24- وقال رضى الله عنه
ياربِّ بالمحجوبِ قُطبِ زمانهِ ** غوثِ العبادِ وغوثِ كُلِّ أوانِ
ياسائقَ الرُّكبانِ بالألحانِ ** أقرى سلامى مُجندِلَ الشُجعانِ
الميرغنى المحجوبِ نجلَ مُحَّمدٍ ** محجوبِ عن جهلٍ وعن عِصيانِ
الميرغنى المشهورِ نِبراسِ العُلى ** علاّمةِ الأعصَارِ والأزمانِ
مِصباحِ أهلِ الفضلِ عندَ روايةٍ ** ودِرايةٍ وإشارةٍ وبيانِ
العالِمِ النِّحريرِ بحرِ شريعةٍ ** وحقيقةٍ وطريقةٍ ومعانِ
بحرٍ خِضَمٍّ لايُحاط بساحلٍ ** فى الحُكمِ والأحكامِ والتبيانِ
الجَهبَذَ الحَبرِ المُحَّبرِ قولُهُ ** فى حالةِ التدريسِ كالمَرجانِ
السَّيِّدِ السَّندِ المُدقِّقِ فى الورى ** بحقائقٍ حنفِيِّها النُّعمانِ
كنزِ العلومِ أمامِ كلِّ مُوفَّقٍ ** هادى الأنامِ ومُرشِدِ الأكوانِ
هذا الذى هِزَبرٌ للشيوخِ جَمِيعِها ** هذا إمامُ الوقتِ غوثُ زمانِ
هذا الذى فى الفضلِ صحَّ بأنهُ ** قطبٌ عظيمُ المجدِ ثمَّ الشَّانِ
قطبُ الكيانِ وغوثُ كلِّ مُلِمَّةٍ ** فى الحينِ عن صحبٍ وعن إخوانِ
شمسٌ أضاءَ على الوجودِ بفضلِهِ ** حتى اهتدى من كان فى طغيانِ
عمَّ الأنامَ نوالُه وعطاؤُهُ ** مامِثلُهُ أحدٌ من الأقرانِ
لم تقدِرِ البُلَغاءُ تَحصُرُ وصفَهُ ** مهما تناهَى شاعرٌ بمعانِ
خضعت لهُ كُلُّ الرقابِ مهابةً ** وأطاعَ من فى المِصرِ والوِديانِ
وكذا الوحوشُ أتت اليهِ وسلّمت ** ومُلُوكها والإنسُ ثمَّ الجانِ
والطيرُ أضحى مادِحاً فى وكرِهِ ** ببلابلِ الأشواقِ والأشجانِ
ليثٌ تهابُ الخلقُ سطوةَ بأسِهِ ** مَلِكٌ جوادٌ صاحبُ الإحسانِ
جالى الصَّدا بحرُ النَّدا ساقى العِدا ** كأسَ الرَّدا والذُّلِّ والخسرانِ
الميرغنى الشَّهمُ الهمامُ أخو الوفا ** عينُ الجَحَاجِحِ فارسُ الفرسانِ
الفارسُ الضرغامُ كرَّارُ الوغا ** نسلُ البتولِ وحيدرُ الميدانِ
من قد تسامى مَجدُهُ فوقَ العُلا ** ورقَى على الأندادِ والأقرانِ
ورقى على هامِ السِّماكِ برتبةٍ ** لم يَرقَها أحدٌ سِوى العدنانِ
حاوى المفاخرِ من أبيهِ وجدِّهِ ** ساقى كؤوسِ الحُبِّ بالدَّورانِ
يكفيهِ من فخرٍ على كلِّ امِرئٍ ** فخراً مدى الأبكارِ والأزمانِ
يعسوبُ أهلِ الحضرتينِ وغوثُهم ** ورئيسُهُم فى مجلسِ الديوانِ
أكرم به من سيدٍ حازَ العُلا ** ورقى مراقى القُطبِ فى العرفانِ
ندبٌ جليلٌ من سلالةِ هاشمٍ ** أهلِ التُّقى والفضلِ والإتقانِ
لاتنسنى من دعوةٍ جُنحِ الدُّجى ** فعسى بجاهكَ جمعُنا بمكانِ
اسأل كريمَ الجودِ جمعَ الشَّملِ فى ** عجلٍ مدى الأوقاتِ والأزمانِ
زادَ اشتياقى إليكَ ياعِزِّ الهُدى ** وتشوُّقى ياقرَّةَ العينانِ
اُفديكَ ياروحى وياأقصى المُنى ** بالرُّوحِ ياخِلِّى وياإنسانِى
فعليكَ منى ألفُ ألفُ تحيةٍ ** ماغرَّدت ورقاءُ فى الأغصانِ
ثم الصلاةُ على النَّبِّى مُحمَّدٍ ** ماغنَّتِ الأطيارُ فى الوُديانِ
والآلِ والأصحابِ مابرقٌ سرى ** أو جادَ سُحبُ الغيثِ بالأمزانِ
أو أنشدَ المشتاقُ نظماً قائلاً ** ياسائقَ الرُّكبانِ بالألحانِ