37- وقال رضى الله عنه
(هذا النظم توسلاً بأسماءِ الله الحسنى)
بدأتُ بِاسمِ اللهِ فى النّظمِ قائلاً ** تباركتَ قُدُّوساً نزِيهاً مُجلّلاَ
وثَنيتُ بالحمدِ الجميلِ محامِداً ** على نِعمِ المولى علينا تَفضَّلاَ
وصلَّ إلهِى كلَّ وقتٍ وساعةٍ ** على المصطفَى زينِ الأنامِ المُبجلاَ
وآلٍ وأصحابٍ وحزبٍ وشِيعةٍ ** متى غرَّدَ القِمرى وصاحَ مُهلِلاَ
وبعدُ فلِلمولى تباركَ تِسعَةٌ ** وتِسعُونَ إسماً سِرُّها قد تكمَّلاَ
سأنظِمُها قصدَ التَّبرُّكِ راجِياً ** من اللهِ نظمى أن يكونَ مُسهَّلاَ
وأن اُرزقَ الفيضَ الجزيلَ كما أتى ** عنِ الطهرِ طهَ مُرسلاً ومُسلسلاَ
يُشيرُ بأن الفيضَ يحصُلُ والرِّضا ** يَعُمُ جميعَ الحاضِرينَ ومن تلاَ
فيا اللهُ أمدُدنا بِسِرِّ تصرُّفٍ ** وياهو أفِض من نُورِ سِرِّكَ عَاجِلاَ
ومُنَّ أيا رحمنُ فى حضرةِ الرِّضا ** علىَّ رحيمٍ مُزنَ فيضٍ مُهطلاَ
ويامالك الهِمنى إلى الخيرِ واهدِنى ** وهب لى أيا قُدُوسُ منكَ المُؤمَّلاَ
سلامٌ من الأفاتِ سَلِم وعافِنا ** من السَّلبِ لِلأيمانِ مُؤمنُ عاجِلاَ
مُهيمنُ أشهِدنا لِسِرٍّ مُقدَّسٍ ** لِنحظى بِعِزٍّ ياعزيزُ مُكمَّلاَ
واجبر أيا جبَّارُ كسرَ قلوبنا ** ويامُتكبرُ كن لِشأنى مُبجِّلاَ
وياخالقٌ حسِّن لخُلقِى ومنشى ** ويابارئَ الأنفاسِ كن لى مُجِّمِلاَ
وجُد لى بِقصدى يامُصورُ واكفِنى ** وبالعفوِ ياغفَّارُ جُد لى تفضَّلاَ
وبالقهرِ ياقهَّارُ فاقهر مُعانِدِى ** وهب لى أيا وهَّابُ رِزقاً مُسهَّلاَ
بِفضلِكَ يارزَّاقُ واكشِف لكُلِّ ما ** عنِ الفهمِ يافتَّاحُ أصبحَ مُقفلاَ
عليمٌ فعلِمنا عُلُومَ حقائقٍ ** وياقابضَ الأرواحِفى النّزعِ سهِّلاَ
وياباسِطاً للخيرِ زِدنى مهابةً ** وياخافِضُ اخفِض قدرَ خصمِى فى الملاَ
ويارافعُ ارفَعنِى على رغمِ حاسدٍ ** مُعزٌ بتاجِ العِزِّ كُن لى مُجمِّلاَ
مُذِلٌ إلى الطاعاتِ ذلّل جوارِحى ** سميعٌ فاسمِعنى خِطاباً مُفصلاَ
بصيرٌ فأشهِدنى عجائبَ صَنعةٍ ** وياحكمُ اجعلنى عنِ السُّفلِ فى العُلاَ
وياعدلُ وفِقنى لِأعدلَ فى الورى ** وجُد لى بلطفٍ يالطيفُ من البلاَ
خبيرٌ فخبِّرنا بما كانَ غامِضاً ** وبالحِلمِ إجعلنى حليماً مُكمَّلاَ
عظيمٌ فرقِّنا لِأعلى مكانةٍ ** غفورٌ فمحواً للذنوبِ مُعَجَّلاَ
شكورٌ فألهِمنا لِشُكركَ منةً ** عَلىٌّ فرَقِّنا إلى ذِروَةِ العُلاَ
كبيرٌ بِسِرٍّ منكَ نقهرُ للعِدَا ** حفيظ من الآفاتِ حُطنا تَفَضُّلاَ
مقيتٌ أمِدَّ الرُّوحَ بالسِرِّ يغتذِى ** حسيبٌ فحسبى أنتَ ياخالقَ الملاَ
جليلٌ فألبِسنا جلالاً وهيبةً ** لنحظى كرِيماً بالسُّرورِ مُعَجَّلاَ
رقيبٌ فاجعلنى إليكَ مُراقباً ** مُجيبٌ أجبنى ياكريمُ تَفَضُّلاَ
وياواسعَ الإمدادِ بالفيضِ عَلِنِى ** لِأروَى حكيماً من كُؤوسٍ وأنهلاَ
ودودٌ فسخر لى القلوبَ تَوَدُّنى ** مجيدٌ فهب لى منكَ مجداً مُطولاَ
وياباعثُ ابعثنِى إلى الرشدِ داعياً ** شهيدٌ تولّى قبضَ رُوحى مُهلِلاَ
وياحقُّ ثبِّتنى على نهجِ أحمدٍ ** وكيلٌ فأرزُقنى عليكَ التَّوَكُّلاَ
قوِىٌّ إلى الطاعاتِ قوِّ عزيمتى ** متينٌ إلى الإرشادِ وفِّقنى أفعلاَ
ولىٌّ تولاّنى بعينِ عِنايةٍ ** حميدٌ فألهِمنى لِحمدِكَ فى الملاَ
ويامُحصِىَ الأشياءِ بالفيضِ عُمَّنى ** ويامُبدِئُ ابدِى لنا السِّرَّ واكمِلاَ
معيدٌ أعِدنا فى فناءِ جمالِكم ** ويامُحِى أحيِى لذكرىَ فى العُلاَ
مميتٌ فعجِّل موتَ خصمى بكيدِهِ ** وياحىُّ أحيِى لى فؤادِى لِيُجتلاَ
وقوِم أيا قيُّومُ للرُّشدِ هِمتِى ** وياواجدٌ غوثاً على سائرِ الملاَ
وياماجدٌ مجِّد لِقدرىَ فى الورى ** وياواحدٌ وحِّد لِسِرِّى لِيُمتلاَ
وياصمدٌ غيَّب شُهُودِى بِحضرَتِك ** وياقادِرٌ من رامَ ذلاً لىَ اقتُلاَ
ومقتدِرٌ دمِّر لمن كان حاسِدِى ** مُقدِّمُ قدِّمنى على كُلِّ من عَلاَ
وأخِّر عدُوِّى يامُؤخِّرُ آخِراً ** وياأوَّلٌ فى حضرةِ القُدسِ أنزلاَ
وياآخِرٌ حسِّن خِتامَ عواقِبى ** وياظاهِرٌ أظهِر لفضلىَ فى الملاَ
وياباطِنٌ أجلِب لِقلبى هِدايةً ** وياوالِ ولِنّى لِخلقِكَ أعدِلاَ
ويامُتعالٍ أعلِنى فوقَ من علا ** ويابرُّ اُغمُرنى ببرِّكَ واشمَلاَ
وإمحُ أيا توابُ ذنبى تكرُّما ** ومنتقمٌ خُذ لى عدُوِّىَ عاجِلاَ
وجُد لى بعفوٍ ياعفُوُّ من الخطا ** ورأفةَ حالِى يارؤُوفُ تَفَضُّلاَ
ويامالكَ الملكِ أعطِنى منكَ نفحةً ** وياذا الجلالِ ثمَّ الإكرامِ جمِّلاَ
ويامُقسط ٌ بالفضلِ رجِّح موازِنى ** وياجامعُ اجمعنى لِما كنتَ ساهِلاَ
غنِىٌّ فهب لى منكَ كنزَ قناعةٍ ** ويامُغنِ أغنِى العبدَ عن جُملةِ الملاَ
ويامُعطِىٌّ اقضِى بِفضلكَ حاجتى ** ويامانعُ امنعنى من السُّوءِ والبَلاَ
وياضارَّ اهلِك من يُريدُ مضرَّتى ** ويانافعٌ بالنّفعِ جُد لى مُكَّملاَ
ويانورُ نورنى وأكحِل بصيرتِى ** وياهادىَ اهدينِى إلى الحقِّ أعدِلاَ
بدِيعٌ فألهِمنى بدائعَ حِكمةٍ ** وياباقىَ ابقيِنى دواماً مُكَّملاَ
وياوارِثٌ أورِثنِى شرائعَ أحمدٍ ** رشيدٌ على نهجِ النّبِّىِ المُبجَّلاَ
وبالصبَّرِ خلِقنى صَبُورٌ على الأذى ** فقد جِئتُ ياربَّ العُلا مُتوسِلاَ
بأسمائكَ الحُسنى أتيتكَ داعِياً ** ومُبتهِلاً ربِّى عليكَ التَّذلّلاَ
فما خابَ من أضحى ببابِكَ واقِفاً ** مَدَدنا يَدَينا نحوَ جُودِكَ نسألاَ
فأنتَ كثِيرُ الجودِ فامنُن برحمةٍ ** تعُمُّ لِأولادِى وأهلى ومن تَلاَ
ومن كانَ فى عصرِى مُحِبَّاً وزائراً ** كذاكَ وأزواجى وصحبى وسائِلاَ
ومن كانَ فى قُطرِى جميعاً بأسرِهِم ** وكُلِّ مُريدٍ صادِقِ الحُبِّ راجِلاَ
كذاكَ وناظِمُها المُقصِّرُ راجياً ** نِظامَهُ فضلاً أن يعُودَ مُقابَلاَ
بِإقبالهِ فى كُلِّ حالٍ لِأنَّهُ ** عديمٌ ولا فى الشِّعرِ باعُهُ طائلاَ
تجاوز خطاياهُ قدِيماً وحادِثاً ** وسِرَّاً وإعلاناً وبالعفوِ جمِّلاَ
وامحو ذنوباً لايُطيقُ لحِملِها ** وأسعِدهُ فى الدارينِ والقُبحَ أبدِلاَ
وارفع لهُ قدراً وحسِّن عواقباً ** وطهِّر منَ الأرجاسِ قلباً وأغسِلاَ
وفى حضرةِ القدسِ المنيعِ أقيمُهُ ** بجانبِ طهَ من علا الرُّسلَ واعتَلى
وأزكى صلاةِ اللهِ تغشى سلامُهُ ** على المُصطفَى ماحنَّ رعدٌ وجلجلاَ
كذا الآلُ والأصحابُ ما لاحَ بارِقٌ ** وماشنَّ وبلٌ فى القِفَارِ وهمَّلاَ
كذاكَ معَ التَّسليمِ ما طارَ طائرٌ ** وغنّى هِزارٌ فوقَ غُصنٍ وبلبلاَ
وما نجلُ سِرِّ الختمِ عُثمانُ مُنشِداً ** وبعدُ فحمدُ اللهِ ختماً وأوَّلاَ