.عرض الرسول الإسلامَ على قبائل العرب:
وفي ذلك كله رسول الله لا يزال يدعو إلى دين الله ويأمر به كل من لقيه ورآه من العرب، إلى أن قدم سويد بْن الصامت أخو بني عمرو بْن عوف من الأوس، فدعاه رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى الإسلام، فلم يبعد ولم يجب، ثم انصرف إلى يثرب فقتل في بعض حروبهم، وقدم مكة أَبُو الحيسر أنس بْن رافع في فتية من قومه من بني عَبْد الأشهل يطلبون الحلف، فدعاهم رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى الإسلام، فقال رجل منهم اسمه إياس بْن معاذ، وكان شابا: يا قوم هذا والله خير مما قدمنا له، فضربه أَبُو الحيسر وانتهره، فسكت ثم لم يتم لهم الحلف، فانصرفوا إلى بلادهم، ومات إياس بْن معاذ، فقيل: إنه مات مسلما.