ما تمثلت به من الشعر:
وروى أنها تمثلت بشعر فاطمة بنت الأحجم:
قَد كُنتَ لي جَبَلاً أَلوَذُ بِظِلِّهِ ** فَتَرَكتَني أَمشي لِأَجرَدَ ضاحي
قَد كُنتِ ذاتَ حَميَةٍ ما عِشتَ لي ** أَمشي البَرازَ وَكُنتَ أَنتَ جَناحي
فَاليَومَ أَخضَعُ لَلَّذليلِ وَأَتقى ** مِنهُ وَأَدفَعُ ظالِمي بِالراحِ
وَإِذا دَعَت قُمرِيَّةٌ شَجَناً لَها ** لَيلاً عَلى فَنَنٍ دَعَوتُ صِياحي
ما رواه الثعلبي: وروى الثعلبي بإسناده: أن الحسن والحسين مرضا فعادهما المصطفى في ناس فقالوا: يا أبا الحسن لو نذرت فنذر على وفاطمة: إن شفيا أن يصوما ثلاثا.
فشفيا ولا شيء عندهم فاقترض علي من يهودى آصعا فصنعت فاطمة طعاما وقدمته له عند فطره فوقف بالباب سائل فاستطعمهم فقال على:
أَما تَرينَ البائِسِ المِسكين ** قَد قامَ بِالبابِ لَهُ حين
يَشكو إَلى اللَهِ وَيَستَكين ** يَشكو إِلَينا جائِعُ حَزين
كُلُ اِمرِىء بِكَسبِهِ رَهين ** وَفاعِلُ الخَيراتِ يَستَعين
مَوعِدُهُ جَنَّةٌ عَلِيين ** حرَمَها اللَهُ عَلى الضَنين
وَلِلبَخيلِ مَوقِفٌ مَهين ** تَهوى بُهِ النار إِلى سِجّين فقالت فاطمة:
أَمرُكَ سَمعٌ يابنَ عَمِّ ** وَطاعَةٌ ما بيَ مِن لَومٍ وَلا وِضاعَة
عُذّيتُ بِاللُبِ وَبِالبَراعَة ** أُطعِمُهُ وَلا أُبالي الساعَة
أَرجوا إِذا أَنفَقتُ مِن مَجاعَة ** أَنَّ ألحَق الأَخيار وَالجَماعَة
* وأدخل الخلد ولى شفاعة * فأعطى الطعام ومكثوا يومهم وليلتهم لم يذوقوا الماء فصنعت مثله فوقف بالباب يتيم فاستطعم فقال على رضي الله عنه:
يا فاطِمَة بِنتُ السَيّد الكَريم ** بِنتُ نَبِيِّ لَيسَ بِالزَنيم
يُساقُ في النارِ إِلى الجَحيم ** شَرابُهُ الصَديدُ وَالحَميم فقالت فاطمة:
إِنّي لأُعطيهُ وَلا أَبالي ** وَأَوثِرُ اللَهُ عَلى عِيالي
أَمسوا جِياعاً وَهُم أَشبالي ** أَصغَرُهما يَقتُل في القِتال
بَكرُبَلاءُ يَقتُل في اِغتِيال ** للقاتِل الوَيلُ مَع الوِبال
تَهوى بِهِ النار إِلى سَفال ** مُصَفَّد اليَدَينِ بِالأَغلالِ
* لِقَولِهِ زادَت عَلى الأَكيال *
فأعطى الطعام وأمسكوا يومين وليلتين لم يذوقوا شيئا إلا الماء القراح فوقف بالباب أسير فاستطعم فقال على:
فاطِمَة بِنتُ النَبِي أَحمَد ** بِنتُ نَبي سَيِّد مُسَوَّد
هذا أَسير للنَبي المُهتَدى ** مُكَبَّل في غُلِّهِ المِقيد
يَشكوا إِلَينا الجوعُ وَالتَشَدُّد ** مَن يُطعِمُ اليَومَ يَجِدُهُ في غَد
عِندَ العَلي الواحِد المُوَحَد ** ما يَزرَع الزارِع سَوفَ يُحصَد
فأجابته فاطمة قائلة:
لَم يَبقَ مِمّا جِئتُ غَير صاعٍ ** قَد دُمِيِّت كَفى مَع الذّراع
اِبناى وَاللَهُ مِنَ الجِياع ** أبوهُما بِمُحتَدِّهِ صناع
يَصنَعُ المَعروفُ بِاِبتِداع ** عَبل الذِراعينِ طَويلِ الباعِ
* وَما عَلى رَأسي مِن قِناعٍ * فأعطوه الطعام ومكثوا ثلاثا لا يذوقون الأكل وقد قضوا نذرهم أخذ على الحسين وأقبل لعلى المصطفى وهم يرتعشون كالفراخ من شدة الجوع فقال المصطفى:(ما أشد ما يسوؤني مما أرى بكم انطلق بنا إلى ابنتي فاطمة).
فما رآها وقد لصق بطنها بظهرها وغارت عينها لشدة الجوع قال: واغوتاه!! يموت أهل بيت محمد جوعاً! فنزل قول الله تعالى:(يوفون بالنذر) إلى قوله:(إِنَّما نُطعِمُكُم لِوَجهِ اللَهِ).
وهذا حديث كذب موضوع.
فقد قال الحكيم الترمذي: هذا من الأحاديث التي تنكرها القلوب وهو حديث مسروق مفتعل لا يروج إلا على أحمق جاهل غبي.
وأورده ابن الجوزى في الموضوعات بزيادة على ذلك وقال: هذا لا يشك أحد في وضعه.
وممن جزم بوضعه الذهبي وزين الدين العراقي والحافظ بن حجر العسقلاني وغيرهم ممن كان يؤمن بالله واليوم الآخر لا يحل لهم نسبة ذلك للمصطفى ولا إلى فاطمة ولا إلى علي وحاشا بلاغتهم من هذه الألفاظ الركيكة والعبارات المنحطة الوضيعة والله سبحانه وتعالى أعلم تم بحمد الله تعالى وتوفيقه مختصر اتحاف السائل بمالفاطمة الزهراء من الفضائل رضى الله عنها اللهم انفعنا ببركاتها وامدنا بانوارها واحفظنا ببركتها من كل سوء وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم