مجَاسِدُ الكَتّانِ
لمْ يُعلِّلْنَ بالمغافِرِ والصّم ** غِ ولا نقفِ حنظلِ الشريانِ
ذاك مغنًى من آل جفنةَ في الدَّه ** رِ، وحقٌّ تعاقبُ الأزمانِ
قدْ أرَاني هُناك، حقَّ مَكينٍ ** عندَ ذي التاجِ مجلسي ومكاني

.قصيدة: ويثربُ تعلمُ أنا بها
ويثربُ تعلمُ أنا بها ** إذا التبسَ الأمرُ، ميزانها
ويثربُ تعلمُ أنا بها ** إذا قَحَطَ القَطْرُ، نوءانُها
ويثربُ تعلمُ أنا بها ** إذا خافَتِ الأوْسَ، جِيرانُها
ويثربُ تعلمُ أنّ النبي ** تَ عندَ الهزَاهِزِ ذُلاّنُها
مَتى تَرَنا الأوْسُ في بيضنا ** نَهُزُّ القَنا، تَخْبُ نيرَانُها
وتُعطِ القِيادَ على رَغمِها ** وينْزِلْ من الهامِ عِصْيانُها

.قصيدة: إنْ سركَ الغدرُ صرفاً لا مزاجَ لهُ
إنْ سركَ الغدرُ صرفاً لا مزاجَ لهُ ** فأتِ الرجيعَ، وسلْ عن دارِ لحيانِ
قوْمٌ تَوَاصَوْا بأكلِ الجارِ كلُّهُمُ ** فخيرهمْ، رجلاً، والتيسُ مثلانِ
لوْ ينطِقُ التيْسُ ذو الخَصْيينِ وَسطهمُ ** لَكانَ ذا شَرفٍ فيهِمْ وَذا شانِ