عرض مشاركة واحدة
قديم 12-02-2012, 03:47 PM   #57
حسن الخليفه احمد

الصورة الرمزية حسن الخليفه احمد



حسن الخليفه احمد is on a distinguished road

إرسال رسالة عبر Skype إلى حسن الخليفه احمد
افتراضي رد: كتاب الدرر فى اختصار المغازى والسير للامام الحافظ ابن عبد البر رضى الله عنه


موقف بعض الأنصار:
قَالَ ابن إسحاق: وحدثني عاصم بْن عمر بْن قتادة قَالَ: لما أعطى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تلك العطايا في قريش وقبائل العرب، ولم يكن في الأنصار منها شيء، وجد هذا الحي من الأنصار في أنفسهم حتى كثرت منهم القالة، فدخل عليه سعد بْن عبادة، فقال: يا رسول الله، إن هذا الحي من الأنصار قد وجدوا عليك في أنفسهم بما صنعت في هذا الفيء الذي أصبت، قَسَمْتَ في قومك، وأعطيت قوما من العرب عطايا عظاما، ولم يكن في هذا الحي من الأنصار منها شيء، قَالَ: «فأين أنت من ذلك يا سعد؟» قَالَ: يا رسول الله، ما أنا إلا من قومي، قَالَ: «فاجمع لي قومك في هذه الحظيرة» قَالَ: فخرج سعد فجمع من الأنصار في تلك الحظيرة، وجاء رجل من المهاجرين فتركهم فدخلوا، وجاء آخرون فردهم، فلما اجتمعوا أتاه سعد، فقال: يا رسول الله، قد اجتمع لك هذا الحي من الأنصار، فأتاهم رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قَالَ: «يا معشر الأنصار، ما قَالَةٌ بلغتني عنكم، ووجدة وجدتموها في أنفسكم؟ ألم آتكم ضلالا فهداكم الله؟ وعالة فأغناكم الله؟ وأعداء فألف الله بين قلوبكم؟» قالوا: بلى، لله ورسوله المن والفضل، ثم قَالَ: «ألا تجيبونني يا معشر الأنصار؟» قالوا: بماذا نجيبك يا رسول الله؟ لله ورسوله المن والفضل، فقال: «أما والله لو شئتم لقلتم فَصَدَقْتُمْ وَلَصُدِّقْتُمْ: أتيتنا مُكَذَّبًا فصدقناك، ومخذولا فنصرناك، وطريدا فآويناك، وعائلا فواسيناك، أوجدتم يا معشر الأنصار فِي أنفسكم فِي لُعَاعَةٍ من الدنيا تألفت بها قوما ليسلموا ووكلتكم إلى إيمانكم؟ ألا ترضون يا معشر الأنصار أن يذهب الناس بالشاة والبعير وترجعوا برسول الله إلى رحالكم؟ والذي نفس مُحَمَّد بيده لولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار، ولو سلك الناس شعبا وسلكت الأنصار شعبا لسلكت شعب الأنصار، اللهم ارحم الأنصار وأبناء الأنصار وأبناء أبناء الأنصار»، قَالَ: فبكى القوم حتى أخضلوا لحاهم، وقالوا: رضينا برسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قسما وحظا، فانصرف رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وتفرقوا، وروي أن قائلا قَالَ لرسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يا رسول الله، أعطيت عيينة بْن حصن والأقرع بْن حابس وتركت جعيل بْن سراقة الضمري، فقال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «والذي نفس مُحَمَّد بيده، لَجُعَيْلُ بْن سراقة خير من طلاع الأرض مثل الأقرع وعيينة، ولكني تألفتهما ليسلما، ووكلت جعيلا إلى إسلامه»، وكان هذا القسم بالجعرانة، وروى أَبُو الزبير وغيره، عن جابر، قَالَ: بصرت عيناي رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالجعرانة، وفي ثوب بلال فضة، ورسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقبض ويعطي الناس.
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة.عمرة رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من الجعرانة:

ثم خرج رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ معتمرا من الجعرانة إلى مكة، وأمر ببقايا الفيء، فخمس بناحية مر الظهران، فلما فرغ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من عمرته انصرف إلى المدينة، واستخلف على مكة عتاب بْن أسيد بْن أبي العيص وهو ابن نيف وعشرين سنة، ودخل رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المدينة لست بقين من ذي القعدة، وكانت وقعة الطائف في ذي القعدة المؤرخ من السنة الثامنة من الهجرة، وكانت غيبة رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ منذ خرج من المدينة إلى مكة فافتتحها، وأوقع بهوازن، وحارب الطائف إلى أن رجع إلى المدينة شهرين وستة عشر يوما، واستعمل رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مالك بْن عوف بْن سعيد بْن يربوع النصري على من أسلم من قومه من قبائل قيس، وأمره بمغاورة ثقيف، ففعل وضيق عليهم، وحسن إسلامه وإسلام المؤلفة قلوبهم حشا عيينة بْن حصن، فلم يزل مغموزا عليه، وسائر المؤلفة قلوبهم منهم الخير الفاضل المجمع على خيره كالحارث بْن هشام حكيم بْن حزام، وعكرمة بْن أبي جهل، وسهيل بْن عمرو، ومنهم دون هؤلاء، وقد فضل الله النبيين وسائر عباده المؤمنين بعضهم على بعض، وهو أعلم بهم، ثم انصرف رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وتفرقوا، وأقام الحج للناس عتاب بْن أسيد في تلك السنة، وهو أول أمير أقام الحج في الإسلام، وحج المشركون على مشاعرهم، وكان عتاب بْن أسيد خَيِّرًا فاضلا ورعا، وقدم كعب بْن زهير بْن أبي سلمى على رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مسلما وامتدحه، وقام على رأسه بقصيدته التي أولها: بانت سعاد فقلبي اليوم متبول، وأنشدها إلى آخرها، وذكر فيها المهاجرين فأثنى عليهم، وكان قبل ذلك حُفِظَ له هجاءٌ في النبي عليه السلام، فعاب عليه الأنصار إذ لم يذكرهم، فغدا على النبي عليه السلام بقصيدة يمدح فيها الأنصار، وقبل النبي عليه السلام إسلامه، وسمع شعره وأثابه.

حسن الخليفه احمد غير متواجد حالياً  
عزيزنا الزائر لن تتمكن من مشاهدة التوقيع إلاَّ بتسجيل دخولك
قم بتسجيل الدخول أو قم بالتسجيل من هنا
رد مع اقتباس