قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ألا وان فى الجسد مضغة ، اذا صلحت صلح الجسد كله ، واذا فسدت فسد الجسد كله ، ألا وهى القلب " صدق الرسول الكريم
وكذلك قال الفتى الهاشمى الذى جاء ضمن الوفد الحجازى للتهنئة : المرء باصغريه قلبه ولسانه ... وقصته فحينما ولى الخلافة عمر بن عبد العزيز ، وفدت الوفود من كل بلد لبيان حاجاتها وللتهنئة ، فوفد عليه الحجازيون ، فتقدم غلام هاشمى للكلام ، وكان حديث السن ، فقال عمر لينطق من هو أسن منك فقال الغلام : أصلح الله أمير المؤمنين ، انما المرء بأصغريه قلبه ولسانه ، فاذا منح الله عبدا لسانا لافظا ، وقلبا حافظا ، فقد استحق الكلام وعرف فضله من سمع خطابه ، ولو أن الأمر يا أمير المؤمنين بالسن لكان فى الأمة من هو أحق بمجلسك هذا منك ، فقال عمر صدقت ، قل ما بدا لك ، فقال الغلام : أصلح الله أمير المؤمنين ، نحن وفد تهنئة لا وفد مرزئة ، وقد أتيناك لمنّ الله الذى منّ علينا بك ، ولم يقدمنا اليك الا رغبة ورهبة ، أما الرغبة فقد أتيناك من بلادنا ، وأما الرهبة فقد أمنا جورك بعدلك ، فقال عمر : عظنى يا غلام ، فقال : أصلح الله أمير المؤمنين ، ان ناسا من الناس غرهم حلم الله عنهم وطول أملهم وكثرة ثناء الناس عليهم فزلت بهم الأقدام فهووا فى النار ، فلا يغرنك حلم الله عنك وطول املك وكثرة ثناء الناس عليك فتزل قدمك ، فتلحق بالقوم ، فلا جعلك الله منهم ، وألحقك بصالحى هذه الأمة ، ثم سكت . فقال عمر : كم عمر الغلام ، فقيل له : ابن احدى عشرة سنة ، ثم سأل عنه فاذا هو من ولد سيدنا الحسين بن على رضى الله عنه ، فأثنى عليه خيرا ، ودعا له ، وتمثل قائلا : ت
تعلم فليس المرء يولد عالما ** وليس أخو علم كمن هو جاهل
فان كبير القوم لا علم عنده ** صغير اذ التفت عليه المحافل
وفى نفس السياق فقد قال الشاعر زهير بن ابى سلمى : و
وكاء ترى من صامت لك معجب ** زيادته أو نقصه فى التكلم
لسان الفتى نصف ونصف فؤاده ** فلم يبق الا صورة اللحم والدم