[علي الشريف احمد]

	مرقاة المشمومات العطرة والمذوقات الحلوة والمناظر الجميلة والنغمات المطربة والملموسات الرقيقة الناعمة هى انهار متفرعة من بحورها الاصلية حاملة لنا نموذج من ذلك البحر الكبير ولسان حالها بقول ذقنى ودعنى وسر معى لأوصلك الى اصلى فأنا طرف تنزلت اليك على قدر حواسك التى هى جهاز استقبالك ومن ورائى الاطلاق الذى لا تعبر اليه الا الروح فذقنى ولا تتعشقنى وان فعلت فلن تدعنى فمن عشق االنهر لن يعبر الى البحر ومن طلب مقاما اعلى لزمه ترك المقام الادنى انا رسالة فى جوانحى خبر ما عند مرسلى فأتخذنى وسيلة له ولا تجعلى غاية. انا مركب الشوق لا اسير الا بمجدافى الفكر والذكر ولا ادفع الا برياح الشوق نحو حضرةالاذواق القدسية فأن حللت هناك اعطيت حس الروح المطلق بدلا من حس الجسد المقيد وتتوالى حضرات الجمال فى ابراز مظاهر الكمال فهذه ابتسامة حورية لو اطلت بوجهها لأهل المقام الادنى لبههت ابتسامات ملكات الجمال حسرة وخجلا. وكل قبيح وكريه ومؤذى فى هذا العالم هى محاذير الجلال ومراكب من البحر المظلم عبر انهاره الآسنة تحذرك من تعشق المظاهر الحمالية لذاتها وتقول لك ان وقفت معها غادرتك الى غيرك وكنت انا البديل لها و عندها سافضى بك الى ذلك البجر المظلم وموج التجليات الجلالبة المعتم فالحزر الحزر.