عرض مشاركة واحدة
قديم 11-26-2012, 09:46 AM   #33
بت وهب

الصورة الرمزية بت وهب



بت وهب is on a distinguished road

افتراضي رد: ديوان نفحات الطيب فى مدح الحبيب لسيدى محمد عثمان تاج السر الميرغنى


26- وقال رضى الله عنه

سمت رِفعتى فخراً سُمُوَّاً بِرِفعتى ** وأهلُ العُلا قاموا صُفوفاً لِحضرتى

سقانى حُمَيَّا الفيضِ ساقى المُدامةِ ** وخمرى لذيذُ الطعمِ صافى الكُدُورةِ

ولما أدارَ الكأسَ فى حضرةِ العُلا ** بدأ بِى وأسقانى وأعطانِ بُغيتى

وكنتُ أنَا السَّاقى لمن كانَ جالساً ** أطوفُ عليهِم نوبةً بعدَ نوبةِ

ولمَّا تجلى لى وأشفا سرائرى ** وقدَّمنى حقاً على كلِّفرقةِ

مقامىَ فوقَ الفوقِ فى درجِ العُلا ** وما شِئتهُ فى الكونِ كان بِهِمَّتى

وأمرى على كلِّ الخلائقِ نافذ ** وكلُّ الورى من أمرِ ربِّى رَعِيتى

فلى المنصِبُ الأعلى وحُكمىَ ماضىٌ ** بكلِّ أراضى اللهِ فى كلِّ بُقعةِ

وإسمىَ مكتوبٌ على ساقِ عرشِهِ ** وفى اللوحِ مثبوتٌ فأتقن عِبارتى

لقِى خاطرى من عالَمِ الغيبِ جُملةً ** ولو ظهرت ظهَّرت يوماً تُحيِّرُ فِكرَةِ

تُراوِدُ نفسى بإظهارِ بعضِها ** ويمنَعُها عقلى مناماً ويقظةِ

فللهِ فى أمرى شُؤُونٌ عجيبةٌ ** تدِقُّ على الأفهامِ معنىً وصورةِ

لما وسِعتَ رِقُّ الطرُوسِ لِأنها ** عزيزةُ وصفٍ لاتُحدُّ لِكثرةِ

ولو كانَ هذا العصرُ ياخِلِىِّ قابلاً ** لقلتُ كلاماً ليسَ يُفهَم لِدِقَّةِ

ولكنّنِى اُخفى أمُوراً كثيرةً ** جواهرُ لفظٍ لاتُبَاعُ ببخسَةِ

ولكِنَّنى أرجو بكتمانِ سِرِّهِ ** حناناً وتوفيقاً لِأهلِ مودَّةِ

أبى اللهُ أن أحكى غوامضَ سِرِّهِ ** لَحَيَّرتُ أهلَ الصَّحو والسُّكرِ جُملةِ

ولو يأذنُ الرحمنُ إفشاءَ بعضِها ** لسَطّرَ أهلُ العصرِ ألفَ صحيفةِ

ولو أنَّها حلّت على بحرِ مالحٍ ** لعادَ هُناكَ البحرُ ماءَ عُذوبةِ

ولو أنَّها حلّت على قصرِ شامخٍ ** لعاد هُنالكَ القصرُ حالاً رُمَيدَّةِ

ولو أنَّها حلّت على غُصنِ بانةٍ ** لعادَ قضيبُ البانِ يزهو بخُضرَةِ

ولو أنَّها حلّت على الرَّملِ والحصا ** لكانت تُناجينى بأفصحِ كِلمةِ

ولو أنَّ ميتَ القلبِ يصغى لِبعضها ** لأحياهُ ربُّ الخلقِ من موتِ غفلةِ

أنا فى مقامِ الختمِ إن كنتَ جاهلاً ** وحالىَ من حالِ الرسولِ وِراثةِ

لِأنى على قدمِ الرَّسولِ بِلا مِرا ** وذاتىَ من نورِ الحبيبِ وصورتِى

لقد شاع ذكرى فى الأراضى كُلِّها ** وعمَّ جميعَ الكونِ فى كلِّ بقعةِ

فلى المجَّدُ والإجلالِ فى كلِّ مشهدٍ ** قديماً حديثاً قبلَ وقتِ الرِّضاعةِ

فذا العصرُ ذا عصرى فلا لى مُعاصرٌ ** وكلُّ جميعِ الخلقِ طوعَ إرادتى

أنا بابُ طهَ الطهرِ حقاً وإبنُهُ ** ومِفتاحُ ذاكَ البابِ فى طىِّ راحَّتِى

فكيفَ يرومُ الغيرُ من غيرِ بابِنا ** دُخولاً فهذا بعضُ عينِ الشَّقاوةِ

فما ثَمَّ بابٌ غيرُ بابى لِأنَّهُ ** دليلٌ على المختارِ من غيرِ مُهلةِ

فمن كان ذا فخرٍ ففخرُهُ حادثٌ ** وفخرى قديمٌ قبلَ إنشاءِ صُورةِ

ومن قبلِ القَبلِ كان فَخَارُنا ** منَ اللهِ والمختارِ فى كُلِّ حضرةِ

فكيفَ يرومُ الحاسدُون انطِفاءَهُ ** وأيَّدنا الرحمنُ قهراً بنصرةِ

فلى كُلّ فضلٍ طاب من غيبِ علِمِهِ ** علوماً وأسراراً وإنشاءَ حِكمةِ

ويشهدُ فضلى فى السمواتِ كُلِها ** بذا الدَّارِ فى الدُّنيا ويومِ القيامةِ

وكم منكرٍ قد جاءَ يرجو امتحِاننا ** فعادى محبَّاً صادقاً فى المحبةِ

وكم قاصدٍ بالبابِ ياصاحِ واقفاً ** حوائِجُهُ فى الحينِ تُقضى بسرعةِ

وكم لائذٍ يرجو أموراً وعاكفاً ** على قدمٍ فى الضيقِ طالب إغاثةِ

فيأتيهِ مِنَّا مايَسُرُّ فُؤادَهُ ** ويضحَى عزيزاً بعدَ ذلٍ وخيبةِ

فإن كنتَ فى خطبٍ مُهيلٍ ومُزعجِ ** فنادِ بنا ياصاحِ نأتى بِغارةِ

فإن كنتَ ذا وجدٍ وحُبُّكَ صادقٌ ** ترانى مناماً كلَّ وقتٍ ويقظةِ

فيا ناشداً للنَّظمِ بلبلتَ مسمعى ** ترنَّم بهِ فى كلِّ قصرٍ وروضةِ

تزاحمتِ العشَّاقُ عند سماعهِ ** فهاموا بهِ سُكراً بغيرِ مُدامةِ

يُقِرُّ بفضلى كُلُّ من جاءَ قاصداً ** يُشاهدُ أحوالى بطبقِ الشريعةِ

وأزكى صلاةِ اللهِ تغشى حبِيبنا ** إمامَ الهُدى المختارَ من كُلّ فِرقةِ

وآلاً وأصحاباً متى هامَ عاشقٌ ** وزمرمَ مُشتاقٌ وغنَّى بفرحةِ

سمت رِفعتى فخراً سُمُوَّاً بِرِفعتى ** وأهلُ العُلا قاموا صُفوفاً لِحضرتى

بت وهب غير متواجد حالياً  
عزيزنا الزائر لن تتمكن من مشاهدة التوقيع إلاَّ بتسجيل دخولك
قم بتسجيل الدخول أو قم بالتسجيل من هنا
رد مع اقتباس