11-30-2012, 08:11 PM
|
#3
|
|
رد: كتاب الرسالة الوعظية للامام الغزالى رضى الله عنه
فإنه لو أخبره صادق في بياض نهاره أنه يموت في ليلته أو يموت إلى أسبوع أو أشهر لاستقام على الطريق المستقيم. ولترك جميع ما هو فيه مما يظن أنه مما يتعاطاه لله تعالى ومغرور فيه فضلا عما يعلم أنه ليس لله تعالى. فانكشف تحقيقا أن من أصبح وهو يأمل أن يمسي، أو أمسى وهو يأمل أن يصبح، لم يخل من الفتور والتسويف. ولم يقدر إلا على سير ضعيف. فأوصه ونفسي بما أوصى به رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال: " صلّ صلاة مودِّع". وقد أوتي جوامع الكَلم، وفصل الخطاب. ولا ينتفع بوعظ إلا به. فمن غلب على قلبه في كل صلاة أنها آخر صلاته حضر معه قلبه في الصلاة وتيسر له الاستعداد بعد الصلاة. ومن عجز عن ذلك فلا يزال في غفلة دائمة وغرور مستمر وتسويف متتابع، إلا أن يدركه الموت، فتدركه حسرة الفوت. وأنا مقترح عليه أن لا يسأل الله تعالى أن يرزقني هذه الرتبة فإني طالب لها، وقاصر عنها. وأوصيه أن لا يرضى من نفسه إلا بها. وأن يحذر من مواقع الغرور. فإذا وعَدَتْ النفس بذلك طالبها بموثق غليظ من الله تعالى، فإن خداع النفس لا يقف عليه إلا الأكياس.
|
|
عزيزنا الزائر لن تتمكن من مشاهدة التوقيع إلاَّ بتسجيل
دخولك قم بتسجيل الدخول أو قم بالتسجيل من هنا |
|