عرض مشاركة واحدة
قديم 11-30-2012, 07:41 PM   #8
حسن الخليفه احمد

الصورة الرمزية حسن الخليفه احمد



حسن الخليفه احمد is on a distinguished road

إرسال رسالة عبر Skype إلى حسن الخليفه احمد
Gadid رد: كتاب المختار من الانوار للامام الشعرانى رضى الله عنه


باب حقوق الصحبة

اعلم – وفقني الله وإياك لما يحب -: أن حقوق الصحبة كثيرة، ولكن نذكر لك جملة من الحقوق التي لا بد منها في طريق العشرة والمخالطة.
وأعلم أيضا أن المشايخ قد حثوا على الاعتناء في حقوق الإخوان، وقالوا: (من ضيع حقوق إخوانه، وابتلاه الله تعالي بتضييع حقوقه، وإذا ابتلي عبدا بذلك مقته وإذا مقت الله عبدا طرحة في النار).
إذا علمت ذلك فأقول – وبالله التوفيق:
(
من حقوق الأخ علي الأخ أن يتعامي عن عيوبه، فقد قال المشايخ: (من نظر إلي عيوب الناس قل نفعه وخرب قلبه.
وقالوا: (إذا رأيتم الرجل موكلا بعيوب الناس، خبيرا بها، علموا أنه قد مكر به).
وقالوا (من علامات الاستدراج للعبد نظره في عيوب الناس وعماه عن عيوب نفسه.
وقالوا: (ما رأينا شيئا أحبط للأعمال، ولا أفسد للقلوب،ولا أسرع لهلاك العبد، ولا أقرب من المقت، ولا ألزم بمحبه الرياء، والعجب، والرياسة من قلة معرفة العبد عيوب نفسه، ونظرة في عيوب الناس).
ومن حق الأخ علي الأخ أن يحمل ما يراه منه علي وجه من التأويل، جميل ما أمكن فإن لم يجد تأويلا رجع علي نفسه باللوم.
وفي وصية سيدي (إبراهيم الدسوقي) رضي الله عنه (لا تنكروا علي أخيكم حاله، ولا لباسه، ولا طعامه، ولا شرابه فإن الإنكار يورث الوحشة والانقطاع عن الله تعالي).
ومن كلام سعيد بن المسيب: (ما من شريف ولا ذي فضل إلا وفيه نقص، ولكن من كان فضله أكثر من نقصه، وهب نفسه لفضله).
ومن حق الأخ علي الأخ: أن يرجو له من الخيرات، والمسامحة، وقبول التوبة ولو فعل من المعاصي ما فعل كما يرجو ذلك لنفسه.
ومن حق الأخ علي الأخ: ألا ينظر إلي زلة سبقت، ولا يكشف عورة سترت.
وفي الحديث / (من رأي عورة فسترها، كان كمن أحيا موؤودة من قبرها) رواه البخاري في الأدب والحاكم في المستدرك.
وقال المشايخ: (كل من لم يستر علي إخوانه ما يراه منهم من الهفوات فقد فتح علي نفسه باب كشف عورته، بقدر ما أظهر من هفواتهم).
وقالوا: (إذا رأيتم أحدا من إخوانكم علي معصية لم يتجاهر بها فاستروه، فإن تجاهر بها فوبخوه بينكم، فإن لم يتجاهر فوبخوه بين الناس، مصلحة له، لا تشفيا فيه، فلعله برعوي وينزجر).
ومن حق الأخ علي الأخ: ألا يعيره بذنب ولا غيره، فإن المعايرة تقطع الود أو تكدر صفاءه.
ومن كلام الحسن البصري – رضي اله عنه – (أذا بلغكم عن أحد زلة، ولم تثبت عند حاكم فلا تعيروه بها، وكذبوا إشاعتها عنه – لا سيما إن كان هو ينكر ذلك، لآن الأصل براءة الساحة، حتى تقام البينة العادلة عند الحاكم.
ثم بعد ثبوت ذلك عنده فإياكم أن تعيروه أيضا فربما عافاه الله وابتلاكم)
وفى الحديث: (من عير أخاه بذنب لم يميت حتى يعمل ذلك الذنب) رواه الترمذي عن معاذ بن جبل وذكر السيوطي في الجامع الصحيح انه صحيح.
ومن كلام سيدي (على وفا): (لا تعب أخاك بما أصابه من مصائب دنياك فأنه في ذلك:إما مظلوم سينصره الله، أو مذنب عوقب فطهره الله ومن الرعونة أن تفتخر بما لا تأمن سلبه وتعير أحدا بما لا يستحيل في حقك وأنه تعلم أن ما جاز على مثلك جاز عليك)
ومن حق الأخ على الأخ:ألا ينظر له بعن الاحتقار،فقد قال المشايخ: (من نظر إلى أخيه بعين احتقار عوقب بالذل)
وفى الحديث: (من نظر إلى أخيه نظرة ود غفر الله له) رواه الحكيم عن ابن عمر رضي الله عنه وقال الإمام السيوطي:ضعيف
ومن حق الأخ على الأخ: إذا اطلع على عيب فيه،أن يتهم نفسه في ذلك،ويقول: إنما ذلك العيب في لأن المسلم مرآة المسلم،ولا يرى الإنسان في المرأة إلا صورة نفسه.
وقد صحب رجل (أبا إسحاق إبراهيم بن أدهم)، فلما أراد أن يفارقه قال له:
(
لو نبهتني على ما في من العيب.فقال له: (يا أخي لم أرى لك عيبا، لأني لحظتك بعين الولاء، فاستحسنت منك ما رأيت، فاسأل غيري عن عيبك)
وفى هذا المعنى أنشدوا:
وعين الرضا عن كل عيب كليلة.كما أن عين السخط تبدى المساويا.
ومن حق الأخ على الأخ: أن يرى نفسه دونه على الدوام، وذلك على سبيل الظن والتخمين، فقد قالوا: (من لم ير نفسه دون أخيه لم ينتفع بصحبته).
ومن كلام الشيخ أبو المواهب الشاذلي: (لما علم أهل الله تعالى: أن كل نبات لا ينبت ولا يثمر إلا بجعله تحت الأرض، تعلوه الأرجل، جعلوا نفوسهم أرضاَ للكل)
ومن كلام سيدي (على وفا): (إنما جعل الله لكم الأرض بساطاَ ليعلمكم التواضع فتواضعوا تنبسطوا).
ومن حق الأخ على الأخ: أن يؤثره على نفسه في كل شيء، فقد قالوا: (لا يسود َأحد على أقرانه إلا إن آثرهم على نفسه، فاحتمل أذاهم، ولم يشاركهم في شيء مما استشرفت إليه نفوسهم.
ومن حق الأخ على الأخ: أن يخدمه إِذا مرض، فقد ذكروا: (أن الفتوة في خدمة الإخوان).
ومن كلام الأستاذ (الجنيد)رحمه الله: (ينبغي للإنسان أن يخدم إخوانه ثم إنه يعتذر إليهم بأنه ما قام إليهم بواجبهم، ويقرهم بالخيانة على نفسه، ولو علم أنه بريء الساحة،ما لم يترتب على ذلك حد أو تعزير، وإلا دخل فيمن ظلم نفسه وذلك حرام).
ومن كلام الشيخ (أبو المواهب الشاذلي): (من تعزز على خدمه إخوانه أورثه الله ذلا لا انفكاك له منه أبداً، ومن خدم إخوانه أعطى من خالص أعماهم)
ومن حق الأخ على الأخ: ان يحترمه ويوقره، لا سيما إذا استحق ذلك، كأن كان من العلماء، أو من حملة القراَن الكريم، أو من عترة رسول صلى الله عليه وسلم
وفى وصية الإمام (النووي) رحمة الله: (لا تستصغر أحداً فإن العاقبة منطوية، والعبد لا يدرى، بم يختم له.فإذا رأيت عاصياً فلا تر نفسك عليه، فربما كان في علم الله أعلى منك مقاماً وأنت من الفاسقين، ويصير يشفع فيك يوم القيامة.وإذا رأيت صغيراً فاحكم بأنه خير منك، باعتبار أنه أحقر منك ذنوباً.وإذا رأيت من هو أكبر منك سناً فاحكم بأنه خير منك باعتبار أنه أقدم منك هجرة في الإسلام.وإذا رأيت كافراً فلا تقطع له بالنار لاحتمال أنه يسلم ويموت مسلماً).
ومن حق الأخ على الأخ: أن يثنى عليه في غيبة وفى حضوره بطريق الشرع، فأن ذلك مما يزيد في صفاءِ المودة.
لأن المؤمن الكامل إذا مدح شكر الله على ستر نقائصه وإظهار محاسنه فيزيد إيمانه بذلك، ثم لا يخفى أن ذلك إنما يكون قبل صفاءِ المودة وصحت فأن الثناء حينئذ
وأنشدوا:
إذا صفت المودة بين قوم *** وصح ولاؤهم سمج الثناء




ومن حق الأخ على الأخ: أن يكرمه إذا ورد عليه، بأن يتلقاه بالترحيب وطلاقة الوجه، ويأخذه بالعناق إن كان رجلاً ويفرش له شيئاً يقيه من التراب.
ومن حق الأخ على الأخ: أن يوسع له في المجلس إذا رآه، فإن ذلك مما يزيده في تقوية المودة.
وفى الحديث: (لا يقيم الرجل الرجَل من مجلسه ثم يجلس فيه، ولكن أفسحوا يفسح الله لكم) رواه الإمام احمد عن أبى هريرة.
ومن حق الأخ على الأخ: ألا يدعوه باسمه فقط، ومن وصية بعضهم: (إذا ناديت أخاك فعظمه تثبت مودته).
ومن الجفاء للأخ: نداؤه الخالي عن الكنية واللقب، ولفظ السيادة، وكذلك أولاده وأحفاده، غيبة وحضورا.
ومن حق الأخ على الأخ: ان يعترف له بالفضل، وان يظهر عدم مكافأته، لاسيما إن كان قد بدأه بهدية، لأنه لا يقدر على بدايته، كما قال الشيخ محيي الدين ابن العربي.
وفى الحديث: (تهادوا، إن الهدية تذهب وحر الصدر، ولا تحقرن جارة لجارتها ولو شق فرس شاة) رواه الإمام احمد في مسنده.
ومن حق الأخ على الأخ: أن يزوره كل قليل من الأيام.
ففي الحديث: (الزائر أخاه في بيته، الأكل من طعامه أرفع درجة من المطعم) رواه الخطيب في التاريخ عن أنس رضي الله عنه.
وفيه أيضاً: (إذا زار أحدكم أخاه فألقى له شيئاً يقيه من الأرض وقاه الله عذاب النار) رواه الطبراني في الكبير عن سلمان رضي الله عنه.
ومن كلام سيدي (إبراهيم المتبولي): اسع إلى إخوانك وإياك أن تنقطع عليهم،بحيث يستوحشون فيأتون إلى زيارتك فإن جميع ما مع الفقير من العناية في هذا الزمان لا يجيء حق طريق واحد يمشى إليه).
وقد كان الإمام (الشافعي)رضي الله عنه يزور تلميذه الإمام (أحمد ابن حنبل) كثيراً ويزوره الآخر، فقيل للشافعي في ذلك، فأنشد رضي الله تعالى عنه:


قالوا يزورك أحمد فتزوره *** قلت الفضائل لا تفارق منزله
إن زارني فبفضله أو زرته
*** فلفضله والفضل في الحالين له

قالوا يزورك أحمد فتزوره = قلت الفضائل لاتفارق منزله
إن زارنى فيفضله ، او زرته = فلفضله ، والفضل فى الحالين له
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلةفأجابه الإمام (أحمد رضي الله تعالى عنه)
إن زرتنا فبفضل فيك تمنحنا *** أو نحن زرنا فللفضل الذي فيك
فلا عدمنا كلا الحالين منك ولا
***نال الذي يتمنى فيك شانيك
إنزرتنا فبفضل فيك تمنحنا = أو نحن زرنا فللفضل الذى فيك
فلا عدمنا كلا الحالين منك ولا = نال الذى يتمنى فيك شانيك
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

ومن كلام سيدي (على الخواص) رحمه الله: (الزيارة للإخوان تزيد في الدين، وتركها ينقصه)
وقد قال القوم: (إذا قل رأس مالك فزر إخوانك)
قلت: زيارة الإخوان لا تزيد في الدين إلا مع أدب لزوم الزيارة والله أعلم،
ومن حق الأخ على الأخ: أن يصافحه كلما لقيه بنية التبرك وامتثال الأمر، وقد روى الطبراني: (إذا تصافح المسلمان، لم تفترق أكفهما حتى يغفر لهما)
وروى أبو الشيخ: (إذا التقى المسلمان: وسلم أحدهم على صاحبه، كان أحبهما إلى الله أحسنهم بشراً لصاحبه، فإذا تصافحا أنزل الله عليهم مائة رحمة)
ومن حق الأخ على الأخ: إذا لاقاه وصافحه أن يصلى ويسلم على النبي صلى الله عليه وسلم ويذكره بذلك.
وقد روى أبو يعلى: (ما من عبدين متحابين يستقبل أحدهم صاحبه، ويصليان على النبي صلى الله عليه وسلم لم يتفرقا حتى يغفر لهما ذنوبهما ما تقدم منها وما تأخر) رواه الإمام احمد بن حنبل في مسنده والضياء عن عامر بن ربيعة.
ومن حق الأخ على الأخ: أن يهاديه كل قليل من الأيام، لا سيما إذا بلغه عنه وقفه، وفى الحديث، (تهادوا تحابوا وتصافحوا يذهب الغل عنكم) رواه أبو يعلى في مسنده ورواه ابن عساكر عن أبى هريرة.
ومن حق الأخ على الأخ: أن يرشده إلى ترك البغي على من بغى عليه وأن ينتصر بالله تعالى، إذا أن إرشاد الأخ المظلوم إلى الانتصار بالله تعالى، والتسليم إليه سبحانه وتعالى من أكبر نصرة الأخ.
وفى (زبور) السيد (داود) عليه السلام: (يا داود، لا تبغ على من بغى عليك فمن بغى على من بغى تخلفت عنه نصرتي).
ومن حق الأخ على الأخ: مساعدته له في التزويج، وقد ذكروا: (أن الإعانة في ذلك أفضل من الغزاة والمكاتبين، إذا هو أفضل نوافل الخيرات، والأجر يعظم السبب، فلولا النكاح ما وجد مجاهد، ولا عابد لله تعالى.
ومن حق الأخ على الأخ: ألا يغفل عن عيادته إذا مرض ولا عن خدمته لا سيما في الليل.
وينبغي للعايد ألا يأكل عند المريض، وفي الحديث: (إذا عاد أحدكم مريضا فلا يأكل عنده شيئا) رواه الديلمي في مسنده الفردوس عن أبى أمامة رضي الله عنه.
ومن حق الأخ علي الأخ: أن يرشده إلي الوصية إذا حضرته الوفاة، ولا يتبع الحياء الطبعي، والفائدة في ذلك معلومة.
ومن حق الأخ علي الأخ: ان يسهر إلي الصباح إذا كان في حالة تفضي إلي الموت، فربما يكون الآجل في ذلك الوقت فيفارقه على وفائه بحقه.
ومن حق الأخ علي الأخ: أن يصدقه إذا انتسب إلي أحد من الأكابر من أولياء أو علماء أو أمراء.
ومن وصية الشيخ محيي الدين بن عربي (أذا انتسب أخوك إلي أحد من الأكابر فاحذر أن تطعن في نسبه، ولو في نفسك فتدخل بين ذلك الشخص وبين الله تعالي، فتقع في إثم كبير، بل ورد أن الطعن في الإنسان كفر)
ومن حق الأخ علي الأخ: ألا يكفره بذنب، ولو لاث الناس به، إذ لا يخفي قلة ورع الناس في الكلام وعسر معرفة جميع الألفاظ التي يكفر بها الإنسان.
والتكفير كما قال شيخ الإسلام السبكي أمر هائل، أقل ما فيه أنه أخبر عن إنسان أنه خالد في النار لا تجري عليه أحكام الإسلام في حياته بعد مماته.
ومن حق الأخ علي الأخ: ألا يبغض ذاته إذا وقع فيما لا ينبغي.
ومن كلام سيدي علي الخواص – رحمة الله (عداوتنا لأفعال من أمرنا الحق تعالي بعداوته عداوة شرعية وعداوتنا لذاته عداوة طبيعية والسعادة في الشرعية لا في الطبيعية.
والغالب في الناس بغضهم لذات من سمعوا عنه أنه وقع في محرم وأما إن سمعوا عنه أنه تكلم فيهم بشيء يكرهونه فإنهم يكرهون أولاده فضلا عن ذاته ويحتقرونه زيادة علي ذلك وربما يزعم بعضهم أنه مصيب في احتقاره له وغاب عنهم أن من الجهل المحض احتقار عبد اعتني به الحق تعالي وأخرجه من العدم إلي الوجود.
(
فأحذر يا أخي من ذلك فإن الحق تعالي ما أمرك أن تحتقر أحدا من خلقه وإنما أمرك أن تنكر علي أفعاله المخالفة لشرعة لا غير فتأمر العاصي وتنهاه وأنت غير محتقر له).
وتأمل قوله: في شجرة الثوم (إنها شجرة أكره ريحها) رواه البخاري ومسلم في صحيحهما.
فما كره ذاتها وإنما كره ريحها الذي هو بعض صفاتها فعلم أن عداوتنا للكفار عداوة صفات بدليل أنهم إذا أسلموا وحسن إسلامهم حرم علينا عداوتهم.
ومن حق الأخ علي الأخ: إذا حصل بينه وبين أخيه وقفه أن يزيد في بث محاسنه أكثر مما كان قبل الوقفة مراعاة للود وقد كان السلف الصالح يمدحون عدوهم كلما ذكر بحضرتهم بحيث يظن الظان أنه من أعظم المعجبين لهم.
فاقتد يا أخي بهم ولا تتوقف في ذكر أخيك بالمعروف أيام غيظك عليه، واحذر من الوقوع في عرضه فربما وقع الصلح فيصير ذلك يكدر صفاء المودة وتذكر ما أكلت عنده من الخبز وما سبق من المعروف وقل من يفعل ذلك.
ومن حق الأخ علي الأخ: ان يقدم حوائجه الضرورية علي عباداته المسنونة ومعلوم أن الخير يتعدي نفعه أفضل من القاصر علي فاعله ومن حق الأخ علي الأخ: إذا وقع في حقه شيء وبلغه ان يبادر إلى الاستغفار وإلى كشف الرأس والإطراق إلى الأرض وإظهار الندم علي ما وقع منه في حق أخيه ويديم ذلك إلى أن يرحمه أخوه ثم إن لم يرحمه رجع على نفسه باللوم واعترف بأنه ظالم وقل من يفعل ذلك.
ومن حق الأخ علي الأخ: أن يقبل اعتذاره ولو كان مبطلا فقد روي الترمذي وغيره (من أتاه أخوه متنصلا من ذنب فليقبل اعتذاره محقا كان أو مبطلا فإن لم يفعل لم يرد علي الحوض).
وفي معني ذلك أنشد:


اقبل معاذير من يأتيك معتذرا *** إن بر عندك فيما قال أو فجرا
فقد أطاعك من يرضيك ظاهره
*** وقد أجلك من يعصيك مستترا
اقبل معاذير من يأتيك معتذرا = إن بر عندك فيما قال او فجرا
فقد أطاعك من يرضيك ظاهره = وقد اجلك من يعصيك مستترا
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
وأنشد كذلك:
قيل لي قد أساء إليك فلان *** ومقام الفتي على الذل عار
قلت قد أتى وأحدث عذرا
*** دية الذنب عندنا الاعتذار
إذا اعتذر الصديق إليك يوما
*** تجاوز عن مساوية الكثيرة
فإن الشافعي روي حديثا
*** بإسناد صحيح عن مغيرة
عن المختار أن الله يمحو
*** بعذر واحد ألفي كبيرة

قيل لي قد أساء اليك فلان= ومقام الفتي علي الذل عار
قلت قد أتي وأحدث عذرا= دية الذنب عندنا الاعتذار
إذا اعتذر الصديق إليك يوما= تجاوز عن مساوية الكثيرة
فإن الشافعي روي حديثا= بإسناد صحيح عن مغيرة
عن المختار : أن الله يمحو= بعذر واحد ألفي كبيرة
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم(من اعتذر إليه أخوه بمعذرة فلم يقبلها منه كان عليه من الخطيئة مصل صاحب مكس)رواه أبو داود في المراسيل.
ومن كلام سيدي (علي الخواص) رحمه الله
(
أذا جاءكم أخوكم معتذرا فاقبلوه لاسيما أن طال به الوقوف فإن لم يجد أحدكم في قلبه رقة لأخيه فليرجع علي نفسه باللوم وليقل لها: يأتيك أخوك معتذرا فلا تقبليه؟ فكم وقعت أنت في حقه فلم تلتفتي إليه فأنت إذا أسوأ حالا منه).
وقال بعضهم (الأخ الذي يلجيء أخاه أن يعتذر إليه ليس بأخ صادق، ولا من أهل الطريق، فإن أهل الطريق يقيمون للخلق المعاذير قبل أن يعتذروا إليهم).
ومن حق الأخ علي الأخ: كثرة فرحه له إذا كثرت طاعاته وانقلب الناس إليه بالاعتقاد ومن لم يكن كذلك قام به داء الحسد وفي الحديث (الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب)رواه ابن ماجة عن أنس رضي الله عنه.
ومن وصية سيدي (علي وفا) إياك أن تحسد من اصطفاه الله عليك فيمسخك الله كما مسخ إبليس من الصورة الملكية إلي الصورة الشيطانية لما حسد السيد آدم على نبينا وعليه أفضل الصلاة والسلام

حسن الخليفه احمد غير متواجد حالياً  
عزيزنا الزائر لن تتمكن من مشاهدة التوقيع إلاَّ بتسجيل دخولك
قم بتسجيل الدخول أو قم بالتسجيل من هنا
رد مع اقتباس