قصيدة: قَدْ تَعَفّى بَعْدَنا عاذِبُ
قَدْ تَعَفّى بَعْدَنا عاذِبُ ** مَا بهِ بَادَ وَلا قَارِبُ
غَيّرَتْهُ الرّيحُ تَسْفي بِهِ ** وَهَزيمٌ رَعْدُهُ وَاصِبُ
وَلَقَدْ كانَتْ تَكُونُ بِهِ ** طفلةٌ، ممكورةٌ، كاعبُ
وَكّلَتْ قَلبي بِذِكْرَتِهَا ** فالهوى لي فادحٌ، غالبُ
ليسَ لي منها مؤاسٍ، ولا ** بُدَّ ممّا يَجْلُبُ الجالِبُ
وكأنّي، حينَ أذْكُرُهَا ** مِنْ حُمَيّا قَهْوَةٍ شَارِبُ
أكَعَهْدي هَضْبُ ذي نَفَرٍ ** فَلِوَى الأعْرَافِ، فالضّارِبُ
فَلِوَى الخُرْبَةِ، إذْ أهْلُنَا ** كلَّ ممسىً، سامرٌ، لاعبُ
فابْكِ ما شِئْتَ على ما انْقَضَى ** كلُّ وصلٍ منقضٍ ذاهبُ
لَوْ يَرُدّ الدّمْعُ شَيْئاً لَقَدُ ** ردّ شيئاً دمعكَ الساكبُ
لم تكنْ سعدى لتنصفني ** قلما ينصفني الصاحبُ
كأخٍ لي لا أعاتبهُ ** وبما يستكثرُ العاتبُ
حَدّثَ الشّاهِدُ مِنْ قَوْلِهِ ** بالذي يخفي لنا الغائبُ
وَبَدَتْ مِنْهُ مُزَمَّلَةٌ ** حلمهُ في غيها ذاهبُ

.قصيدة: إذن واللهِ نرميهمْ بحربٍ
إذن واللهِ نرميهمْ بحربٍ ** تُشِيبُ الطّفلَ مِنْ قبْل المَشيبِ

.قصيدة: وفجعنا فيروزُ لا درَّ درهُ
وفجعنا فيروزُ لا درَّ درهُ ** بأبْيَضَ يَتْلُو المُحْكَمَاتِ مُنِيبِ
رءوفٍ على الأدنى، غليظٍ على العدا ** أخي ثقةٍ في النائباتِ، نجيبِ
متى ما يقلْ لا يكذبِ القولَ فعلهُ ** سريعٍ إلى الخَيْرَاتِ غَيْرِ قَطُوبِ

.قصيدة: وغبنا فلمْ تشهدْ ببطحاء مكةٍ
وغبنا فلمْ تشهدْ ببطحاء مكةٍ ** رجالَ بني كعبٍ تحزُّ رقابها
بأيْدي رِجَالٍ لمْ يَسُلّوا سُيُوفَهُمْ ** بِحَقٍّ، وقَتْلَى لمْ تُجَنّ ثِيَابُها
فيا ليتَ شِعْري! هلْ تَنالَنّ نُصْرَتي ** سُهَيْلَ بن عَمْروٍ، وخزُها وعِقَابُها
وصفوانَ عوداً حزّ من شفرِ استهِ ** فهذا أوانُ الحربِ شدّ عصابها
فلا تأمننا، يا ابنَ أمِّ مجالدٍ ** إذا لَقِحَتْ حَربٌ وأعصَلَ نَابُها
وَلَوْ شَهِدَ البَطحاءَ مِنّا عِصَابَةٌ ** لهانَ علينا، يومَ ذاكَ، ضرابها