الباب الثالث في فضائلها وبناء المصطفى عليها واختصاصه بها واهتمامه بشأنها وتنويهه بذكرها وتحذيره من إيذائها وبغضها والأذى لها وتعليمه إياها وتأديبه وتهذيبه لها وغير ذلك رضي الله عنها
فضائلها
الحديث الأول مكانتها عن المسور بن مخرمة رضي الله عنه أنه عليه الصلاة والسلام قال:(فاطمة بضعة منى أي جزء مني فمن أغضبها فقد أغضبني).
رواه البخاري في الصحيح الحكم فيمن يسبها: قال السهيلي: إن من سبها فقد كفر ويشهد له أن أبا كبابة حين ربط نفسه وحلف أن لا يحله إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم وجاءت فاطمة لتحله فأبى من أجل قسمه فقال رسول الله
وقال بعضهم: إن كل من وقع منهم في حق فاطمة شيء فتأذت به فالنبي صلى الله عليه وسلم يتأذى به ولا شيء أعظم من إدخال الأذى عليها من قبل ولدها وهذا عرف بالاستقراء.
معالجة من تعاطى ذلك بالعقوبة في الدنيا ولعذاب الآخرة أشد.
الحديث الثاني هي بضعة من رسول الله صلى الله عليه وسلم عنه - أيضا - أنه صلى الله عليه وسلم قال:(فاطمة بضعة مني يقبضني ما يقبضها ويبسطني ما يبسطها وإن الأنساب تنقطع يوم القيامة غير نسبي).
رواه الإمام أحمد والحاكم
الحديث الثالث هي شجنة منه عنه - أيضا - عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:(إنما فاطمة شجنة مني يبسطني ما يبسطها ويقبضني ما يقبضها).
الحديث الرابع يؤذي النبي ما يؤذيها عن أبي حنظلة - مرسلا - أنه عليه الصلاة والسلام قال:(إنما فاطمة بضعة مني - أي قطعة لحم - فمن أذاها فقد أذاني).
رواه الحاكم الحديث الخامس يغضب النبي ما يغضبها: عن عبد الله بن الزبير قال: قال صلى الله عليه وسلم:(إنما فاطمة بضعة مني يؤذيني ما أذاها ويغضبني ما يغضبها).
رواه أحمد والترمذي والحاكم والطبراني بأسانيد صحيحة الحديث السادس أحصنت فرجها عن ابن مسعود عنه عليه الصلاة والسلام:(إن فاطمة أحصنت فرجها وإن الله أدخلها
رواه الطبراني في الكبير بإسناد فيه ضعف
الحديث السابع حرمها الله وذريتها على النار عنه - أيضا -(أن فاطمة حصنت فرجها فحرمها الله وذريتها على النار).
رواه الحاكم وأبو يعلى والطبراني بإسناد ضعيف لكن عضده في رواية البزار له بنحوه وبه صار حسنا.
والمراد بالنار نار جهنم فإما هي وابناها فالمراد في حقهم التحريم المطلق.
أما الحديث فهو محمول على أولادها فقط وبه فسره أحد رواية(أبو كريب) وعلى بن موسى الرضى: ذكروا أن زيد بن موسى الكاظم خرج على المأمون فظفر به فبعث به لأخيه على الرضى فوبخه الرضى وقال له: يا زيد ما أنت قائل لرسول الله إذا سفكت الدماء وأخفت السبل وأخذت المال من غير حله!
(إن فاطمة أحصنت فرجها فحرمها الله وذريتها على النار)! إنما هذا لما خرج من بطنها فقط.
وأخرج أبو نعيم والخطيب عن محمد بن يزيد قال: كنت ببغداد فقال: هل لك فيمن يدخلك إلى على بن علي بن الرضى قلت نعم فأدخلني فسلمنا عليه وجلسنا فقلت له حديثا:(إن فاطمة أحصنت فرجها). إلخ عام أو خاص فقال: بل خاص بالحسن والحسين.
الحديث الثامن: الله غير معذبها ولا ولدها: عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لفاطمة: (إن الله تعالى غير معذبك ولا ولدك يعنى الحسن والحسين بالنار).
رواه الطبراني بناء المصطفى صلى الله عليه وسلم عليها وتحذيره من إيذائها وبغضها والأذى لها!!
الحديث التاسع: رعاية مشاعرها عن المِسوَر بن مَخرَمَةَ قال: إن عليا خطب بنت أبي جهل فقال المصطفى صلى الله عليه وسلم:(إن فاطمة بضعة منى وأنا أتخوف أن تفتن في دينها وإني لست أحرم حلالا ولا أحل حراما لكن الله لا تجتمع بنت رسول الله.
وبنت عدو الله عند رجل واحد أبدا).
رواه أحمد والشيخان وأبو داود وابن ماجه
الحديث العاشر عظم مكانتها عن عمر بن الخطاب عنه عليه الصلاة والسلام:(إن فاطمة وعليا والحسن والحسين في حظيرة القدس في قبة بيضاء سقفها عرش الرحمن).
رواه ابن عساكر بإسناد ضعيف جدا بل قيل بوضعه
الحديث الحادي عشر الحفاظ عليها عن المسور بن مخرمة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول وهو على المنبر:) إن
بني هاشم بن المغيرة استأذنوني أن ينكحوا ابنتهم على بن أبي طالب فلا اذن لهم ثم لا آذن لهم ثم لا آذن لهم إلا أن يريد ابن أبي طالب أن يطلق ابنتي وينكح ابنتهم وإني لست أحرم حلالا ولا أحلل حراما.
ولكن الله لا تجتمع بنت رسول وبنت عدو الله أبدا).
رواه الشيخان زاد في رواية:(فإنما فاطمة بضعة مني يرييني ما رابها ويؤذيني ما أذاها).
الحديث الثاني عشر: الحرص على فعل ما يرضيها عن سرير بن عقلة قال: خطب علي بنت أبي جهل فاستشار رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: عن حسبها تسألني قال: لا ولكن أتأمرني بها قال: لا فاطمة بعضة مني ولا أحسب إلا أنها تحزن أو تجزع! فقال علي: لا آتي بما تكرهه.
الحديث الثالث عشر: عن أسماء بنت عميس قالت: خطبني على فبلغ ذلك فاطمة فأتت رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالت: إن أسماء متزوجة عليا.
قال: ما كان لها أن تؤذى الله ورسوله.
رواه الطبراني